|
المؤتمر الوطني , الدخـــــــول في الشـبكات والتأمـل في الخـروج , دارفور نموذجا
|
مافي زول واحد في السودان الكبير ده عندوا ذره من الشك في أن أكثر مشاكل السودان هي من صنع المؤتمر الوطني , ونتاج لفشلو الكبير في اداره مقدرات البلد .
ومن المعلوم أن السبب المباشر والوحيد لتطاول أزمه دارفور هو أنتهاج الحكومه لسياسه الأرض المحروقه للقضاء على ثوار دارفور , رغم بساطه المطالب التي من أجلها حملوا السلاح , وتعنتها ورفضها حتي أجبرت على الأعتراف بأن هناك قضيه ومطالب مشروعه لأهل دارفور.
فلنعقد مقارنه بسيطه بين مطالب ثوار دارفور التي كانت الحكومه ستدفعها كثمن لوضعهم السلاح وبين ما دفعته الحكومه فعلا من أنتهاج سياسه الأرض المحروقه .
*
- المطلب الأول للثوار هو أعاده حدود دارفور لما كانت عليه في 1956 أي لما قبل اقتطاع أجزاء من دارفور وضمها للولايه الشماله على مرحلتين والتي بأقتطاعها فقدت دارفور حدودها الجغرافيه مع مصر وكسبت الولايه الشماله حدود جغرافيه جديده مع ليبيا لم تكن موجوده .
وهو مطلب منطقي , بل أنه يثير تسائلات لماذا تم أقتطاع تلك الحدود أصلا من دارفور طالما أن السودان وطن واحد! .
- المطلب الثاني هو ضروره مشاركه أهل دارفور في الحكم بنسبه عددهم السكاني أو بنسبه مساهمتهم في الدخل القومي , والمعروف أن أهل دارفور رغم أنهم يمثلون 25% من السكان وفقا لأخر التعدادات السكانيه (المضروبه) كما تدعي الحركه الشعبيه , الا أنهم يكاد لا وجود دلهم في الوظائف القياديه العليا للدوله وأن وجدوا يكونون للديكور .
وهو أيضا مطلب منطقي , فلا يعقل أن تستولي ولايه أو مديريه يبلغ عدد سكانها 6% على نسبه 88% من الوظائف العليا في الدوله بصوره دائمه , فنحن لسنا مملكه أو أماره من أماراات العرب أوالعجم .
- المطلب الثالث هو أحداث تنميه متوازيه تراعي التخلف التاريخي لبعض مناطق السودان , وأعاده النظر في مسأله الهويه العربيه للدوله لأن أكثر من 90% من سكان السودان هم من الرطانه ولا يمكن أعتماد هويه 10% فوق هويه 90% .
وهو أيضا مطلب منطقي فلا يعقل أن تكون لغتي الأساسيه (لغه أمي) رطانه وفي نفس الوقت يطلب مني أن أجلس لأمتحان لغه عربيه و اجبر على أجتيازه لحصولي على شهادتي الثانويه , وهو أمتحان يعجز كثير من أهل جزيره العرب عن حله !.
كما أنه ليس من المنطقي أن توقف التنميه أو تحول أموال تنميه دارفور الى ولايات أخرى أو بنود صرف أخرى وتعلق دارفور في روتين وزاره الماليه لأسترداد أموالها (طريق الأنقاذ الغربي) نوذجا .
- المطلب الرابع هو أعاده دارفور ككيان واحد كما كانت دوما منذ أنضمامها للسودان 1916 , وهو أيضا مطلب منطقي لأن أهل دارفور هم أدرى بشئونهم وبالنظام الذي يريدون أكثر من أي أحد أخر من الذين يصدرون القرارات في القصر الجمهوري في المقرن .
**
كيف واجه المؤتمر الوطني تلك المطالب المشروعه !
كما هو معروف أطلق المؤتمر الوطني حملات عسكريه لقهر الثورا وتم تعيين الفريق الدابي ممثل لرئيس الجمهوريه في دارفور بصلاحيات أمنيه واسعه .
وكعاده الجند منذ الأزل ما دخلوا قريه الا أفسدوها خاصه اذا لم يكن هناك أي رادع أخلاقي يزجرهم , و قد عاث الجيش السوداني و المليشيات التي أستعان بها من جراء هزائمه المتلاحقه فسادا سارت به الركبان وتقتيلا على الهويه وتهتيكا للنسيج الأجتماعي في دارفور .
وكان من نتائج ذلك .
- مقتل ألاف من الأبرياء وتشرد ملايين من المواطنين العزل عن ديارهم , مع رفع الدوله يدها عنهم أي المشردين تماما وتركهم لتلقى الأعانات من الخواجات!
- دخول عدد 26000 جندي أممي الى دارفور وهي أكبر قوه للأمم المتحده منذ تأسيسها .
- أصدار مذكه بأعتقال رأس الدوله السودانيه وما يمثله ذلك من أدانه (أخلاقيه) على الأقل للنظام وهويته!.
- وقوع السودان في دوامه لعبات المخابرات العالميه و الأقليميه التي تخطفت المشكله السودانيه وكل يحاول توظيفها حسب مصالحه أسم الدلع (التدويل)
- واستغلت بعض دول الجوار دخول المؤتمر الوطني في شباك دارفور وعملت على أقتطاع أجزاء من السودان , مصر و كينيا و اثيوبيا نماذج .
- اضافه مطلب خامس لمطالب الثوار تمثل في العداله , بل أنه أصبح من أهم المطالب على الأطلاق لدى جميع أهل دارفور
++ وبمقارنه أخري
كم أنفق المؤتمر الوطني من الأموال على مشكله دارفور منذ أنتهاجه لسياسه الأرض المحروقه من سلاح وراجمات وطائرات ورشاوي ومرتبات وعمولات الخ .
وكم من الأموال كان يمكن أن ينفق اذا ما قرر الأستجابه لمطالب الثوار منذ البدايه .
+++ وبأخرى
كيف أفقد المؤتمر الوطني الدوله السودانيه (هيبتها) أثناء محاولته فرض هيبه الدوله على ثوار دارفور !
فهل يستطيع أتفاق الدوحه المرتقب التعامل مع كل أخفاقات المؤتمر الوطني وفشله في دارفور والسودان عموما !
نواصل
|
|

|
|
|
|