|
Re: سلسة مقالات منعت من النشر ... بقلم الاستاذ طه حسن طه (Re: زهرة حيدر ادريس)
|
وأخيراً مركز للشهيد الشريف حسين !!بقلم :
طه حسن طه
الشريف حسين الهندي علم من أعلام الفكر والاقتصاد والسياسة ، وضع بصماته علي كثير من الأحداث والقرارات والانجازات لذا يصعب تجاوز ذكر أسمه ضمن كوكبة حقبة الستينات وما بعدها ، بل يصعب تجاهل دوره السياسي والاقتصادي حيث كان فارس الحلبة بلا منازع حيث قدم لهذا الوطن عصارة فكره وطاقة عنفوانه وفيض عطائه ولم يبخل ، كان لكل السودانيين بمختلف فئاتهم وقطاعاتهم وانتماءاتهم علي الرغم من أنه كان أحد قادة حزب رائد ، لم يحاب أعضاء حزبه علي حساب المبادئ القومية والتوجه الوطني والقيادة الرشيدة حيث كان يدفع كل العاملين معه ومن حوله علي القيام بأقصى ما يمكن القيام به من أجل هذا الوطن العزيز الغالي ومن أجل كل مواطن يسعي الي حياة كريمة، وهو دون شك كان قائداً فذاً في وقت كانت حاجة الناس الأساسية في هذه الحياة التي يحيونها ويحبونها إلي من يقودهم ويدفعهم الي السعي الدؤوب من أجل تحقيق ذواتهم وأداء أدوراهم المناطة بهم لذلك فقد كان الجميع في تلك المرحلة شبه متفقين في الرأي أن لم يكونوا متفقين بنسبة عالية مما أفرز في ذلك الوقت بيئة قوية وأوجد قدراً عالياً من التوقعات التي أثرت كثيراً في تشكيل نظرتهم لأنفسهم الشئ الذي ساهم وبشكل فعال في رفع مستوى الوعي الأخلاقي عند إنسان ذلك الزمن الجميل وسمح له بأن يكون جزءاً من عالم يكون فيه السلوك الصحيح هو القاعدة وليس الاستثناء !! للأسف لا يسمح المجال لنا هنا أن نعدد مآثر ومناقب الغائب الحاضر الذي له رصيد كبير من المحبين والمعجبين والمؤيدين وكثير منهم يذرف الدموع عند مجرد ذكر أسمه او إحصاء خدماته وانجازاته وتضحياته ... الخ وهذا ليس بمستغرب على الحسين فقد كان والده الشريف يوسف عليه ألف رحمة من الله أحد أركان منظومة العطاء الديني والاجتماعي والسياسي ( الخفي الحصيف ) لذلك جاء ابنه الشريف حسين شبلا يافعا قوي المراس فكان ذلك الشبل من ذلك الأسد وكفى بالحسين رمزاً ومفخرة لآل الشريف يوسف الهندي ولو تخطاه الموت أو أمهله القدر فعاش فترة أطول لما جاست خفافيش الظلام خلال الديار لكنه الموت سبيل الأولين والأخرين فألف رحمة تغشى قبره وفي رحاب الخالدين وحقاً أن الموت نقاد في كفه جواهر يختار منها الجياد. لم ينس البعض ذلك العلم الذي علي رأسه نار وان تأخر تذكرهم, لذا فقد قرروا تأسيس مركز لذلك الشهيد البطل، وهذا قد حدث بالفعل حيث تم افتتاح مركز الشريف حسين الهندي للدراسات السياسية والاستراتيجية في عمارة أولاد عيد الله ، شارع السيد عبد الرحمن ، الطابق الأول ، شقة رقم (2) عرفاناً بالدور الذي قام به الحسين والتضحيات الجمة التي قدمها فمثله لا يُنسى فأسمه محفور في الذاكرة والوجدان وبصماته طالت دنيا المال والأعمال وأفعاله وخصاله يعجز القلم عن احصائها وهناك العشرات بل المئات ممن فتحوا بيوتهم بدعم وبمساعدة من الشريف حسين وهناك العشرات ممن نالوا دراساتهم وحصلوا على شهاداتهم بمساعدة الشريف وهناك العديد من الأنظمة العربية ممن استرشدت باراء الحسين الاقتصادية فوضعت ميزانياتها علي ضوء ما أشار به ، نحن بلا شك في زمن ردئ حيث الجحود والنسيان ويا مزارعين ويا عمال ويا طلاب ويا أهل السودان قاطبة لقد حرمكم القدر من خدمات قائد فذ ونبع عطاء متدفق فواجبكم على أقل تقدير ان تحفظوا الوفاء لأهل البذل والعطاء وان نسهم جميعاً في تثبيت دعائم هذا المركز بالفكر والرأي وتقديم الدعم علي كافة المستويات لنضمن استمرارية هذا المركز واداء دوره علي الوجه الذي يرد بعض الدين في وفاء لهذا القائد الذي نذر عمره وعنفوان زهرة شبابه من أجل هذا الوطن الذي كان في حدقات عيونه وعلي الجيل الذي يجهل مرحلة أمثال الشريف أن يبحث عن الحقائق ويعرف تاريخ من صنعوا السودان من أجل الحقيقة والتاريخ ولا خاب من استزاد بمعلومة أو حقيقة، نقول ذلك ونطمع ونطمح أن تجئ الذكرى الثامنة والعشرون لاستشهاد الشريف حسين في 9/1/2010م وقد أصبح مركز الشريف حسين الهندي للدراسات السياسية والإستراتيجية وإصدار المؤلفات وعقد الندوات والمؤتمرات والسمنارات وما الى ذلك من نشاطات فكرية متنوعة نبراسا ومصدر اشعاع يثري مجالات العمل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي حتى نخلق مفهوماً فكرياً يفيد كل الراغبين في المعرفة وها هي مجموعة خيرة قد قامت بزمام المبادرة وبدأت الخطوة الأولى علي طريق مشوار ألف خطوة , تقوم تلك الفئة بذلك العمل في عملية جراحة تجميلية طفيفة لشخصيات ونفسيات الجاحدين والمكابرين والناكرين وهي إذ تفعل فانها تعمل وفق شعار:الانسان ما يؤمن به ؟! "وابقوا عشرة على القضية وعضوا عليها بالنواجز"، تلك هي مقولته المشهورة. طبت حيا وميتا ايها القائد الملهم.
| |

|
|
|
|