|
هناك فرق بين الحكم الفقهي والاستدلال بالدهشة - مقال بقلم الأستاذة منى أبوزيد فى التيار
|
هناك فرق
الحكم الفقهي والاستدلال بالدهشة ..!
منى ابو زيد
إمام المسجد المجاور لبيتنا ارتجل خطبة سياسية بعد صلاة مغرب يوم أمس الأول .. حذّر من خلالها المصلين وجموع أهل الحي وعموم المسلمين في السودان من التصويت للشيوعيين والنساء في الانتخابات القادمة ..!
وفي معرض التدليل على صواب رأيه ساق حكاية الأستاذ محمد إبراهيم نقد مع سؤال زميلنا الأستاذ عبد الباقي الظافر في برنامج مجهر سونا على قناة النيل الأزرق .. حيث سأل الظافر الاستاذ نقد عما إذا كان يصلي أم لا ..! السؤال الذي قد يبدو من المستهجن توجيهه إلى أي سوداني ديانته الإسلام .. وجد لنفسه بعض الشرعية متلفعاً بمبرر مفاده شيوعية الرجل التي يفهمها معظم الناس مرادفاً للكفر .. عندها لفحت السائل والحاضرين وعموم المشاهدين على امتداد السودان الإجابة الذكية جداً .. والحاسمة جداً .. أجاب سكرتير الحزب الشيوعي ومرشح رئاسة الجمهورية بأنه حالياً لا يصلي ..!
عندها لملم السائلون أذيال أسئلة فرعية كثيرة مفترضة كانت ستنبثق عن الإجابة بنعم على سؤال الشيوعي عن صلاته .. قلب الرجل على سائله ظهر المجن ونقل الحديث ببراعة عن ما لا يرغب الخوض فيه إلى ما يريد هو أن يجيب عليه ..!
زملاؤنا في قناة النيل الأزرق والذين كانوا يقفون وراء كاميرات مجهر سونا .. أخبرونا ضاحكين عندما التقينا بهم في أثناء تصوير برنامجنا الأسبوعي (عدد خاص) – أخبرونا – أنهم قد رأوا بأمهات أعينهم التي سيأكلها دود القبور – رأوا – الأستاذ نقد وهو يصلي صلاة المغرب قبيل وقوفه في استديو مجهر سونا ..!
بل ان الكثيرين من الشاهدين على العصر يؤكدون أن السيد الامام الصادق المهدي والشيخ حسن الترابي قد وقفوا للصلاة خلف الرجل عندما جمعتهم حياة السجن .. كان سكرتير الحزب الشيوعي يؤم شيخ الإسلاميين وإمام الأنصار للصلاة لأن الدين لله ..!
بينما فهم ذلك الإمام الخطيب ,وغيره كثر، إجابة الأستاذ نقد على النحو الذي يفيدهم .. فكان التدليل القاطع بها على كفر الرجل وبالتالي عدم أهليته لتولي شئون المسلمين ..!
أما المرأة فهي رصيفة الشيوعي في عدم الأهلية لتولي مناصب تؤهلها لتسيير شئون المسلمين .. وبالتالي حذّر الناخب من ترشيحها .. وللتدليل على قطعية ثبوت رأيه في حكم النساء ساق الإمام صاحب الخطبة حكاية الهدهد الذي أبلغ سليمان بملك بلقيس (جئتك من سبأ بنبأ يقين . إني وجدت امرأة تحكمهم وأوتيت من كل شيء . ولها عرش عظيم) .. استدل الرجل بدهشة الهدهد من ملك بلقيس وأسس عليه عدم مواءمة تقلد النساء المناصب السياسية مع الفطرة والدين ..! مع أن المتأمل في الآيات الكريمة التي تضمنت قصة الهدهد يفهم بسهولة أسباب دهشة الهدهد قد تكمن في عظمة جاه بلقيس التي أوتيت من كل شيء وفي وصف عرشها العظيم .. وحتى وإن كان حكم امرأة لقومها هو مبعث الدهشة فهو كذلك بمقاييس الزمن الذي عاش فيه الهدهد ..! ذات الرؤية تنسحب على التفسير الضيق للحديث النبوي الشهير (ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) بينما قادت السيدة عائشة جيش معركة الجمل وفيه صحابة .. بل أن رسولنا الكريم نفسه أمر صحابته الرجال بأخذ نصف دينهم من السيدة عائشة .. أي من امرأة ..! الرجل استدل بدهشة الهدهد على عدم جواز حكم فقهي .. ونحن بدورنا نستدل باستدلاله على تسييس الأحكام ..!
التيار
|
|

|
|
|
|