جندي يحلم بالزنابق البيضاء ( محمود درويش )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 11:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-13-2010, 05:56 AM

ناظم ابراهيم
<aناظم ابراهيم
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 3734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جندي يحلم بالزنابق البيضاء ( محمود درويش )

    يحلم بالزنابق البيضاء

    بغصن زيتون..

    بصدرها المورق في المساء

    يحلم_ قال لي _بطائر

    بزهر ليمون

    و لم يفلسف حلمه ل،م يفهم الأشياء

    إلا كما يحسّها.. يشمّها

    يفهم_ قال لي_ إنّ الوطن

    أن أحتسي قهوة أمي

    أن أعود في المساء..

    سألته: و الأرض؟

    قال: لا أعرفها

    و لا أحس أنها جلدي و نبضي

    مثلما يقال في القصائد

    و فجأة، رأيتها

    كما أرى الحانوت..و الشارع.. و الجرائد

    سألته: تحبها

    أجاب: حبي نزهة قصيرة

    أو كأس خمر.. أو مغامرة

    _من أجلها تموت ؟

    _كلا!

    و كل ما يربطني بالأرض من أواصر

    مقالة نارية.. محاضرة!

    قد علّموني أن أحب حبّها

    و لم أحس أن قلبها قلبي،

    و لم أشم العشب، و الجذور، و الغصون..

    _و كيف كان حبّها

    يلسع كالشموس ..كالحنين؟

    أجابني مواجها:

    _و سيلتي للحب بندقية

    وعودة الأعياد من خرائب قديمة

    و صمت تمثال قديم

    ضائع الزمان و الهوية!

    حدّثني عن لحظة الوداع

    و كيف أمّة

    تبكي بصمت عندما ساقوه

    إلى مكان ما من الجبهة..

    و كان صوت أمه الملتاع

    يحفر تحت جلده أمنية جديدة :

    لو يكبر الحمام في وزارة الدفاع

    لو يكبر الحمام!..

    ..دخّن، ثم قال لي

    كأنه يهرب من مستنقع الدماء:

    حلمت بالزنابق البيضاء

    بغصن زيتون..

    بطائر يعانق الصباح

    فوق غصن ليمون..

    _وما رأيت؟

    _رأيت ما صنعت

    عوسجة حمراء

    فجرتها في الرمل.. في الصدور.. في البطون..

    _و كم قتلت ؟

    _يصعب أن أعدهم..

    لكنني نلت وساما واحدا

    سألته، معذبا نفسي، إذن

    صف لي قتيلا واحدا.

    أصلح من جلسته ،وداعب الجريدة المطويّة

    و قال لي كأنه يسمعني أغنية:

    كخيمة هوى على الحصى

    و عانق الكوكب المحطمة

    كان على جبينه الواسع تاج من دم

    وصدره بدون أوسمة

    لأنه لم يحسن القتال

    يبدو أنه مزارع أو عامل أو بائع جوال

    كخيمة هوى على الحصى ..و مات..

    كانت ذراعاه

    ممدودتين مثل جدولين يابسين

    و عندما فتّشت في جيوبه

    عن اسمه، وجدت صورتين

    واحد ..لزوجته

    واحد.. لطفله ..

    سألته: حزنت؟

    أجابني مقاطعا يا صاحبي محمود

    الحزن طيّر أبيض

    لا يقرب الميدان. و الجنود

    يرتكبون الإثم حين يحزنزن

    كنت هناك آلة تنفث نارا وردى

    و تجعل الفضاء طيرا أسودا

    حدثّني عن حبه الأول،

    فيما بعد

    عن شوارع بعيدة،

    و عن ردود الفعل بعد الحرب

    عن بطولة المذياع و الجريدة

    و عندما خبأ في منديله سعلته

    سألته: أنلتقي

    أجاب: في مدينة بعيدة

    حين ملأت كأسه الرابع

    قلت مازحا.. ترحل و.. الوطن ؟

    أجاب: دعني..

    إنني أحلم بالزنابق البيضاء

    بشارع مغرّد و منزل مضاء

    أريد قلبا طيبا، لا حشو بندقية

    أريد يوما مشمسا، لا لحظة انتصار

    مجنونة.. فاشيّة

    أريد طفلا باسما يضحك للنهار،

    لا قطعة في الآله الحربية

    جئت لأحيا مطلع الشموس

    لا مغربها

    ودعني، لأنه.. يبحث عن زنابق بيضاء

    عن طائر يستقبل الصباح

    فوق غصن زيتون

    لأنه لا يفهم الأشياء

    إلاّ كما يحسّها.. يشمّها

    يفهم_ قال لي_ إن الوطن

    أن أحتسي قهوة أمي..

    أن أعود، آمنا مع، المساء

    أغنية ساذجة عن الطيب الأحمر

    هل لكل الناس، في كل مكان

    أذرع تطلع خبزا و أماني

    و نشيدا وطنيا؟

    فلماذا يا أبي نأكل غصّن السنديان

    و نغني، خلسة، شعرا شجيا؟

    يا أبي! نحن بخير و أمان

    بين أحضان الصليب الأحمر!

    عندما تفرغ أكياس الطحين

    يصبح البدر رغيفا في عيوني

    فلماذا يا أبي، بعت زغاريدي وديني

    بفتات و بجبن أصفر

    في حوانيت الصليب الأحمر؟

    با أبي! هل غاية الزيتون تحمينا إذا جاء المطر؟

    و هل الأشجار تغنينا عن النار، و هل ضوء القمر

    سيذيب الثلج، أو يحرق أشباح الليالي

    إنني أسأل مليون سؤال

    و بعينيك أرى صمت الحجر

    فأجبني، يا أبي أنت أبي

    أم تراني صرت إبنا للصليب لبأحمر؟!

    يا أبي هل تنبت الأزهار في ظل الصليب ؟

    هل يغني عندليب

    فلماذا نسفوا بيتي الصغيرا

    و لماذا، يا أبي، تحلم بالشمس إذا جاء المغيب؟

    و تناديني، تناديني كثيرا

    و أنا أحلم بالحلووى و حبات الزبيب

    في دكاكين الصليب الأحمر

    حرموني من أراجيح النهار

    عجنوا بالوحل خبزي ورموشي بالغبار

    أخذوا مني حصاني الخشبي

    جعلوني أحمل الأثقال عن ظهر أبي

    جعلوني أحمل الليلة عام

    آه من فجرني في لحظة جدول نار ؟

    آه، من يسلبني طبع الحمام

    تحت أعلام الصليب الأحمر

    ملاحظة على الأغنية

    أخذوا منك الحصان الخشبي

    أخذوا، لا بأس ظل الكوكب

    يا صبي!

    يا زهرة البركان، يا نبض يدي

    إنني أبصر في عينيك ميلاد الغد

    وجوادا غاص في لحم أبي

    نحن أدرى بالشياطين التي تجعل من طفل نبيّا

    قل مع القائل:.. لم أسألك عبئا هينا

    يا إلهي! أعطني ظهرا قويا..!

    أخذوا بابا.. ليعطوك رياح

    فتحوا جرحا ليعطوك صباح

    هدموا بيتا لكي تبني وطن

    حسن هذا.. حسن

    نحن أدري بالشياطين التي تجعل من طفل نبيّا

    قل مع القائل ل:..م أسألك عبئا هينا

    يا إلهي! أعطني ظهرا قويا..!

                  

01-13-2010, 08:15 AM

الوليد محمد الامين
<aالوليد محمد الامين
تاريخ التسجيل: 04-10-2003
مجموع المشاركات: 1447

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جندي يحلم بالزنابق البيضاء ( محمود درويش ) (Re: ناظم ابراهيم)

    Quote: يفهم_ قال لي_ إنّ الوطن

    أن أحتسي قهوة أمي

    أن أعود في المساء..



    التحايا يا ناظم ....

    لا نريد أكثر من ذلك من الوطن ،

    رغم ذلك لا يتأتي لنا !
                  

01-13-2010, 03:30 PM

ناظم ابراهيم
<aناظم ابراهيم
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 3734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جندي يحلم بالزنابق البيضاء ( محمود درويش ) (Re: الوليد محمد الامين)

    الوليد نهارك سعيد

    هو اكثر ما اعجبنى فى القصيده هذا المقطع (توارد خواطر)

    تقديري
                  

01-15-2010, 02:32 PM

الوليد محمد الامين
<aالوليد محمد الامين
تاريخ التسجيل: 04-10-2003
مجموع المشاركات: 1447

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جندي يحلم بالزنابق البيضاء ( محمود درويش ) (Re: ناظم ابراهيم)

    التحايا يا ناظم

    خلينا نرفع البوست دا فوق شوية ليقرأه الأصدقاء ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de