|
|
 يوم لا يؤذن لهم فيعتذرون
|
سلام من الذات
يوم لا يؤذن لهم فيعتذرون...!
د.ناهد محمّد الحسن
هنالك زميل يكتب عمود بعنوان (غيبونة)ويشرحها بالدخول في غيبوبة من شدّة الغبينة..وأجد أن حال السودان يستلزم أن تكون أسماء الأعمدة كلّها والصفحات ,تحمل هذا الإسم ..مثلا صفحة الغيبونة الإقتصادية والإجتماعية والرياضية والطبية والنسوية ..الخ وعمود البوني مثلا (غيبونة حاطب ليل)..وهكذا..!
(1)لعناية الشيخ حسن الترابي
بعد نجاح إضراب الأطباء الذي اعترفت بعدالته الجهات الحكومية وحقق الكثير من المكاسب للخصوم قبل أصحاب المطالب ..رأت لجنة النواب الدائمة إنّ قضايا الأطباء لايمكن فصلها عن بعضها البعض ولأنّنا فكّرنا في تكوين لجنة الأطباء الدائمة لكي تحل مكان الإتحاد الذي يخصم من مرتباتنا قسرا ليحاربنا بها ويقف بقوته ضدّ حقوقنا ورفاهنا كأطباء ..لهذا لم يكن مستغربا أن تقوم جماعة لا تصل إلى العشرين من الأطباء من مدللي الإنقاذ بالعمد إلى تخريب اجتماع به حضور من ألفين طبيب سوداني من مختلف القطاعات ..وقامت بإفتعال العنف وتخريب الإجتماع ,عمدا إلى حد الشجار بالأيدي .. تحت رعاية اتحاد الأطباء الحكومي وحضور منسوبيه مع العلم أنهم أول من يحصدون ثمار هذا الكفاح .. لا سيما وان الأطباء لم يقوموا حتّى هذه اللحظة بالمطالبة بإيقاف استقطاعاتهم المالية لصالح الإتحاد والأغرب من هذا أنّ تلك الجماعة انطلقت فجأة تكبّر الله..وأريدك أن تفتيني في هذا الأمر شخصيّا ..مالمقصود بهذا التكبير ؟وهل لدى هؤلاء القناعة بأن الله حاضر بالفعل في هذه الأعمال التخريبية وهذه الأيادي التي تمتد لأموال الناس بالباطل وتتنكر لأماناتها وتأكل في بطونها نارا ..؟هل يظن هؤلاء حقّا بأنّ دعاوى التدين ستنطلي على طفل صغير بعد اليوم وهم الذين يستخدم أصغر طبيب امتياز فيهم سيارة من طراز اسكودا فابيا..ولدى كل منهم وظيفتين وأكثر في الحقل الطبي ويتلقون مرتبات من أكثر من جهة ولا يخجلون من محاربة زملاء المهنة في أرزاقهم ذات المورد الوحيد..
أرجو أن يكون الشيخ حسن عاكفا هذه الأيام على مراجعة المنطلقات الفكرية لسقوط المشروع الحضاري..والذي يجعل جماعة صغيرة من النّاس تظن أنّها شعب الله المختار في الأرض وأنهم يعرفون مصلحة ألفين طبيب قاصرين عن معرفة مصالحهم أكثر منهم وإذا لم يفهم هؤلاء الأطباء هذا الأمر بالحسنى فسيفهمونه لهم بالعنف اللازم إذ كيف يتجرّأ هؤلاء القوم على المطالبة بحقوقهم وقد هيّأ الله لهم فئة من عشرين طبيب هم من أولياء الله الصالحين..؟! رأيي أنا الشخصي أنّ هذا الفكر صادف نفوسا تعاني من عقد نفسية عميقة وقد قام بمفهوم المجتمع الجاهلي وشخصية أمير الجماعة بتأزيم هذه العقد وتعميقها فانفجرت بهذا الشكل الفج الذي ليس لديه الوقت ليتوقف حتّى ويتساءل..!
(2)لعناية د/نافع علي نافع:
لقد كان المانشيت الأول لصحيفة الرأي العام يوم الخميس الفائت :د.نافع:المراهنون على الفوضى في الإنتخابات يحلمون بالمستحيل .
كيف يمكن أن ننظر نحن جموع الأطباء لتصريح من هذا النوع في الوقت الذي يعمد فيه جماعة صغيرة من الأطباء لتخريب إجماع ألفين طبيب؟..لو قرأنا هذا الحدث بإتجاه الإنتخابات لعرفنا أنّ جماعة وحيدة هي التي ستصدّر العنف في كل زمان ومكان من تاريخ هذا الشعب وقد جاء في تقرير لجنة ثامبو أمبيكي للإتحاد الفريقي من أجل حل سلمي وعادل لقضية دارفور:( هنالك أقليّة محدودة أحكمت سيطرتها الخانقة والقابضة على السلطة السياسية والموارد الإقتصادية وترتب على ذلك أن ملايين السودانيين من معظم الفئات والقطاعات في كافة أنحاء البلاد ,جردوا من حقوقهم الإقتصادية والسياسية وتم تهميشهم.ولأن وضعا مثل هذا لايمكن أن تقبله فلقد لجأت هذه الأقلية لإستراتيجيات معينة لإحتواء وإدارة الغبن والسخط الناتج في أوساط المهمشين تحد من الفرص الديموقراطية لهذه المجموعات في حرية التعبير والتنظيم على طريق الحصول على حقوقها..)..ولقد كان نتاج ذلك أن انفجرت الحروب في أنحاء كثيرة من السودان ..فلقد صدف أن قام العبيد المستضعفين في حقبة ما من التاريخ الإنساني بثورة فضلوا فيها أن يصلبوا على جزوع الأشجار من أجل كرامتهم ..فكيف يرضى شعب من الأحرار بأن يساموا هذا الذل وهذا الإضطهاد..؟!سيّدي المسئول إنّ الحكومات التي ينفجر فيها العنف حتّى في تجمع سلمي مدني من أجل حقوق مشروعة وسط صفوة من الأطباء يحرّم قسمهم المهني العنف فهذا يعني أنّ السياسات والإستراتيجيات لحزب المؤتمر الوطني يجب أن تراجع لأنّها في حالة الأطباء قد افتعلت العنف وفي حالة السودان قد دفعت إليه ..! إذن من سيكون المسئول عن العنف في الإنتخابات المقبلة ..؟!
(3)لعناية الشعب السوداني..
في 1968 قدّم الجنرال ديغول استقالته بعد مظاهرات طلابية وعمالية صاخبة، وحصول خلافات في وجهات النظر مع مجلس النواب حول كيفية حل الأزمة.وقد كانت الحلول التي دفع بها ديغول لمجلس النواب مثالية وحاسمة لحل القضايا لكن رغم ذلك صوّت المجلس ضدّها وهو ما فهم منه ديغول أنّ التصويت كان ضدّه شخصيا فقدم استقالته ورحل عن البلاد وحين قام بعض بارونات الديغولية بمحاولة لإرجاعه للحكم ..بحجّة أنّ فرنسا لا يمكنها أن تستغني عنه قال عبارته الشهيرة:إنّ المقابر الفرنسيّة مليئة برجال كانت فرنسا تظن أنّه لايمكن الإستغناء عنهم..!)..هذا الرجل الحسّاس هو الذي علّق على إعتقال الشرطة لسارتر بقوله:في فرنسا لايمكنك إعتقال فولتير..!..وفي السودان بالذات فولتير هو أول من يتم إعتقاله ..كما علّق أحد اللطفاء ..وجموع الأطباء غير المسيّسة في غالبيتها اليوم بعد حادثة الميز الشهيرة قد أجمعت على أن البلد الذي يشرّد فولتير وسارتر هو مكان لا يمكن الحياة فيه دون تحريره ..!أيّ سياسة غبيّة تلك التي تستعدي قبيلة كاملة من الاف الأطباء والإنتخابات على الأبواب..؟!
محطّة أخيرة:
(ممطورة ومتحاشية البلل/حمّدني ودعك بالرحيل /وقعّدني دربك بالشلل/عصفورة الوطن الجميل/ياباقية والأيّام دول/يا مشرع الحلم الفسيح/أنا بينى مابينك جزر/تترامى .. والموج اللّديح/القدرة والزاد الشحيح/كملتو .. ما كِمل الصبر/نتلاقى فى الزمن المريح/ميعادنا فى وش الفجر/يا مشرع الحلم الفسيح/يا بعض منى .. وفينى ساكن/أنا أصلى منك ومشتهيك
و بيناتنا ليل الغربة ... داكِنْ/هبّة هبوبك/أفتح شبابيك المساكن
وسـِّع دروبك/ولـِّع مصابيح الأماكن/ يا مشرع الحلم الفسيح/يومنا النـّهِـبْ .. أسلِبنا خوفنا/كبـِّرنا قدرك .. مرتين/وطـِّول قدر كتفك .. كتوفنا/يا رغبة الرعد البيسكن ..
بين غناوينا وحروفنا/ضوِّى الدساكر والضفاف/عبِّى الحناجر بالهتاف/سدِّد مسامات الرِّعاف
نوِّر مغاراتنا وكهوفنا)أزهري محمد علي
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم لا يؤذن لهم فيعتذرون (Re: ناهد محمد الحسن)
|
دكتورة ازيك
ظانيتك انتي لي حسي ما عرفتي كيفن تكتبي عنوال للمنبر ؟.... شوفي اول حاجة تختاري عنوال كاااااارب ... وياريت لوفيهو غمزة واللا لمزة.... يا عاجبلك الناس الهنا ديل تلاتةارباعهم ناس فاوات ساكت يشوفو محل النضم الفارغ ويجارو عليهو.... ما تشوفي النضم الكبار كبار دا ..حافضنو من زمان لي عشرة سنين في المنبر دا وحات الله في زول كل مرة يجيني ناطي وخامي كلمة"كل اناء بما فيه ينضح"....ويدفقا لي في البوست ....ويمشي يملا كوزو تاني ويقعد يكوس لي... متحلني اضانك طرشا...وانا عارفو بقيت اخت لي جردل تحت البوست...مرة كتب لي بدل ينضح ينطح وحات الله اتكيفتا قلت زولي تراهو اتطور شوية نحمد ك يا الله...
تاني حاجة اكتبي توجد صورة...... وختي اي صورة ...برضو قاعدين يريدو التصاوير....مرة كتبت بوست عن كديسة وكتبت توجد صورة... والله جاتني كترة امه وكترة ناس عشان يشوفو صورة الكديسة... ابدا نفر دا لاقاكي؟....نضمك الكتبتيهو دا سمح.... علا عنوالك دا ما بيجيب لك زبائن........
واوعك تبقي متل الناس المتفلهمين وتقولي كفاية الناس البيقروهو ..والداير يقراهو بيقراهو.... انتي وانا وكلنا ما نشر شي الا عشان يقراها اكبر عدد..... عشان كدي برضو بوستيكي ابقي فيهو عشرة قدر ما يدردق لي تحت اتلافيهو وجيبيهو فوق... اوعك تخجلي انا حسع مغسل وشي بي مرقة....
اخوكي البما فيه ينضح ُ/سجيمان
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم لا يؤذن لهم فيعتذرون (Re: سجيمان)
|
شكرا ياسيجي يا أخوي على النصيحة الصادقة ..تصدق ضحكتني ..وأنا قاعدة قاليك اكتب واتغبن ..ماعارف ليك صورة غبينة كاربة كدي النبي تختها لينا هنا ..بس ما تكون صورة البشير وهو يستكمل النهضة ..!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوم لا يؤذن لهم فيعتذرون (Re: ناهد محمد الحسن)
|
إتحاد الطلبة ضد الأطباء
د.أحمد الأبوابي
كنت أظن، وإلى زمن قريب أن للسن حكمه، و أن البشر يتطورون عقلياً، من حيث التفكير، و السلوك، كلما كبر سنهم، و تدرجوا، في الحياة، و ساروا، في شعابها.. و لكني بدأت أفقد بعض الاطمئنان لهذا الظن، شيئاً فشيئاً، إلى أن كدت أفقده جملة، أثناء إدارتنا للاجتماع الذي دعونا له في اللجنة الدائمة لنواب الإختصاصيين .. ذلك الاجنماع الذي انفض عبر هرج، و أعمال عنف افتعلها منسوبون لاتحاد الأطباء.. أثبت لي ما حدث في ذاك اليوم أن هناك بعض البشر لا يتطورون .. فأنت إن حاولت أن تحصي ما طرأ فيهم من تغييرات، بعد عشر سنوات من تخرجهم من الجامعة، عدت من مهمتك صفر اليدين، و رددت مع المغني (( نفس الملامح و الشبه )) .. ما من تغيير .. ((ما فيش فايده )) ..
غايتان للإجتماع:
كانت لدينا غايتان، إذ دعونا لهذا الاجتماع، أولاهما أن ننور الإخوة النواب، بمجمل ما جرى في الأسابيع الفائتة، بعد رفعنا للإضراب، بناءاً على اتفاق بيننا، و بين وزارة الصحة .. كنا مدينين لأصحاب الحق أن ننورهم بما تم، و ما لم يتم تنفيذه .. كما أردنا أن نطلعهم على ماجرى بخصوص مذكرتنا التي تم رفعها للسيد رئيس الجمهورية، من أجل تحسين شروط خدمة الأطباء .. الغاية الثانية هي تكوين لجنة تضم كافة قطاعات الأطباء ..
كنا، بالطبع، نعلم أن هناك ثمة اسم نسمع عنه كثيراً : ألا وهو : إتحاد الأطباء .. نعم كنا نسمع إسماً، و لكنا، و الحق يقال، لا نرى جسما ً، و لا فعلاً .. لهذا لم يكن في بالنا كبير اهتمام بهذا الاسم الذي لا جسم له، و لا فعل.. كان بالنسبة لنا كياناً لا نحرص على موالاته، و لا نسعى لمعاداته .. كان أمر الإتحاد، و شأن التعامل معه، شأناً مرجأً، نمسك عنه في اجتماعانتا، كلجنة، لأن أمامنا كان على الدوام ما هو أهم .. و لأن الواقع يستجيب لمن يعملون، فقد انتزعنا من الوزارة اعترافاً بنا كلجنة تمثل جموع نواب الإختصاصيين، و ذلك دون أن نحتاج أن نقول في هذا الإتحاد خيراً، أو شراً .. هو فقط لم يكن موجوداً ضمن أولوياتنا ..
و لكن ما بدأنا نشعر به هو أننا كنا ضمن هواجسه الأولى .. على الأقل، في هذه الفترة القصيرة الماضية .. لقد انشغل الإتحاد بتدبيج البيانات المخذلة لجهودنا، و المضادة لها .. و الحق أننا علمنا أنه قد افترع مكتباً أسموه ((دائرة النواب ))، يضم طبيباً واحداً بدرجة نائب اختصاصي، يبدو أنه قد وجد لنفسه عملاً، يحلل به راتبه، و مخصصاته، ألا وهو السعي لإفشال ما نفعل نحن كلجنة ..كان يرسل الرسائل المخذّلة، و المضللة على الهاتف الجوال، و ينشر البيانات، على الصحف .. ثم يختم يومه بالتوجه إلى خزانة وزارة الصحة، ليصرف ما أفلحت جهودنا في إخراجه من بين فكي وزارة المالية، و يدي وزارة الصحة .. و لكن لأن الحياة لا تعبأ بالخاملين، فإن أي جهد بذلته هذه ((الدائرة)) بنائبها الواحد كانت ترتد عليه، و على الإتحاد خيبة، و فشلاً، و سخطاً من جموع النواب، و من الأطباء عامة .. و إذا بها تدور على صاحبها ((دائرة السوء )) ..
الدعوة لتكوين لجنة أطباء السودان :
بدأنا، و نحن نعالج أوضاع النواب ندرك يوماً بعد يوم، بأننا كي نضطلع بمهمتنا في الدفاع عن قضايا النواب، لا بد لنا من شيء من التنسيق مع الفئات الأخرى من الأطباء .. ذلك لأن النواب، ليسو إلا حلقة من حلقات سلسلة الأطباء، التي لا أمل في صلاح بعضها، دون غيره من الحلقات .. ذلك كان استبصاراً، عملياً، و أخلاقياً في ذات الوقت .. فقد كان يحدونا، و نحن نسعى لأجل واقع أفضل لإخوتنا النواب قول المعري : (( فلا هطلت على، و لا بأرضي ... )) .. و لقد كان يمكن لاتحاد الأطباء، إن كان يحمل غير طبيعته و أجندته الحالية، و كان على رأسه غير من هم الآن، و كان قادته يحملون ذهنية أخرى غير ذهنية (( السادن الغيور))، كان يمكن لهذا الاتحاد أن يكون قبلتنا و للجأنا له .. بل لو كان كما قلت ، لكنا في غنى عن كل ما قمنا به من الأساس، و لتفرغنا لما جئنا لأجله من التحصيل، و التدريب .. و لكن لقد ظل الإتحاد يؤكد لنا المرة تلو الأخرى بأنه ليس فقط جهاز كسيح عن الحركة لأجل مصالح الأطباء، بل، و بأكثر من ذلك، أنه موظف، و بعناية ضد هذه المصالح .. هو اتحاد بين أجهزة الدولة، و بعض الأطباء، ضد جموع الأطباء .. لقد لقينا، نحن كلجنة، من هذا الإتحاد من المكر السيء ما جعلنا، ليس فقط نؤكد على إسقاطه من حساباتنا، بل و جعلنا نشعر بحتمية إيجاد جسم قادر على الدفاع عن حقوق الأطباء و النضال في سبيل المهنة حرصاً على مصالح الأطباء ، و المواطنين على السواء..
من اجل كل ذا جاءت دعوتنا لجموع الأطباء للاجتماع في ميز الأطباء بالخرطوم من أجل تكوين ما اقترحنا له اسماً ((اللجنة التمهيدية لاطباء السودان))..
إجتماع غير مسبوق:
لم يخيب الأطباء ظننا ، فقد تداعوا لاجتماعنا ذاك زرافات و وحداناً ، بحيث ضاقت عنهم ساحة الميز و هي الوسيعة.. لقد كان حشد الأطباء في ذاك اليوم ، أكبر دليل على أن هذا الإتحاد قد فقد بالفعل شرعيته ، و انفض الناس عنه ، ليتركوا أعضاءه لما وظفوا أنفسهم له من الدفاع عن مصالح السلطان، و التحلق حول موائده الدسام ، و السيف مغمد إلا عن حرب يغتنمون فيها دنيا أو جاهاً لدى أولي الصولجان..
لقد لاحظت، و أنا أتهيأ لإلقاء كلمتي كممثل للنواب ، أن هناك ، و جوهاً أعرفها قد أمت اجتماعنا، ضمن الآمين .. كنت على يقين أن هؤلاء القوم ما أتى بهم إحساس بضرورة التغبير ، و لا رغبة في أن يشملهم فضله .. كيف ، و هم كانوا زملائي في جامعة الجزيرة ممن أوقدوا لكل فتنة نارها ، و تولوا من كل عنف كبره.. و هم اليوم من سدنة الإتحاد ، و قادته..
كنت أتوقع، و الحالة هذه سوءاً ، وكيداً .. و لكن لم يدر بخلدي أن هذا المكر هو إثارة العنف .. فتلك كانت في تقديري وسيلة لابد أن القوم قد قضوا منها وطرهم في الجامعة .. توقعت حيلة مبتكرة من هؤلاء الذين كانوا بالأمس ((طلبة )) ، و صاروا اليوم أطباء.. بل ((إختصاصيين )) ..
إتحاد الأطباء مأزق مقدر ، و سلوك منكر..:
إنني، و للأمانة ، في لحظات حياد، أستدعيها كثيرً ، حتى لا أكون من المشتطين ، أستطيع أن أدرك مدى المأزق الذي وجد إخوتنا في الإتحاد أنفسهم فيه .. لجنة للنواب ، تنتزع اعترافاً من الوزارة ، و تنافسهم في كل شأن، حتى صار العضو الممثل للجنة النواب حاضراً في كل اللجان التي انشأتها الوزارة لأجل تحسين أوضاع الأطباء، كلجنة الميزات، و تحسين شروط عمل الأطباء، بل و مقرراً في بعضها.. هذا أمر يمكن للمرء أن يتصور مدى مرارته في حلوق زبانية الإتحاد ، و مدى الحرج الذي سببه لهم في مواجهة من ينتظرون منهم احتكار كل جليل و حقير من شئون الأطباء.. لا غضاضة و الحالة هذه أن يحس قادة الإتحاد بضرورة إيقاف هذه اللجنة (( البعبع)) عند حدها .. فإن يكن الأمر كذلك ، فإن الاستفزاز يكون أشد، و الحرب أشد وطيساً إذا دعت هذه اللجنة الوليدة لتكوين جسم يحل محل الإتحاد ، و يحيلهم دون شك إلى مجاهل النسيان ، ويقضي على بنيانهم الذي بنوه في عقود في لحظة يتيمة.. . هذا و الحق شيء يدعو للخوف، و يستلزم الحركة و الإستدراك..
قادة العنف الطلابي صاروا مبتدعة العنف وسط الأطباء ..
قلت قبل قليل أنني كنت أتوقع من زملائي كيداً.. و قلت في الفقرة السابقة أن هذا الكيد ربما يمكن تفهمه، و التعاطي معه بشكل موضوعي .. لكن ما أحزنني ، و فاجأني ، و أنا الذي أعرفهم ، هو أن هؤلاء القوم، بعد أن جلسوا في سرادقنا أطباء ، و إختصاصيين ، سلكوا حين طار منهم العقل، سلوك صبية الجامعات الذين غرتهم فورة الشباب، و عازتهم الحكمة و نضج الرجال ، فجنحوا إلى حل المعضلات لا بالعقل ، بل بالعضلات ..
لقد كانت مسرحية هزيلة تلك التي افتعلها منسوبو اتحاد الأطباء .. هي هزيلة و مخيبة للآمال ، و داعية لمراجعة نظريات علم النفس التي تقول أن البشر يكبرون ، و يرشدون ، فيختارون في كل عمر من الوسائل ما يلائم الأعمار.. إنني لا أملك إلا أن أعدل مقولتي التي قلتها قبل قليل عن الإتحاد من أنه (اتحاد بين أجهزة الدولة، و بعض الأطباء، ضد جموع الأطباء ..) ..فأضيف أنه (اتحاد الطلبة ضد الأطباء).. هذا مع الاعتذار لكل الطلبة المستنيرين..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ناهد محمد الحسن
سجيمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست