فيزيولوجيا الطفابيع،،،، د. بشرى الفاضل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 01:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-05-2010, 10:01 AM

Ahmed musa
<aAhmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فيزيولوجيا الطفابيع،،،، د. بشرى الفاضل

    الطفابيع كائنات خاطفة نوعين فهي شبه بشرية شبه حيوانية .هم الحلقة المفقودة دون شك. لكن العلم الحديث لا زال يتعامل معهم كبشر. إذ لو لم يتعامل معهم كبشر فستكون هناك اشكالات قانونية تربك جمعيات الرفق بالحيوان ومثيلاتها التي ربما لا تتحدث بمثل هذه الوصاية فتقول (الرفق) بل تقول (حقوق) الكائنات إذ أن الطفابيع يشتركون مع البشر في أن لهم أدمغة لكن جل تلافيفها محشو بخلايا دماغية نرجسية تفسر كل شيء بحيث يكون مردوده للذات ومتعها الحسية الآنية.الطفابيع موجودون في كل ناحية على وجه الأرض لكنهم في العقود الأخيرة تكاثروا في البلاد التي حاضرتها القصبة.وهم قدماء فقد اكتشفهم باحث مجهول قبل الميلاد. وقيل ظهروا في التجمعات البشرية الأولى لكن هذا القول لا سند له إلا الحدس والتخييل. غاية الأمر إن الطفابيع عاشوا منذ فجر الانسانية بين البشر واختلطوا بهم ولهم حقد دفين عليهم .وللطفابيع قدرات هائلة على التخفي في الأجناس والأديان.والأخيرة بيئتهم الخصبة وثمة شواهد تدل عليهم إذا أعملنا النظر في تكوينهم الجسماني والنفسي
    يطولون فجأة:
    حكى عابر السبيل معتصم فقال كنت سائراً في العقبة التي تربط بين قريتنا وقرية تمري حين أبصرت شخصاً يسير أمامي وما أن أبصرني حتى تباطأ في سيره فحاذاني. حين أقريته السلام رد بجملة سلامية طويلة مجلجلة لا ادري لم خيل إلي انه تفوح منها رائحة النحاس.وسرعان ما أدركت أن عباراته تلك كانت خالية من أي معنى. كان كمن يسمع نصاً حين رددها. سرنا مسافة طويلة سوياً أنا صامت أبحث عن مفتتح جملة للحديث معه بهدف أن أبدد مخاوفي وهو ينظر للبعيد كأنه يحادث الجبال . وحين لمحته خلسة رأيت فراغاً هائلاً في عينيه . ويبدو أنه أحس بنظرتي إذ أن ذلك الفراغ اختفى فجأة وعادت عيناه لحالتهما الطبيعية . طفق يسالني عن سعر السمسم في هذه المنطقة التي لم تسمع باسم هذا المحصول حتى. وسألني عن محاصيل لم اسمع بها أنا نفسي الذي يسمونني في بلدتي السندباد.كان كمن يستجوب. ما ارتحت للرجل لكنها رفقة على أية حال.
    عند مشارف تمري تمتم الرجل بشيء لم أفهمه فخلته يودعني لكنه استدار وطال فجأة حين اقتربنا من أحد الأسوار. طال بقامة خلعتي ومن جديد رأيت الفراغ في عينيه وقبل ظهور فزعي انحنى من فوق السورعلى أشخاص يبدو أنهم كانوا داخل البيت وسمعت صوته مجلجلاً كالرعد
    - ما قلنا الحركات دي تبطلوها.
    والتمعت السماء فوقي فرأيت فأساً مكان يده اليمنى تقطر دماً. طبعاً جريت لا ألوي على تمري وعند منحنى الطريق رأيت الكائن وقد عاد لحالته الطبيعية وهو يصيح خلفي
    -تعال ما تخاف
    جريت وجريت . كنت كتلة من الخوف .واعتصمت بآية الكرسي .ومن يومها كلما أحكي هذه الواقعة لا يصدقني أحد رغم أن المنطقة كانت حتى عهد قريب تضج بقصص السحاحير الذين يخرجون من النيل . جريت جريت قال معتصم ولا زلت حتى اليوم أجري من ظلي حين أسير وحيداً .
    أيديهم فأسية:
    اكتشف أيدي الطفابيع الفأسية في نواحي القصبة وضواحيها قصاص اثر في منتصف القرن الماضي . لم يفصح عن كيف ربط بين آثار الاقدام في التراب والرمال وبين كون الأيدي اصطناعية. قال للسائرين معه من أصحاب عدد من المواشي التي نهبت ويبحثون عنها طائعين لقدراته الفذة إن درب الهمباتي اختلط عليه بدرب هذا الشخص الذي لديه يدان صناعيتان . ولم يلبث بعد مسيرة عدة ساعات أن قطع القصاص عمله فجأة وقاد الجميع إلى طندبة ما أن وخز القصاص داخلها بعصاه حتى التمع برق خاطف غاضب وامتدت يدان فأسيتان لعصا القصاص فقطعتاها في لمح ذلك البرق و هدر صوت كالرعد يرغي ويقول:
    -ابعد من هنا يازفت .
    وتصاعد دخان.
    بالطبع جرى القصاص ومن معه لا يلوون على طندبة ولم يعثر لهما من يومها على أثر واستعصى العثور عليهم على كل قصاصي الأثر قبل ظهور قصاصات الأثر الإليكترونية.
    من بعد حكى الناس عن أيدي الطفابيع الفأسية برواية قصاص الأثر المختفي الذي أصبح من رعب به مثل الموتورين من جنود الحرب العالمية الذين يختبئون في الأحراش والأكمة. وعندما استولى الطفابيع على الحكم قتلوا جبلاً بعد أن ارتفعت أيديهم بأكف فاسية حتى اصبح الدعاء في ذلك اليوم في مدينة القصبة حربياً كأنهم ماكانوا يتضرعون كي تاتيهم الخيرة لسحل الشيخ بل يأمرون.
    وحكى أحد اللصوص أنه شاهد التماعة فئوس مكان الأيدي لدى قوم يسيرون وهم يغمغمون في الظلام لكن لا أحد يصدق نصوص اللصوص.والطفابيع في حقيقة الأمر أيديهم فاسية . لكنهم يتضايقون من هذا التحوير ويعملون على إخفائه وتظهر الخاصية الحديدية ثم تغيب في لحظات عند اتخاذ قرار بالفتك السريع المريع ولا شك أن قصاص الأثر كان يبالغ حين قال في روايته التي تم تداولها شفاهة أن الفئوس مقام الأيدي ظهرت لربع ساعة. ومنذ التماعة الفئوس في الدعاء الحربي لم ير فئوس الطفابيع النابتة إلا عابر السبيل معتصم وامرأة من القصبة قيل أنها معتوهة حين ذكرت أن رجلاً مد يده الفاسية وسط الزحام في مظاهرة عامة تكتظ بالحشود فقطع يداً معلقة في هتاف.لكن الطفابيع يفتكون بأيديهم الفاسية في بيوت معتمة بعيداً عن أعين الشعب الماكرة يفتكون ويفتكون المئات دون أن يطرف لهم جفن كأن الأمر عبادة
    لا سرات لهم:
    يولد الطفيوع بدون سرة. فبدلاً من الحبل السرى بضم الحاء يولد الواحد منهم بحبل سري بكسر الحاء .
    زحف جنزير شرير ومد حلقته الجهنمية فتسلق قامة شاعر من الذين يقول الواحد الأسيان منهم :
    -أنا ممزق انا ممزق .
    زحف الجنزير في غفلة من الشاعر المستكين حتى وصل إلى عنقه وهناك توجه إلى مقصده مباشرة : الحنجرة .عسى أن يسكت حبال الشاعر الصوتية -أعز ما يملك- مرة وإلى الأبد .كان الشاعر هيناً على الرغم من قدرته في مصارعة الشر عبر الاجيال ولذا كاد أن يستسلم لهذا الشر الجديد الأصم الزاحف الممتد.
    قال الشاعر بينه وبين نفسه:
    - لا علينا .شعري في الداخل سيظل قابعاً في جنزبيل الروح ولن يفنى مع فناء الجسد.فالشعر كائن أثيري لاجسم له.
    في لحظات الاختناق وقبل سماع قعقعة عظام الرقبة أطل رماة الحدق وهم كائنات شعبية قادمة من عبق القرون ومن حسن الحظ أن الطفابيع لا يرونهم .اطلوا وقد احرزوا أن الشاعر الوحيد في ورطة إذ أن الجنزير الملتف بعنقه والذي بدا كما لو انه زحف لوحده ما هو إلا حبل سري يتصل ببطن طفبوع لا سرة له كان يختبىء وراء شجرة.وما أن رشق رماة الحدق الطفبوع بسهامهم حتى تفتت الجنزير وذاب في الهواء . هنا تأوه الشاعر بخاتمة أغنية عزة .
    حين وصل الشاعر جرياً لما وراء الشجرة لم يجد الطفبوع .كان الطفبوع قد غز في السير لا يلوي على شاعر.وقد رشقت سهام رماة الحدق حدقتي عينيه فجعلته يبكي بخوار لا تستجيب له عواطف الشفقة الإنسانية.أول من اكتشف امر سرات الطفابيع في نواحي القصبة كانت بتول القابلةالتي عاشت مستورة وماتت مقتولةغير مستورة بسبب اكتشافها سر سراتهم قبيل منتصف القرن الماضي.كانت لديها فراسة حيث لاحظت ان الحبل السري للوليد الجديد الغريب جاء من مادة أسمتها بينها وبين نفسها في غياب معلوماتها عن البلاستيك الجلافيط.
    قالت بتول وهي تخاطب نفسها بصوت مسموع بينما كانت تقلب الحبل السري الأصم العجيب
    - بري يا يمة يطرشنا .الجنون العيونو زائغة دا كيفن عاد يوصلو وارد أمو؟
    تتوجه بتول القابلة باسئلتها للرياح فالجميع غافل عن ظاهرة الطفابيع.وفيما بعد حين سحلها الطفابيع حتى لاتفشى السر رأى من وجدوا جثتها قرب البئر المهجورة في ركن القرية شيئاً كالبلاستيك يلتف حول عنقها.أما جثتها فكانت متيبسة ومسطحة كجلد.
    مادرت القابلة بتول أن الطفابيع طفيليون بالفطرة فهم يتناولون غذاءهم من أحشاء الأمهات مباشرة دون الركون إلى تعقيدات الفيزيولوجيا.ولذا فإن الامهات اللائي تحل أجنة الطفابيع في ضيافة أرحامهن تحل بهن أنيميا غامضة وفي الغالب تموت هذه الامهات كان الطفابيع يركلونهن في (لاامتنان) أخير وهم خارجين للمكابسة والمدافسه قبل التمكين.

    قبل فراسة القابلة بتول كانت القابلات يقطعن الحبل السري للطفابيع دون التوقف عنده لكن القابلة النبيهة لاحظت قبل اكتشاف البلاستيك الحبل الذي خرج بعد الجنين الذي كانت تعتقد انه (مبدل) وفي سرها أيقنت أنه حبل (بسم الله) كان حبلاً مصمتاً كأنه عصبة مستديرة. في البداية كانت تظن أن بداخله ماء بدلاً عن الدم. لكنها تأكدت من أنه حبل عجيب لا يودي لايجيب وحين صارت تثرثر بهذه الحكاية ظهر قدام طاقة بيتها في الليل أحد الطفابيع الذين يطولون فجأة وأمرها صائحاً
    - قومي اتبعيني أريتا التبيعة التزازيك
    في البداية أوشكت بتول ان تصيح طالبة أبو مروة . وخمسة أبومروات كانوا جاهزين لأي صياح خصوصاً إذا كان من جارة وحيدة مثل بتول لكن الطفبوع لم يعطها فسحة من الزمن للصياح مد حبله الحنزيري بصورة مباغته حين انحنى أمامها مباشرة ماداً جسده الطويل خلال الطاقة وحينما حاولت بتول تفاديه وجدت طفبوعين آخرين خلفها خنقاها وخنقا حبلها معها. ورغم فراسة بتول فهي لم تكن تدري أن الطفابيع تهزمهم المياه.
    وبالطبع تبعتهم وهي ترتجف من رعب بها حتى قادوها لأطراف القرية وهناك تم أمر السحل في شراسة طفبوعية جماعية اشترك فيها خمسة من شباب الطفابيع كانت عيونهم تلمع بصفرة مخيفة في الظلام وكانوا يقومون بفعل السحل بمهنية عالية مما ينبىء بأنهم توارثوا المهنة ومارسوها حتى أتقنوها.وقيل أنهم تلقوا فيها تدريبات من قرووسطيين بمناطق شاحبة نائية. ومن عجب أنه لا يطرف للطفابيع جفن.بتول استعادت شجاعتها القديمة وهي بين الموت والحياة فصاحت فيهم:
    - كتلتوني يا كلاب لكن أرجوا يومكم .ناس الحلة بعرفوكم ويفندكوكم
    لم يتركها شباب الطفابيع تكمل عبارتها سحلوها ثم اختفوا وراء الاشجار , فوق ظهر الترعة التي خلف القرية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de