|
|
 أيام ويحط عبد الواحد رحاله في عاصمة الجنوب جوبا .. تحقيق ما أخفق فيه الآخرون
|
جوبا مدينة تبحث عن تحقيق ما أخفق فيه الآخرون!
أيام ويحط عبد الواحد نور رحاله في عاصمة الجنوب جوبا في زيارة تأتي بدعوة من حكومة الجنوب، وعلى رأسها الحركة الشعبية لتحرير السودان بوصفها الأب الروحي للحركات المسلحة في دارفور.. الهدف من الدعوة، كما أشار الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم، هو فتح حوار مع الحركات الدارفورية لتحقيق السلام في الإقليم.. توقيت الزيارة مقرونا بما يجري في الدوحة كمنبر للتفاوض بشأن السلام، وهو المنبر الذي رفض نور الذهاب إليه، يطرح تساؤلات ليس أقلها ما تحمله الأجندة الخفية بالنسبة للطرفين "الشعبية ونور"، لجهة أن الهدف الذي يريد الطرفان تحقيقه هو ذات الهدف الذي تنشغل به الوساطة الدولية والأممية في العاصمة القطرية الدوحة في هذه الأيام في مشاورات ماكوكية جمعت من خلالها مجموعة من الحركات الأخرى المسلحة..
وعلى ضوء ذلك توقع المراقبون أن تستخدم الحركة الشعبية علاقاتها الممتازة مع زعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد نور وإقناعه بالمشاركة في منبر الدوحة، باعتبار أن كل المحاولات مع الرجل فشلت في إقناعه بمجرد الجلوس في طاولة للتفاوض مع الحكومة منذ العام 2006 عهد توقيع اتفاقية سلام دارفور "أبوجا" التي باعتراف نور أنه كان الأقرب للتوقيع عليها حينها من كبير مساعدي الرئيس مني أركو مناوي.. لكن الأمين العام للحركة يقول لـ(الأخبار) أمس "لم يُطلب منا إقناع عبد الواحد للذهاب والمشاركة في الدوحة"، وأضاف "الدوحة منبر لديه جماعات شغالة فيه ولم نتدخل نحن كحركة شعبية باعتبار أننا لسنا طرفا في الدوحة، لذلك دعونا نور إلى جوبا للتفاكر في كيفية الوصول إلى تحقيق السلام".
لكن يبدو أن الطرفين يخططان من خلال اللقاء إلى النظر لما بعد الانتخابات المقبلة بزواية مختلفة، منها الصعوبات التي تشوب ملف التفاوض والجولة الحالية في الدوحة التي لم تبشر بإمكانية الوصول لاتفاق ينزل السلام في دارفور قبل الانتخابات العامة في أبريل المقبل، مما يجعل موضوع السلام بعد الانتخابات هو الهدف الشاغل، خاصة إذا ما آلت نتيجة الانتخابات للحركة الشعبية، والزاوية الأخرى، هي رغبة الحركة في كسب ود أهل دارفور، سيما الذين في المعسكرات، حتى تستطيع تغليب الكفة لصالحها، لأن دارفور وفقا للتعداد تعتبر من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية بعد ولاية الخرطوم.. وهنا يقول القيادي بالمؤتمر الوطني د. ربيع عبد العاطي لـ(الأخبار) أمس إن الحركة تهدف من دعوة عبد الواحد إلى جوبا فقط لخدمة مصالحها الذاتية لكسب الجولة المقبلة من تاريخ السودان "الانتخابات والاستفتاء على حق تقرير المصير"، مثلما كانت تستخدم قوى المعارضة عندما دعتهم إلى جوبا لذات الهدف.
لكن هذه الأمنية تبدو صعبة التحقيق بالنسبة للحركة الشعبية وفقا لمراقبين، وهو أن الشعبية لم تظهر اهتماما بإنسان دارفور منذ أن وقعت على اتفاقية السلام مع الحكومة في نيفاشا، لجهة أن زعيمها الفريق سلفا كير، وهو الرجل الثاني في الدولة، لم يقف على أوضاع النازحين على الأرض البتة رغم الإعلان عن زيارات متكررة للرجل إلى دارفور ولكنها لم تتم ولم تصدر الحركة مبررا مقنعا لعدم إكمال الزيارات تلك.. وبالمقابل كانت العلاقة بين الحركة وعبد الواحد على المستوى الفوقي تتم بصورة جيدة.. وكان الفريق سلفا كير ميارديت قد التقى بنور في باريس خلال زيارة له إلى أوروبا دعاه من خلالها إلى «ضرورة العمل معا لإيجاد حل للأزمة في إقليم دارفور»، وتعهد نور بأنه سيزور عاصمة جنوب السودان «جوبا» استجابة لدعوة من الحركة الشعبية تلك، ووصف المراقبون ذلك اللقاء بأنه «نادر ولافت للانتباه»، حيث ظل نور على مدى الأعوام الماضية يرفض اللقاء بالمسؤولين في الحكومة السودانية من جانب حزب المؤتمر الوطني، كما يرفض لقاء عدد من المبعوثين الدوليين، حيث رفض من قبل لقاء كل من المبعوث الأمريكي للسودان، والمبعوث الأفريقي الأممي جبريل باسولي، ويتهم الاثنين بالانحياز للخرطوم. ورفض مقابلة عدد من الوفود من القيادات السياسية من أبناء دارفور.. غير أنه في أوقات سابقة تلح الحركة نفسها في إقناع نور للانضمام إلى جولة طرابلس في العام 2007 التي فشلت قبل أن تبدأ، ومن ضمن أسباب فشلها هو عدم حضور الزعيمين نور وخليل، رغم أن الشعبية أرسلت وفدا إلى نور برئاسة د. رياك مشار بهدف إقناعه بالمشاركة في اجتماع ليبيا لكنه فشل في تحقيق المهة وعاد أدراجه بعد سلسلة لقاءات في هذا الجانب.
لكن يبقى السؤال هل تستطيع "جوبا" تحقيق ما فشلت فيه عواصم دول أخرى مثل طرابلس وأديس أبابا والقاهرة في جمع شمل الحركات المتنافرة وعلى رأسها عبد الواحد نور؟ أم يظل الهدف تكتيكيا من قبل الحركة الشعبية لكسب أهداف ومصالح آنية حسبما يرى الكثيرون؟؟
http://alakhbar.sd/sd/index.php?option=com_content&task...&id=10956&Itemid=206
|
|
  
|
|
|
|
Nazar Yousif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست