|
قيامة الجسد
|
+ كرش الكلاكلة القبة قبيل الفجر يهضم في صمت كوني مُهيب: نباح الكلاب، وصياح الديكة، وصرير الأسرة الحديدية، وأصوات تصادم المراكب الخشبية بصخور شاطئ التريعة، ومرور الريح من ثقوب النوافذ والأبواب المتهالكة؛ بينما يجلس زنقلّة القرفصاء على سطح بيته يُراقب الحي النائم كسكّير ألقى جثته في خور يابس أوان خروجه من إنداية للخمر التقليدية. ينظر دائماً ناحية الشرق، ويُنصتُ -دون عناء- إلى الأصوات الليلية التي تهتك عِرض عزلته؛ كأنه مستوحش قرر التوبة فجأة! يُردد جملته المشهورة وكأنه يُخاطب شخصاً ما: "لابد أن تأتي اللحظة المناسبة"
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: قيامة الجسد (Re: HAIDER ALZAIN)
|
حيدر الزين لقد ظللنا أصدقاء رغم معرفتنا التامة بمدى البون الشائع بين أفكارنا ومعتقداتنا، ولم نكن بحاجة إلى مناقشة هذا الأمر أو جعله حاجزاً يحتاج إلى تقريب وجهات نظر؛ فما حاجتنا إليه الآن وقد علمتَ أن هذا المكان لا يُمكن أن يتم فيه إجراء نقاش جاد وموضوعي؟ فالأمر هنا لا يقتصر عليّ وعليك، كما تعلم؛ ثم أننا لسنا بحاجة لفتح بوست لإجراء مثل هذا النقاش، تعرف أين تجدني؛ فلماذا لا تأتي ونجلس، لندير نقاشنا كما نحب ونرتضي؟ هذا اقتراحي؛ وإن رأيتَ أن يكون النقاش هنا، فلا أقل من أن تباشر بفتح هذا البوست، ولا أمانع في نقاش إسفيري إن كنتَ ترى أن ذلك مُجدٍ لنا، أو كنتَ تضمن أن يسير النقاش كما نريد له.
تحياتي
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: قيامة الجسد (Re: هشام آدم)
|
+ يسير في أزقة الحي منفرداً، يُجري حوارات مُطوّلة مع نفسه، يتشاجران ثم يتصالحان، يحتد ويهدأ، يضحك ويزمجر في غضب: "الكون ليس مطيّة للأمنيات البلهاء"، "ولكن ما أسعى إليه ليس أمنية صعبة التحقق؛ لابد أن تأتي اللحظة المناسبة!" تسخر منه بعض النساء الواقفات على الأبواب وهن يسكبن المياه المتسخة على عتبات البيوت ويُسررن: "المجنتر مارق لي ندّاهتو تاني" ينظر إليهن في استحقار وأثدائهن تتدلى ككرتي كرنب، ويتذكر مقولاته السرّية عن الإناث ووصفه لهن بالثديات الناطقة، وشعوره الخجول من منظر أجسادهن الموحية بالجنس ولا شيء غيره. التفتَ عن شماله، وبصق قرفه ومضى.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: قيامة الجسد (Re: هشام آدم)
|
إذاً يا هشام آدم لك محبتي وتقديري ....
وبيننا متسع من أفق الحوار والجدال ....
مودة حتي الملتقي
وآسف لي حرف بوستك لغيــر ماتشتهي..
تقديري وسنلتقي يا حبيب
| |

|
|
|
|
|
|
Re: قيامة الجسد (Re: هشام آدم)
|
+ على مقعد إسفنجي مترهل النوابض، يجلس زنقلّة، رافعاً ركبتيه الطويلتين، سانداً إياهما على قضيب حديدي بارز من المقعد الذي أمامه مباشرة، يكشط عن ذاكرته صورةً هي الأكثر إيلاماً في أرشيفه؛ صورة تعود إلى أزمنة الوباء الطفولي خرقة بلا عث، ودمع غير مُملّح، وجرح غائر في مكانٍ ما، يُراقب -في جلسته الجنينية تلك- أرداف فتاة مكتنزة تجلس في المُقدمة، تكاد أردافها أن تنسكب من جانبي المقعد، يضحك في سِرّه ويُغمغم: "هؤلاء يكسرن قوانين الفيزياء عنوة!" كان لا يزال يرقبها دون اشتهاء، تأخذه حمى الصورة الأرشيفية إلى الشعور بالحنق على كل ما هو أنثوي، حتى أنه شعر بوخز أشواك مسمومة عندما جلست إلى جواره فتاة منقبة، تحمل حقيبة يدوية جعلتها بين جسديهما اتقاء المساس، فعبس في وجهها وغمغم مُجدداً: "الجنس كامن في الصدور لا يحوله حائل"
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: قيامة الجسد (Re: هشام آدم)
|
+ يسير بخطى عبثية هازلة، يركل أمامه علبة مياه غازية فارغة، واضعاً يديه وراءه، كسيّدة أفريقية تحمل طفلها خلف ظهرها يتغنى بأغنية ممجوجة منقطعة اللحن، ذكرّه ذلك بالأصوات التي يُصدرها من فمه عندما يُفرّش أسنانه كل صباح كجوقة موسيقية لم يتدرب عليها العازفون من قبل، تحمله قدماه عبر الأقدام العابرة وهو ينظر إلى الأحذية المختلفة والمختلة، يضع تصوّرات حتمية لأشكال أصحابها ولا يُكلف نفسه عناء رفع بصره حتى للتأكد من صحّة تخمينه. يمضي غارقاً في عبثيته وهو يجر ظلّه الثائر وراءه، تترامى إلى مسامعه أصوات الباعة المتجولين، وكشكشة غلمان الورنيش، وباعة المياه، والكُتب المستخدمة، وأغنيات متداخلة من محلات العصائر الممتدة على طول الشارع المزدحم بمحاذات الجامع الكبير.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: قيامة الجسد (Re: هشام آدم)
|
+ يسير على قدميه من إستاد الخرطوم مروراً بميدان أبو جنزير، ثم إلى ميدان جاكسون، ثم إلى البركس ويعبر كوبري بحري بأعمدته الفولاذية العملاقة، يعبره وكأنه يجر الخرطوم وراء ظهره: بكل تواريخه وذكرياته فيها، وصور الشهداء المعلقة في شارع الجامعة تلاحقه كأرواح قراصنة ماتوا مبتوري الرؤوس في ظروف غامضة، يشعر أنه يحمل أوزار هؤلاء جميعاً على كتفيه. يجلس في مكان ما من الكوبري، تاركاً ساقيه الطويلتين مصلوبتين على الجسر، ثم يُخرج أدوات الرسم، ويُمعن النظر في النيل من كل جوانبه، وهو يُغمغم "لابد أن تأتي اللحظة المناسبة"
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: قيامة الجسد (Re: محمد الطيب يوسف)
|
العزيز: محمد الطيّب يوسف تحياتي
أشكرك يا عزيزي على المتابعة، وتأكد أن تلك الشخبطات جزء لا يتجزأ مني ولكن لكل مقام مقال كما تعلم .. كن بألف خير
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: قيامة الجسد (Re: هشام آدم)
|
+ كان في العاشرة من عمره عندما أيقظه صراخ أمّه المكتوم، فهبّ إليها ليجد رجلاً غريباً عارياَ ممتطياً صهوتها وهي تحاول لملمة ما انسكب من ماء حيائها أمامه، وراحت تغطي بيدٍ مرتجفة جزءاً من فخذها الذي كان يعبق برائحة الجنس النتنة؛ فيوحى بكل شيء. كانت الصورة أوضح من تعرّفه على وجهه في المرآة، وأقسى من إنكاره لذلك. لم تزل صورتها تلك وهي تصارع خجلها الأنثوي أمامه، وصورة ذلك الغريب العاري وهو يُزمجر في شهوة مُتعرّقة قابعاً في جزء أصيل من ذاكرته العنيدة لا تأبى الزوال والذوبان، وارتبطت صورة أمّه بصورة ذلك الرجل المُشعر لا تفارقه منذ ذلك الحين؛ وللمرّة الأولى أضاف معنىً جديداً للأمومة وأثر ذلك فيه كثيراً. تلك اللحظة فقط، ولسبب ما أحس بتعلّقه الشديد بوالده الغائب. والده الذي غادر الخرطوم مُجاهداً ضمن دبّاباي الميل أربيعن، وعاد إليها في موكب عُرس الشهيد صورةً تعلقت على شارع الجامعة، تتخاطفها النساء المنقبات!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: قيامة الجسد (Re: هشام آدم)
|
+ • حلان أُتيحا أمامي لكي نعيش أنا وأنت، ولم يكن لي من خيار سواهما فاختر أخفهما وطأة: إما أن أبيعك أو أن أبيع نفسي. فمعاش الشهداء لا يكفي الأحياء، والحياة كحوت نهم يبتلع الفقراء كأسماك الساردين. من وراء عرق هؤلاء الرجال نعيش منذ أعوام. أمك ليس سيئة، ولكنها فقيرة، والفقراء لا يملكون إلا نعمة التجديف الأرعن ليظلوا على سطح الحياة المتلاطم يا ولدي!
كانت كلمة [ولدي] تشعره بعشرات المديات الحادة تخدش في صدره وتغرس فيه أظافرها الخشنة، لم يُخاطبها منذ ذلك اليوم، ولم يعد ينظر إليها في عينيها. لم يستطع أن يُخبر أحداً بمأساته مع أمّه التي لطالما مجّدها في سرّه كامرأة لم تلد الكائنات مثلها قط. هو الآن بين جحيمين يتنازعانه: سخطه منها، وشفقته عليها. وللحظة لا مقياس لها تأكد أن وجوده كان سبباً في خطيئة أمّه، قال في نفسه: "لو لم أكن موجوداً، لما اضطرت لمضاجعة الرجال من أجلي!" فتنازعه جحيمان آخران: سخطه منها، وسخطه من نفسه.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: قيامة الجسد (Re: هشام آدم)
|
. .
Quote: وأثر ذلك فيه كثيراً. تلك اللحظة فقط، ولسبب ما أحس بتعلّقه الشديد بوالده الغائب. والده الذي غادر الخرطوم مُجاهداً ضمن دبّاباي الميل أربيعن، وعاد إليها في موكب عُرس الشهيد صورةً تعلقت على شارع الجامعة، تتخاطفها النساء المنقبات! |
هشام ادم :
دوما تصر علينا الاقامة الجبرية في بوستاتك المتناقضه في بنيانها الهيكلي والتي في كثير من الاحايين رغم روعتها تجدها تفتقد لوحدة الموضوع او كأنك تحرفها تعمداً لتثير بها زوبعة لاضرورة لها عبر المساس بكرائم معتقدات الناس وها انت هنا في هذه القصة المتجزية التي لاننكر روعة مكوناتها المتسلسله بما يجعل كل منها يمثل كياناً قائماً بذاته نشهد له بالروعه
الا انك كما قلت لك سابقاً تتصر دوما ان تخلق زوبعة حتى تكون في دائرة الضوء باي ثمن كان ...
وبالرجوع للجزئية المقتبسه اعلاه نجد ان وحدة الموضوع تتمثل في عدم تناقض معطياتك الوصفية مع ماهو موجود في مسرح القصة الحقيقي الرافد للقصة المتخيله وانت هنا تورد الاب الدباب الشهيد المعلقه صورته في شارع الجامعه والتي تتخاطفها ( النساء المنقبات ) وانظر هنا انني وضعت لك النساء المنقبات بين قوسين حتى تتذكر ويتذكر آخرون ان النقاب ليس هو الحجاب في عرف السودالني وهو المسرح الحقيقي للقصة وبالتالي ان هذا الاقحام الغير مبرر البته في اصل القصة اعلاه حتى انه يذهب بها الى هدم القيمه الجماليه فيها وذلك بما ينقله من احساس استغباء بغيض من القاص للقاري عبر الاقحامات الغير منطقية في متن قصته بما يخدم قضاياه الشخصية لاقضايا الشخصية المحورية في القصة
يقودنا الى جزئية مهمة هي ان الكاتب يجب ان يهتم بروح النص لا ان يصر ان يكون تحت دائرة الضوء عبر اثارة فرقعات لاتختلف كثيرة عن تلك التي تحدثها الكهرباء الاستاتيكة الناتجه من مشط تسريح
كن بخير
البصاص
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: قيامة الجسد (Re: أبو عبيدة البصاص)
|
الأخ: أبو عبيدة البصاص تحياتي
قرأتُ مداخلتك بالأمس، ولم أشأ أن أرد عليها في وقتها، خوف ألا أفيها حقها من التفنيد الذي تستحق. أولاً دعنا نتجاوز عن فكرة [البقاء تحت الأضواء] لأن هذه الفكرة لا مكان لها في هذا المقام، كما أنها فكرة مُستهلكة للغاية وتكاد تكون عديمة الجدوى، إضافة إلى عدم ملامستها للواقع، فالاتهام بالبحث عن شهرة والأضواء كاد أن يُصبح أرخص وأسهل الاتهامات التي توجّه إلى من يُخالفوننا في آرائنا ومعتقداتنا، فأين البحث عن الأضواء في كتابة قصة تتناول الفقر؟ هل مُجرّد إيراد ثيمة الدين أو الجنس قد يُعتبر بحثاً عن الأضواء؟ أعتقد أن هذا النقد ليس صحيحاً على الإطلاق وعلى هذا أتجاوزه إلى ما سواه على النحو الآتي:
أولاً: الفنون يا عزيزي لا تخلو من الذاتية، بل هي قائمة عليها في الأساس، فعندما يرسم فنان تشكيلي لوحته فإنه يقوم بذلك بذاتية صرفة، وعندما يُؤلف الموسيقي قطعة موسيقية فإنه يفعله بذاتية، وكذلك فن الكتابة؛ لا يُمارسها الكاتب إلا بذاتية، هذه الذاتية يُمكننا أن نتكلم عنها على مستويين:
المستوى الأولى: ذاتية تتمثل في حاجتنا الماسة عن التعبير عن أفكارنا ورؤيتنا للكون وللأشياء. المستوى الثاني: ذاتية تتمثل في مقدار استفادتنا من تراثنا الذاتي [خبرات – مواقف – أيديولوجيا – ثقافة – تعليم – تربية .... إلخ]
وعلى هذا فإن الكتابة [بالتأكيد] نتاج تراكمات خبرات ومواقف وآراء وأفكار تؤلف منظومة يعتبرها الإنسان مخزونه المعرفي هذا المخزون لا يُراعي [عند تشكّله] مخزون الآخرين المعرفي والذي قد يكون بالضرورة مخالفاً له، وهو بذلك يتشكّل بعيداً عن هذه الاعتبارات. وليس فعل الكتابة فقط وإنما فعل القراءة كذلك؛ فعندما تقرأ نصاً وتقول بأن النص سيئ فإن هذا الرأي هو رأي ذاتي صرف لأنه يستند على مخزونك الثقافي المتكوّن بدوره من مجموعة من الأفكار والمعتقدات والتجارب ووووو إلخ. وعلى هذا فإنني أقول بأن أيّ نقد لا يخلو من ذاتية حتى ذلك الذي نسمّيه بالنقد الموضوعي. وهنا فإنني لا أرى النقد الموضوعي نقيضاً للنقد غير الموضوعي من حيث أن الموضوعية هي نقيض الذاتية. لأنك عندما تقول بأن النص سيئ فإنك إما تعتمد في رأيك هذا على موجّهات وأسباب متعلّقة بالنص كأن تقول بأن هذا النص غير مترابط، أو أن فكرة النص مستهلكة، أو أن صياغة الفكرة أضرّت بالفكرة، أو أن لغة النص لغة ركيكة أو أو أو أو إلخ، وقد تلاحظ معي أن هذه الأسباب كلها أسباب موضوعية، ولكن تم التعبير عنها في قالب ذاتي، فاللغة التي تراها ركيكة، قد لا يراها غيرك كذلك، ورؤيتك بأن صياغة الفكرة أضرّت بها، قد لا يتفق معك شخص آخر حولها، وعلى هذا فإنه يظل رأياً ذاتياً رغم موضوعيته. أو أن تعتمد في رأيك هذا على موجّهات وأسباب متعلّقة بكاتب النص وأفكاره وانطباعك المُسبق عنه، فالنقد الذي يترك النص ويتعداه إلى كاتب النص هو النقد الذي أُسمّيه بالنقد غير الموضوعي، وهو أيضاً نقد ذاتي في نفس الوقت لأنه ينطلق من رأيك الشخصي عن الكاتب. وفي كثير من الأحيان يا عزيزي نجد أنفسنا مقيّدين بأفكارنا المُسبقة عن كاتب ما إلى الدرجة التي تجعلنا نطلق آراءً غير موضوعية، فقد يقرأ أحدنا قصائد لنزار قباني ولكن رأيه المُسبق عن نزار قباني يجعلها يُقدم انتقادات للنص عبر هذه الرؤية، فيكون النقد في هذه الحالة غير موضوعي رغم موضوعيته الظاهرية، لأن الدافع الأساسي في هذا النقد كان هو الكاتب وليس النص.
ثانياً: تتكلّم عن مفهوم النقاب ومخالفته لمفهوم الحجاب، وتعتقد أن إيراده هنا من قبيل الإقحام المُخل الذي أدى إلى تفكيك الوحدة الموضوعية للفكرة. وأقول –يا عزيزي- النقاب هنا رمز ليس أكثر، وبالتأكيد فإنه مخالف لفكرة الحجاب من حيث التطبيق الشكلي، ورغم أن الفكرة في نهاياتها وحدودها القصوى قد لا تخرج من دائرة [حجب الجسد] وعلاقته به، فإن النقاب هنا رمز أردتُ به الإشارة إلى تيار معتقدي مُتشدد بالتحديد يؤمن بالضرورة بالغيبيات والماورائيات لدرجة الاحتفاء بالموتى وتمجيدهم. الرمز هنا قد لا يُعادل في رأيك المرموز إليه [الكوزات] وهو ما يُفهم من سياق النص أصلاً، ولكن هل [الحجاب] يُعبّر عن هذا المرموز بذات القدر؟ إذا أخذنا في اعتبارنا التباين الكبير في رؤية الدين للحجاب والاختلافات حوله فإننا نصل إلى حدّ وسطي في التعبير عن مفهوم الحجاب، وبنظرة خاطفة وسريعة على الشارع السوداني فسوف تكتشف أن السودانيات مُحجبات، فلم أر في حياتي في السودان فتاة تسير في الشارع ولم تغطي شعرها بخمار، قد تتفاوت درجات التغطيّة هذه ونختلف عندها، ولكن فقط دعنا لا نغفل في حديثنا هذا الاختلافات الكبيرة حول مفهوم الحجاب نفسه. وعلى هذا فإن [الحجاب] كرمز لا يُعبّر عن المرموز [الكوزات] فليست كل مُحجبة هي كوزة بالضرورة. ولكن هل كل مُنقبة هي كوزة بالضرورة؟ بالتأكيد لا، ولكن خصوصية هذا الرمز يأتي من ناحيتين:
الناحية الأولى: الاستثناء في القاعدة؛ حيث أن النقاب في المجتمع السوداني مقارنة بالحجاب يُعد استثناءً لا قاعدة. الناحية الثانية: الدلالة المعنوية؛ حيث أن النقاب في المجتمع السوداني مقارنة بالحجاب يُعبّر عن مفهوم ديني، في حين أن حجاب الفتاة السودانية قد يكون بوازع التربية والتنشئة ومُسايرة المجتمع ليس أكثر.
ومن هنا جاء الرمز مُعبّراً عن المفهوم الذي أريد إيصاله.
تحياتي وأشكرك على إبداء رأيك في النص.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: قيامة الجسد (Re: إدريس محمد إبراهيم)
|
الأستاذ: إدريس محمد إبراهيم تحياتي
أشكرك يا عزيزي على متابعة القصة، وسعيد أنها نالت قسطاً من إعجابك. وأشكرك على كلماتك الجميلة وعلى نصيحتك التي بالتأكيد سوف تلقى مني كل اهتمام
كل الود
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: قيامة الجسد (Re: هشام آدم)
|
احس بان التعليق يقطع هذا الحكي الذي يمسك بتلابيب الروح .. واصل بهذه الواقعية الصادمة والمشاهد التي تكاد تنطق من الوجع ...
| |
  
|
|
|
|
|
|
Re: قيامة الجسد (Re: عشة بت فاطنة)
|
Quote: كرش الكلاكلة القبة قبيل الفجر يهضم في صمت كوني مُهيب: نباح الكلاب، وصياح الديكة، وصرير الأسرة الحديدية، وأصوات تصادم المراكب الخشبية بصخورشاطئ التريعة، |
هشام..اعدت لي ذكريات الصبا بالكلاكلة القبة .. حيث البحر والمراكب ..والتريعة وفريق النسر والنجم الاحمر..والمدرسه وناظرها الشيخ الخليفة... واصل الحكي الجميل ..
| |

|
|
|
|
|
|
Re: قيامة الجسد (Re: حسن محمود)
|
حسن محمود تحياتي
أكثر من عشر سنوات هو عمر ذكرياتي عن الكلاكلة القبة: حواريها، أزقتها، ميادينها، أسواقها، شواطئها. تلك البقعة الدافئة التي تجمع كل متناقضات الحياة والسحنات البشرية؛ لا أنسى منها شارع النص، ومنطقة أويل، والتريعة. تغوص فيها حكايات كثيرة؛ لا تموت، ولكنها تغرس غرساً فيُثمر نبتاً طيّباً تورق أغصانه ذوات الشوك الذي يخدش القلب في كل مرّة.
أشكرك على متابعة البوست وسعيد بأن النص قد نال قسطاً من إعجابك
مودتي
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: قيامة الجسد (Re: عشة بت فاطنة)
|
الأستاذة: عشة بت فاطنة تحياتي
Quote: احس بان التعليق يقطع هذا الحكي الذي يمسك بتلابيب الروح .. واصل بهذه الواقعية الصادمة والمشاهد التي تكاد تنطق من الوجع ... |
ليسَ هنالك أسوء من الفقر والعوز، إنه منافٍ للإنسانية، وبالتالي قد تتمظهر عنه سلوكيات وظواهر غريبة ومستهجنة، بعيدة عن جوهر الإنسان، وكفى بالفقر معياراً ومُحدداً للأخلاق ولكثير من الأنماط غير السوية. الفقر عدو الإنسانية الأول ولاشك، والتأمل في آثاره ونتواجه يجعلنا نعرف إلى أيّ مدى قد ينحدر الإنسان في سبيل أن يعيش. هل علينا أن نساءل المرأة ونحاكمها عندما لا تجد غير جسدها تعتاش منه؟ من غيّب هذه المرأة؟ من حرمها من حق التعليم وبالتالي أضاع عليها فرصة العمل والمنافسة فيه؟ من أغلق أبواب الخيارات في وجهها وأوحى إليها بسلعية جسدها؟ من المسئول عن مثل هذه الظواهر الاجتماعية؟ كل هذه أسئلة تطرح نفسها بقوة وتبحث عن إجابات عادلة. سعيد بقراءتك للقصة وسعيد أكثر بأنها نالت قسطاً من إعجابك.
تحياتي لك
| |
 
|
|
|
|
|
|
|