|
الجنوب إذا انفصل! عثمان ميرغني
|
Quote: الجنوب إذا انفصل! عثمان ميرغني الاربعـاء 18 صفـر 1431 هـ 3 فبراير 2010 العدد 11390 جريدة الشرق الاوسط الصفحة: الــــــرأي
لم يعد السؤال في السودان اليوم هو هل ينفصل الجنوب، بل ماذا سيحدث عندما ينفصل. فكل المؤشرات تدل على أن الانفصال بات أمرا حتميا، وأن بعض الكلام الذي يقال عن أن الأطراف المعنية تعمل من أجل إعلاء خيار الوحدة واتخاذ خطوات تجعل الجنوبيين يصوتون من أجل استمرار وحدة البلاد ورفض خيار الانفصال، لا يعدو أن يكون مجرد شعارات خاوية بعيدة تماما عن الواقع.
لقد كانت هناك فرص ولو ضئيلة لدعم خيار الوحدة لكنها بددت في المماطلات والمماحكات السياسية التي ربما جعلت الجنوبيين أكثر اقتناعا باغتنام فرصة الانفصال بدلا من الاستمرار في شراكة تنعدم فيها الثقة مع الشريك الآخر في الحكم، والبقاء في وضع قد تعود معه الحرب مجددا في دورة أكثر شراسة ودمارا من كل دورات الحروب السابقة.
فلو راهنت الحكومة على الوحدة منذ توقيع اتفاقية السلام لما سارت الأمور في اتجاه الانفصال بهذا الشكل المتسارع، ولكن الواقع أن الرهان كان على التشبث بالسلطة وليس بوحدة البلاد، ولذلك كان هناك من رأى في الاتفاقية فرصة لتهميش كل القوى السياسية الأخرى وإضعافها، بل ومحاولة لتفتيت الجنوبيين وإثارة المنازعات بينهم. وكانت تلك سياسة قصيرة النظر، ربما يدفع السودان ثمنها لاحقا. فالجنوب إذا أصبح دولة متناحرة ومتحاربة بعد الانفصال فإن المشاكل ستكون عابرة للحدود، وعدم الاستقرار سيمتد إلى الشمال الذي لن يكون قد فقد الجنوب فحسب بل وورث من ذلك المزيد من المشاكل والحروب.
كان بمقدور الممسكين بزمام القرار أن يوسعوا اتفاقية السلام وأن يختاروا طريق المصالحة الأوسع، التي تشرك كل القوى في السلطة، وتسمح بتضافر الجهود لوقف الحرب في دارفور، والتوجه نحو التنمية باعتبارها المفتاح للاستقرار، وأحد المحفزات الأساسية على البقاء ضمن سودان موحد. ولو حدث ذلك لكان الحكم السوداني أعطى فرصة حقيقية لمحاولة إنقاذ وحدة البلاد. ولكن الفرصة بددت تماما وراحت الأمور في اتجاه المناورات السياسية، ومحاولات تفتيت القوى السياسية وكأن ذلك هو الضامن للاستقرار والمحقق للوحدة.
وفي ظل أجواء عدم الثقة، انصرف الجنوبيون للتسلح ولوضع بنية تحتية لدولة الانفصال، من الاتصال الهاتفي بشبكة جوال ترتبط بأوغندا وليس بالشمال إلى تأسيس مكاتب اتصال في الخارج تعمل مثل سفارات. ولو كان هناك من يراوده شك في اتجاه الجنوب نحو الانفصال، فعليه أن ينظر مجددا إلى الطريقة التي صاغت بها الحركة الشعبية لتحرير السودان ترشيحاتها للانتخابات المقبلة، فقد اختارت الحركة رئيس مجموعتها البرلمانية ومتحدثها الرسمي ياسر عرمان مرشحا عنها في انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، بينما اختار رئيس الحركة سلفا كير الترشح لرئاسة إقليم الجنوب. ولو كانت الحركة ترى فرصة ضئيلة لاستمرار الوحدة لربما طرحت رئيسها سلفا كير لمنافسة البشير في انتخابات رئاسة السودان.
وهذا لا يعني أن عرمان ليس من عناصر الحركة الشعبية الكفوءة والقادرة سياسيا، لكنه يعني أن البعض قرأ الخطوة خطأ على أنها اختيار لشمالي لكي ينافس في انتخابات رئاسة الجمهورية ممثلا عن الحركة الشعبية، في حين أن القراءة الأصح في تقديري هي أن ابتعاد سلفا كير عن انتخابات رئاسة الجمهورية يشكل أوضح مؤشر على أن الجنوب يتهيأ للانفصال ولا يرى في انتخابات رئاسة الجمهورية مخرجا أو ضمانا لاستمرار الوحدة. لقد انتظر الجنوبيون طويلا فرصة الانفصال التي قاتلوا لأجلها ما مجموعه حوالي 30 عاما، ولا يمكن تصور أنهم سيختارون التخلي عما يعتبرونه فرصة لانفصال سلمي، خصوصا بعدما وثق هذا الخيار في اتفاقية رسمية سيجري بموجبها استفتاء عام 2011 حول الوحدة أو الانفصال. لقد أضاع الشمال آخر فرصة ربما لإنقاذ الوحدة، والأمل هو ألا تعود البلاد إلى دوامة الحرب لمحاولة فرض وحدة بالقهر لن تتحقق وإن تحققت لن تدوم، فالخيار الوحيد العقلاني اليوم هو ترتيب البيت الداخلي ووضع الأسس التي تضمن انفصالا على الطريقة التشيكوسلوفاكية وليس على الطريقة اليوغوسلافية.
[email protected]
|
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: الجنوب إذا انفصل! عثمان ميرغني (Re: jini)
|
الحبيب حيدر تحية طيبة وبعد، شكرا لإيراد هذا المقال الهام الذي يجسد حقيقة اتجاه الجنوب نحو الانفصال.أعتقد الأسئلة التي يجب مناقشتها على ضوء انفصال الجنوب هي: كيف يزيل الشمال الغبن والبغضاء وفقدان الثقة تجاه الشمال نتيجة الظلم الذي حاق بالجنوب طوال فترة جميع الحكومات المتعاقبة وسنوات الحرب الطويلة التي عانى منها الجنوب أكثر من الشمال.إنه من المؤسف والمؤلم جدا أن ينفصل الجنوب في الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو الاتحاد.لذا يغدو مهما جدا السعي نحو إزالة الأسباب التي دفعت الجنوب نحو الانفصال وذلك من أجل إعطاء الأجيال القادمة الفرصة لتعمل من جديد نحو الاتحاد او على الأقل الاحتفاظ بعلاقات جوار حسنة .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الجنوب إذا انفصل! عثمان ميرغني (Re: Gaafar Ismail)
|
يا جنى
الراجل عثمان ميرغنى هذا يعانى من اضطراب و عدم اٍستقرار فى تحليلاته. جننا يشهد الله. مرات يكتب كويس و يضع اصابعه على اسباب المصائب و بعد يومين يتاوره الضرس الاصولى و الكيزانى السابق و يسوى عاودك الحنين يا قلبى
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الجنوب إذا انفصل! عثمان ميرغني (Re: jini)
|
Quote: نسيت ان انوه ان الكاتب عثمان ميرغنى مصرى وليس عثمان ميرغنى بتاعنا |
الفاضل جني... اعتقد أن الأستاذ عثمان ميرغني هو نائب رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط، وهو أشهر صحفي سوداني له بصمات في جريدة الشرق وهو الدينمو المحرك فيها، ولا اعتقد أنه مصري... والله أعلم.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الجنوب إذا انفصل! عثمان ميرغني (Re: jini)
|
Quote: نسيت ان انوه ان الكاتب عثمان ميرغنى مصرى وليس عثمان ميرغنى بتاعنا |
الأخ / جنى سلمات الصحفى / عثمان ميرغنى ، سوداني مئة في المئة ابا عن جد يعنى من عندنا وهو نائب رئيس تحرير جريدة الشرق الأ وسط منذ اكثر من عشرة سنوات ، ومع فريق من الصحافيين السودانين الذين نعتز بمهنيتهم وسودانيتهم للتأكيد ارجو الدخول الى موقع الصحيفة على النت والتعرف على المعلومات الكافية عن صحفى الجريدة ومن ضمنهم الصحفي الامع / عثمان ميرغني وهو سوداني في كل شئ اخلاقا والتزاما نحو وطنه وقد التقيته بمقر الصحيفة بلندن في شهر مايو الماضي بحكم عملى كمراسل للصحيفة من مكتب الشرق الأوسط بالرباط - المغرب وزارنا بمكتبنا بالرباط اكثر من مرة مع كامل مودتي عمرعبدالسلام
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الجنوب إذا انفصل! عثمان ميرغني (Re: omer abdelsalam)
|
Quote: وقد التقيته بمقر الصحيفة بلندن في شهر مايو الماضي بحكم عملى كمراسل للصحيفة من مكتب الشرق الأوسط بالرباط - المغرب وزارنا بمكتبنا بالرباط اكثر من مرة مع كامل مودتي عمرعبدالسلام |
شكرا يا صديقى للتوضيح والتصحيح عثمان ميرغنى كتاباته لا تشير ابدا وربما يتجنب الاشارة الى سودانيته من باب الكتابة المحايدة ربما اعرف تماما ان اسم ميرغنى اسم سودانى برغم ان هنالك عوائل مصرية تحمل اسم الميرغنى وايضا هنالك شارع فى مصر باسم الميرغنى ! على العموم استايل الرجل فى الكتابة وسمته وشاربه الحليق يوحى بالمصرية فضلا عن بعده عن الساحة السودانية! جنى
| |

|
|
|
|
|
|
|