|
محاوله في كتابة العمود الصحفي
|
عمود: شجن.. د. زين العابدين الطيب Email: [email protected] الوجود الحبشي ليس بخافي علي أحد التزايد الكبير في هجرات الحبشه إلي الخرطوم. يفضلون السكن في أحياء بعينها مثل الديم, الجريف, الحله الجديده, و أركويت التي أحتل أنا أحد مربعاتها. في تلك الأحياء يقوم السكان الأصليون بتأجير أنصاص وأرباع حيشانهم وغرفهم إلي الأخوه الحبش. نشأت بذلك علاقة سيمبيوزيا تكافليه فيها منافع شتي يميزها الأحترام المتبادل والسلام الأجتماعي. عندما أتجول في شوارع مربعي متعدد الجنسيات – لقربه من جامعة أفريقيا فأن الأحباش هم الكتله البشريه الغالبه. العجيب أنه وفي خلال ثلاثة أعوام هي عمر جيرتي لهم, لم أشهد لهم شجارا أو رأيت أحدهم يتحدث بصوت عال, أو ما يمكن أن يشير إلي خلاف في الرأي لهم معلن, عندما يتقاطع خط سيرك معهم فعلي بعد خمسة أمتار يفسحون لك الطريق في أدب مطبوع. المفارقه أنني عندما أقود عربتي الديزل الهكري وأصير علي بعد فقط خمسة سنتيمترات من شلة شباب سوداني فربما تكرموا علي بنظره, عندها أجود عليهم برنة بوري عارمه تجعلهم يتفرقون في دروب الحياه. علي مستوي الوظيفه والعمل تربطني بالحبش وشائج قويه. فرئيسي المباشر في العمل أثيوبي لأنني أعمل لحساب منظمه غير وطنيه لم تحد عن جادة السبيل والحمد لله وإلا لطاش رزقنا ومصدره لا قدر الله. في البيت تعمل وتسكن معنا بنت أثيوبيه صغيره تساعدنا في الواجبات المنزليه. كلاهما, كبير الشأن والعمر من ناحية, وصغيرهما من ناحية أخري تجمعهما قواسم وصفات مشتركه. فهما يحبان عملهما ويتفانيان في أنجازه وتجويده. فمديرنا الحبشي مثلا يخرج من المكتب وفق إفادات الخفراء في وقت نكون فيه نحن يادوبك ملحقين المغرب بعد تعسيلة عصريه جامده. أما بنتنا الحبشيه فتنجز أعمال الساحه والميدان مع أول شعاع شمس دون أن نحس نحن بذلك في خدورنا. أتمني علي شبابنا السوداني أن ينظروا حولهم بتأمل وروية ليعوا الدرس. وعلي الرغم من ضياع وقت ليس بألقليل فلا زال أمامهم حبة زمن أضافي يمكنهم فيه مغادرة النواصي والضلله ومصاطب المشجعين إلي ساحات العمل الشريف - مهما صغر شأنه. فالرزق لا يمكنه تسلق الأسوار ليدخل عليك وأنت جالس أمام التلفاز أو الكمبيوتر.
|
|
|
|
|
|