|  | 
  |  .. هى الكورة شن طعمها .. شن معناها ..  " اجمل ماقرات لمحمد عبد الماجد " |  | ليعزرنى الزميل العزيز محمد عبد الماجد فقد عنونت البوست بما رايته اكثر تعبيرا عن هذا المقال الرائع
 والمعبر والذى  اختار له زميلنا العزيز ان ياتى تحت عنوان  :
 
 ايداهور..مازال في »الدمع« بقية
 
 < كنت مثلكم اغالط نفسي..اكذب الصورة لا (الموت)...ارفض (الحقيقة)..ما امر الحقيقة عندما تكون هي والموت شيء واحد.
 
 < ما اضيق الدنيا عندما يكون (الحزن) حاضرا في جهاتها الاربع.
 
 < الجهات الاربع يومها كانت تسع..بل كانت خمس ..لا كانت ثلاث.
 
 < نحن مازال (الموت) غريبا بيننا..رغم انه في كل يوم يأخذ منا حبيبا ويخلص من اعمارنا اعز ما فيه.
 
 < مازال (الموت) يمثل عندنا (وحشة) لا نعرف ان نتعامل معها..ولا نعرف التصالح معه.
 
 < من هذا الذي يغشنا منكم؟...لماذا دائما نحن ننسي اننا ضيوف في هذه الحياة..لماذا دائما نسقط هذه الحسبة..ونهرب من الموت اليه.
 
 < حاولت مثلكم ان اغش نفسي...ان اقمع فينا ذلك الاحساس الذي يقول ان ايداهور قد رحل.
 
 < حاولت ان امدد عندي الامل..ايداهور برجع..بقوم...ما في مشكلة.
 
 < حاجة عادية بتحصل في اي ملعب. هسع بقوم.
 
 < لكن!!. لكنه ما رجع.
 
 < وسط هذا (التغالط) وقفت بيني وبين نفسي...كانت المساحات يملأها (الوجع).
 
 < عبرت كل العبارات...قست كل الكلمات..لكنها كانت اصغر.
 
 < مثل (نعلي) تماما...فقد ضاق كما ضاق يوما علي (عمر الطيب الدوش).
 
 < ضاق نعلي..واتململ (التراب) تحت قدمي.
 
 < وشعرت مثلكم ان كل الاشياء حولي تضيق..الساعة...الخاتم..حتي (جلدي) كان يضيق عليّ. حاولت اطلع...لكن الشارع كان اضيق.
 
 < البلد كلها ضاقت. الدنيا بقت متل خرم الابرة.
 
 < وددت لو اني خرجت من هذا (الضيق)...لكن براحات الخارج اضيق من الماعون الذي اريد ان اخرج منه.
 
 < ضاعت عليّ الدواخل وغاب عني حتي ان (اضارف) باب ان ادخل من حيث منعت.
 
 < خرجت..بل دخلت...بل تشابه عليّ الدخول والخروج..لا اعرف ان كنت خرجت او اني دخلت...لا اعرف.
 
 < لا اعرف.
 
 < الموت عندما يحضر يأخذ ما يقصده...الموت لا يكتب اطلاقا علي ابواب دواخلنا (حضرت ولم اجدكم). الموت لا يخلف موعده.
 
 < لا يمنعه من الوصول عاصم ولا ينقذنا منه عربة اسعاف او كونسلتو طبي.
 
 < لا يتأخر..لا يعتذر. الموت لا يفعل ذلك...لكننا نحن ننتظر منه هذا.
 
 < ننتظر ان يمنح من نحب استثناء...مهلة...لحظة.
 
 < ايداهور....كل الدوائر (حزينة). كل الطرق كانت مغلقة للحزانى.
 
 < مسدودة بيني وبين دواخلي (همزة الوصل).
 
 < مقطوعة في دواخلنا (الموية والكهرباء).
 
 < نحن الذين غافلنا الزمن مرة عشان نفرح معك...عشان نضحك ونفرش بيك الطريق الي القمة.
 
 < كنت تلعب ضدنا كخصم لكن كنا نحترم فيك حتي هذه (الخصومة)..ربما تكون انت الذي علمتنا ان نحترم الاخر...حتي لو كان هذا الاخر جاء ليهزمك او كان لتخسر منه.
 
 < علمتنا ان نتقبلك بصدر رحب وانت تهز شباك الهلال وتقطع الكرة من عمر بخيت وتصل الي شباك المعز محجوب.
 
 < كنت رائعا حتي وانت تفعل ذلك.
 
 < هتفنا معكم (ايداهور الضباح) فقد كان (ضبحك) مثل السكر..رغم مرارته ورغم وجعه.
 
 < كان ذلك القبول لك وحدك....لأن احترامك كان اكبر من (وجعتنا)..وكان تهذبك وانضباطك يجبر حتي خصومك ان يبادلوك الاحترام وان يستمتعوا معك وانت (تضبح).
 
 < ايداهور....لم نكن نتمناك في الهلال...لأنك كنت منا حتي وانت تلعب في الند التقليدي للهلال.
 
 < كنت واحدا منا في المريخ...تمثلنا في الكوكب الاحمر...وتمثل قبل ذلك المريخ...كنت تشكل (شراكة) بيننا والمريخ.
 
 < تجمع بين الازرق والاحمر...الاصفر والابيض.
 
 < هي الكورة شن طعمها؟...شن معناها؟.
 
 < جمالها في انها خلقت بيننا هذه الالفة..روعتها في انها صنعت بيننا جسور تواصل من غير جسور.
 
 < ايداهور مات....ما اقسي هذه العبارة.
 
 < اول مرة سمعتها رفضتها..قررت عدم التعامل معها حتي لو كانت واقعا.
 
 < كنا شايفنك وانت بيناتنا فرحان وجاري تقفز وتسجل وتضرب وتنضرب من غير ان نشوف منك تضجرا او زعلا.
 
 < لن نجردك من انفعالاتك...انت برضو زينا ..تغضب وتفرح..وتضرب وتنضرب.
 
 < الكورة اصلها كدا ..لن نضع لها قانونا جديدا يجردها من متعتها وملحقاتها.
 
 < كنا شايفنك مثل (الحصان) قدام عيونو بصحة وعافية وقوة.
 
 < لكنك رحلت..لأن كل هذه الاشياء لا تمنع الموت ولا تفرمله.
 
 < بل كل هذه الاشياء لا تقدر حتي ان تؤجل الموت ..(لحظة).
 
 < ايداهور مات...ما اقسي هذه العبارة التي رفضناها في البدء وغالطناها.
 
 < وقفت الطفلة (آمنة) بسنواتها الستة امام التلفاز...تنظر للصورة ثم تهرب للداخل.
 
 < تسمع بعض الكلمات..بعض التعليقات...والناس حولها ينتقلون من قناة الي قناة.
 
 < ومن التلفزيون الي الراديو..وايداهور امامهم (جثة هامدة).
 
 < ينظرون اليه ثم يقلبون جوالهم السيار.
 
 < يبحثون عن (خبر) يكذب احساسهم ويبعد مخاوفهم...والطفلة (آمنة) وسط هذا الهلع والخوف...تدخل وتطلع..تقرأ في عيون من حولها الحزن.
 
 < تبلع كلماتها..تحبس دمعاتها..وتدخل وتطلع (ما فاهمة حاجة).
 
 < وقفت الطفلة آمنة امام التلفاز مرة اخري ...كانت الوحيدة القادرة علي ان تقولها.
 
 < الوحيدة التي تمالكت الشجاعة وقالتها: (بابا ..بابا ايداهور مات).
 
 < عندها ادرك الجميع انهم امام حقيقة لا مفر منها.
 
 < ايداهور مات. حاول والدها ان يزجرها..قال لها:( يا بنت لا ما تقولي كدا).
 
 < لكن الواقع كله ..والناس والاذاعة والتلفزيون ..كلهم كانوا يقولوا نفس العباراة...(ايداهور مات).
 
 < هكذا غادر الحياة...جاء بلبسته الحمراء مرتديا الزي الكامل للمريخ.
 
 < شعاره كان اكثر احمرارا في ذلك اليوم الذي رحل فيه.
 
 < وكان هو يبدو اكثر نشاطا...اكثر حيوية.
 
 < جاء ليموت هنا في استاد المريخ...ليؤكد حبه...غادر الحياة وهو يمثل المريخ.
 
 < كأنه كان يصارع الزمن ..ويغالب فيه ليكون سقوطه داخل منطقة الجزاء.
 
 < ايداهور حتي عندما مات وقع في المنطقة المحرمة.
 
 < حتي عندما سقط اختار ان يكون سقوطه وهو في اتجاهه نحو مرمي الامل.
 
 < اراد ان يقاتل حتي اخر لحظة في حياته.
 
 < بكي عليك يا ايداهور لاعبو الامل كما بكي عليك لاعبو المريخ...وكان بيتر جيمس يشارك وارغو في (الدمعات).
 
 < ولم تبعد المسافات لاعبي الهلال ان يبكوا هناك في مدني وهم يحققون فوزا صعبا علي الاهلي في مدني.
 
 < علاء الدين يوسف كان مثل امادو...مثل سادومبا والمعز وهيثم مصطفي والدعيع...مثل سفاري واكرم وكلتشي.
 
 < جميعهم كانوا تحت قبضة الحزن.
 
 < هكذا هي الحياة..لا نختار فيها متي نأتي ولا نختار رحيلنا.
 
 < نحن لا نختار شيئا
 
 < نحن مجرد ضيوف ...احيانا ننسي ذلك...لكن تحدث مثل هذه المواقف لنتذكر.
 
 < ملحوظة: انتباه.
 
 هوامش
 
 < مجلس ادارة نادي المريخ لم يكن موفقا في (بيانه) وبيانه يخرج عقب هذه الاحداث مباشرة مشككا ومتحدثا عن العدالة والقصاص.
 
 < محمد جعفر قريش اراد ان يقول لنا : انا موجود.
 
 < اراد ان يقول ذلك حتي في هذه اللحظات الحزينة.
 
 < محمد جعفر قريش بصمته واسمه لا وجود له إلا تحت (البيانات) التي تخرج من مجلس ادارة المريخ.
 
 < هل اكتفي قريش بهذا الدور؟.
 
 < علي العموم مجلس المريخ بشكل عام لم يكن موفقا في (ردة الفعل).
 
 < ولم يختلف عن ذلك اعلام المريخ كثيرا.
 
 < الموت قدر..وايداهور لم يتعرض لاصابة في الملعب يمكن ان تكون سببا في وفاته.
 
 < ما حدث احتكاك عادي يحدث حتي بين الناس في السوق العربي.
 
 < لو كانت مثل هذه (الاحتكاكات) تقتل الناس لما بقي احد في موقف المواصلات في استاد الخرطوم او استاد الهلال.
 
 < بل كان كل العمال والموظفين رحلوا عن هذه الدنيا امام شباك الصراف.
 
 < يجب ان يكون تعامل المريخ مع هذا الحدث اكبر من هذا الفهم.
 
 < ماذا يعني ان يصرح الوالي عن تكفله باعاشة اسرته.
 
 < وماذا تعني (الطائرة الخاصة).
 
 < كل هذه الاشياء يجب ألا تتحدثوا عنها الان.
 
 < ويجب ألا تحملوا لاعبي الامل فوق طاقتهم.
 
 < مؤسف والله ان تحمل بعض الكتابات تهديدات صريحة لفريق الامل.
 
 < في هذا الوقت الذي رحل فيه ايداهور ..كان سوف يرحل فيه حتي لو كان ايداهور في تمرين خاص.
 
 < كان سوف يرحل وان كان في فراشه.
 
 < الاصل في مثل هذه الحوادث ان يكون هناك (قصد وترصد).
 
 < والجميع متفقون علي انه لا قصد ولا ترصد في حادثة رحيل ايداهور.
 
 < في مثل هذه الاحزان الفرص متاحة للتقرب بين الناس وللمشاركة في الوجع والحزن.
 
 < انتصار الهلال علي الاهلي كان عبر طريق صعب..مع ذلك لم يشعر الهلالاب بهذه المباراة بسبب وفاة ايداهور.
 
 < لم يكن فارق مع الهلالاب حتي ان خسروا نتيجة هذه المباراة.
 
 < لكن الهلال انتصر ولو علم لاعبو الهلال بوفاة ايداهور لما كسبوا نتيجة المباراة.
 
 < يشكر صلاح ادريس في انه حتي وهو مستقيل قريب من الهلال.
 
 < بهذا كسب صلاح ولم يخسر.
 
 < لكن ادارة الهلال تحتاج الي تماسك وتصافٍ اكبر في المرحلة القادمة.
 
 < ويحتاج المريخ ان يتجاوز احزانه وان يخرج لاعبو المريخ من هذا الاحباط.
 
 < هكذا هي الحياة...لا تتوقفوا.
 
 < خبر عاجل: والله يسهل.
 |  |  
  |    |  |  |  |