|
البحر الاحمر...الاحداث متواصلة/ تقرير: صالح عمّار
|
البحر الاحمر...الاحداث متواصلة
تقرير : صالح عمار
الثلاثاء الماضي (19 يناير) كانت مدينة بورتسودان علي موعد جديد من ايام صيفها السياسي الساخن رغم الطقس الجميل الذي تشتهر به في مثل هذه الاوقات من العام،فالوالي الحالي والمرشح الرسمي للمؤتمر الوطني للمنصب محمد طاهر إيلا قدم اوراق إعتماده لمفوضية الإنتخابات،وخرجت مسيرة موالية له بعد ذلك طافت علي عدد من الشوارع الرئيسية والاحياء السكنية،وانفضت بعد ذلك بسلام.
مجموعة تيار التواصل التي يقف علي قيادتها حامد محمد علي احد المنافسين الرئيسين لإيلا،إعتبرت الامر محاولة إستفزازٍ لها،وقررت الرد علي ذلك بشكل عملي،فتجمع اعضاءها في حي القادسية (ولع) وعقدوا مخاطبة حاشدة خاطبها ممثلي الاحزاب والتنظيمات السياسية المعارضة،وخرجوا بعدها في مسيرة بالسيارات جابوا من خلالها الشوارع والاحياء الرئيسية مرددين هتافات معادية للمؤتمر الوطني والوالي،وعقب عودتها لمقر إنطلاقها،والجميع علي وشك التفرق،فأجاتهم الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع،وتم إعتقال اعداداً كبيرة منهم يقدرها البعض بحوالي مائة شخص،ظل حوالي الثلاثين منهم في القسم الاوسط ببورتسودان حتي امس.
مرشح الحركة الشعبية لمنصب الوالي جعفر بامكار وصف ماتم بانه فضيحة،فالوالي إستغل كل سلطاته وإمكانات الدولة لعمل حركات إستعراضية،واخرج الطلاب والموظفين لهذا الغرض،وقام مساءً بقمع الجماهير التي خرجت لتأييد المرشح الآخر بعنف،وهذا تدشين سئ للحملة الإنتخابية،ونحن ليس لدينا غضاضة في ان يفوز الوالي اوغيره ولكن دون إستغلال إمكانات الدولة،وهذا الإستغلال تكرر كثيراً وآخره ماتابعناه جميعاً من إستغلال لإمكانات الدولة في دعم مرشح المؤتمر الوطني في إنتخابات نقابة المحامين.
رئيس ملف الإنتخابات والقيادي في مؤتمر البجا عبدالله موسي،قال إن الوالي خرج بعربات ومواتر الحكومة واخرج الطلاب من مدارسهم للمشاركة في المسيرة الداعمة لترشيحه وهذه مخالفة كبري،وانصار المرشح الآخر قاموا بعمل إحتفالية بنفس الطريقة مساءً ولكن تم قمعهم.
تيار التواصل،دشن نشاطه بشكل رسمي خلال الاشهر الماضية إلاان نشأته تعود لفترة زمنية اطول،وترتبط بشكل اساسي بصراعات بين الوالي وحامد محمد علي بدأت نذرها منذ ثلاث سنين سابقة.
حامد الذي قضي مايفوق العشرين عاماً في المملكة العربية،نشط هناك في الروابط الإجتماعية وكان عضواً بحزب الأمة،وبعد وفاة شقيقه وكيل ناظر البني عامر بالبحر الاحمر في 2003 عاد للبحر الاحمر وتولي مهمة الوكالة،وفي العام 2007 وخلال زيارة لدكتور نافع للولاية اعلن إنضمامه للمؤتمر الوطني وتم تعيينه عضواً للمكتب القيادي للحزب،ويشير مقربون منه ان إنضمامه للمؤتمر الوطني تم بضغط من قيادات القبيلة بالمؤتمر الوطني الذي اللبوا القاعدة الشعبية ضده واشاعوا ان سبب حرمان مناطق البني عامر من التنمية وعدم توظيف ابنائهم يعود لعدم إنضمام قيادتهم للمؤتمر الوطني.ولم تمر اشهر قليلة علي إنضمامه للمؤتمر الوطني إلاوبدأت نذر الخلافات تظهر بينه وبين الوالي،فقد إتهم حامد الوالي بالإنفراد بالقرار وتعطيل مؤسسات الدولة والحزب وإهمال محليتي عقيق وطوكر والإضرار بالنسيج الإجتماعي للولاية،واتجهت بعد ذلك الخلافات بينهما نحو التصعيد في مناسبات كثيرة،وبعد تنازله عن وكالة البني عامر لإبن اخيه دخل حامد المعترك السياسي مع انصاره من خلال مسمي التواصل،ويقول إدريس شيدلي القيادي في التواصل إن الهدف من الفكرة هو جمع كل مكونات البحر الاحمر في جسم واحد ورسم خارطة طريق للمحافظة علي النسيج الإجتماعي بالولاية وإنقاذ مواطنيها من الفقر والجوع الذي يهددهم بالإنقراض،وان الفكرة حققت نجاحاً منقطع النظير بل وخرجت الفكرة لولايات اخري،وتم الإتفاق علي ترشيح القائد حامد لمنصب الوالي.ويعتقد مراقبين ان هذه المجموعة التي تمثل ثقلاً في الولاية تتجه بخطي سريعة نحو معسكر المعارضة،فقد إنخرط قياداتها في عدد من اللقاءات مع زعماء الاحزاب وآخرها لقاء المرشح الرئاسي للحركة الشعبية ياسر عرمان وزعيم حزب المؤتمر الشعبي د.حسن الترابي،واصبحت مواقفها تمتاز في الفترة الاخيرة بالتشدد تجاه المؤتمر الوطني،وتردد علي لسان عدد من قياداتها انهم في طريقهم لمنح اصواتهم لمرشح مضاد للرئيس البشير.
وبالنظر للعلاقة التاريخية بين المؤتمر الوطني وقطاعات واسعة من البني عامر (فاز مرشحها موسي حسين ضرار باول دائرة جماهيرية للاخوان المسلمين في دائرة طوكر 1965 وفي إنتخابات 86 فاز حامد كفو بإسمها في دائرة ريفي كسلا) وإنتماء اغلبية اعضاء التواصل لهذه القبيلة،يمكن القول إن المؤتمر الوطني قد فقد السند الجماهيري وسط ابناء القبيلة،ماينبئ بمصاعب وعقبات كبيرة سيواجهها في المرحلة القادمة بالولاية وعدد آخر من الولايات،خصوصاً مع حالة الململة والاستياء المنتشرة وسط قبائل الشرق الاخري والوان الطيف السياسي فيها.
الحملة الإنتخابية في البحر الاحمر يتوقع لها ان تكون ساخنة ومثيرة،فقد طرح الحزب الإتحادي بالفريق / جعفر فقراي مرشحاً له لمنصب الوالي،والحركة الشعبية رشحت جعفر بامكار،والمؤتمر الشعبي عبدالله ابوفاطمة،وحزب الشرق الديمقراطي هاشم كنه،إضافة لمرشحي المؤتمر الوطني والتواصل محمد طاهر إيلا وحامد محمدعلي.
مؤتمر البجا وعلي لسان رئيس حملته الإنتخابية عبدالله موسي قال لي إنهم يؤيدون المرشحين عبدالله ابوفاطمة وحامد محمد علي وان لديهم إتصالات معهما لتنسيق مواقفهما ونزول احدهما،وان مؤتمر البجا ليس له مرشح للمنصب وسيؤيد احدهما.
ويطلق الكثيرين منذ فترة تحذيرات بان الاوضاع في الولاية تتجه نحو احداث شبيهة باحداث يناير 2005،مرشح الحركة لمنصب الوالي جعفر بامكار يتفق مع هذه الرؤية ويري ان الاحداث اصبحت متوالية في البحر الاحمر وهذا قد يؤدي في النهاية لإطلاق النار ووقوع المحظور،ويضيف بامكار (إذا كان هناك من يهمه امر البحر الاحمر فليلحقناولاينتظروا حتي تقع الكارثة
|
|
|
|
|
|