في رثاء معلم الأجيــال والد زميلنا بالمنبر طارق الأحمدي... بقلم محمد العباس الحُسين...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 08:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-05-2010, 12:41 PM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في رثاء معلم الأجيــال والد زميلنا بالمنبر طارق الأحمدي... بقلم محمد العباس الحُسين...

    أحبتي الكرام... نهاركم سعيد...

    إنتقل يوم الثلاثاء الماضي 23 فبراير 2010م إلى جوار ربه راضياً مرضياً إبن العم الأُستاذ عبد الرحمن الأحمدي بمدينة رابغ السعودية وكان قد جاءها مُعتمراً ولزيارة إبنه زميلنا بسودانيز أُون لاين طارق الأحمدي أثر (بدون علة) لم تمهله طويلاً...

    نسأل الله تعالى أن يجعل الجنة مثواه وأن يكرم نزله... وأن يثيبه بكل حرف علمه فقد عمل بسلك التعليم قرابة نصف قرن من الزمان...

    وأن يجعل البركة في ذريته ويصبرهم على هذا الفقد الجلل...

    وإنا لله وإنا إليه راجعون...


    أبو الحُسين...
                  

03-05-2010, 02:31 PM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في رثاء معلم الأجيــال والد زميلنا بالمنبر طارق الأحمدي... بقلم محمد العباس الحُسين... (Re: أبو الحسين)


    وداعاً معلم الأجيال


    ولد الأستاذ عبد الرحمن ( ود الأحمدي) في ثلاثينيات القرن الماضي بقرية مقاشي والده سيد احمد علي عمر ووالدته نفيسه الخليفة بلال من حزيمة وتجمع بينهما صلة قرابة. هاجر والده شمالاً للعمل في دولة مصر حين كانت مهوى الأفئدة للعلم والعمل ، التحقت الأسرة بعائلها هناك واكتمل عقدها وانخرط أفرادها في رحلة تعليم لم يشأ لها الله أن تكتمل بسبب فقدان الوالد في حادثة مأساوية وزوج البنت الوحيدة في صحاري مصر فقفلت راجعة واستقر بها المقام في قرية مقاشي .

    لم يكمل فقيدنا الأستاذ عبد الرحمن رحلته التعليمية فرجع هو الآخر يبحث عن مصدر رزق لإعالة والدته وإخوته ، كان السودان حينها خارجاً لتوه من معارك الاستقلال متطلعاً اللحاق بركب الأمم ، وجد أستاذ عبد الرحمن ضالته في سلك التعليم عشقه الأول فالتحق بالمدارس الصغرى وكانت قليلة جداً آنذاك وسقفها الأعلى هو الصف الثالث وكان لزاماً على من يريد التقدم في مراحله التعليمية الالتحاق بمدارس الراس في كورتي أو كريمه لإكمال الصف الرابع .
    كانت مدرسة حزيمة الابتدائية من أوائل محطاته وهي بلده الثانية التي يعرفها جيداً ، يقول عن حزيمة ( محل خطواتي الأولى وفيها تعلمت الكثير ) يعيش أهلي الحزامة هناك في شريط ضيق مابين الصخر والبحر ويحترفون الزارعة ، هم قوم ذوو صبر وجلد ، مزارعون محترفون يروون الأرض بعرقهم قبل ماء النيل ، يقول في ذلك الأستاذ ( تعلمت هناك معاني الصبر والكد وقرأت في قسمات أهلي فصول المعاناة . لذا فقد جندت نفسي خادماً لهم من خلال فصول تعليم أبنائهم بهدف الوصول بهم لحياة أفضل ).

    تعددت الأماكن التي عمل بها فقيدنا الخال عبد الرحمن خلال رحلته التعليمية التي قاربت نصف قرن من الزمان ، رحلة شملت العديد من المحطات مثل حزيمة ومقاشي على فترات متعددة ومتباعدة ، امتدت الرحلة لتشمل أيضا قرى أخرى مثل الكرفاب وحمور في ديار الدناقلة ثم أمري وحجر العسل بولاية نهر النيل وكثير غيرها .
    سافر ود الأحمدي براً وبحراً وجواً ، ارتحل مع أسرته في الصيف القائظ والبرد القارس ، ارتبط كثيراً بكل الأمكنة التي عمل بها ، تحسس مشاكل أهلها فكان المربي المعلم داخل المدرسة والناشط المجتمعي خارجها ، كنت تجده مساءً في فصول محو الأمية وفي اجتماعات مجلس الآباء وفي أية لقاءات تخص المكان أيا كان من المواقع التي عمل بها ، كان مسكوناً بعشق مهنة التعليم لذا فقد ضحى بكل شيء من أجلها ، مشهد دائم كنت تراه ليلا في كل قرية حين يأوي الناس إلى منازلهم بعد مغيب الشمس وتتحلق الأسر حول خيط من نور ينبعث من مصباح قديم ، كنت ترى هذا المربي الجليل حاملاً كشافه يجوب شوارع القرية موصلاً كل طالب أو طالبة إلى عتبة داره ، يا الهي ما هذا السمو؟ وما هو نوع هذا العشق للمهنة الذي أستوطنك؟ كان آخر من يأوي إلى منزله وأول من يدخل عتبة المدرسة ليستقبل طلابه وطالباته صباحا.

    اختارت جمعية أبناء مقاشي الخيرية بالمملكة العربية السعودية إبان تأسيسها في أواخر سبعينيات القرن الماضي الأستاذ عبد الرحمن ممثلاًً لها في القرية واستمر شاغلاً لهذا المنصب حتى وفاته عام 2010م ، كان هو عين الجمعية المفتوحة التي ترى بها واقع القرية ، كان يستخدم في رسائله أسلوب الرفق قليلاً والصدمة كثيراً حتى تتحرك المشاعر وتتفاعل مع قضايا يراها هو جوهرية وقد كانت كذلك ، كان إذا اختلف مع من يعملون في لجان القرية المختلفة تحلى بأدب الاختلاف وقارع في احترام ونبل ، كان يقول دائماً (دع الآخرون يعملون وفق رؤيتهم فربما كانوا على صواب أكثر مني ، لكل إنسان رؤية وفلسفة في الوصول إلى الهدف الذي ننشده جميعاً ، هم إخوتي وأبنائي وطلابي والمستفيدون أهلي ).

    الحديث عن رحلة الخال التعليمية والتربوية يحتاج إلى مجلدات فمحطات عمله كثيرة وطلابه وزملائه آلاف مؤلفة ، له الكثير من المواقف المشرفة في مكاتب التعليم وفي لجان الاختبارات وفي إدارات المدارس التي عمل بها ، ارجو أن يعكف أبناؤه على تدوين هذه الرحلة مؤثقة بالتواريخ الدقيقة بعد انقشاع سحابة الحزن التي ظللتهم ، هي تجربة جديرة بالتوثيق حتى تطلع عليها الأجيال وتأخذ منها الدروس والعبر ولتعرف أي رجل فقدنا.

    يشهد الله يا خالنا الذي رحل في صمت بمدينة رابغ السعودية في التاسع من ربيع الأول لعام ألف وأربعمائة وواحد وثلاثين هجرية إن قلوبنا حزينة ودموعنا سخنيه حزانى لان سهام الموت ما فتئت تنتاشنا من كل جانب بين الفينة والأخرى فتبتر أطرافنا وتعمق جراحنا ، الباكون ياخالي كثر، أحفاد وأبناء، أصدقاء وأقرباء، طلاب وطالبات منتشرون في كل أصقاع الدنيا، زملاء وزميلات عمل ، بكاك ياخالي كل من عرفك في ديار الشايقيه والبديرية والمناصير والجعليين ، بكاك عرب الهواوير والحسانية في مضاربهم على أطراف القرى لأنهم عرفوا فضلك، بكتك كل الدروب والأمكنه، بكاك حتى الشجر والحجر، خالي أنا حزين لأن أمثالك لن نجد لهم بديلاً، حزين لان فقد أمثالكم شرخ في جدار امة، حزين لأننا لم نكرمكم بما يليق، اعذرنا فقد قصرنا على المستويين الشعبي والرسمي، اعذرنا يا خالي فهو حالنا الذي تعرف فنحن دائماً نصل متأخرين إذا وصلنا، اعذرنا فاننا شعب مشغول لاهي يضيع أوقاتاً عظيمة ونادرة، ثم يعض أصابع الندم ولات حين مندم. نسأل الله المغفرة.

    رحمك الله يا معلم الأجيال بقدر ما خطيت من حرف ونطقت من كلمة، رحمك الله بقدر ما تغبرت رجلاك راكباً أو ماشياً، رحمك الله بقدر عدد طلابك وطالباتك وذرياتهم إلى يوم الدين، رحمك الله بقدر ما أدخلت البهجة والسرور على الأنفس وبقدر ما سعيت لأصحاب الحاجات، رحمك الله بقدر دعوات كل الصادقين الذين لفهم الحزن واعتصرهم الأسى، رحمك الله رحمة واسعة وأنزلك منزل صدق مع الأنبياء والشهداء والصالحين.
    وليكن لنا العزاء في قول الله تعالى (ولنبلوكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
    صدق الله العظيم.


    محمد العباس الحسين

    الرياض 25/2/2010م
                  

03-05-2010, 09:44 PM

خضر عطا المنان
<aخضر عطا المنان
تاريخ التسجيل: 06-14-2004
مجموع المشاركات: 5191

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في رثاء معلم الأجيــال والد زميلنا بالمنبر طارق الأحمدي... بقلم محمد العباس الحُسين... (Re: أبو الحسين)

    العزاء موصول لكل أهلنا على امتداد الوطن الحبيب وفي المنافي ( قسرا أو اختيارا)

    وعزاء بلا حدود وممزوج بصالح الدعوات لك ياابن عمي أبوالحسين وللحبيبين الكريمين


    طارق الأحمدي ومحمد العباس الحسين

    وغمر ربي قبر الراحل بشآبيب رحمته وجعل قبره روضة من رياض الجنة

    خضرعطاالمنان
    [email protected]
                  

03-05-2010, 11:11 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في رثاء معلم الأجيــال والد زميلنا بالمنبر طارق الأحمدي... بقلم محمد العباس الحُسين... (Re: خضر عطا المنان)


    أحسن الله العزاء أخي الأحمدي


    والرحمة للفقيد
                  

03-06-2010, 09:58 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في رثاء معلم الأجيــال والد زميلنا بالمنبر طارق الأحمدي... بقلم محمد العباس الحُسين... (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: أحسن الله العزاء أخي الأحمدي


    والرحمة للفقيد


    تقبل الله دعواتك شيخي الشقليني...
                  

03-06-2010, 07:11 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في رثاء معلم الأجيــال والد زميلنا بالمنبر طارق الأحمدي... بقلم محمد العباس الحُسين... (Re: خضر عطا المنان)

    Quote: وعزاء بلا حدود وممزوج بصالح الدعوات لك ياابن عمي أبوالحسين وللحبيبين الكريمين


    طارق الأحمدي ومحمد العباس الحسين

    وغمر ربي قبر الراحل بشآبيب رحمته وجعل قبره روضة من رياض الجنة


    شكراً جميلاً يا ابن عمي على كلمات المُواساة الطيبة...

    وتقبل الله دعواتك الصادقة... ونسال الله يجعلها علينا وعليكم آخر الأحزان...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de