|
ساعـي بريد يقرأ المـوت على صـدر الرسـائل !
|
راسلني أحدهم قبل أيام على بريدي الإلكتروني، وصلتني رسالته تحت عنوان: ساعي بريد يقرأ المـوت على صـدر الرسائل وقد أُعجبت بما جاء فيها من مضمون وباللغة العالية والمفردات الرصينة التي أحكمها في الرسالة. أدرج لكم نص الرسالة كيما تشاركوني اعجابي وانفعالاتي بها .. ! هشام ـــــــــــــــ نص الرسـالة: السلام عليك يا هشـام الطيب .. السلام عليك في زمن الحرب ، والسلام عليك في حرب الزمن.. لا أذكر على وجه التحديد متى كانت آخر رسالة حملها إليك ساعي البريد قبل أن يموت متأثراً بجراح المرسلين ! لازالت الأيام يا هشـام الطيب تستنسخُ بعضها منذ آخر مرة رآك فيها العابرون إلى ضفة العمر الأخرى ، وهم يحملون أحلامهم المستعملة ، رديئة الصنع التي أفسدها العمر والاستخدام السيء ! ولازلنا كما كنا .. نتحدث كثيراً عن الفساد ، وندعو كثيراً على الفاسدين ، ونفسد أنفسنا ! لازلنا كما رأيتنا آخر مرة .. كائنات معطوبة ممعنة في التيه .. يبكينا الشريط الإخباري في قناة تستبدل أحلامنا بقليل من الكذب والوهم المخدر، وتضحكنا صورة المعتوه الذي يقرأ نشرة الأوهام ! ينتهي عام ويبدأ آخر ، ولا يتغير فينا إلا عمر أحلامنا العتيقة ، وذلك الرقم البائس الذي يتمدد في غنج وعهر بغيضين على ورقة التقويم ! لقد سئم ساعي البريد حمل هموم لا تعنيه ، فمات وترك لنا عمراً تأكله أوراق التقويم، وبعض من وصايا تحدث فيها كثيراً عن إنسان يشبهك يا هشـام الطيب فإن زرتنا فسيرسل لك ورثته وصاياه تباعاً ، وكلاماً كثيراً لم يقله أحد ، وأحلاماً كثيرة لم يتسن لها عقل لتسكنه من قبل !. وسوف يتأكد لك أن الناس يا هشـام الطيب لم تمل الكلام .. ! صديقك القديم (كائن ما)
|
|

|
|
|
|