|
الصادق المهدي يعيد الربا - راشد عبد الرحيم
|
Quote: يجيد السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة فنون التلاعب اللفظي الذي يكفل له مداراة القضايا التي يريدها دون أن يفصح عنها بالقدر الذي يثير حولها الغبار والأسئلة والعقبات. هذه القدرة تحقق الكثير ومن بين الذي تحققه له أن يغطي على القضايا التي تحرجه وتحرج حزبه. لا يستطيع السيد الصادق المهدي الذي يتزعم حزبا سياسيا يقوم على الإسلام أن يجاهر بأنه يريد أن يعيد تطبيق الربا في النظام المالي والنقدي في البلاد إذ أن هذا من شأنه أن يثير عليه الكثير خاصة وأنه يطرح نفسه قائدا ومفكرا إسلاميا. الصادق المهدي وضع القوانين ذات الصبغة الإسلامية التي ورثتها البلاد عن نظام نميري في خانة (كنس آثار مايو) وبدلا من أن يصححا ويقومها ويطبقها فقد كنسها كنسا. واليوم يريد أن يلعب ذات اللعبة ويتحدث عن ورثة شمولية من الإنقاذ ويقوم بوأدها بما فيها من تجارب إسلامية ناجحة ليست مثل ((شريعة)) نميري كما يقول. إتفاقية السلام والدستور المطبق حاليا أقرا نظاما مصرفيا مزدوجا يقوم على النظام والصيغ الإسلامية في الشمال والصيغ التقليدية في الجنوب وهي الصيغ غير الإسلامية. أسمت الإتفاقية هذا النظام بالنافذتين وحسب المادة (( 202 )) من الدستور الفقرة الأولي منها تقول بتطبيق نظامين إسلامي في الشمال وتقليدي في الجنوب و أسمتها بـ (( النافذة )) وأضحى لبنك السودان نافذتين إسلامية في الشمال وتقليدية في الجنوب أي ربوية. في كلمته والتي قدم فيها برنامجه الإنتخابي في لقائه الشهري مع الصحافة يوم الأربعاء الماضي أوضح السيد الصادق المهدي موقفه من النظام النقدي بقوله. (( المؤسسات المستقلة: ينبغي أن يكفل القانون استقلال بنك السودان لأهمية ذلك في إدارة النقد على أن يقوم على نظام يفسح مجال شباكين في كل البلاد. كما يراجع قانون المراجعة لكفالة استقلال هذه المهنة الحساسة )). إلتفاف ظريف وذكي على الحقيقة المرة التي يريدها السيد الصادق المهدي وهي حقيقة إعادة تطبيق الربا في البلاد في شمالها وجنوبها وبدلا من أن يشير إلى النظام النقدي المتبع في الإتفاقية والدستور بالإسم الصريح باللغة العربية وهو النافذة فأسماها (( الشباك )). وقال أنه يريد أن يطبق نظاما (( يبيح )) (شباكين ) في كل البلاد شباك إسلامي وشباك غير إسلامي بالتسمية المغطاة المواربة وباللغة الواضحة المفهومة من عباراته وحديثه نظام (( يتيح )) الربا في كل السودان. قبل أن يفوز السيد الصادق المهدي بالمنصب الأول في البلاد حدد موقفه من أهم قضية في حياة المسلمين وهي الربا. أهم قضية إذ أن الله سبحانه وتعالي أذن لمن يقع فيها من المسلمين بحرب من الله ورسوله. أوضح المهدي موقفه من البداية ليكون كل من يصوت له على بينة من أمره. |
|
|
 
|
|
|
|