كتاب من حزب التحرير- ولاية السودان إلى‏..I received this message in my E-mail

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 09:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-11-2010, 00:15 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كتاب من حزب التحرير- ولاية السودان إلى‏..I received this message in my E-mail

    Quote: كتاب من حزب التحرير- ولاية السودان إلى

    وزارة الدفاع
    وزارة الداخلية
    القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة
    رئاسة الأركان المشتركة
    جهاز الأمن والمخابرات الوطني
    رئاسة قوات الشرطة

    أيها الإخوة الكرام:



    نخاطبكم اليوم وقد أوشكت خطة الغرب الكافر لتمزيق بلدنا السودان على إكمال فصولها؛ هذه الخطة التي يعتبر اتفاق نيفاشا الموقع في العام 2005م حجر الزاوية فيها، هذا الاتفاق المشئوم هو الذي فصل جنوب السودان وأخرجه عن سلطة الدولة فعلياً. أما استفتاء العام القادم 2011م فإنه لإضفاء الشرعية على الدولة الناشئة؛ التي تتنافس دول الغرب الكافر على بناء قدراتها. نقلت صحيفة الواشنطن تايمز الأمريكية عن ايزيكيل جاتكوث ممثل جنوب السودان في واشنطن قوله: [إن الولايات المتحدة تدعم انفصال الجنوب، وتضخ أموالاً كبيرة لتحقيق ذلك، وأنها تقدم دعماً مالياً سنوياً يقدر بمليار دولار؛ تُصرف في إنشاء البنية التحتية، وتدريب رجال الأمن، وتشكيل جيش قادر على حماية المنطقة]، (صحيفة الرائد 26/12/2009م، بل إنه على خلفية قول المبعوث الأمريكي للسودان غرايشن: [إن الجنوب لا يستطيع أن يحكم نفسه حال انفصاله عن الشمال] شرعت الإدارة الأمريكية في تكوين فريق عمل داخل البيت الأبيض لعلاج هذه المشكلة، نقلت صحيفة الصحافة في عددها (5933) تصريح وزير رئاسة حكومة الجنوب: [إن الحكومة الأمريكية قامت بتكوين فريق عمل مصغر داخل البيت الأبيض ليتولى مهام دعم وبناء قدرات الجنوب، وتهيئته لنتائج الاستفتاء]. ومن ذلك ما كشفت عنه دراسة ألمانية معنونة (سكة حديد للاستقلال) صادرة عن مركز (جيرمان فورين بوليسي) للسياسة الدولية: [إن حكومة الجنوب تعد نفسها للانفصال بعد الاستفتاء في 2011م، وترى في مشروع سكة حديد جوبا - ممبسا أهم مصدر لتوفير الموارد المالية لدولة السودان الجديد]، وأوضحت الدراسة نفسها: [إن دستور الدولة المنتظرة (جنوب السودان) قد تم إعداده في معهد ماكس بلانك للقوانين الأجنبية العامة والقانون الدولي بمدينة هايدلبيرغ بألمانيا]، الصحافة في 07/11/2009م.

    يُضاف إلى ذلك صفقات الأسلحة من دبابات ومدافع وغيرها؛ التي تدخل جنوب السودان عن طريق كينيا، حيث ورد في دراسة صادرة من جنيف في سويسرا عن مركز مسح الأسلحة الصغيرة: [إن الجيش الجنوبي؛ وهو الجيش الشعبي لتحرير السودان، قام على مدى العامين المنصرمين بتكديس أسلحة خفيفة وثقيلة معظمها من أكرانيا].

    ومن ذلك ضبط (33) دبابة من طراز تي 72 من العهد السوفيتي، وأنظمة إطلاق صاروخية متعددة من طراز بي إم 21، ضُبطت على متن سفينة أوكرانية خطفها قراصنة صوماليون لمدة أربعة أشهر في سبتمبر 2008م كانت في طريقها إلى جنوب السودان عبر كينيا. وكانت نشرة جنيز الدفاعية الأسبوعية قد نشرت في يوليو 2009 صوراً التقطت عبر الأقمار الاصطناعية لمجمع عسكري شمال شرق جوبا به دبابات تي 72.



    أيها الإخوة الكرام:



    إن الغرب الكافر؛ أمريكا وأوروبا، قد عزموا أمرهم على فصل جنوب السودان وإقامة دولة ذات صبغة نصرانية فيه، ولكنه؛ أي الغرب الكافر ما كان له أن يفعل ذلك لو لم يجد من يتخذهم مطايا لتنفيذ مخططه إما جهلاً منهم، أو خبثاً. إن التاريخ سوف يسجل بأقبح الأوصاف على هؤلاء الذين كانوا سبباً -لا قدر الله- في انفصال الجنوب وتمزيق بلادنا.



    ولما كنا في حزب التحرير- ولاية السودان لا نداهن ولا ننافق؛ عهداً مع الله تعالى قطعناه: {وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولاً}، فإننا نشير إلى أن الذين يتحملون مسؤولية ذلك على تفاوت، هم:

    كل السياسيين الذين وقعوا في فخ الغرب الكافر عندما بحثوا مظالم أهل الجنوب بوصفهم شعباً آخر غير شعب الشمال.
    قوى المعارضة في مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية عام 1995م؛ التي وقّعت على حق تقرير المصير لجنوب السودان.
    الحكومة بتوقيعها على إعلان مباديء الإيقاد، ثم على بروتوكول ميشاكوس؛ حيث قبلت بحق تقرير المصير للجنوب، ثم توقيعها على اتفاق نيفاشا؛ الذي هو خارطة طريق لفصل الجنوب وتمزيق البلاد.
    قوى المعارضة التي رحّبت باتفاق نيفاشا.
    كل القوى الحقيقية القادرة على منع الانفصال؛ من جيش وشرطة وأمن وغيرها ولم تفعل.


    أيها الإخوة الكرام:



    إننا في حزب التحرير- ولاية السودان عندما نلفت نظركم إلى هذا المخطط الرامي إلى فصل جنوب السودان، ومن ثم تمزيق ما تبقى من السودان، لا نريد لكم أن تكونوا فريسة للتضليل الذي يمارسه الساسة والإعلام، مستخدمين عبارة (الوحدة الجاذبة)؛ التي يفضح كَذِبَها ودجَلَها لسانا الحال والمقال، أما لسان الحال فقد استهللنا ببضع فقرات منه كتابَنا هذا إليكم، أما لسان المقال فإليكم أقوال زعيمي طرفي الاتفاق:

    قال سلفاكير رئيس حكومة الجنوب في كاتدرائية القديسة تريزا في جوبا بتاريخ 31/10/2009م قال: [عندما تصل إلى صندوق الاقتراع سيكون الخيار خيارك، هل تريد التصويت للوحدة لتصبح مواطناً من الدرجة الثانية في بلدك، الخيار خيارك إذا أردت التصويت للاستقلال، فستصبح عندئذ شخصاً حراً في بلد مستقل].

    ثم إليكم قول البشير؛ رئيس الجمهورية، في الاحتفال بالذكرى الخامسة لنيفاشا في حشد من أهل الجنوب بمدينة يامبيو- جنوب السودان يقول البشير: [سنكون أول من يعترف بدولة الجنوب إذا اخترتم الانفصال حتى يعترف بكم العالم]، ثم أضاف قائلاً: [إننا لن نطرد الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال إذا أرادوا العيش فيه] فالرئيس البشير بدل أن يخيف أهل الجنوب من الانفصال وتبعاته يطمئنهم على الانفصال، فهل بعد هذا يقول عاقل بوحدة جاذبة؟!



    أيها الإخوة الكرام:



    إن أرض الجنوب ليست ملكاً لأهل الجنوب، بل هي أرض إسلامية، فتحتها جيوش المسلمين وخضعت لسلطانهم، وكانت بذلك أرضاً خراجية، بناءً على ما صنعه عمر رضي الله عنه في الأرض المفتوحة، استدلالاً بآيات سورة الحشر الأربع "7، 8، 9، 10"، حيث قال عمر رضي الله عنه: إن الله تعالى قد قال: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} ثم قال سبحانه {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ}، ثم لم يرض حتى خلط بهم غيرهم فقال سبحانه }وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ{، فهذا للأنصار خاصة، ثم لم يرض سبحانه حتى خلط بهم غيرهم، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} فكانت هذه عامة لمن جاء بعدهم، فقد صار الفيء بين هؤلاء جميعاً، أي أن الأرض التي لم يسلم أهلها عليها وتفتح، تكون رقبتها ملكاً لجميع المسلمين إلى يوم القيامة، والإمام يُملّك منفعتها للناس.

    لذلك فإن أرض جنوب السودان التي فتحها المسلمون من قبلُ هي أرض خراجية يملك رقبتها بيت مال المسلمين، وينتفع بها أهلها الذين يعيشون عليها؛ مسلمهم وكافرهم، ولا يجوز لكائن من كان التنازل عنها، لأنه تنازل من لا يملك عن ملك غيره، فكيف إذا كان التنازل للكفار، والله سبحانه يُحرِّم أن يكون للكفار سبيل على المسلمين {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا}.

    ثم إن الإسلام قد أمر بتوحيد بلاد المسلمين في دولة واحدة، تحت إمرة خليفة واحد، حتى إنه لا يجوز أن يكون للمسلمين دولتان أو خليفتان، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخَرَ مِنْهُمَا» رواه مسلم، فنظام الحكم في الإسلام نظام وحدة، فكيف بمن يجزئ بلاد المسلمين؟!

    ومن ذلك نخلص إلى أن تمزيق أي بلد من بلاد المسلمين حرام شرعا، وهو موجب لسخط الله عز وجل، بل الواجب السعي لتوحيد ما مزقه الكافر المستعمر باتفاقية سايكس - بيكو وأخواتها.



    أيها الإخوة الكرام:



    إن تمزيق بلاد المسلمين بأيدي أهلها هو جريمة كبرى في دين الله عز وجل، هذا فضلاً عما في فصل جنوب السودان من خطورة على السودان وأهله، وذلك من ناحية واقعية:

    أولاً: إن استخدام حق تقرير المصير لسلخ جزء من البلاد عنها يشكل سابقة بالغة الخطورة تهدد وحدة البلاد، فأي مجموعة تعيش داخلها يمكن أن تطالب بحق تقرير مصيرها أسوة بأهل الجنوب. ومن ذلك تصاعد الأحداث في دارفور، ورفع أصوات بعض قادة التمرد بالمطالبة بحق تقرير المصير، وقد أوصت الورشة الحزبية التي عقدتها الحركة الشعبية في مدينة الكرمك في فبراير 2010م، بحكم ذاتي أو كونفدرالي لولاية النيل الأزرق، وقد كشفت مصادر موثوقة بصحيفة آخر لحظة عن اجتماع ضم الحركة الشعبية، وحركات دارفور المسلحة ومسؤولين بالمخابرات الفرنسية والإسرائيلية والأمريكية واليوغندية في مطلع يناير 2010م في منتجع (نيو سايد) بالجنوب، حيث تم التوصل لاتفاق على نقل مقار الحركات المسلحة من تشاد وفرنسا إلى جنوب السودان؛ لتسهيل عملية إيصال الآليات العسكرية والدعم اللوجستي إلى الحركات عبر يوغندا، ومن ثم إلى دارفور، كما نص الاتفاق على فتح معسكرات لتدريب قوات الحركات في الجنوب عند حدود ولاية بحر الغزال مع دارفور ومع أفريقيا الوسطى. هذا وقد حضر الاجتماع خليل إبراهيم؛ رئيس حركة العدل والمساواة، وعبد الواحد محمد نور؛ رئيس حركة تحرير السودان، وممثلون عن الحركات الأخرى. وقد حدد الاتفاق فترة أقصاها 27/01/2010م لفتح معسكر شامبي بمدينة أويل لقوات حركة عبد الواحد الموجودة بعدد من المدن الجنوبية.

    ثانياً: إنّ انفصال الجنوب؛ ثلث السودان الغني بالثروات يعني التفريط في كنوز جنوب البلاد وثرواته الظاهرة والباطنة؛ من بترول ومعادن وغابات ومراعي وأنهار وغيرها، خصوصاً وأن الجنوب يساهم بنسبة 79.5% من إجمالي الناتج البترولي. وكذلك تتركز فيه ما نسبته 85% من احتياطي البترول.

    ثالثاً: إن انفصال الجنوب يعني تخلي المسلمين في السودان عن إخوانهم المسلمين في جنوب السودان وتسليمهم للكافر، والله سبحانه وتعالى حرم علينا أن نجعل للكافر سبيلاً على المسلمين، يقول سبحانه: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}، فقبل انفصال الجنوب احتلت قوات الحركة الشعبية مسجد الكاستم بالاستوائية، وهدموا المئذنة، وجعلوا المسجد سكناً لهم، وكانوا قد احتلوا مساجد أخرى وحولوها إلى أماكن لصناعة الخمور، فلتكن لنا موعظة في ما بثّته فضائية الجزيرة بتاريخ 09/02/2010م من صور مروّعة من نيجيريا تُظهر كيف أن الدولة ممثلة في الشرطة كانت تَعدم المسلمين برصاصة في الرأس لأنهم يقولون ربنا الله.

    رابعاً: إنّ انفصال جنوب السودان يعني إغلاق بوابة المسلمين الجنوبية على مجاهل القارة الأفريقية الغارقة في ظلمات عقائد الشرك والفجور، فماذا نقول يوم القيامة لله عز وجل؛ الذي جعلنا خير أمة أخرجت للناس: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (110 آل عمران)، وكذلك جعَلَنا أمة وسطاً نشهد أننا قد بلغنا الإسلام للعالمين: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}؟

    خامساً: إن انفصال الجنوب يعني تخلينا عن واجب الرعاية في أعناقنا لأهل الجنوب (مسلمهم وكافرهم)، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فَالإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، ففي العام الماضي 2009م ، حسب تقارير الأمم المتحدة قُتل (2500) شخص ونزح (350) ألفاً بفعل الصراعات القبلية في الجنوب، ومنذ بداية هذا العام قُتل حوالي (160) شخصاً، بل إنه قد تم اغتصاب (22) امرأة بشكل جماعي في منطقة البحيرات!

    سادساً: إن انفصال الجنوب يعني إقامة جدار عازل يمنع حركة قبائل التماس؛ مثل المسيرية والرزيقات وغيرهم؛ الذين يدخلون بمواشيهم إلى عمق الجنوب بحثاً عن الماء والكلأ في موسم الجفاف، ومع وجود تلك القبائل المسلحة فإن الانفصال يعني التفريط في دماء المسلمين وأموالهم، بل جميع حرماتهم، حيث إن الانفصال سيضع هذه القبائل في مواجهة أهلنا في الجنوب من رعايا الدولة الناشئة.

    سابعاً: انفصال الجنوب يعني تعطيل الأراضي الزراعية في مناطق التماس، وقد عبر عن ذلك أتيم قرنق؛ القيادي في الحركة الشعبية لصحيفة الشرق الأوسط العدد (11373) حيث قال: [إن هناك تجاراً شماليين يزرعون منذ الأزل في مناطق التماس داخل الجنوب، مثل مناطق الرنك وكدوك، ففي حال الانفصال لا بد أن تفكر الدولة الجديدة في الأمر: إما لتأكيد مواصلتهم الزراعة في هذه المواقع أو البحث عن مخرج آخر للأمن الغذائي في الجنوب].



    أيها الإخوة الكرام:



    هذه هي حقيقة انفصال الجنوب: من حيث الحكم الشرعي فيها أي خطرها المبدئي، ومن حيث خطرها الواقعي.

    أما رداً على الذين يروجون لانفصال الجنوب بحديثهم عن شعبين مختلفين فنقول لهم:

    إنه على مدار التاريخ الإنساني كان الناس يعيشون شعوباً وقبائل تحت ظل سلطان واحد، فتعايُش المختلِفين ليس بدعاً من العيش، فدولة المدينة التي أقامها النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أساس الإسلام كان بها الأوس والخزرج والمهاجرون واليهود وغيرهم، ثم إن دولة الخلافة الإسلامية التي امتدت لأكثر من ثلاثة عشر قرناً من الزمان عاش تحت ظلها الفرس والعرب والبرابرة والترك وغيرهم من الشعوب دون أن يكون لهذا التنوع العرقي والإثني أي أثر في تعايش هذه الشعوب، بل كلها انصهرت في بوتقة الإسلام العظيم، وهذه أمريكا زعيمة العالم الرأسمالي اليوم يسكنها أناس من كافة أرجاء المعمورة. لذلك فإن عيش الناس من ذوي الأصول العربية المسلمة مع غيرهم من ذوي الأصول الأفريقية -وإن كان بعضهم ليسوا مسلمين- لا تعتبر مشكلة، بل المشكلة في الظلم الناتج عن عدم رعاية الشؤون.
    إن الظلم الواقع على الناس جراء سوء رعاية شؤونهم، إنما يُرفع بفكرة سياسية عادلة تضمن للناس إشباع حاجاتهم الأساسية من مأكل وملبس ومسكن وعلاج وتعليم وأمن، وتمكنهم من إشباع حاجاتهم الكمالية، وهذا ما لا تفعله إلا عقيدة الإسلام بنظام حكمها الخلافة؛ التي هي تنزيل من: {لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}.
    إن تقسيم البلاد لا يرفع الظلم بل يورث الضعف والتشرذم، بل المزيد من الضعف على الأساس العرقي والقبلي.
    إنه يعيش في شمال السودان الآن أكثر من (3) ملايين من أهل الجنوب؛ جاءوا نازحين أثناء الحرب، مستجيرين بأهلهم وإخوانهم في الشمال، لهم أكثر من (30) مدرسة في أحياء أغلب سكانها من أهل الجنوب، هذا وحده يكفي لدحض أن الصراع كان بين شعبين متناقضين.
    ثم إليكم هذا الاستطلاع الذي أجرته صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 17/01/2010م في أوساط أهل الجنوب في العاصمة: أستاذ فيزياء في الجامعات يقول: (إن الصفوة الجنوبية هم الذين يريدون الانفصال)، ومضى يقول: (عدت قبل أيام فقط من جولة شملت أغلب جنوب السودان، وقصدت من خلالها تلمس رأي المواطنين حول الانفصال، فوجدتهم لا يعرفون عنه شيئاً، ولكن يتحدثون بأنهم يريدون التنمية)، وشخص آخر يقول: (قل للسياسيين اذهبوا أنتم واتركونا هنا).
    لكل هذا فإن انفصال الجنوب ليس هو خيار أهل الجنوب، فهو لا يحل مشاكلهم بل يعقّد مشاكل البلاد ويزيد من معاناة الناس، ويقود الشمال والجنوب إلى حرب بين دولتين لا تبقي ولا تذر.



    أيها الإخوة الكرام:



    إننا في حزب التحرير- ولاية السودان، إنما نخاطبكم بوصفكم أهل القوة والمنعة، المسؤولين أمام الله سبحانه أولاً وأخيراً، وأمام عباده، عن المحافظة على وحدة البلاد وأمنها، هذا هو عملكم الذي أديتم عليه القسم. هذه المسؤولية الملقاة على عاتقكم تحتّم عليكم أن توقفوا خطة الغرب الكافر الرامي لفصل جنوب السودان ثم تمزيق ما يتبقى من السودان.

    فهلا أريتم الله من أنفسكم خيراً، واستجبتم لداعي الخير.

    وهلا غلت الدماء في عروقكم، فتقفون وقفة حقٍ ضد مخطط الانفصال؛ فيشهد لكم بها ساكنوا الأرض والسماء.

    وهلا انطلقتم في اتخاذ قراراتٍ تمنع الانفصال؛ فتُكتب لكم في صفحات التاريخ بمداد من نور.

    وهلا بايعتم على أن تحافظوا على وحدة السودان آمناً مطمئناً.

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}.


    10 من ربيع الاول 1431
    الموافق 2010/02/24م حزب التحرير

    ولاية السودان


    بسم الله الرحمن الرحيم



    Peace be upon you,





    كتاب من حزب التحرير- ولاية السودان إلى

    وزارة الدفاع
    وزارة الداخلية
    القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة
    رئاسة الأركان المشتركة
    جهاز الأمن والمخابرات الوطني
    رئاسة قوات الشرطة

    أيها الإخوة الكرام:

    نخاطبكم اليوم وقد أوشكت خطة الغرب الكافر لتمزيق بلدنا السودان على إكمال فصولها؛ هذه الخطة التي يعتبر اتفاق نيفاشا الموقع في العام 2005م حجر الزاوية فيها، هذا الاتفاق المشئوم هو الذي فصل جنوب السودان وأخرجه عن سلطة الدولة فعلياً. أما استفتاء العام القادم 2011م فإنه لإضفاء الشرعية على الدولة الناشئة؛ التي تتنافس دول الغرب الكافر على بناء قدراتها. نقلت صحيفة الواشنطن تايمز الأمريكية عن ايزيكيل جاتكوث ممثل جنوب السودان في واشنطن قوله: [إن الولايات المتحدة تدعم انفصال الجنوب، وتضخ أموالاً كبيرة لتحقيق ذلك، وأنها تقدم دعماً مالياً سنوياً يقدر بمليار دولار؛ تُصرف في إنشاء البنية التحتية، وتدريب رجال الأمن، وتشكيل جيش قادر على حماية المنطقة]، (صحيفة الرائد 26/12/2009م، بل إنه على خلفية قول المبعوث الأمريكي للسودان غرايشن: [إن الجنوب لا يستطيع أن يحكم نفسه حال انفصاله عن الشمال] شرعت الإدارة الأمريكية في تكوين فريق عمل داخل البيت الأبيض لعلاج هذه المشكلة، نقلت صحيفة الصحافة في عددها (5933) تصريح وزير رئاسة حكومة الجنوب: [إن الحكومة الأمريكية قامت بتكوين فريق عمل مصغر داخل البيت الأبيض ليتولى مهام دعم وبناء قدرات الجنوب، وتهيئته لنتائج الاستفتاء]. ومن ذلك ما كشفت عنه دراسة ألمانية معنونة (سكة حديد للاستقلال) صادرة عن مركز (جيرمان فورين بوليسي) للسياسة الدولية: [إن حكومة الجنوب تعد نفسها للانفصال بعد الاستفتاء في 2011م، وترى في مشروع سكة حديد جوبا - ممبسا أهم مصدر لتوفير الموارد المالية لدولة السودان الجديد]، وأوضحت الدراسة نفسها: [إن دستور الدولة المنتظرة (جنوب السودان) قد تم إعداده في معهد ماكس بلانك للقوانين الأجنبية العامة والقانون الدولي بمدينة هايدلبيرغ بألمانيا]، الصحافة في 07/11/2009م.
    يُضاف إلى ذلك صفقات الأسلحة من دبابات ومدافع وغيرها؛ التي تدخل جنوب السودان عن طريق كينيا، حيث ورد في دراسة صادرة من جنيف في سويسرا عن مركز مسح الأسلحة الصغيرة: [إن الجيش الجنوبي؛ وهو الجيش الشعبي لتحرير السودان، قام على مدى العامين المنصرمين بتكديس أسلحة خفيفة وثقيلة معظمها من أكرانيا].
    ومن ذلك ضبط (33) دبابة من طراز تي 72 من العهد السوفيتي، وأنظمة إطلاق صاروخية متعددة من طراز بي إم 21، ضُبطت على متن سفينة أوكرانية خطفها قراصنة صوماليون لمدة أربعة أشهر في سبتمبر 2008م كانت في طريقها إلى جنوب السودان عبر كينيا. وكانت نشرة جنيز الدفاعية الأسبوعية قد نشرت في يوليو 2009 صوراً التقطت عبر الأقمار الاصطناعية لمجمع عسكري شمال شرق جوبا به دبابات تي 72.

    أيها الإخوة الكرام:

    إن الغرب الكافر؛ أمريكا وأوروبا، قد عزموا أمرهم على فصل جنوب السودان وإقامة دولة ذات صبغة نصرانية فيه، ولكنه؛ أي الغرب الكافر ما كان له أن يفعل ذلك لو لم يجد من يتخذهم مطايا لتنفيذ مخططه إما جهلاً منهم، أو خبثاً. إن التاريخ سوف يسجل بأقبح الأوصاف على هؤلاء الذين كانوا سبباً -لا قدر الله- في انفصال الجنوب وتمزيق بلادنا.

    ولما كنا في حزب التحرير- ولاية السودان لا نداهن ولا ننافق؛ عهداً مع الله تعالى قطعناه: {وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولاً}، فإننا نشير إلى أن الذين يتحملون مسؤولية ذلك على تفاوت، هم:

    كل السياسيين الذين وقعوا في فخ الغرب الكافر عندما بحثوا مظالم أهل الجنوب بوصفهم شعباً آخر غير شعب الشمال.
    قوى المعارضة في مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية عام 1995م؛ التي وقّعت على حق تقرير المصير لجنوب السودان.
    الحكومة بتوقيعها على إعلان مباديء الإيقاد، ثم على بروتوكول ميشاكوس؛ حيث قبلت بحق تقرير المصير للجنوب، ثم توقيعها على اتفاق نيفاشا؛ الذي هو خارطة طريق لفصل الجنوب وتمزيق البلاد.
    قوى المعارضة التي رحّبت باتفاق نيفاشا.
    كل القوى الحقيقية القادرة على منع الانفصال؛ من جيش وشرطة وأمن وغيرها ولم تفعل.

    أيها الإخوة الكرام:

    إننا في حزب التحرير- ولاية السودان عندما نلفت نظركم إلى هذا المخطط الرامي إلى فصل جنوب السودان، ومن ثم تمزيق ما تبقى من السودان، لا نريد لكم أن تكونوا فريسة للتضليل الذي يمارسه الساسة والإعلام، مستخدمين عبارة (الوحدة الجاذبة)؛ التي يفضح كَذِبَها ودجَلَها لسانا الحال والمقال، أما لسان الحال فقد استهللنا ببضع فقرات منه كتابَنا هذا إليكم، أما لسان المقال فإليكم أقوال زعيمي طرفي الاتفاق:
    قال سلفاكير رئيس حكومة الجنوب في كاتدرائية القديسة تريزا في جوبا بتاريخ 31/10/2009م قال: [عندما تصل إلى صندوق الاقتراع سيكون الخيار خيارك، هل تريد التصويت للوحدة لتصبح مواطناً من الدرجة الثانية في بلدك، الخيار خيارك إذا أردت التصويت للاستقلال، فستصبح عندئذ شخصاً حراً في بلد مستقل].
    ثم إليكم قول البشير؛ رئيس الجمهورية، في الاحتفال بالذكرى الخامسة لنيفاشا في حشد من أهل الجنوب بمدينة يامبيو- جنوب السودان يقول البشير: [سنكون أول من يعترف بدولة الجنوب إذا اخترتم الانفصال حتى يعترف بكم العالم]، ثم أضاف قائلاً: [إننا لن نطرد الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال إذا أرادوا العيش فيه] فالرئيس البشير بدل أن يخيف أهل الجنوب من الانفصال وتبعاته يطمئنهم على الانفصال، فهل بعد هذا يقول عاقل بوحدة جاذبة؟!

    أيها الإخوة الكرام:

    إن أرض الجنوب ليست ملكاً لأهل الجنوب، بل هي أرض إسلامية، فتحتها جيوش المسلمين وخضعت لسلطانهم، وكانت بذلك أرضاً خراجية، بناءً على ما صنعه عمر رضي الله عنه في الأرض المفتوحة، استدلالاً بآيات سورة الحشر الأربع "7، 8، 9، 10"، حيث قال عمر رضي الله عنه: إن الله تعالى قد قال: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} ثم قال سبحانه {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ}، ثم لم يرض حتى خلط بهم غيرهم فقال سبحانه }وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ{، فهذا للأنصار خاصة، ثم لم يرض سبحانه حتى خلط بهم غيرهم، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} فكانت هذه عامة لمن جاء بعدهم، فقد صار الفيء بين هؤلاء جميعاً، أي أن الأرض التي لم يسلم أهلها عليها وتفتح، تكون رقبتها ملكاً لجميع المسلمين إلى يوم القيامة، والإمام يُملّك منفعتها للناس.
    لذلك فإن أرض جنوب السودان التي فتحها المسلمون من قبلُ هي أرض خراجية يملك رقبتها بيت مال المسلمين، وينتفع بها أهلها الذين يعيشون عليها؛ مسلمهم وكافرهم، ولا يجوز لكائن من كان التنازل عنها، لأنه تنازل من لا يملك عن ملك غيره، فكيف إذا كان التنازل للكفار، والله سبحانه يُحرِّم أن يكون للكفار سبيل على المسلمين {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا}.
    ثم إن الإسلام قد أمر بتوحيد بلاد المسلمين في دولة واحدة، تحت إمرة خليفة واحد، حتى إنه لا يجوز أن يكون للمسلمين دولتان أو خليفتان، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخَرَ مِنْهُمَا» رواه مسلم، فنظام الحكم في الإسلام نظام وحدة، فكيف بمن يجزئ بلاد المسلمين؟!
    ومن ذلك نخلص إلى أن تمزيق أي بلد من بلاد المسلمين حرام شرعا، وهو موجب لسخط الله عز وجل، بل الواجب السعي لتوحيد ما مزقه الكافر المستعمر باتفاقية سايكس - بيكو وأخواتها.

    أيها الإخوة الكرام:

    إن تمزيق بلاد المسلمين بأيدي أهلها هو جريمة كبرى في دين الله عز وجل، هذا فضلاً عما في فصل جنوب السودان من خطورة على السودان وأهله، وذلك من ناحية واقعية:
    أولاً: إن استخدام حق تقرير المصير لسلخ جزء من البلاد عنها يشكل سابقة بالغة الخطورة تهدد وحدة البلاد، فأي مجموعة تعيش داخلها يمكن أن تطالب بحق تقرير مصيرها أسوة بأهل الجنوب. ومن ذلك تصاعد الأحداث في دارفور، ورفع أصوات بعض قادة التمرد بالمطالبة بحق تقرير المصير، وقد أوصت الورشة الحزبية التي عقدتها الحركة الشعبية في مدينة الكرمك في فبراير 2010م، بحكم ذاتي أو كونفدرالي لولاية النيل الأزرق، وقد كشفت مصادر موثوقة بصحيفة آخر لحظة عن اجتماع ضم الحركة الشعبية، وحركات دارفور المسلحة ومسؤولين بالمخابرات الفرنسية والإسرائيلية والأمريكية واليوغندية في مطلع يناير 2010م في منتجع (نيو سايد) بالجنوب، حيث تم التوصل لاتفاق على نقل مقار الحركات المسلحة من تشاد وفرنسا إلى جنوب السودان؛ لتسهيل عملية إيصال الآليات العسكرية والدعم اللوجستي إلى الحركات عبر يوغندا، ومن ثم إلى دارفور، كما نص الاتفاق على فتح معسكرات لتدريب قوات الحركات في الجنوب عند حدود ولاية بحر الغزال مع دارفور ومع أفريقيا الوسطى. هذا وقد حضر الاجتماع خليل إبراهيم؛ رئيس حركة العدل والمساواة، وعبد الواحد محمد نور؛ رئيس حركة تحرير السودان، وممثلون عن الحركات الأخرى. وقد حدد الاتفاق فترة أقصاها 27/01/2010م لفتح معسكر شامبي بمدينة أويل لقوات حركة عبد الواحد الموجودة بعدد من المدن الجنوبية.
    ثانياً: إنّ انفصال الجنوب؛ ثلث السودان الغني بالثروات يعني التفريط في كنوز جنوب البلاد وثرواته الظاهرة والباطنة؛ من بترول ومعادن وغابات ومراعي وأنهار وغيرها، خصوصاً وأن الجنوب يساهم بنسبة 79.5% من إجمالي الناتج البترولي. وكذلك تتركز فيه ما نسبته 85% من احتياطي البترول.
    ثالثاً: إن انفصال الجنوب يعني تخلي المسلمين في السودان عن إخوانهم المسلمين في جنوب السودان وتسليمهم للكافر، والله سبحانه وتعالى حرم علينا أن نجعل للكافر سبيلاً على المسلمين، يقول سبحانه: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}، فقبل انفصال الجنوب احتلت قوات الحركة الشعبية مسجد الكاستم بالاستوائية، وهدموا المئذنة، وجعلوا المسجد سكناً لهم، وكانوا قد احتلوا مساجد أخرى وحولوها إلى أماكن لصناعة الخمور، فلتكن لنا موعظة في ما بثّته فضائية الجزيرة بتاريخ 09/02/2010م من صور مروّعة من نيجيريا تُظهر كيف أن الدولة ممثلة في الشرطة كانت تَعدم المسلمين برصاصة في الرأس لأنهم يقولون ربنا الله.
    رابعاً: إنّ انفصال جنوب السودان يعني إغلاق بوابة المسلمين الجنوبية على مجاهل القارة الأفريقية الغارقة في ظلمات عقائد الشرك والفجور، فماذا نقول يوم القيامة لله عز وجل؛ الذي جعلنا خير أمة أخرجت للناس: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (110 آل عمران)، وكذلك جعَلَنا أمة وسطاً نشهد أننا قد بلغنا الإسلام للعالمين: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}؟
    خامساً: إن انفصال الجنوب يعني تخلينا عن واجب الرعاية في أعناقنا لأهل الجنوب (مسلمهم وكافرهم)، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فَالإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، ففي العام الماضي 2009م ، حسب تقارير الأمم المتحدة قُتل (2500) شخص ونزح (350) ألفاً بفعل الصراعات القبلية في الجنوب، ومنذ بداية هذا العام قُتل حوالي (160) شخصاً، بل إنه قد تم اغتصاب (22) امرأة بشكل جماعي في منطقة البحيرات!
    سادساً: إن انفصال الجنوب يعني إقامة جدار عازل يمنع حركة قبائل التماس؛ مثل المسيرية والرزيقات وغيرهم؛ الذين يدخلون بمواشيهم إلى عمق الجنوب بحثاً عن الماء والكلأ في موسم الجفاف، ومع وجود تلك القبائل المسلحة فإن الانفصال يعني التفريط في دماء المسلمين وأموالهم، بل جميع حرماتهم، حيث إن الانفصال سيضع هذه القبائل في مواجهة أهلنا في الجنوب من رعايا الدولة الناشئة.
    سابعاً: انفصال الجنوب يعني تعطيل الأراضي الزراعية في مناطق التماس، وقد عبر عن ذلك أتيم قرنق؛ القيادي في الحركة الشعبية لصحيفة الشرق الأوسط العدد (11373) حيث قال: [إن هناك تجاراً شماليين يزرعون منذ الأزل في مناطق التماس داخل الجنوب، مثل مناطق الرنك وكدوك، ففي حال الانفصال لا بد أن تفكر الدولة الجديدة في الأمر: إما لتأكيد مواصلتهم الزراعة في هذه المواقع أو البحث عن مخرج آخر للأمن الغذائي في الجنوب].

    أيها الإخوة الكرام:

    هذه هي حقيقة انفصال الجنوب: من حيث الحكم الشرعي فيها أي خطرها المبدئي، ومن حيث خطرها الواقعي.
    أما رداً على الذين يروجون لانفصال الجنوب بحديثهم عن شعبين مختلفين فنقول لهم:

    إنه على مدار التاريخ الإنساني كان الناس يعيشون شعوباً وقبائل تحت ظل سلطان واحد، فتعايُش المختلِفين ليس بدعاً من العيش، فدولة المدينة التي أقامها النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أساس الإسلام كان بها الأوس والخزرج والمهاجرون واليهود وغيرهم، ثم إن دولة الخلافة الإسلامية التي امتدت لأكثر من ثلاثة عشر قرناً من الزمان عاش تحت ظلها الفرس والعرب والبرابرة والترك وغيرهم من الشعوب دون أن يكون لهذا التنوع العرقي والإثني أي أثر في تعايش هذه الشعوب، بل كلها انصهرت في بوتقة الإسلام العظيم، وهذه أمريكا زعيمة العالم الرأسمالي اليوم يسكنها أناس من كافة أرجاء المعمورة. لذلك فإن عيش الناس من ذوي الأصول العربية المسلمة مع غيرهم من ذوي الأصول الأفريقية -وإن كان بعضهم ليسوا مسلمين- لا تعتبر مشكلة، بل المشكلة في الظلم الناتج عن عدم رعاية الشؤون.
    إن الظلم الواقع على الناس جراء سوء رعاية شؤونهم، إنما يُرفع بفكرة سياسية عادلة تضمن للناس إشباع حاجاتهم الأساسية من مأكل وملبس ومسكن وعلاج وتعليم وأمن، وتمكنهم من إشباع حاجاتهم الكمالية، وهذا ما لا تفعله إلا عقيدة الإسلام بنظام حكمها الخلافة؛ التي هي تنزيل من: {لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}.
    إن تقسيم البلاد لا يرفع الظلم بل يورث الضعف والتشرذم، بل المزيد من الضعف على الأساس العرقي والقبلي.
    إنه يعيش في شمال السودان الآن أكثر من (3) ملايين من أهل الجنوب؛ جاءوا نازحين أثناء الحرب، مستجيرين بأهلهم وإخوانهم في الشمال، لهم أكثر من (30) مدرسة في أحياء أغلب سكانها من أهل الجنوب، هذا وحده يكفي لدحض أن الصراع كان بين شعبين متناقضين.
    ثم إليكم هذا الاستطلاع الذي أجرته صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 17/01/2010م في أوساط أهل الجنوب في العاصمة: أستاذ فيزياء في الجامعات يقول: (إن الصفوة الجنوبية هم الذين يريدون الانفصال)، ومضى يقول: (عدت قبل أيام فقط من جولة شملت أغلب جنوب السودان، وقصدت من خلالها تلمس رأي المواطنين حول الانفصال، فوجدتهم لا يعرفون عنه شيئاً، ولكن يتحدثون بأنهم يريدون التنمية)، وشخص آخر يقول: (قل للسياسيين اذهبوا أنتم واتركونا هنا).
    لكل هذا فإن انفصال الجنوب ليس هو خيار أهل الجنوب، فهو لا يحل مشاكلهم بل يعقّد مشاكل البلاد ويزيد من معاناة الناس، ويقود الشمال والجنوب إلى حرب بين دولتين لا تبقي ولا تذر.

    أيها الإخوة الكرام:

    إننا في حزب التحرير- ولاية السودان، إنما نخاطبكم بوصفكم أهل القوة والمنعة، المسؤولين أمام الله سبحانه أولاً وأخيراً، وأمام عباده، عن المحافظة على وحدة البلاد وأمنها، هذا هو عملكم الذي أديتم عليه القسم. هذه المسؤولية الملقاة على عاتقكم تحتّم عليكم أن توقفوا خطة الغرب الكافر الرامي لفصل جنوب السودان ثم تمزيق ما يتبقى من السودان.
    فهلا أريتم الله من أنفسكم خيراً، واستجبتم لداعي الخير.
    وهلا غلت الدماء في عروقكم، فتقفون وقفة حقٍ ضد مخطط الانفصال؛ فيشهد لكم بها ساكنوا الأرض والسماء.
    وهلا انطلقتم في اتخاذ قراراتٍ تمنع الانفصال؛ فتُكتب لكم في صفحات التاريخ بمداد من نور.
    وهلا بايعتم على أن تحافظوا على وحدة السودان آمناً مطمئناً.

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}.


    10 من ربيع الاول 1431
    الموافق 2010/02/24م حزب التحرير

    ولاية السودان





    http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_6848



    اللهم مكن لحملة الدعوة وألحم قوى الجيوش بهم





    --
    IF A MAN STANDS FOR NOTHING HE WILL FALL FOR NOTHING........FOR EVIL TO TRIUMPH GOOD PEOPLE NEED DO NOTHING>>>>>ISLAM CAME STRANGE AND WILL RETURN STRANGE BLESSED ARE THE STRANGERS: WHO ARE THE STRANGERS THE BLESSED PROPHET OF ISLAM WAS ASKED> HE(SAW) SAID: " THOSE THAT COME AND RECTIFY WHAT PEOPLE HAVE CORRUPTED"

    © 2010 Microsoft Privacy Terms of use Account Feedback


    {0}
    Mark as read

    Mark as unread

    Delete

    Junk

    Not junk

    Print

    View message source

    This message is too wide to fit your screen. Show full message
                  

03-11-2010, 00:16 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب من حزب التحرير- ولاية السودان إلى‏..I received this message in my E-mail (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
                  

03-11-2010, 00:17 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب من حزب التحرير- ولاية السودان إلى‏..I received this message in my E-mail (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ??????????????????????????!!!!!!!!!!!
                  

03-12-2010, 03:22 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتاب من حزب التحرير- ولاية السودان إلى‏..I received this message in my E-mail (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: Adil Abdel Aati sent a message to the members of United Democratic Liberal Party, Sudan.

    --------------------
    Subject: Event on International Women's Day- امسية ثقافية بمناسبة يوم المرأة

    بمناسبة اليوم العالمي للمرأة يدعوكم الحزب الديمقراطي الليبرالي إلى أمسية ثقافية عن الإبداع النسوي تشارك فيها كل من الكاتبة سناء جعفر والفنانة زُحل بدار الحزب الديمقراطي الليبرالي بشارع الحرية – الحلة الجديدة – مقابل سوق السجانة وبالقرب من مجمع جامع إبراهيم مالك وذلك مساء يوم الخميس 11/3/2009 بدءا من الساعة السادسة مساء.

    لمزيد من التفاصيل يرجي الاتصال ب: عبد العزيز كمبالي – المسؤول الثقافي والاعلامي للحزب – تلفون 0912125455
    أو محمد سيف: مدير الدار – تلفون: 0927996956 او 0913094090

    On the occasion of International Women's Day The Liberal Democratic Party invites you To a cultural evening about creative women with the particaipation of In which all of the writer Sana Jaffer and vocal artist Zuhal.
    The event would took part in UDLP HQ in Khartoum at Al Hurya Street, Al Hila Agadida, opposite to the Saggana Souq, near to Ibrahim Malik Mosque, on Thursday, 11/3/2009 starting at six pm.


    For more details, please contact: Abdel Aziz Kambali – Officer of cultural and media Activities, Tel 0912125455

    Or Mohammed Saif: Director of UDLP HQ - Tel: 0927996956 or 0913094090
    --------------------

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de