|
إلى أين يقودنا الساسة...؟؟!!
|
إلى أين يقودنا الساسة.. ثم، متى يقف حمام الدم في ساحة الطلاب..
ذقنا من المرارات ما يكفي، من رأس الهرم على مر سنين ومنذ خطاب الثورة الأول، الذي كان حالماً، وربت على أكتاف الكثيرين من أبناء الوطن، ذاك الخطاب الذي كان يقطر (حِنْيَّة) على مساحيق الوطن، والذي كان كله يدخل في هذا التصنيف إلا من سرق، وقليل ممن وهبهم ربي نعمة المال. وحتى الذي كان بيده بعض النقود لا يستطيع أن يأكل الخبز، نسبة لطول الصفوف.
هذا ليس موضوعنا، ولكن أردت أن أشير إليه ليكون شاهداً على ما سأقول.
وسأدخل مدخلي إلى العنف الطلابي الذي كرَّس له النظام، وهو من يشحن طلابه بالوقوف والتصدي للتنظيمات السياسية داخل الجامعات بالعنف، وفكرة (السيخ) كان النظام أول من أدخلها للجامعات. هو أيضاً من عمل على دخول الطلاب للجامعات في سن صغيرة (اختصار المرحلة الوسطى)؛ والشيء الطبيعي أنهم سيكملون مراهقتهم في الجامعة، وما يترتب على ذلك من خطورة، متمثلة في سلوك المراهق، وردود أفعاله القاسية تجاه معارضة قناعاته، كل هذا يسهم كثيراً في ازدياد وتيرة العنف الطلابي..
السؤال هو: كيف؟
نعلم أنه يتم قبول الطلاب للجامعات في سن 16 أو 17 سنة – لاحظوا معي – تتم أدلجتهم بالفكر السياسي – أياً كان نوعه - ثم تزرع فيهم روح الانتقام والعدائية، بدلاً من تمكينهم من الفكر السياسي الرشيد، وروح الحوار وتقبل الرأي الآخر، مما يلقي بظلاله على نفسية الطلاب وقبولهم لإخوانهم في التنظيمات السياسية الأخرى، وبالتالي ما ينعكس من ذلك على وجوه الأحزاب السياسية، وعدم قدرتها على إدارة مواردها البشرية وكوادرها بصورة رشيدة، وتوظيف جهودهم لخدمة مصالح الحزب التي تخدم أمة – أوليست هذه هي أهداف الأحزاب السياسية؟ ذه الأهداف العامة نراها بتلك الشحنات المضادة لإعمال العقل نراها قد فسدت؛ وبدلاً من خدمة مصالح الأمة، نجدها تأخذ بنيها إلى المهالك...
فرغت العقول من السياسة، فأضحت (سيخ وطوب وخنجر). بعضنا يقتل بعض، لماذا؟ والجواب واضح وصريح ألا وهو : (من أجل أن يبقى السادة في المقاعد). وليس لخدمة الوطن. بل لخدمة أفراد، يلعق الكثير (بوت) العسكر، ومنهم يعارض فيجد نفسه في دوامة فارغة لا تفضي إلي شيء، سوى المعتقل والتخويف، والتشريد..
عاصرت تلك المرحلة وأعرف تماماً ما يجري في الساحة السياسية الطلابية، كيف ينعم أبناء النظام بالرفاهية وإعفاءات الرسوم الدراسية وإن لم يعفو فالنظام يدفع، ليقهر بهم طلاب المعارضة، وكيف طلاب المعارضة يتقاسمون (السندويتش، وكوب القهوة) ليسدوا رمق جوعهم، ويذهبون الصداع عنهم بتخميس السجارة، وكيف كان يواجههم النظام بأجهزته القمعية، وأبنائه الأبرار والأفذاذ (أولاد المصارين البيض).
كيف كان النظام يدخل السيخ للجامعات، والسلاح الناري (عينك يا تاجر)، يهددون به الطلاب. فكثير منا من رأى ذلك، ونعلم عن التصفيات الجسدية التي تحدث في صفوف الطلاب، والأمثلة كثيرة ينوء الورق على حملها من القرشي وحتى آخر شهيد سقط في صفوف الطلاب.
أمس سمعنا عن حدث وفاة طالب جامعة السودان الذي ينتمي للنظام إثر شجار دب بين صبية النظام وطلاب البعث - كلهم مشحونين بالعدائية بل وكل التنظيمات – وجرح في الكثير من الطلاب، علقت على إثرها الدراسة بالجامعة.
أمس ذاق النظام من فعله (حفر إيدو وغرق ليهو) فنراهم يتصايحون ويتظاهرون ويصرخون، وفي كل التظاهرات التي خرجت لاغتيال طلاب شرفاء، ليس لهم ناقة ولا جمل تواجه المظاهرات بالشرطة وأجهزة القمع.
أنا لا أنحاز لهذا الفعل، لأن ظاهرة التصفية عقيمة ولا تقود إلا لمزيد من الشقاق، وتقود إلى ظلمات أحلك من هذه، والتصفية تقود إلى تصفية. فلماذا لا يترك النظام باقي التنظيمات تمارس نشاطها السياسي وتطرح فكرها؟ ولماذا؟ و لماذا؟ علماً بأن المشادات تبدأ بسبب نشاط سياسي، غالباً ما يكون السبب فيه صبية النظام.
أحمل مسؤولية التصفيات هذه، للنظام، فهذا الطالب والذين قبله مراهقون ليس إلا، أو قانونياً ما يسمون (القصَّر) لم يكتمل نموه العقلي بعد ليتخذ قرار إلى من ينتمي أو يدرك حقيقة من ينتمي إليهم، والذي لا شك فيه أن أسرته تضررت من فعل النظام.
و معاً لنرفض الانتماء السياسي العلني لغير الراشدين.. وتكون المساءلة مباشرة للمنظومة السياسية، لأن ذلك يفسد أتساق النسيج الاجتماعي بالكراهية والعنف.
مرفق : تقديري الجم بـــادي
|
|

|
|
|
|