|
|
 أيوب صديق 00 مزمار البي بي سي يكتب 00 معاشيُّ يحيى العوض ومجانين وادي النيل الثلاثة
|
قرأتُ في هذه الصحيفةِ الغراء في سياق موضوع شيق للاخ الأستاذ الصحفي يحيى العوض، عن دعوته لتنقية الشوائب التي لحقت بالتصوف في بلادنا. فتلك دعوة صائبة ؛ وبالذات في هذا الوقت الذي تملأ فيه علينا شاشات فضائياتنا أوقاتنا بكثير من هذه الشوائب، و بكل من وضع على كتفيه شالاً ملوناً ادعى انه من أقطاب التصوف، وأخذ يحكى لنا اشياء اخطر ما فيها ادعاءُ اصحابها بأنها من الدين. هذا الدين الذي اكمله خاتم الانباء والمرسلين عليه الصلاة والسلام، بعد أن وقَّف لنا عبادته وعلمنا كيف نذكره. و لعل ذلك مما يعنيه الأخ يحى في مقاله، وأرجو أن تكون لي وقفات مع شيء من ذلك. لكن الذي أود الحديث عنه هنا في هذه الاستراحة، شيءٌ ذكرني به حديث أخينا يحيى عن ذلك المعاشي صاحب المتجر؛ الذي اختار أم ضبان ليعلن فيها أنه المبعوث الحقيقي برسالة الاسلام وعلى الناس أن لا يصدقوا غيره. فان كان الذي دل الاخ يحيى على ذلك المبعوث الحقيقي في أم ضبان، هو أخونا الباحث في التراث الشعبي الطيب محمد الطيب عليه رحمة الله، فاني عثرتُ في لندن على من هو أغرب من منه ادعاءً و أخطر منه وعيداً لمن لم يؤمنوا به. وإليكم ما اتفق لي في لندن:
خرجتُ ذات يوم من مبنى الاذاعات الخارجية لهيئة الإذاعة البريطانية (بش هاوس) حيث القسم العربي، بعد ساعات العمل، وقررتُ أن استقل البص من موقف قريب من الاذاعة. وعندما وصلت موقف البص، وجدتُ رجلاً قابلته مرتين من قبل في منطقة ( بكدلي) في لندن، يتحدث بلغة عربية دارجة ذات لكنة قاهرية، وهو أقرع الرأس، أي ليس في رأسه سبيبة واحدة، وفي تلك المرة وسابقتيها كان يرتدي بدلة كاملة سوداء. كان في المرة الأولى مما بدا لي نصف مجنون، وفي المرة الثانية نصف واع، و ذلك من الموضوعات التي كان يتناولها في حديث عن الحياة هناك. أما في هذه المرة وهي الثالثة؛ فكان مما سمعته منه ينطبق عليه قول الشاعر العربي القديم:
جنونك مجنونٌ ولستَ بواجدٍ
طبيباً يداوي من جنون جنون.
فلما كنتُ قد وجدته في موقف البص قبلى ؛ سلمتُ عليه فرد على السلام ثم سألني ألا تعرفني؟ فقلت له لا، فقال لي كيف لا تعرفني وأنا إله؟. فقلتُ له إن الله سبحانه وتعالى أحدٌ فردٌ صمدٌ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد. فقال يخاطبني بضمير الجمع إن لم تؤمنوا بي انتظروا فسأوريكم يوم القيامة، وأخذ يرفع صوته. فتذكرتُ الآية الكريمة من سورة الشورى التي يقول فيها الله سبحانة وتعالى عن ذاته(( فاطرُ السماوات والأرض، جعل لكم من انفسكم أزواجاً ومن الانعام أزواجاً، يذرؤكم فيه، ليس كَمِثله شيءٌ وهو السميع البصير)) صدق الله العظيم. ثم قلتُ في نفسي: سبحان الله ؛ رغم قول الله تعالى عن ذاته “ ليس كمثله شيء “ في هذه الآية ؛ و في غيرها من آي القرآن الكريم، التي تتحدث عن ذاته سبحانه وتعالى بأنه لا شبيه له ، قلت له إن الرسل من لدن آدم عليهم الصلاة والسلام أبلغوا رسالاتهم بربٍ واحدٍ ليس كمثله شيء. فقال لي انتظر أنا سأفعل كذا وكذا، كلاماً لا يكتب هنا. وأثناء حديثه معي مستنكراً عدم معرفتي إياه وعدم إيماني به، رافعاً صوته، رأى أحد رجال شرطة اسكوتلاند يارد يتقدم نحونا فقال لي ( أسكت أسكت).فقلت له كيف تخشى الشرطة وأنت تدعي أنك إله؟ فلم يرد علي. فعندما وصل الشرطي سألني عن سبب صياح الرجل فقلت له إنه يدعي بانه هو إله. فقال لي الشرطي بكل برود وكأنه لم يستغرب قوله ( لكنه إله مزعج جدا) ثم انصرف.ففي تلك اللحظة حمدتُ الله أن جاء البص فركبته فاذا به يركبه معي، ويجلس في مقعد بعيد من مقعدي ، و لم يتحدث معي أو مع غيري حتى نزلتُ انا قبله في الطريق.
ذكرني ذلك كله بقصة طريفة حدثني بها صديقنا المحامي الأستاذ ساتي ماجد. وهي قصة حقيقية حدثت وقائعها أمامه منذ مدة طويلة. كان هناك في إحدى مدننا السودانية رجلان مجنونان وضعا رهن الحبس والعلاج. كان أحدهما من جنونه يقول إنه هو الله، والثاني يقول إنه نبي الله داود، أما لماذا نبي الله داود دون الانبياء عليهم الصلاة والسلام فلا أدري ، ولم يخبرني الاخ ساتي عن سبب ذلك. و إنما اخبرني بأن علامة نبوءته عندما يُسأل عنها يقول إنها شنبه الطويل. كان الرجلان يخضعان للعلاج. فوجدت سلطاتُ المحبس أن الذي ادعى الالوهية قد شُفي مما به، لأنه كان إذا سُئل من أنت؟ ذكر اسمه الحقيقي و استنكر ما ادعاه من قبل، ففكرت السلطات في اخراجه من الحبس. فأُخذ ذات يوم إلى مكتب المدير وسُئل عمن هو فذكر اسمه الحقيقي ، فاطمأنوا بما قال. وقالوا نأتي بزميله لعله يكون قد شفي من النبوة ، فجيء به، وأُجلس بقرب صاحبه . و سُئل من أنت؟ فقال أنا نبي الله داود ، فسئل من الذي ارسلك؟ فقال أرسلني إله، فاذا بصاحبه الذي قيل إنه شُفي يقول ( كضاب أنا ما ارسلته). فيا أخي يحيى.. أين صاحب رسالة ام ضبان من هذا الثالوث النيلي العجيب؟
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيوب صديق 00 مزمار البي بي سي يكتب 00 معاشيُّ يحيى العوض ومجانين وادي النيل الثلاثة (Re: د.عبد المطلب صديق)
|
الاستاذ الدكتور عبد المطلب صديق .. طربت لسماع مزمار البى بى سى ,مصافحا لاذنى عبر ايقاع كلماتك المضيئة .. عندما نقرأ اسمه , الاستاذ أيوب صديق , نسمع ايضا تلك الموسيقى , المدوزنة ببصمات صوته المتميز , الجاهر بالثقة فى تمكنه من اللغة المموسقة بفخامة وفحولة الاداء , يصافح اذنك منبها , هناك من يحق لكم ان تحتفوا وتفخروا بهم, ويغريك ان تهتف , نحن ننتمى لوطن ايوب صديق ..ومن حقه عليكم , جيل الابناء من الاعلاميين , الاجتهاد للسير فى طريقه ورهطه الافذاذ وان توثقوا لهم , النجوم السامقة فى الاثير والسموات المفتوحة .. ولتكن هذه البداية .. عزيزى الدكتور عبد المطلب ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيوب صديق 00 مزمار البي بي سي يكتب 00 معاشيُّ يحيى العوض ومجانين وادي النيل الثلاثة (Re: يحيى العوض)
|
وهذه من اشراقاتهم
فازت الاعلامية السودانية زينب محمد خير البدوى الشهيرة بزينب البدوى بالبي بي سى الدولية ،بجائزة الشخصية التلفزيونية للعام 2009م والتى نظمها اتحاد التلفزيون الدولى وتنافست على الجائزة أكثر من (200) محطة فضائية من بينها قناة الجزيرة الفضائية وعدد من المحطات العربية الاخرى. وقد أقامت السفارة السودانية فى لندن إحتفالا كبيرا بهذه المناسبة وشارك فى الاحتفال الفنان محمد الامين بتقديم العديد من الاغنيات الوطنية والشعبية وقد شارك فى الحفل زملاء الاستاذة زينب البدوى من الاعلاميين بالمحطة. وقال السفير عمر الصديق سفير السودان بلندن أن السفارة درجت على تكريم المبدعين السودانيين المبرزين مشيدا بالإعلامية زينب البدوى لنيلها هذه الجائزة المقدرة والتى رفعت بها اسم السودان عاليا فى المحافل الدولية كما عبرت المحتفى بها عن سعادتها لهذا التكريم من السفارة السودانية وشكرت كل الزملاء الذين جاءوا للاحتفال معها واسرة السفارة السودانية والجالية السودانية بلندن كما عبرت والدتها السيدة آسيا ووالدها الاستاذ محمد خير البدوى الكاتب بصحيفة السودانى العدد الاسبوعى عن سعادتهم بنيل ابنتهم زينب لهذه الجائزة المقدرة والتى رفعت بها اسم السودان فى المحافل الدولية ونيلها لهذه الجائزة المقدرة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيوب صديق 00 مزمار البي بي سي يكتب 00 معاشيُّ يحيى العوض ومجانين وادي النيل الثلاثة (Re: د.عبد المطلب صديق)
|
حوار فى جريدة الفجر عام 1998 مع الاستاذه اسيا مالك بدرى والدة المذيعة العالمية زينب وزوجة الاستاذ الكبير محمد خير البدوى , تتحدث فيه عن بدايات الشوامخ
آسيا مالك بدوي
نجاح أول مذيعة تلفزيونية سودانية في لندن جاء بالمثابرة والاصرار
من مواليد ام درمان حي البوستة درست المرحلة الاولية في العباسية وفي المتوسطة في مدرسة ام درمان وقضيت سنتين في كلية المعلمات متزوجة من محمد خير البدوي عملت عام 1950 معلمة في كليات المعلمات في ام درمان وبعدها في مدرسة الاحفاد الابتدائية وذلك بتشجيع من بابكر بدري جدي لوالدتي زينب التي اسميت عليها ابنتي .
متى حضرت الى لندن ؟
كانت اول مرة عام 1960 في اجازة قصيرة لمدة 3 اسابيع لكن بعد انضمام زوجي الى هيئة الاذاعة البريطانية جئنا عام 1962 واستقرينا منذ ذلك الوقت وكنت بالطبع ارتدي الثوب الذي لم يكن مألوفا .
هل استطعت التأقلم بسهولة على الحياة المختلفة في بريطانية ؟
استقرينا في منطقة اسكس في شرق لندن وفي البداية وجدت صعوبة في التحرك باطفالي الاربعة من والى المدرسة واكبرهم عمره لا يتجاوز سبع سنوات خاصة وان شتاء ذلك العام كان ابرد شتاء في تاريخ لندن في ذلك الوقت حتى تجمدت اعمدة انابيب تصريف المياه فاحسست بالوحدة لعدم وجود من اتبادل معه الحديث خاصة وان الانجليز بطبيعتهم لا يتعرفون على الناس بسهولة لكن مالك المنزل الذي نقيم فيه كان يسكن بالقرب منا واقام هو واسرته معنا علاقة جيدة .
اما الاطفال بالطبع اكتسبوا اللغة سريعا وكونوا صداقات داخل وخارج المدرسة كثرة المشغوليات بالاضافة الى كورسات دراسة اللغة والخياطة خففت من احساسي بالغربة بالاضافة الى اختلاف وضع ومعاملة الاجانب في ذلك الوقت حيث لم يكن هناك ازدحام او ضغط على الخدمات وحيثما اتجهت كنت اجد المساعدة والتقدير , رغم سفر زوجي الكثير للشرق الاوسط بحكم عمله الا ان الاحساس بالامان كان متوفرا .
بعد ان عشتي أكثر من ثلاثين عاما هنا ماهي الايجابيات والسلبيات برأيك ؟
من الايجابيات ان كل شخص يستطيع ان يعيش هنا حسب مقدرته المادية ومزاجه ايضا احترام حرية الآخرين فالجيران مثلا لا يمكن ان يزعجوك ، والحياة هنا بالنسبة للشباب افضل من غيرها من الدول الاوربية من ناحية التعليم والعلاج وانتفاء التميز في معاملة الاجانب حسب القانون الا في حالة ارتكاب المخالفات. من السلبيات شدة الغلاء الذي تضاعف خلال الاعوام ، في الماضي كان ايجار المنزل كله 50 جنيها في الشهر الان اكثر من 500 . بالنسبة لي لاني اعتدت على التواصل والحياة الاجتماعية الحافلة في السودان ، ضايقني عدم التواصل بين الاسر ، خاصة اذا كانت المرأة لا تعمل ، تجد نفسها وحيدة بعد ذهاب الاطفال للمدارس والزوج الى عمله .
كيف كانت حصيلة تربية الابناء في مجتمع مختلف الثقافة ؟
قامت تربيتنا لهم على التفاهم والحرية وعدم التسلط لان الاب او الام اذا كانوا متعنتين لا تسير الامور داخل الاسرة لكن مع هذه الحرية نحن غرسنا فيهم اولا كل المثل والقيم السودانية الاصيلة ، وهم قد تأثروا بالطبع بهذا المجتمع الذي يعيشون فيه ، لكنهم دائما يحسبون ويتصرفون انهم سودانيون اولا ويصعب عليهم القول انهم انجليز ، وحتى الانجليز يحترمونك اكثر اذا كانت عندك ثقافتك المميزة ، وفهمهم الجيد للثقافتين المختلفتين جعلهم اكثر تفهما وتقديرا لما يمكن ان ياخذه الاخرون على انه جانب سلبي في أي نهما . ونصيحتى كام كبيرة لبناتي السودانيات هنا الاهتمام بتعليم الاطفال الثقافة واللغة العربية والدين وان يوازنوا بين ذلك وبين التعليم النظامي .
بالنسبة للاقليات العرقية هنا تعتبر زينب بدوي من الرواد الذين تمكنوا من اختراق الحاجز والوصول ما هي نظرتك لها ؟
طبعا مثل أي ام تحس بالسعادة عندما ينجح ابنائها وذلك شعوري بالنسبة لكل ابنائي وبناتي وانا فخورة بنجاح زينب فقد اجتهدت منذ صغرها وكانت دائما متفوقة في الدراسة ومنحت العديد من شهادات التقدير في مدرستها واستمرت في تفوقها حتى تمكنت من دخول جامعة اكسفورد وكانت رغبتها التخصص في الاعلام ، والان بعد ان اكمل ابنائي وبناتي تعليمهم ونجحوا كل في المجال الذي اختاره ، احس بالرضا وبانني قد انجزت خاصة لانني من اسرة مهمومه بالعلم ولن يقبل مني أي تقصير في هذا المجال .
موقف لا ينسى ؟
كان ذلك عام 1961 حيث كنا نقيم في مساعد في الجزيرة ووقع اختلاف كبير بين زوجي وبين ادارة مشروع الجزيرة حيث كان يعمل محررا ، لدفاعه عن المزارعين ، وكانت نتيجته ترك وظيفته ورجوعنا الى ام درمان ومفارقة مساعد بكل خضرتها وجمالها ، لكن حدث تحول مفاجي بعد ان دخل زوجي معاينة في الخرطوم تم بعدها استيعابه مباشرة في هيئة الاذاعة البريطانية فكان حضورنا الى بريطانية .
الفجر -لندن
العدد رقم 82 الاحد 6 ديسمبر 1998
--------------------------------------------------------------------------------
| |
|
|
|
|
|
|
| |
د.عبد المطلب صديق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست