|
Re: شاطر و مشطور و بينهما عجور ( الجزء الثاني ) (Re: ابو جهينة)
|
سندْلِف مرة أخرى إلى متاهات المائدة السودانية الفقيرة :
في رواية أهلنا ذوي الأصول المنحدرة من بلاد ما بين الأنهار الخمس ( أتبرا و الدندر و السـاسـريب و الرهد و السوباط )، أن كلمة كمونية هي في الأصل :
الكاف : إختصار لكلمة الكبدة. و الميم : إختصار لكلمة المصران ، و الواو واو عطف ، بعدين تجي كلمة ( نِيَّة ) .. مما يعني أن الكمونية ( كبدة و مصران ) تؤكل (بي حسن نية) .......دون التفكير في ما سبق و إحتوته المصارين الغليظة و الدقيقة و أم التلافيف من مواد لأن مجرد التفكير فيها ستجعل العواقب شبه وخيمة.
أما رواية أهلنا الذين عاصروا الفترة ماقبل المهدية و المهدية الأولى و خواتيم أيامها ، أى قبل مجاعة سنة ستة و ما بعدها ، فقالوا إن أحد الخواجات بوسط السودان بعد أن تناول الكمونية بكمية مقدرة من الشطة ، قد إحمر وجهه ، ثم إصفر و إزْرق، ثم نظر فبسر ، ثم أدبر و إستغفر ، ثم تجشأ من جميع منافذ جسمه البائنة و المستترة، و لولا أنه كان يعرف حدود مهمته في السودان لنطق بالشهادتين ، لذا فقد كتم الشهادتين ( و يقال أنه مات على دين الإسلام ( كتَّامي ) كالنجاشي ملك الأحباش ) ، بعدها نظر الخواجة إلى السماء و كأنه يُشْهِد الله على ما فعلته الأكلة به ، و كان القمر ليلتها ليلة أربعطاشر ، و قال رافعا يدا واحدة و بالأخرى يمسك بتلابيب بطنه :
Com On Monia
و عندما سألوه : من هي مونيا هذه ، قال و هو يبتسم إبتسامة بلون الكُرْكُم :
Monia is my wife living in london, and I wish she were here to suffer this feeling and share it with me
ثم تمتم بلعناتٍ كزخات المطر متتالية ، و يقول الراوي أنها كانت بلهجة سودانية بحتة و لما طلبوا منه مذهولين أن يكررها ، قال : لا بد من أكل كمونية مرة أخرى لينْعَوِج اللسان. ( ظار عديل ).
غتاتة من هذا الخواجة ، (يعني علي و على أعدائي يا رب).... لأنه كان على ما يبدو يكره مونيا زوجته و يتمنى أن تموت قبل أن يرجع إلى لندن لأسباب خارجة عن موضوعنا هذا فهو يعرف على ما أعتقد أن إمعائها لا jستحمل هذه الخلطة الجهنمية..
ثم يقال أن جملة Come on Monia التي نطق بها تم إدخالها في معجم التبداوية السودانية ، ثم أُدْغِمتْ بعض الحروف الإنجليزية قسْراً بحرفنة سودانية و صارت ( كمونية ) .. هذا على ذمة صديق العمر في أتبرا ( أوشيك ) المخضْرم صاحب المطعم الذي كان مطعمه عبارة عن وكر للكمونية.
بستتبع ( مع إنتظار متابعة الذين شطروا معي المشطور في أيامه الخوالي تلك هنا )
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: شاطر و مشطور و بينهما عجور ( الجزء الثاني ) (Re: اسماء الحسينى)
|
الأستاذة أسماء
تحياتي
أيه البوست اللى يفتح الشهية ده
الله الكمونية دى لذيذة جدا والعجور وكل
الأكل السودانى الجميل اللى قاعد تتكلم عنه
قواعد اللغة لايمكن تطبق على الطعام والأكل بسهولة
لأنه ساعة البطون تتوه العقول وتنسى كل كلام المجامع اللغوية
الجزء الأول الخاص بالشاطر و المشطور ممكن يكون فاتح للشهية و لكن ما حدث للخواجة ، مش بيخليك تتخضي من اللي حصل عليه ؟
مشكورة على المرور
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: شاطر و مشطور و بينهما عجور ( الجزء الثاني ) (Re: ابو جهينة)
|
السلام عليكم - أخي الفاضل : أبو جهينة كان بسجستان شيخ يتعاطى النحو وكان له ابن فقال لابنه: إذا أردت أن تتكلم بشيء فاعرضه على عقلك وفكر فيه بجهدك حتى تقومه ثم أخرج الكلمة مقومة... فبينما هما جالسان في بعض الأيام في الشتاء والنار تتقد وقعت شرارة في جبة خز كانت على الأب وهو غافل والإبن يراه ، فسكت ساعة يفكر ، ثم قال: يا أبت أريد أن أقول شيئاً فتأذن لي فيه ؟ قال أبوه: إن حقاً فتكلم ...قال: أراه حقاً ... فقال: قل ...قال: إني أرى شيئاً أحمر قال: وما هو؟ قال: شرارة وقعت في جبتك فنظر الأب إلى جبته وقد احترق منها قطعة ...فقال للابن: لم لم تعلمني سريعاً ؟ قال: فكرت فيه كما أمرتني ثم قومت الكلام وتكلمت فيه ... فحلف أبوه بالطلاق أن لا يتكلم بالنحو أبداً.
مشكور أخي على الإبداع وإنت تطرق المواضيع الجميلة ... لك مني ألف تحية وود ...
| |

|
|
|
|
|
|
|