|
بيان من -- ملتقى أيوا لدعم التحول الديمقراطي-- حول إغتيال الشهيد محمد موسى عبدالله
|
بيـان الى جماهير الشعب السوداني البطل
حول إغتيال الشهيد محمد موسى عبدالله بحر الدين

في الوقت الذي تتطلع فيه جماهير شعبنا الصامدة للخروج من وهدة راهن الاحزان والجراحات والاحباطات والخراب جراء حكم الشمولية الفاسدة وتتهيأ لاستقبال مرحلة سياسية جديدة تحكمها مواثيق وعهود منصوص عليها في اتفاقية (السلام الشامل) تلك الإتفاقية التي شهد عليها كل شعب السودان والمجتمع الدولى وقد استبشر شعبنا خيرا بها علها تكبح جماح واجرام وفساد الشمولية الراهنة وتغير طبيعتها ، إلا أن الشمولية كفكرة وسلوك تظل راكزة في وعي نظام البطش والإرهاب . فها هى سلطة القهر تؤكد ادمانها لهذا النهج الشرير الذي ارتكبت على دربه الاف الجرائم في حق شعبنا لتضيف الى رصيدها الذاخر من الجرائم جريمة بشعة اخرى ، حين غدرت بالطالب الناشط الشهيد محمد موسى عبدالله بحر الدين واغتالته باشنع صور القتل ، وهي بهذه الجريمة البشعة تعيد الامور في المشهد الوطني الى المربع الاول من حكمها البغيض ناسفة كل امالنا في انصلاح احوال مستقبل السودان في ظل تواجد هذه الفئة المجرمة.
ان جريمة اغتيال الطالب الشهيد محمد موسى ينبغي ان تكون محطة للتامل الواعي والجاد والمسؤول لاخذ الدروس والعبر من طبيعة سلوك واخلاق اعداء هذا الشعب من قررنا اخيرا مجبورين التعامل معهم بالحسنى بلا مساءلات ولا محاسبات ورغما عن هذا فقد خيبوا امالنا بهذه الجريمة القذرة وهي تثبت ان الشمولية الحاكمة لم تبدل جلدها ولا اخلاقها الاجرامية برغم كل العهود والمواثيق التي وقعت وبصمت عليها ولم تحترمها ولم تحترم رعاتها وشهودها بل لا يمكن الوثوق بها مستقبلا في مشاركتها اي نظام حكم ديموقراطي لانها ستكون خطرا على الديموقراطية طالما لا زالت تتحلى بهذه الروح الاقصائية الشريرة.
ومن هنا بعد هذه الجريمة البشعة نناشد كل قوانا الوطنية الحية ان تاخذ الامر ماخذ الجد في التعاطي مع هؤلاء
المجرمين وان لا تسرف في احلامها وتطلعاتها في معادلة سياسية قادمة احد اطرافها ثلة من القتلة والمجرمين وان هذا السلوك الوحشي قصد منه ترهيب وترويع الخصوم وهو استمرار لنهجهم السابق في اخافة وابتزاز الخصوم.
واخيرا نناشد كل جماهير شعبنا البطل في العاصمة المثلثة ان تخرج يوم الإثنين في مسيرة التشييع الكبرى لهذا الشهيد البطل تعبيرا عن وفائنا لدماء شهدائنا وابطالنا وتثمينا لنضالاتهم الغالية لاجل هذا الوطن العزيز كنوع من الوفاء والعرفان وهي رسالة وطنية لاعداء الشعب تخبرهم بوحدة شعبنا في كل الخطوب والملمات وهي الروح التي ننشدها في التصدى لاعداء الشعب في كل زمان ومكان حتى يوم النصر القريب.
السكرتارية الاعلامية لملتقى ايوا لدعم التحول الديمقراطي 13 فبراير2010م
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: بيان من -- ملتقى أيوا لدعم التحول الديمقراطي-- حول إغتيال الشهيد محمد موسى عبدالله (Re: Kostawi)
|

عمر الكردفاني
http://alraed-sd.com/portal/permalink/13648.html
رصاصة واحدة انتزعته من بين زملاء دراسته بكلية الطب جامعة الخرطوم وليسيل دمه الطاهر نهرا من العنفوان ويطيح بحكومة عبود وليصبح بعد ذلك أنشودة ومارشا ينبئ عن انتصار قادم أو فرح مشرئب.
لقد دخل الطالب احمد قرشى طه على زملائه بالداخلية ويده مليئة بالحجارة وهدد زملاءه بما يشبه المزاح أن هلموا الى المواجهة وخرج يتقدمهم وفى برندة داخلية البركة كانوا ثلاثة القرشى والبروفسير موسس مشار نائب رئيس الجمهورية السابق وآخر وبدأوا فى إلقاء الحجارة على رجال الشرطة ثم دوى صوت رصاصة والتفت الآخرون ليروا زميلهم ملقى على ظهره والرصاصة قد اخترقت جبهته او كما قال والده عليه الرحمة: "الحمد لله ولدي انضرب من قدام".
جولات ماكوكية واتصالات مكثفة بيني وبين الاخ الجمركى والشاعر الفاتح الخير ادريس الذى جمعنى بشقيق الشهيد عبد المتعال قرشى طه أفلحنا عن طريقها الالتقاء بأسرة الشهيد فى منزل شقيقته الكبرى الحاجة صفية قرشى طه بالثورة الحارة 13 فماذا قالوا؟
ولأن الجلسة كانت مفتوحة فقد تباينت الإجابات التى لم تختلف فى الكليات وإن اختلفت فى الجزئيات.
الحديث ابتدره شقيق الشهيد عبد المتعال قرشى طه عن تاريخ الأسرة قائلا: اولا اسم الوالد هو قرشى طه محمد صالح هو ومجموعة من أشقائه وأبناء عمه فى عملهم التجاري توجهوا صوب عروس الرمال مدينة الابيض ثم توجه الوالد الى الجنوب الغربي قرية الحمادي وكان ذلك فى العشرينات من القرن الماضي وقد تناهى الى علمهم المد التبشيرى فى جبال النوبة فواصل الى مدينة الدلنج حيث استقر هو ومحمد الامين قرشى ومزمل مصطفى طه وعطا المنان.
أين ولد الشهيد؟
ولد الشهيد فى القراصة الثانى فى الأسرة، بعدي. أي فى العام 1945 وأنا قبلي أختنا الحاجة صفية التى تعتبر والدتنا الثانية وكان طفلا هادئا ومطيعا بل حتى عندما يريد شيئا يدخلنى واسطة وكان حنينا جدا. أما عن دراسته فقد درس الأولية بمدرسة نعيمة وانتقل الى أبو جبيهة الوسطى فالدلنج الريفية وتم قبوله بالفاشر الثانوية ومن مميزاته أنه كان المؤذن للصلوات الخمسة بكل المدارس التى درس بها.
نشاطه السياسي؟
كان يشارك فى الجمعيات الأدبية وكما أسلفت يحرص على الصلوات ويؤذن لها ولكنه كان دائم المناداة بالديمقراطية مصرا أن لا تقدم بلا ديمقراطية وحرية رأي وهو ماجعل (ناس) الجبهة الديموقراطية (الذراع الطلابى للحزب الشيوعى السودانى) يحسبون أنه منهم وبحسب التزامه الدينى وخلقه الإسلامي كان (ناس) جبهة الميثاق الإسلامي يقولون إنه معهم
هنا تدخلت شقيقته قائلة: والله أخلاقوا فى أي زول أنا ما شفتها كان حنين ومؤدب وحتى لما استشهد الناس البكوه بكوا عشان أخلاقو وكان لما يجي البلد بزور البعيد والقريب والناس البقولوا عليهو شيوعي ديل جونا فى حياة الوالد والوالد عليه الرحمة طردهم وقال ليهم أنحنا عمرنا ما فينا زول بقى شيوعي وولدى أخلاقو ما أخلاق شيوعيين وتواصل الحاجة وهسي أنا لو جونى الشيوعيين بطردهم وانت لما قلت جايينا قلت ليهم الزول دة لو شيوعى ما يعتب باب بيتنا.
يواصل شقيق الشهيد: فى الفاشر الثانوية والتى افتتحت حديثا وقتها كان هنالك نقص حاد فى المعلمين وجاءت الأخبار أن الوزير زيادة ارباب سوف يزورها للوقوف على حجم النقص ولكن الذى زارها كان طلعت فريد فخرجت مظاهرة وكان من قادتها الشهيد فتم فصله من المدرسة واشترطوا ألا يعود إلا بعد تعهد من والده الذى كان وقتها بالدلنج فأخطر الوالد عمنا عثمان الشيخ التاجر بالفاشر فقابل معه الناظر وكتب التعهد ومما قاله للناظر (بتفصل ليك طالب بيؤذن الأوقات الخمسة).
لحظة الاستشهاد ماذا تعرف العائلة عنه وكيف استقبلت النبأ ؟
يجاوب عبد المتعال: أنا كنت بالخرطوم وجاي راجع المساء من السينما ومعاي واحد لاقينا ناس بتكلموا انو فى مظاهرات فى الجامعة فيها طالب انضرب قلت أمشى الجامعة اطمئن على احمد اخوى فلقيتو هو الاستشهد قمت مشيت انتظرت الجثمان فى المشرحة.
تتدخل شقيقته قائلة هو لكن ما شرحوه.
الطلقة كانت وين ؟
الطلقة كانت فى الرأس من الأمام (فى الجبهة) وأنا شفت الجثمان بنفسي.
يتدخل مبارك مصطفى طه ابن عم الشهيد وزوج شقيقته قائلا:
نفس يوم الحادث عندنا أعمامنا اتنين عندهم ولدهم عملوا ليهو عملية (زايدة) اسمو الامين مدثر فأعمامنا مدثر الحسن وزين العابدين ابا يزيد كانوا في المستشفى ولما قالوا ليهم فى طالب انضرب مشوا شافوه لقوه احمد قرشى وقعدوا حرسوا الجثة فجاهم الصادق والترابى زى الساعة اثنين وقالوا ليهم لو اتحركتوا من الجثة دى حيشيلوها يودوها البحر وفعلا جاء قاضي ومعاه عساكر عشان يشيلوا الجثة فأعمامنا رقدوا فوق الجثة لحدى القاضي والعساكر مشوا وبعد صلاة الصبح شالوا الجثمان ودوه ميدان عبد المنعم وصلوا عليه وراحوا بيه القراصة.
تواصل شقيقة الشهيد الحاجة صفية: احمد كان معانا قبل 12 يوم من استشهادو جانى لقانى شايلة طفل اسمو الخاتم فلما قلت ليهو الاسم، قال لى بلهجة مرحة الخاتم ولا احفظ مالك؟! وبعدها سافر وقال بيجى بعد 12 يوم وفى نفس اليوم المفروض يجى فيهو جانا خبر استشهادو وأما أبوي سمعنا بنبكي قال لينا ما تشيلوا الشينة تختوها فى نفسكم ؟ وقال لى جيبوا لى عدة الحلاقة وقال لينا جهزوا الشربات للضيوف الجايين مع الجثمان وقام جهز الابريه (الحلو مر) بنفسوا وجاب لينا زيت المسوح وقال مافى واحدة منكن تحزن....
يتدخل زوجها وابن عمها مبارك مصطفى طه: والله الحاج قرشى مابكى أبدا وقال بس الحمد لله ولدى انضرب من قدام وقدم الشربات للناس وبصراحة احمد قرشى لو عاش لكان بقى ولي من أولياء الله الصالحين.
سيرة والد الشهيد بعد الشهادة؟
عاش والد الشهيد صابرا حتى توفى فى العام 1993 محتسبا ابنه مستقرا بالقراصة ممارسا حياته وتجارته بصورة طبيعية.
آخر الأسئلة ... لماذا اختلط على الناس الانتماء السياسي للشهيد؟
الإجابة من عبد المتعال قرشى قال: سألت نفس السؤال للدكتور احمد عز الدين اختصاصي طب الأطفال ويعمل الآن خارج البلاد فأجابني جبهة الميثاق بحسب الالتزام الديني والأخلاقي لأحمد كانت تعتبره من أقرب الناس اليها بل أظنهم قد سجلوه فى عضويتهم حتى ولو بدون علمه، أما الجبهة الديمقراطية فكانت ترى فى نشاطه وحماسه ومناداته بالديمقراطية مشروع عضو نشط والله أعلم .
ويواصل عبد المتعال ان الشيء الأساسي الذى يمكن أن يقال عن الشهيد إنه من أسرة دينية محافظة ونشأ متدينا خلوقا وذهب الى ربه شهيدا بإذن الله.
كلمة أخيرة.
نحن نشكر لصحيفة الرائد سعيها للتوثيق لحياة الشهيد ونعيب على بعض الصحف محاولة الكتابة عنه دون الرجوع إلينا.. نعم هو ملك لكل السودانيين ولكن لأسرته الحق فى تصويب ما يمكن أن يحدث من لبس جراء تناول سيرته من غير مظانها ونحن من هذا المنبر نعلن ان الاسرة بصدد التوثيق لحياته فى كتاب نتمنى ان يكون مشتملا على سيرته الحقيقية بأفواه أسرته وأصدقائه.
حاشية: لقد كان حضورا أثناء إجراء هذا الحوار كل من ابناء شقيقة احمد قرشى:الفاتح ومحمد مبارك مصطفى طه وقد ادلوا بدلوهم فى تناول السيرة وابديا حرصا على الاستماع الى سيرته العطرة.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|