رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 03:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-25-2010, 06:59 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!..

    ...

    رحلات في مدن ملونة..

    (1) أيام دمشق!!..





    الخميس، 17 سبتمر 2009م

    وأنا اتسكع في حواري دمشق، أدندن بصوت، أسعدكم الله بعدم سماعة، للأحبة محجوب شريف، ووردي (معاكي حياتي بتبدأ، وافتح بابا ياما انسدا، واشوف العالم ربوة جميلة، وعليها نسيم الصبح مخدة)، غفلت راجعا، كي أتأكد من صدق ما لمحت، بخط ثلث مرهق، وردئ، كتب (ممنوع التدخين في مكان الوضوء)!!.

    جرى الخاطر، لجوامع سيرايفو، أهي الأخرى، صيف من التصور، وربيع من الفهم الخاص، (ممنوع السكر في مكان التدخين)، ولجوامع مسكو، يمنع الشرب خلف الإمام مباشرة، أهكذا اخذت لبوس الدين جسدها من أقاليم وامصار العالم الإسلامي؟، كل على ليلاه (كل يمجد دينه، ياليت شعري ما الصحيح)!!..

    فخط الثلث الردئ هذا، خُط على جدار مسجد دمشقي عتيق، تمد زهيرات الياسمين البيضاء أنامل عطرها، من سور المسجد، وتداعب الجميع بلا فرز، لم تتوخى المسلين فقط "مثل هذا التحذير الفريد"، ما أعذبها، وأعرقها، لم تتلوث بتلاتها بعرف مكتسب أو موروث، فأشاعت عطرها، كضوء الشمس، بفطرة أمومية، لكل من يمر بها، (وأعطي قبلتي لمن يشتهيها)، ولادة أخرى، من قبيل النبات، ما أكرمها من نبته، حرة، تعيش بفطرة سوية، غارقة، كالشعراء في الحياة، حتى تحس بأن العطر هو عرق تأملها، واستغراقها في الجوهر، الذي تمصه جذورها، وتتضوع بها زهورها البيضاء، والتي تشبه مروحة، كفت عن الحركة، ولانت ريشها الأربع، واستقرت على التأمل الهادئ، مروحة ساكنة، لينة الريش، والبتلات، على سور عتيق، لمسجد دمشقي صلى فيه موالي السلطان عبدالحميد الثاني، بتلك العمامة التي تعرفها الخرطوم، وجامع فاروق، ما اغرب طموح بنى أدم، (الخرطوم دمشق، استانة، القاهرة، سرايفو، )، كانت على قلب رجل واحد، معمم، يعشق الجواري!!..

    تداعى الخيال، لأقدام، وركب النساء العارية، الناعمة، للمصليات، وهي تدوس في سجودها، سجاد ناعم هو الآخر، في البوسنة والهرسك، اختلاط في صحن الجامع، وكفى الله ابن مالك، والشافعي، وابن حنبل، شرع جديد، وفقه تليد، (وأبن تيمية سيغمى عليه لا محال)، ثم تجتر النفس وقائع الغرابة، ف(فصلاح الدين الايوبي قتل السهوردي، وكلاهما بطل في عيون أناس، وأناس)، جب درويش فقهي، غرائبي الألوان، في الربوع والبلدان، فالمصلين في جوامع كابول المتواضعة، مجرد أن تنتهي صلاة الجمعة، يتدافرون في البوابة، وانتعال حذاء بسيط، في طريقهم لمزارع الحشيش والافيون، (لم يذكر القرآن الافيون والحشيش) هكذا رد رجل، ملتحي، قرة سوداء تزين جبينه، في برنامج تسجيلي، بثته الجزيرة الوثائقية، فلا قياس في جعبته، او تفسير، أو تأويل، سوى فهم مباشر، للكتاب الحكيم!!(لم أسخر منهم!! ألا تذكر كأس سيدي الحسن، وتلكم المرأة التي اشتكت له من كساد تجارتها، وبوران العرقي، والمريسة)!! كن حكيما أيها الذهن، فالطرائق، كالخلاق، ذاتية بحته، وأياك والتعميم، ياصديقي في السفر الأبدي، في قوافل الشوق، وهي ترفل في بيداء الأبدية، بحثا عن فرودوس هناك، بعيد الموت، والرحيل، واللامكان، من قال لا أعلم، فقد علم، ألا تذكر الخضر، وموسى، عليهما السلام، وهم يشربان من نبع واحد، وحيد، رغم تباينهما العظيم، كن حكيما، ياذهني العزيز، ودع هذه الخوطر القسرية، تمر، دعها تعتني بنفسها، دعها، كي لا تفسد عليك صفاء المذاق، وحلو المشهد، فيما حولك،وفيك!!
    ...
    السفر كالتجربة، كالحلم، كقراءة كتاب جديد، نضر، مع كل سطر فيه، تتصفح وجوه، ووقائع، وعوالم، قراءة بلدان تولد في النفس وعي جديد، بمدى الجهل، بالبلاد، والعباد، والنفس، فما أوسع تنوع الحياة، والعادات، والملامح، والمناخات، والتفكير، والانطباع، يقسرك السفر على تأمل ذاتك، وبلادك، في مرآه الأخرين، وانطباعهم عنك، فتحس بجذر معزلة، وإخاء في الفطرة الدخيلة، فما اعجب ما يغمر النفس من حس، وكبد، ودهش (بعاداتك التي إلفتها، وزيك الذي مزقته، وتعرقت فيه)، وهي تقلب الطرف، والبصيرة، فيما رأت، وسمعت، وتذوقت، وتتيح للذهن التأمل والمقارنة، بينهم، وبينك، في كل شئ، من مأكل،ومشرب، وسهر، ومصير، وتأمل، وحال ومآل، فتحس بغرابتك، وغرابتهم، وغرابة الإنسان، في كل زمان ومكان، فما أعجبه، في مسكنه، ومعتقده، ومثواه، كل شئ استثنائي، (الثوب، الصديري، الجلابية، وبنطال الجنز)، وبضدها تتميز الأشياء!!

    تبتسم خواطري، حين أتخيل حبوبتي، تشرب السجار، وتلبس البنطال، وتجلس مع احفادها، وتشطف النارجيلة، وكأن شئ لم يكن، كما رأيت، (وحبوبتي، ليوم الناس هذا، في قصر قبرها، تستحي ان تأكل مع ابي الراحل أيضا، في موائد السماء) فتحس بأن الضمير، والحال والمآل، يضمرها المجتمع في نسيج بنائه، معطى من الماضي، وخضوع للحاضر، وتوريث للآتي، فما أعجب العمران، يا ابن خلدون، فساتين تنسج، بمهل، بأنامل الأيام الخوالي، لجسد الحاضر، في انتظار عرائس الغد، وقائع الدهور، حيث يصير الحاضر، صدى لجرس قديم، وإن كانت هناك تمرد لبعض النغمات الجديدة، وهي ترفس وتدفر، كي تحتل مسرحا، لها، بيدها، لا بيد الأمس البعيد، والقريب، لذلك الجرس القديم، الحي، وإن لحظيات الاحتضار، كما تشئ الوجوه، والقلوب،والعقول، بالبحث عن معنى، ومغزى لها، لا معنى قديم، سجين الغرائز، والجينات!!...

    كل سوء ظن خاب بالمطار، تلك الوساوس التي تنتابك وأنت مقبل على مطار "دولة عربية شقيقة"، ولو بلدك، تبددت أيدي سبأ، أناس بسطاء، هدوء في المطار، وكأنه كافتريا "كوستاكوفي" في الفجر، كراسي فارغة، بعض زهور، ولوحات تشكيلة، واصوات واهنة للكي بورد، والاختام، وسير الحقائب على البلاط، والسير، أو رنات تلفون، واصوات هامسة بتهنئة الوصول للأهل في صالة الاستقبال، هدوء ونعاس على وجوه الركاب، المصطفين امام المكاتب الصغيرة لتأشيرات الدخول، فقد كانت الرحلة طويلة، عشرة ساعات بالنسبة لي، الدوحة، دبي، دمشق، وكان الجميع صائمين، ما عداي (ان الله يحب ان تأخذ رخصه، كما تؤخذ عزائمه" أحس بأن حالات الضعف، والهوان، هي العبادة، أمام قهره البعيد، القريب، (من لفظة المقهور"، يلزم قاهر، ياشهيد السفح، سفح قاسيون، جبل يتمدد كأسد اسمر، شمال غرب دمشق، وتحرس سفحه أسود مسالمة، بلا انياب، ومخالب، أسود المعرفة، وتقف داخل قبورها، مثل تماثيل الخرفان في المعابد الكوشية، والمروية القديمة (لن أذكر مصر)، فهي الصدى، (ولم نكن صدى الأحداث بل كنا التجربة)، فإهرامات بلدي هي الأقدم، والأحلى، وأقصد بالأسود، النابلسي، وابن العربي، الكرام البررة،،!!

    وفي عشرة دقائق، قضيتها أتأمل الناس والوجوه، وجدت نفسي أخرج من بوابة المطار المتواضع، استقبلتني "انجيلا غادور، اخت صديقي السوري، وطفليها، وهي مسلمة، فلا يغرك الاسم، فدمشق حبلى بفوضى الظنون، والتأويل"، لأجد سماء دمشق، ومدينة بعيدة، تغرق دورها في وادي كبير بين جبال، وبعضها تسلق الجبل، كفضول، ومغامرة، وضيق ذات اليد، وعلى مدى البصر، تمد اشجار السرو هاماتها، والتي تبدو مثل شعيرات ريشة فنان، لاتزال في طريقها للوحة، وهي مثقلة بلون أخضر داكن، كف الفنان هي الأرض، وفضاء اللوحة هي السماء، وأشجار السرو، ريش مبتلة بالأخضر الداكن...

    هذه دمشق أذن يا ابن بطوطة، والوليد، واليعقوبي، مزخرفة بورأس الحسين، ورأس نبي الله يحي، بلى، زارها رأس الحسين دون جسده، دون قلبه، فقد سكن كربلا، وحج (رأسه)، ذبيحا، لقصور الامويين، وسمعت اذنيه لأول مرة (أيموت الشهيد)، غناء جواري الشركس، والروم، والفرس، طبت أيها الرأس العظيم، المثقل بالضلال العظيم، وفي باحات الأموي، الجامع العتيق، العظيم، دفن الرأس الأكرم، يادمشق، ما اعجب امرك، (أتحبين الرؤوس، كعادتك دون القلوب)، يتوارى الحدس فيك، ويتكاثر التفكير، ألهذا تكتظ مقاهيك بالخمر، والشيشة، بديلا عن حدس غائب، يداعبه الماغوط، وزكريا ثامر، بسخرية، من الذات، والعباد..

    حسان النساء تمخر حذاء خور بردى (مقارنة بالنيل الازرق، وليس الابيض)، وهن رشيقات الطرف، ولو قيض لابن بطوطة رؤيتهن وهن في بنطال الجنز الازرق، وتي شيرت بنفسج، لكتب سفر آخر، عن عجائب الامصار، وغرائب الأسفار، ولكن ملاك الموت، يقبض ارواح المفكرين والرحالة، واللصوص، بابتسامه وضيئة، ويدفنهم في حفرة، كبذور في قبور، لظهور أخر، غامض، عصى التذكر، إلا ما رحم ربي، مثل الفتى الروحي الأغر، المدفون بركة، وتأدبا مجازا، عند سفح قاسيون، أهو النابلسي، أم ابن العربي، أم كلاهما، ومعهم سبعون نبيا، انصطوا لهمس القلوب والنجوم والحدس، فكان ما كان، مما لست أذكره، نساء جميلات، ولكن ينقصهن شئ ما!! ، أم سارت مفاهيم التربية بالمرأة لطمس حق غريزي، كامن فيها، لست أدري، ولكن ينقصهن شئ ما، شئ عزيز، اتكون هي الشمس، الباهرة (خط الأستواء)،، التي تمدد بتلات عباد الشمس، حتى تكاد تفتقها، تلكم الشعيعات التي تسقي الغدد في الجسد الإنساني، فينبت من كل زوج بهيج!!...

    أياكم والسخرية من "الشمس"، فالغدة الصنوبرية، والعين الثالثة، تصحو، بدفقها الفجري، وتعين على الاستسلام الذكي، لموسيقى الكون، وتغني لألوان الخواطر..

    عجبى يادمشق!!.. فيك سر، لم أدركه، أشمه، ويداعب انفي، وكياني، ولكنه يغمض، مثل لوح في باطن النهر، تتلوى سطوره، كبخور معابدك القديمة، أكاد اقبض المعنى، فيفر، كعادة الشعر، وصوره الساحرة، مدينة عاش بها بني آدم منذ آلاف السنين، ورأو الكون بعيون ساذجة حين، وبعيون يهودية، ومسحية، وخرافيه، وصوفية، وقرامطية، وبرمكية، بل بسرب من رؤى، تتناقض، وتأتلف، حتى طافت المادة، والبعث، والروح في عقولك ابنائك، وبناتك ياقرة الشام، فسكر الشاب وهاموا، في التغزل فيك، والامتعاض منك، في مقهى "الروضة"، وشي نو"، وشاروجة، وغيرهن، من مراتع التأمل، والصحو، والمحو (المحو بالخمر الحسي، والمعنوي)،، شربت ثلاث كباتشينو، ولصق فنجاني، كانت ترقص حباب، فوق كئوس، ملئ بسائل مثل زيت السمسم، ودرات النقاشات، عن الفكر، والشعر، والترابي، والطيب تيزيني، وحسين مروة، والطيب صالح، (بين بطل في عقول سورية، وعبد للرأسمال الخليجي في قلوب آخرى)، طبت ياشاغل الناس، حيا، وميتا، فمثقفي سوريا، يهمهم الموقف، وليس الموهبة الخلاقة، قالو: "....."مثل المتنبئ، قالها بصوت عال، حتى الفتيات حولنا سمعن، ولم يتعجبن، لكل قوم ضميرهم ، المنسوج، والمزخرف، بأنامل الماضي، والبيئة،!!...

    رجعت الدار منتصف الليل، بل بعده قليلا، وحدي؟ في أزقة سرحت بي للقديم، والمحكي في الف ليلة وليلة، وفي الأغاني، وفي مسرات السهر الأمومي، والعباسي، للجواري، (وأخفت في كل كتاب مشط، وفي كل مجلة مرآة)، بارعة الحسن، كاملة الظرف، (عزة، لبنى، أنس القلوب، أريكة، طروب )، أسماء حسنى، للجواري، والليالي، الإسلامية الملاح، ولا أقول العربية، فقد كانت تجري في قصور الأمراء، أمراء المسلمين..
    مضيت للبيت، مقهور، كعنترة، أردد معه:

    أُعاتِبُ دَهراً لاَ يلِينُ لعاتبِ وأطْلُبُ أَمْناً من صُرُوفِ النَّوائِبِ..

    أين السكينة في المكان؟.. أم طلبت مقامام، بذل نفسي شرطه..(أحسست بأهمية المناخ وتأثيره الكبير في النفس، والاحساس بالإغتراب، المناخ، ياله من بطل مجهول، وعظيم التأثير، شمس بلدي السمراء، قوتها، توهجها.. هيمنتها)..

    نمت، ولا أدري، أين جرت أحلامي، شرقت، أم غربت، ولكن (رأى البرق شرقيا، فحن للشرق، ولو راه غربيا للحن للغرب، بأن الذي تهواه بين ضلوعكم، تقلبه الأنفاس جنبا، إلى جنب)، رحم الله ابن العربي، جاري في السكن، على بعد أمتار.

    نظرت تحتي، مقابر هادئة، يا لأكاذيب ادوار سعيد، وصحبة (شرق وغرب)، فالمقابر تمد سطوتها هنا، وفي عطبرة، وداكار، وموسكو، وواشنطن، وبرلين، بل في صحراء سينا، وجبال التبت (مقابر، وشواهد)، فقعر الروح الأنساني واحد، أحد (ميلاد، وخوف، وعنت وغناء وسرب انفعال شجي، وسعيد، وموت)، كلهم أجمعين، الابيض والاسود، الغني والفقير، (فأين الغرب غرب، والشرق شرق)، يا ابن سعيد، وأنت الآن مقبور مع (كافكا، وابي عبدالله الصغير، وجوته، وهتلر، ومسليمة الكذاب، وبلفور)، أهناك، مثل هنا، تراق الدماء، لأتفه الأمور، أم الأمر أعرق، وأعقد، وأعمق، والأوطان في القلوب، وليس قبور المكان، والزمان المسرع، قسرا، نحو غيب غامض، وشاعري؟؟...

    رفعت الملاءة، حتى سرتي، فقد جلبت معي، كتاب تاريخ البلدان، لليعقوبي، وحقيبة مسافر، ليحي حقي، كنا ثلاثة، أحياء، في غرفة واحدة، وليل دمشق الهادئ، يرتعش نسيمه الموغل في الهدوء، كموج ناعم، من طربي، لبعض الفقرات،التي اثلجت صدري، من فضائل المدن، وحقيبة المسافر، المليئة بالحكم والحكي الموزن، لشيخنا الحي، يحي حقي.

    وقبيل أن انوم، وكعادتي، طفت كلمات، رددتها في ذهني، كي أتمثل معانيها اللطاف (إذا صح الافتقار إلى الله، صح الغنى بالله، لأنهما حالان، لا يتم إحداهما إلا بالآخر)، قالها "الكتانبي، وقلتها معه، كي أتذوق حريته، حرية أن يفنى عنه نفسه، ويبقى بالله، بنفسه، يادمشق، بك بعض الروائح، تعيد بسنارتها، قراءات قديمة، عتيقة، خصبت الفؤاد في وقت من الأوقات، فقد أحسست بغرابتي، (ليس كالمتنبئ،: غريب الوجه واليد واللسان)، ولكن بصورة مغايرة، فقد كانت الغرابة، فيما أشم من روائح، وما يلفني من هواء بارد، مشبع بالبرودة، ولغط، وبيئة، فعلا، تبدو غريبة علي، وعلى حواسي كلها، علاقة الجسد بالمكان، مثل علاقة الطفل بثدي أمه، مكاني السودان، ولذا تظل (حالة الغربة)، كامنة، ضارية، رعغم عزاءات البراح، والقوت الوفير، والثقافة المتاحة..

    ضحكت، في سري، من تشابه دمشق، كما كتب عنها اليقوبي، وكما أرها اليوم، صورة طبق الأصل، أ نحن قوم مشدودين للماض؟ حنين للأطلال، حتى أطلال الغد، نحن شعوب الإلفه ، ونقدس الماضي، ونغرق في حنين خلاق، وسلبي له، ياله من مرض عضال، تلك الإلفه العظيمة لأيام الغابرة، وسنى الحياة الفائتة...
    كأني اسمح موشح أندلسي، ماجن، (وأن سرح التأويل في سفح قاسيون، لمعان خافية)..

    كأنها مبسم طفلة رداح ناعم القــد
    تمزج الراح بريقها القٌراح شيب بالشهد




    يتبع (1-4)!!..


    ...
                  

01-25-2010, 07:14 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    ...

    رحلات في مدن ملونة..

    (2) أيام دمشق!!..





    من قرب مدار الجدي، لأعلى مدار السرطان، أنتلقت في ثلاث ساعات، فقط، أين نوق عمر بن الخطاب مني، وهي تخب لفتح دمشق في هجير قاسي، وبيداء لا ترحم، وهي تسري وتغدو، أيام وليالى، وقوافل في مؤخرتها تحمل مؤن جافة، وأخرى على رأسها تحمل منجم وحادئ، وأنا، تلفاز امامي، وجريدة الحياة والبيان تحت مقعدي، وحسان يتجولن، ويلبن لك كل الطلبات، (بل أغلب الطلبات)، وأنا أسرج ظهر طائرة بيونج، تحلق بأجنحة من غير ريش، مثل قلوب العشاق، نحو أرض الشام..

    في بوابة المطار، وبفضول طفولي، دار راسي 180 درجة، فوجئت بالمناخ، تركته قبيل ساعات في الخليج الفارسي يضج بالسخط على النفوس والوجوه، وهاهو أمامي حلوا، طيبا، وديعا، ما أغرق بطنك ايتها الأرض، البيضاوية، تحنن قطبيك حنة بيضاء، باردة وتسوح فيك رياح كقطارات ضخمة، غير مرئية، حارة، وباردة، ودافئة، وساحرة، قطارات رياح لا يغرقها البحر، ولاتصدمها الجبال، وتحمل بقمراتها البرودة والسخونة، والعطور والغبار، والدفء، والنسيم، تتجول أبدا على ظهرك البيضاوي، في ذات الوقت، جب درويش، كما تشرق الشمس وتغرب، ويغمرك سواد الليل، وتتسيد الشمس كبد السماء في ذات الوقت، عبر محياك الكروي، كل الأوقات فيك الآن، يا لسحر الشكل الكروي، تفنن النحات الاعظم في نحتك، ودحرجتك على أثير ناعم، قوي، يحملك ببطنه، مثل سمكة في بطن نهر، وعلى خصرك خط أستواء، بشعر غابات اخضر، وصدرك يزينه ألف نهد، ألف جبل وجبل، ومليون سرة، مليون بركة، وخور، ومجرى، أيتها المنزل الكبير، لبني آدم، وأخوته في الحياة، من شجر، وحيوان، وتراب، وقبور!!..

    هدوء، سوى صراخ سائقي التاكسي، وتحرشهم الجميل بالسياح، تبدو المدينة إليفه، وكأني زرتها في حيوات قديمة، من يعرف الغيب؟ كل الاساطيرة الدمشيقة، تصر على أن آدم نزل هنا، عند سفح قاسيون، وألتقى بحبوتي الكاذبة، أمي حواء، والتي سعت تبحث عنه، حتى تحننت رجليها بغبار المشي، والجري، والركض، وحين رأته، جلست على ساق شجرة، وقالت له (والله شبر ما مشيت)، ونظر آدم لرجليها، واحترم كبريائها..

    في الطائرة، ومن خلال صحبتهم، أحسست بأنهم (سودانين بيض الوجوه)، فلاحين، بدو، دكاترة، نساء متحررات، وأخريات متحجبات، وعاديات..


    سكنت حي المزرعة، بالقرب من الشهبندر، وعلى بعد كيلو من جبل قاسيون، ومرقد النابلسي، وابن العربي، وسبعين نبي، عليهم السلام، سكنوا جبل آدم، عليه السلام..

    في السماء، مضينا لقهوة الشاروجة، تبعد حوالي 2 كيلو من حي المزرعة، الطرق نظية، وضيقة، وخضراء، والسيارات (مقارنة بالخرطوم،تبدوء قليلة جدا)، الشوارع لا علاقة لها بالخطوط المستقيمة، والمتقاطعة، فهي من أقدم مدن التاريخ، أغلب التقطاعات تفتح عليها حوالي سبع طرق، بحواف جميلة، منحنية، لنهاية العمارات، وتبدو حركة السيارات وهي تلف من شارع لآخر، مثل خيط بخور، ولعلاقة المناخ بالنفوس، وإيماني المطلق بقدرة هذا المارد العظيم (المناخ)، تبدو النفوس طيبة، وادعة، هادئة، يهدهدها النسيم العليل المعبق بروائح الزهور والياسمين، ويتجلى ذلك في حركة الناس، والسيارات، لا ضيق، أو هرب من هجير لظل، أو رطوبة عالية، تحبس الجسد، في سجن اللذوجة، القاسي..

    القهاوي هادئة (مقارنة بقهاوي مصر، وصراخ المصري لصديقة في الكرسي الملاصق له، وغناء ام كلثوم العالي من الرادي القديم (لزوم التراث، وذكريات ايام فاروق، والملكية)، فقهاوي دمشق هادئة، ومزاجها رائق، وتنتشر فيها أغاني فيروز، ومارسيل خليفة، وأم كلثوم، مع دخان السجائر، والشيشة، بصورة تفسد الرؤية، تحس وكأنك في حمام دمشقي (كما رأيته في باب توما)، حيث بخار الماء السخن، يبدو، وكأنه غيم وسحابة كاملة، هوت لغرفة ضيقة، وساخنة، يتعرق الجسد بطريقة لذيذة، كي يفتح ملايين الغدد، والمسام، التي تلتهم الجوء المحيط، وتداعب البيئة المحيطة، من نسيم، وملمس، وذوق...

    قرقرة النارجيلة، تملأ المكان،
    مدينة بسيطة، هادئة، يبدو أن الريف لا يزال سعيدا، ولم يفر إليها بسبب الإهمال و"التهميش"، الظاهرة الافريقية الأكبر، أمام تضخم المدن (القاهرة/الخرطوم، لاغوس، نيروبي)،..


    تجولنا في الحارة، شوارع ضيقة، وأبواب مظللة باللبلاب، والزهور، مبلطة بحجر قديم، سحقته أرجل المشاة عبر قرون من المشي، وقضاء الوطر، البيوت على الجانبين تكاد تلتصق، وقفت نص الشارع، ومددت يدي، مثل صليب المسيح، فلمست يداي ذا الجدار، وذا الجدار، الابواب مزخرفة بدقة، حتى تكاد تغبط الفنان في عزلته الخلاقة، وهو ينحتها، بدقة، وماهرة، وأناءه، ولن تصعد للبيوت، بل تنزل لها درج ودرجات، فالبيوت كلها، أوطأ من الزقاق الضيق الملتوي دوما، (عربات الاسعاف، اللانكدروز، واللواري، والبصات السياحية، بل حتى الهايس)، لا تعرف الأزقة هذه هل خلقها الله، أم لا، فهي عذراء سوى من كاروهات، يجرها الناس، او أمجاد..

    لا أدري كيف يذهب الأطفال لجلب الحلوى، والعودة لدورهم، فهي طرق تربك البوصلة، وأبو الرقيع (الوطواط)، وابن بطوطة..

    محطة البص:
    أمرأة مسنة تجلس قربي. تذكرت طالبات الفنون الجميلة، تبدو مثلهن، ملابس صارخة الألوان، وعلى رأسها طاقية صفراء، دائرية، أكبر زهرة عباد شمس من قماش، لاترخي بتلاتها بالليل، يمكنك ان تضع عليها إفطار اسرة صغيرة، (تروح شيخ محي الدين)، سئلتني بطيبة محببة، (أجبتها)، لا... وللحق جلست كي (لا أذهب لأي مكان)، وجدت كراسي محطة البص هادئة، وتتجه للجبل، وشارع شهبندر العتيق، وتطل على عمارات قديمة، تشبه شارع الجمهورية، كما كنت أقرأ اتجاهات البصات الصغيرة البيضاء (الهايس)، شيخ محي الدين، حي المهاجرين، البرامكة، كفر سوسة، وهلمجرا..

    هل تصدق، يمكنك أن تقطع الشارع رأسيا، وليس أفقيا، دون أن تسمع صراخ الأبواق...


    (سيلو، متعة الكتابة)، إعلان على زجاج المحطة، ماركة قلم، ماذا لو دون به قاضي (حكم إعدام)، لرجل تغزل بحب بالوطن بقصيدة صادقة الأبيات، جميلة الأوزان، والصور، (سيلو متعة الكتابة)، أم التدوين بالنيات..

    أمرأة بالطابق الثالث تنشر غسيل أطفال، (بيضاء وحمراء، وصفراء)، وأخرى تنظف زجاج البلوكة (تبدو سمراء، حبشية)، (إنه يوم الجمعة، وإنه العيد المقبل، وإنها نهاية رمضان الكريم، عام 2009)،..

    هل تصدق، يمكنك أن تسمع أصوات الصبية في الشارع، وأنت في الطابق الثالث، (الرقشة؟؟؟ في بلدي قتلت صوت الحياة، لا صوت يعلو فوق صوتها، فالخرير، وحفيف الاشجار، وصراخ ولغط الصبية، وتغريد العصافير، افسحوا المجال لصراخ الرقشة اليومي، من تصبح لمن تمسي، هل ستأتي ألحان إبراهيم كاشف عذبة مع هذا الضجيج، فالماء بلون الإناء)...فلا ننتظر من أغاني اليوم، وألحانها، أن تكون عذبة كالماء، فأنى لها ذلك، وكل إناء بما فيه ضجة، وصراخ، وأبواق، ينضح..

    قبيل الإفطار، تبدو المدينة في حال رمضان مائة المائة، لا أحد في الشارع (أين المسحين، الدورز، اللاديين،)، للشعوب القديمة قدرة على التعايش، مع بعضها (في اللاذقية ضجة ما بين أحمد والمسيح، هذا بناقوس يدق، وذاك بمئذنة يصيح، كل يمجد دينه، ياليت شعري ما الصحيح)، قصيد قديم، وتساؤل أقدم، لحكيم المعرفة، في الميناء السوري العتيق، اللاذقية، المطل على البحر الابيض المتوسط، المطل على استانبول، وقبرص، ومارسليا، وطرابلس، والاسكندرية، وروما، وبيروت،وتل ابيب، وتونس العاصمة، شمال وجنوب، تذكرت سيرة فاطنة المرنيسي، نساء على أجنحة الحلم، حين قال لها أبوها (فصل الله بين النصارى والمسلين بالبحر الابيض)، لذا كان الحرملك، في بيوت المغرب التقليدية...

    12 ظهرا، أتجول في حارة الشاهبندر، ولا أثر لعرق على جبيني، حتى ظلال الاشجار الضخمة، لا تبدو ذات قيمة وظيفية، بل جمالية، ظلال سمراء على الأرض، وكأنها تبول كائن غريب، جن من الجان، بول بلا رائحة، أو لين، هكذا تبدو الظلال السمراء على الارض الخضراء، او الرصيف أو التراب النادر الوجود..

    أهل هذه المدينة، يتعاملون بمهارة مع المساحات الضيقة الصغيرة، بل والصغيرة جدا، بلكونة، لا تكفي لنوم محمد رضا، حبلى بالزخرفة، والأزاهير، والكراسي،، مساحة مثلثة صغيرة، رماها القدر عن تقطاع شاعرين مثلثين، تبدو حديقة غناءه، تصلح لأستراحة لرجل مسن في طريقه للجامع، في صعوده للجامع، لاتنسى ان دمشق هضاب ووادي، وجبال، وربوات، فجارك اليمين أعلى منك، واليسار أوطأ منك، وسترى أصغر متسلق في الكون، طفل يسعى للبقالة أعلى البيت، او ينحدر للروضة أسفل البيت، تجولت في طرق هادئة، زهور الياسمين تمد أذرعها لك، شارع حلو، ملتو، بل مقوس، لا تركض فيه، سوى روائح الزهور، ووقع خطواتي البطيئة، المستأنسة، الثملة..


    يتبع!!..

    ...
                  

01-25-2010, 08:13 AM

جعفر محي الدين
<aجعفر محي الدين
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 3649

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    الأستاذ عبد الغني كرم الله
    السلام عليك ورحمة الله وبركاته
    حياك يا أخي الغمام حيث ما حللت
    عودة جميلة لأدب الرحلات الأنيق
    سيكون آخر هذا الأسبوع محجوز من الآن للسياحة في مدنك البهية هذه

    طبت وسعدت
                  

01-25-2010, 08:52 AM

ندى عثمان حسن
<aندى عثمان حسن
تاريخ التسجيل: 11-20-2009
مجموع المشاركات: 875

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: جعفر محي الدين)

    لما تصلوا كسلا كلمونا
                  

01-26-2010, 05:46 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: ندى عثمان حسن)

    العزيزة ندى...

    سنعود لكسلا، بإذنه تعالى، حي الكار، والختمية، والمربعات، سوريبا، بانت،
    غرب القاش...تلك التي "نضر الله بها وجه الساقي، والمسقي،"..
                  

01-26-2010, 06:55 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    ...


    الجامع الأموي..





    في المقهي، بفندق "الشام" سألني: استاذ الفلسفة في جامعة دمشق..
    نحن جئنا بالصدفة، ...
    وجودنا في الكون جاء بالصدفة، فلو قدر، لأبي، في ليلة تشكيلي، أن يكون غائبا، لم أكن....

    وهكذا جرى الحوار في المقهى، ورائحة الشاي، وحباب الكئوس ترقص للحوار، وضمت الجلسة، شعراء، وفنانين تشكليين ، ونساء عاريات الاكتاف، ورجال ذوي رؤس صلع، ترقص المرواح على فروتهم الملساء، من شدة توهجها، بالنور، والحوار...

    هكذا، رمى المعضلة، في قضية ا لإيجاد، والإمداد، وسنحكي عنها لاحقا، فقد استمر الحوار، حتى أذان الفجر، فجر دمشق، وللحق كنت أريد النوم مبكرأ، لأن غدا سوف ازور الجامع الأموي، الشهير....

    ولكن قلنا، هل الإيجاد مربوط بالأم، والأب.؟؟ وجدي "آدم"، من ضفر خلقه، والقطط، والكائنات الخنثى، فالوجود قديم، بعيد، هناك، وقال، وقالننا، وقالوا: لو لم أراك، في زيارتي لسوريا، ولم أسمع بك؟ أهذا يعني أنك غير موجود؟... بالنسبة لي نعم، ولكن لزوجتك، لأخيك..

    ثم حتى لو نام الاب، في "تلكم الليلة في الشغل/السجن/ المقهى"، ألا تزال بيوضتك في رحم امك، والنطفة ساكنة في ظهر الاب..
    ألا يعتبر هذا وجود، ولو في شكل تشظي... وسوف يحن لبعضه، في أمك، وابيك، ولو بعد حين، شهر، سنة، بعد الميلاد الأخرى...
    الأمر كائن، كمون، النار، في الحجر..
    والحياة، في طين صلصالها، لاتزل، تتخمر، وتلد، وتلد، بلا أب، أو أم،..

    المهم تشعب الحديث، وأحلو.. عن الكائن "الأنسان"..
    وكنا على نية زيارة الجامع/الكنيس، الأموي... غدا.. بإذنه تعالى..
    اه، لقد سهوت، عن أمر هام، وأنا في طريق للمقهى، مررت بصفوف طويلة، "تصوروا"، أطفال ونساء وبنات وشباب، لدخول السنيما؟..
    لا تزال السنيما تعمل؟ ما أسعدهم، وكذا المسرح، وومدوح عدوان، وونوس، والماغوط...
    طبقة متوسطة، صغيرة، وسعيدة، في حدود ما يكون السعد، في أصغر مقاماته، فلا سعد، سوى بحرية مطلقة، في عوالمنا الثالثة، المسكينة...

    للحق، الدولة، رغم (....)، إلا أنها تدعم التعليم والصحة، والسلع الاساسية، وفي هذا براح للطبقة الوسطة، كي تعيش ثمار الوجدان، وقراءة نجيب وكافا، وهجو، والبساطي، وحنا مينا، والعجيلي، وزكريا ثامر..

    طبقة لم يشغلها الفقر المنسي، ولا الغنى المطغي، مثل حالنا، ومألنا..

    ***

    عند بوابة الجامع الأموي، بعيد سوق الحميدية الشهير، على المرأة ان تلبس عباءة سوداء، أي أمرأة، سواء كان يهودية او مسلمة، أو كندية، فالمسجد صار مزار تاريخي، أكثر منه جامع للصلاة، يتفرس الناس الماضي، وتراثه، ونجواه، وإرادته، وللحق هو جامع ضخم، تضافرت علاقات الاموميين، مع الدولة البيزنطية، وغيرها، وهو في البدء كان كنيس مسيحي، ثم حول لجامع أموي، (لا أدري ماظن جدرانه، على هذا التغير الغريب، وباحة صحنة؟ من هذه الردة الوظيفية، من ساد حكم؟..

    للحق يشبه عجائب الدنيا، في ذلك الوقت، بل هذا الوقت، وللحق وانا اتفرسه، لم أحس سوى العمال المساكين، الذي جلبو هذه الاعمدة الضخمة، ولم أحس سوى بالحصين المتعبة، والتي نقلت هذه الاعمدة عبر تلال وجبال، وهي التي وصفها الفيتوري، أصدق وصف:

    أيها السائق
    رفقاً بالخيول المتعبه !
    قف ..
    فقد أدمى حديد السرج لحم الرقبه
    قف ..
    فإِن الدرب في ناظرة الخيل اشتبه "
    هكذا كان يغني الموت حول العربه
    وهي تهوي تحت أمطار الدجى مضطربه !
    * * *
    غير أن السائق الأسود ذا الوجه النحيل
    جذب المعطف في يأس
    على الوجه العليل ..
    ورمى الدرب بما يشبه أنوار الأفول
    ثم غنى سوطه الباكي
    على ظهر الخيول ..
    فتلوت ..
    وتهاوت ..
    ثم سارت في ذهول
    !


    هذه الخيول، التي بنت الجامع الاموي، والاهرامات، والكرنك، وناضحات السحاب المعاصرة، وقصور الحكام العرب،..

    هي هي... ايها الفيتوري..

    وأنا اتجول في صحن الجامع الضخم، نزلت امطار رقيقة، رخوة، طيبة، أجبرتني على دخول برندة كبيرة، بها اعمدة طويلة، وفوجئت بكتابة يساري مكتوب هذه زاوية ابوحامد الغزالي.... والذي كان يجلس هنا، مختفيا عن الناس، وفي زي درويش،..... الخ)...

    اذن هنا هرب من بغداد، من الفقه، إلى التصوف..
    هرب من فهم للدين، وشرائع، وسلوك، إلى فهم أخر للدين، وشرائع وسلوك..

    هرب من مليون فاعل للكون، لفاعل واحد..


    علي، ومعاوية، تلك قصتك يادمشق!!.. ولا تزال!!..
    (دنيا تتغير، ودنيا أدمنت عشق الثوابت)، نفس المعضلات، التي طرحت في بغداد المعتزلة، والقرامطة، هي هي.. قضايا التسير والتخير، قضايا العقل والنقل، ومعضلات فقهية، وفكرية، أخرى، لاتزل، تعيش في عقول ابناء القرن الحادي والعشرين.. كأننا ياسعد، لا رحنا، ولا جينا، أغلب الامور الفكرية، حين تناقش، يتدخل العسكر، وينفض الامر، وتعود للظهور بعد عقود، بعد قرون، بعد أباد.. هكذا نحن، وللحق العقل لا يتجتاوز نقطة لأخرى، إلا بعد هضمها، أو تفنيدها.. ولن يسبق الزهر البذر..

    تلك قصتك يادمشق، وكسلا، وسنار...
    قصة، علي، ومعاوية.. القديمة، الحديثة
    ..

    كلاهما نظر للأمر بعين، سياسة ودين، أم دين وسياسة، خواطر مدسوسة، بين شعاب التاريخ المقروء، والحقيقي، أنى لها سبرها، والأعمال بالنيات، أيها التاريخ المنسي، والمقروء بأخلاط من المكر، التشويه، والتحريف، والغرض، أي عبء على العصر، كي يقرأ التاريخ، كما جرى، وليس كما دون (العندو القلم ما بكتب نفسو شقي)، فالطبري وتاريخه، والذهبي، وابن فضل العمري ومسالكه، بل والاغاني للاصفهاني، ورحلات ابن بطوطة، بضاعة مزجاة، الخوف والغرض، يتجليان بين سطورها، وفي متونها المستور، والمعلن، والمؤمى إليه، ليتنا نعيد، رؤية أنفسنا، من رؤية تاريخنا، كما كان، وليس (كما ينبغي ان يكون)، من حارسي القديم (أسدا، كان، أو ورلا)، متى، والذين يقدسون الماضي، وكأن نهر الحياة يجري مقلوبا، من الغد، للماضي، وكأن الطائرة، خلقت قبل مراكب الحصين، والميراج، قبيل السيف، فبأي ألا ربكما تحكمان، أن كان التطور الحسي جرى من السلوكة، للجرار، فالروح (وهي جوهر الجسد)، تجري من اللطافة للقسوة، ومن الشاعرية، للتبلد،؟..

    وقع في يدي، وأنا ازور صديقي، قرأ معي، والدة من "سدنة نميري"، كتاب في مكتبه ابيه الراحل، أسمه..،(رحلة في منابع مايو)، كتبت في مدح عسكرية مايو، وحلاوة قهرها، بلى (لن يكتب نفسفو شقي) فالسهوردي العظيم، قتله صلاح الدين الأيوبي، فاتح القدس، (كل يمجد دينه، )، كما يتهمكم المعري..

    هذه المدينة تعشق الحياة، وأنى لها أن تزهد يابيداء نجد، نساء وخضرة ومياه، وجبال، وعمارة، انتصرت نشوات معاوية الحسية، على مسرات الحسين الروحية، وتوراث الأمر، والخمر، وضحكت الغواني، والجواري بين خصور القصور، وروائح الياسمين، وليالي، ذكر، ومرح، وترجمة، ونشوى، وحين هم خليفة أموي نادر، هو عمر ابن عبدالعزيز، (تحموله) سنتين، وبعض أشهر، ثم سمسم، وعاد صوت الأذان يتمزج بغناء الجواري، وبخور حلق الذكر، ينضفر، (ساعة، وساعة)، مع صندل السمر، وخلوات ماملكت الأيمان، فأنى لفلوات دراويش بغداد، ومسرات الروح، بأناشيد الزهد الحسي العريق، وبلوغ المرام ببدن عار، وبطن جائع، كأبي يزيد، ان تنتشر في طرق وحواري دمشق، وحين قال ابن العصر، فرج فودة (بأن الحقيقية الغائبة، هي العصر الذهبي للاسلام كان عصر دموي)، قتل، مثل علي، وعثمان، والحسين، وعمر ابن الخطاب، وابن عبدالعزيز، وأين مسجد النبي، ذو الحصير، والقنى، من المسجد الأموي، ومسجد غرطبة، أين؟، هذا تعرج به الروح، وذاك تسعد به النفس، زخارف تشتت الحواس، وتغذي الأمل، هنا، وليس هناك.. أي بالدنيا الجميلة، أليست الغرائز أقدم من الأديان، من يروض من؟.. كل الأديان حاولت ترويض الغرائز، وهيهات، بل نقتها، وفتحت لها شهوات أخرى، حتى تغزل المتصوفة في (ليلى ولبنى)، كتجلي للقديم، ليس إلا..

    تاريخ من الخوف، والدماء، ضرجت، ثم لفق،، فالخوراج قتله علي، فرقة إسلامية، ومن دس السم للحسين، يد "مسلمة"، وحين قال فرج فودة ( أين العصر الذهبي)، قتل هو الآخر، بذات الأيدي القديمة، لأننا (أدمنت عشق الثوابت)، وقال: الحقيقة الغائبة، لم تكن هنا سوى دما، في أمر الخلافة، والشوى، ياله من تاريخ طويل، طويل للخوف، المتستر بلبوس الدين، حين يحال (ألمعارض)، لكافر (لأيدولوجيا السماء)،التي تساس بنفر عظام الكروش، نحاف القلوب والضمير..


    المسجد الأموي، وفي ركنه زاوية الغزالي، حين فر من جمود الفقة، لروح النسك،
    وبه رأس الحسين، ورأس نبي الله يحي، مجرد رؤوس، أم بقية الجسد الكريم، فدمشق تحب "الرأس"، أما القلب والحدس؟..

    بعض أسئلة، عن المكتوب، واالذي جرى، والفرق بينهما...

    من نصدق، الطبري، أم طه حسين
    أم التمحيض، والتدبر، والاستقراء، بل والعرفان.

    جلست في زوايته، أراقب الصحن الكبير، فهنا، جلس ابوحامد الغزالي، في زاوية من زويا المسجد الأموي، هنا هرب من بغداد العقل، لقلبه المنسي، وهنا كتب (المنقذ من الضلال)،. وبعد قرون قال عنه محمد عابد الجابري، بأن ابوحامد نصر العرفان، على العقل، نصر النقل على العقل، وأحس "بأنه كان أفضل أن يقول نصر "العرفان على العقل"، وليس النقل، فقد كان الغزالي نقيلا، بحتا، في سموات بغداد، ولكنه فر، لتوحشه الداخلي، ومقت الدين الفقهي، لأفاق أرحب، تصورها عقله، وشكى هواجسه في كتابه الشهير، المنقذ من الضلال..



    تاريخنا، مزور، العربي، والافريقي، والسوداني، فصاحب الزنج كتب عنه لما يقله مالك في الخمر، وهو الذي قاد الفقراء السود والسمر في ا نحاء البصرة، ضد الدولة العباسية، المغناج... ذات الجواري، ومن يدبج قصيدة في مدح السلطان، يشتري بكل حرف منها ناقة، وذهب، ورمان، وكأس خمر، وجارية..

    لله درك ايها التاريخ المزور، فصاحب الزنج، على بن محمد، ولي، ومنافق، ومهدي؟ هكذا صوره الأصدقاء، والأعداء
    و...كل يدعى وصلا، بليلى، وليلى، لا تقر لهم بذاك..


    .... يتبع..

    ..


    .....
                  

01-26-2010, 08:24 AM

ادم شحوتاي
<aادم شحوتاي
تاريخ التسجيل: 02-25-2008
مجموع المشاركات: 2377

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    العزيز عبدالغني

    شكراً لهذا البوست الجميل ومنتظرك في توتيل بجبنة بجاويه كاربه .. قرب تعال ما تبتعد ..
                  

01-26-2010, 09:01 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: ادم شحوتاي)
                  

01-26-2010, 08:32 PM

Adam D.El-Asha
<aAdam D.El-Asha
تاريخ التسجيل: 04-26-2005
مجموع المشاركات: 410

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    أخي عبدالغني كرم الله

    كرم الله وجهك ...أنا في إنتظارك عند مدخل جبل عيدنا في مدينة الدلنج..أحكي فقد طال سوقي لمسقط رأسي.


    لك مني الف تحية



    آدم العشا
                  

01-31-2010, 08:17 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: Adam D.El-Asha)

    الحبيب،

    آدم العشا

    للحق، لم أصدق، بأني في يقظة، وعيني مسحورة بما أرى...

    جبال ساحرة، لها هيبة الحكماء، والنساك، وحياة تتجلى في أشجار، وخضرة، وعشب..
    وطيف من ملامح تسلب اللب، في حاضرة الجبال، وعروس الجبال، الدلنج، أتخيلها وسط الجبال
    مثل قمرة، أزاحت بيضها الاسمر، ورقدت على حيوات لا تحصى..

    كم ثري هذا الوطن..
    لا أدري لم الحروب، والوطن مد الأفق، كبير، عظيما، حنونا، اسمرا، واسودا، وقمحي..
    ظلت السيارة تجري سويعات دون ان نرى انسان، بل خضرة رائعة، واعشاب و...و..

    وحين دخلنا الدلنج، بالمساء، تصور؟ وقد أبكرنا من الخرطوم، وجرينا جرى الابل الظمى لمزارها..

    سأحكي عنها، لو مد في العمر..

    تحياتي..
                  

01-27-2010, 11:24 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: ادم شحوتاي)

    عزيزي، , وأخي
    آدم شحوتاي..

    تحياتي، وسلامي الحار..

    لكسلا دين خاص، وذكريات جميلة، فقد عشت فيها عام كامل، مع أخي البكر، وأحبها حبا يخرج عن الوصف

    وللحق هناك اوقات بين السواقي من الصعب وصفها
    والخريف والجبل

    والتعدد في الملامح السمراء الساحرة
    والنوادي
    والهنود

    واهل الشرق، ...

    عميق محبتي،
    انزلت جزء عن الجبل، فمن الصعب الحديث عن كسلا..

    محبتي
                  

01-27-2010, 06:54 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: جعفر محي الدين)

    الحبيب، جعفر محي,,,

    سلامي ومحبتي..
    وشاكر ليك، عشقك لأدب الرحلات، وهو أدب قديم، ومتعلق بروح المغامرة، والفضول الخلاق، كما شاهدناه عن الرحالة والحجاج لبيت المقدس من اليهود والمسيحين..

    ثم جاء الحج لمكة، وهي رحلة طويلة لمن يسكن البلقان، أو سمرقند، أو.... طنجة، وهي بلد أمير الرحالة ابن بطوطة، والتي دون
    في تلك الرحلة، كل شئ من حياة الناس، ومن يطلع عليها، كأنه يشاهد العصور الغابرة، سوى اشياء لا شك تخفى عليه، فهو رحالة، وليس مؤرخ، ومفكر، يسترق السمع للمكبوت والمضمر في حياة الشعوب..

    والله اخوك مسكون بالمكان...
    بلى اعشق الأمكنة... جداجد..
    وأنوي تستطير كتاب عن مدن بلدي، ومدى التنوع الخلاق، من مدينة لأخرى..

    ملحوظة؟
    هناك مجلة تسمى كوريانا...
    تصدر من كوريا الجنوبية..
    واقصد العدد، 2، المجلد خمسة، صيف 2009م في غلاف رمادي، وعليه "حماية الاراضي الكوبية..
    اخوك شارك بمقال عن كورية، بسبب الفضول، ومحاولة فهم الأخر، "بالقراية" بس.. مش زيارة..
    أتمنى مراجعته..


    عميق محبتي..
                  

01-26-2010, 08:49 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    انت مريح يا رجل

    متعك الله بالصحة والعافية
                  

01-27-2010, 08:12 AM

امادو
<aامادو
تاريخ التسجيل: 02-24-2003
مجموع المشاركات: 288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    اخوي كرم الله
    متعك الله بالصحة والعافية ودمشق
    انتظرتك طويلا ياخ ولم تأتي
    انا بالسودان منذ شهرين ولهذا من سؤحظىا ان لم نحظى برفقتك في ازقة دمشق العتيقة.
    ومن على البعد جاهزين لاي مساعدة
    لك التحايا
                  

01-28-2010, 07:25 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: امادو)

    الحبيب امادو..

    كان من المفترض ألتقيك هناك، بدمشق، وشلت العنوان من اخوي الفنان المبدع ياسر مبيوع، ولكن شاء القدر أن أنسى الورقة في الدوحة

    واجازة سعيدة بالبلد، وان شاء نلتقي مرة آخرى، في بلاد الله الواسعة..



    أعمق التحايا والمحبة..
                  

01-29-2010, 09:30 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الحبيب الصديق

    عمر عبدالله فضل المولي.. اخوي

    هل تصدق الكتابة تعني فيما تعني له، أستراحة... متكأ... من وعثاء الفكر وأحزان الكون..

    الكون ملئ بالكوارث، والهموم..
    كما أني احاول بتواضع الاستراق للسر وراء المعاناة؟ أخلقت اعتباطا؟ أم حكمة، أم التسوي تلقى\ فالأية صريحة؟.. وهل تقول

    ماذا يفعل الله بعذاكم...... وتجري الأية لو احسن الانسان، وشكر لما عذب...

    ولكن أي شكر... وأي حمد
    فمن لا يعرف النعمة لا يشكرها، والحمد؟؟؟؟


    هل نعرف الحمد؟ هل نعرف الغروب؟ هل نحس بشاعرية الكون، هل نعرف سحر وسر قوانين الكوانتم الصغيرة الصغيرة

    دوما عقلي وذهني مشغول بهذه المسلمات والما مسلمات برضو..

    ليتني اعرف الشكر؟؟؟؟؟؟؟ وهيهات
    وأعرف الحمد، لأنو من جهل العزيز، ما بعزو..

    وأنا وربي اجهل الكون وورائه "المكون.... وياريت ياريت نعزو... ونعرف مرامي حكمته


    ياريت... اكتر مما بقول كمال ترباس.. ياريت..

    تحياتي...
                  

01-30-2010, 10:56 AM

احمد محمد بشير
<aاحمد محمد بشير
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 14987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: عبدالغني كرم الله)

    .....
    بوست متمييز جداً أخ عبد الغني ومفترض أن يطبع في كتيب و يوزع, ولابد أن نشكرك عليه ..

    ونعشم في المذيد من المدن ..
                  

02-08-2010, 02:39 AM

ثروت همت
<aثروت همت
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 397

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: احمد محمد بشير)

    الثُقل دائماً مناط بالقاع، كسراً لهذه القاعدة، فاليبقى هذا البوست عالياً، فقد مللنا فقاقيع السطح.
                  

02-08-2010, 06:04 AM

تولوس
<aتولوس
تاريخ التسجيل: 06-06-2004
مجموع المشاركات: 4132

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: ثروت همت)

    يافرحة اهل كسلا بك يا رجل
                  

02-09-2010, 06:00 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلات في مدن ملونة (بورسودان/الدلنج، دمشق/كسلا/استانبول)!.. (Re: احمد محمد بشير)

    اخوي، أحمد محمد بشير

    شاكر لك حسن الظن بما نسطر، وللحق للأمكنة روح، وثراء شاعري..
    كما أن للرحلة فضول جعت الرحالة عبر التاريخ أسرى الأفق المفتوع، وايقاع حوافر الدواب...


    ورغم التلفاز، ووسائل الاتصالات الحديثة، والافلام،
    ولكن من رآى.. ليس كمن رآى أو قرأ من خلال وسائل الاعلام

    مثل طعم العسل، هل يمكن تذوقه من التلفاز..
    ومن ذاق عرف..

    تحياتي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de