|
فى اوقات المجاعة الرئيس ينكت
|
قفز من أعماق ذاكرتى على الفور، وانا اطالع جانباً من سفر المحبوب، حوارٌ دار بينى وبين العميد فيصل مدنى مختار، عضو مجلس قيادة ثورة الانقاذ الوطنى وحاكم كردفان الأسبق، بعد اسابيع قليلة من اعفائه، او بالاحرى استقالته من عضوية المجلس فى النصف الاول من التسعينات، وذلك بمنزله بشارع الجمهورية بالخرطوم. وكان حاضراً بجانبى فى ذلك اللقاء من الأحياء الوزير الاقليمى السابق العميد (شرطة) محمد عبد الملك الطاش، ومن الراحلين الصديق العزيز المرحوم الصحافى الاسلاموى محمد طه محمد أحمد. وكنت قد سألت العميد فيصل عن سبب الخلاف بينه وبين القيادة الذى ادى الى مغادرته لمنصبه السامى، فذكر لى أسباباً أثارت فى وجهى ملامح الاستغراب، وهو استغراب لم يظهر منه شئ على وجه الراحل محمد طه الذى كان فيما بدا لى واقفاً على كثير من خفايا المرحلة. مما ذكر العميد فيصل، ضمن اجابته على سؤالى، انه عندما استفحل أمر المجاعة فى كردفان وكان هو حاكماً عليها، وعجزت امكانيات الدولة عن مواجهة الكارثة، وجد من الضرورة بمكان اعلان حالة المجاعة وطلب العون الدولى، لا سيما وان كثيراً من المنظمات الدولية ذات الموارد الضاربة كانت تتهيأ للتدخل وتقديم المساعدات. غير ان الحكومة المركزية ظلت وباستمرار ترفض طلبه، فاضطر للحضور الى العاصمة ومقابلة رئيس مجلس قيادة الثورة بمكتبه بالقصر الجمهوري حيث عرض عليه وقائع الاحوال المتفاقمة فى كردفان، وطرح عليه وجهة نظره بشأن اصدار الاعلان الذى يصرح بوجود مجاعة فى الاقليم، بما يعين على اطلاق آليات العون الدولى باتجاه التصدى للكارثة وتخفيف معاناة الضحايا، طالما ان امكانيات الدولة وقفت دون ذلك. ونبه الحاكم الرئيس الى المسئولية الشرعية التى تقع على عاتقيهما معاً ان هما تقاصرا عن واجبهما تجاه ارواح عشرات الآلاف من الفقراء الابرياء الذين يتهددهم شبح الموت جوعاً. وهنا ردّ رئيس مجلس قيادة الثورة:( والله يا فيصل انا مقتنع بكلامك ده تماماً، لكين البقنع الديك منو)؟! والذى اتضح بعد ذلك هو ان (الديك) كان يؤمن وقتها بأن الاقرار بوجود حالة مجاعة فى البلاد بينما شعارات (نأكل مما نزرع) تغطى سموات المدن وتملأ اجهزة الاعلام يسئ الى سمعة كل ديوك السودان ودجاجه ويلحق بكبريائها أفدح الأضرار!
(3)
الفقرة اعلاه جزء من مقال مصطقى البطل يعلق على كتاب المحبوب عن الحركة الاسلامية
روى البطل الحكاية
استوقفتنى باحساس الحسرة مع الهوان والخيبة لرئيس بلد لا حةلة له وتاتيه الاوامر من الشيخ
لفت انتباهى مفارقة مزاج الرئيس يتحدث معم مسؤل كبير عن مجاعة للناس ومت البشر
ويكون للرئيس مزاج ايراد النكتة البقنع الديك منو
|
|
 
|
|
|
|