(*)
الدنيا مطلع الثمانينيات .. والدار دار (جعفر عزام) ,,
كنا صغاراً نتحلق حول فلاشه الأنيق .. وفي المساء بعد عودته من شارع كرري ,, حيث إستديو (عزام) ..
كان يضعنا أمام العجائب .. (شاشة سينمائية) ببيته ..
يتحول بيته مساءً إلى دار سينما لنا ولأبناءه .. وكان مبلغ علمنا من السينما حينها ,,
أنها (سينما الرابعة ) و(الوطنية) و(العرضة) ,, معاقل الصعاليك والشفاتة ,,
التي لا يسمح لنا بإقتحامها إلى بصحبة (شفت) من أهلينا ,,
تلك الأيام كان فيلم (القادسية) الذي يحكي معركة (القادسية) التأريخية ,, قد ملأ الدنيا وشغل الناس ,, فكان أن شهدناه ببطن حوش (جعفر عزام) ,, حين حول حائط بيته إلى شاشة ,, رأيناها عجباً ,,
كان أسطورة بأعيننا تلك الأيام .. نحيلاً ,, طويلاً ,, أسمراً ,,
بنطال الشارلستون ,, والخنفس والنظارات البيرسون ,,
كان قليل الكلام ,,وكنا نرهبه ونخشاه ولا نتبادل الأحاديث بحضرته ,, فقد كنا نظنه قاسي القلب ,, لأنه لا يحادثنا كثيراً ..
وحين كبرنا ,, عرفنا أنه حيي ليس بممزاح .. لكنه طيب القلب ,, محب ,, رقيق ,,
(جعفر عزام ) أول (فلاش) يصتدم بوجوهنا .. أول (سينمائي ) حقيقي نراه ..
رحل عن دنيانا ,, وخبأ فلاشه ..
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 01-16-2010, 08:11 AM)
|
|