|
انتفاضة القرن مقالا بمناسبة زكري انتفاضة التاسع والعشرون من يناير
|
عندما انفجرت ثورة الشباب وانتفاضة الشعب الابي في صبيحة السبت التاسع والعشرون من يناير 2005 لم يستاذن الشباب من ابائهم ولم يرتكزوا علي الاطر الكلاسيكية بل دفعتهم المبادئ والقيم من اجل شعبهم وامتهم, انها انتفاضة شعب عريق صرخت من بمجدها في وجه طغاة العصر في يوم تاريخي فسطرت اروع ملحمة في تاريخ البشرية ,, امة نادت وضحت من اجل العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية الحقيقية , ومن اجل ان يبقي النضال رمزا راسخا في اذهان الامة , وليكون الكفاح من اجل المبادئ سمة المخلصين وربان المواقف الصارخة في وجه الطغاة والسماسرة وتجار السياسة وعصابات المافيا وعقلية الذات والغاء الغير ,,, انها عاصفة هبت بارادتها في وجه المركز المشئوم تزمرا من الذل والاهانة ,, فذلك اليوم الناصع الهمنا مشاعرا صامدة وتجددت دماء النضال وروح المخلصين ,,,, بعد عشرون يوما من اتفاقية نيفاشا ظهر المركز علي حقيقته عندما زج الانكشاريون لاخماد ارادة شعب لم تستطع خيالة الامبراطورية التي لم تغب عنها الشمس التحام جيوشهم ,, وجحافل الامبراطوريات العظيمة من كسر شوكتهم .... في هذا اليوم اثبت التاريخ بان البجا اذا التهبت مشاعرهم بروح الثورة لايعرفون انين المدافع ولاترهبهم قعقعة الدوشكا واصوات الرصاص فعندما انتصبت الطائرات مطارات الغدر في تلك الليلة الجائرة وهي تحمل اسمال الجبناء الماجورين ,, اكدت المواقف ان ارادة الشعوب لايقهرها القمع , وعندما انطلق الرصاص في شوارع ديم العرب ودبايوا وميدان الشهداء كان الرصاص ينطلق في كل ركن من اركان الارض الابية التي حضنت اطهر ابنائها ,, كان المجرمون يلهثون من الخوف من, وتفنن المركز في وحشيته وكل الاصابات كانت في الراس والمقدمة ,, ولم تحدث مثل مجزرة انتفاضة التاسع والعشرون من يناير في اي موقع من مواقع ماسمي بالسودان ... شعب عزل لايحملون حتي الاسلحة البيضاء ويطارد ويقتل في وضح النهار برصاص االنظام الغاشم .. هذه حقيقة عشناها وراينا تفاصيلها عندما دخلت عصابة المافيا البيوت وانتشرت في الشوارع وقتلت الابرياء برصاص الغدر ,, وكان الرصاص يبحث عن السديري فهذا هوالرمز الذي كانت تبحثه قوات الموت ,, وكم كانت اصواتهم تجلجل في الشوارع وين ديم عرب وين دبايوا وين البجا,, كم كانت المهزلة اكبر عندما حاول السماسرة والانتهازيين تقديم الهبات والديات لاسر الشهداء فكان ذلك دليل علي الاعتراف بالجريمة النكراء فكانوا الجلاد والحاكم والقاضي واللص وحامل حبل المشنقة ,, وان كانوا يعتقدون ان الجريمة تمضي بدفع تعويض مادي ,, فالشعب البجاوي هم الاب الروحي للشهداء ,, وان اسر شهداء التاسع والعشرون من يناير هم شموعنا التي تضئ لنا الطريق , وكل الجرحي كانوا ابطالا ذكرهم التاريخ , وكم علمتنا ارواح الشهداء ودماءالجرحي معني الفداء والتضحية وانهم من صلب هذا المجتمع الراسخ بقيمه النبيلة وارثه التاريخي الضارب بجذوره في روح الحضارات .فاين كان القضاء والنيابة وحكام السلطان واين كانت المسيرات التي امتلات الشوارع والازقة مستنكرة قرارات المحكمة الدولية واوكامبوا ,واين كانت احتفالات الاستنكار في القاعات المكيفة في ذلك اليوم الذي حصدت فيه اسلحة النظام الغاشم اثنان وعشرون من خيرة شباب البجا ,,, فاين كانت محاكمهم واين كانت هتافاتهم (اوكامبو جبان البشير في الميدان )؟؟؟؟؟
اسفا علي زمن يخون فيها الصادق ويصدق فيها الخائن ...... فلم تكن تلك الانتفاضة لعبة شطرنج او بلياردوا ولم يكن الثوار خرفانا تستباح دماؤهم في سوق عكاظ او اشرار يحكم عليهم بالاعدام , وليسوا جرادا تحلل دماؤهم من اجل البقاء علي كرسي السلطة ,, بقلم عبد الله عيسي محمد
|
|
 
|
|
|
|