|
Re: ظرفاء ودنوباوي ..المرحوم موسى ناصر ( ودنفاش ) .. (Re: Ridhaa)
|
كتب يوسف بدري
و نحن صغار في الاوليه كنا نحكي القصص و النكت علي ودنفاش و كنا نظن انها شخصيه خرافيه . الي ان شاهدته بلحمه و دمه و هو يعمل في المحطه الوسطي في امدرمان و في بار ليمينيوس اليوناني الملاصق لقهوة شديد من الجهه الشماليه و اسمه الاصلي موسي ناصر و يسكن فريق الدومه في ود نوباوي و هو جار لاشهر ظرفاء امدرمان كمال سينه الذي تأثر في صباه بود نفاش .
و بما ان موسي هو خال اصدقائنا و جيراننا محمد و عبدالرحمن احفاد الشيخ دفع الله صاحب القبه المشهوره في وسط امدرمان . و السيد عبدالرحمن كان يستدعي موسي و يساله عن حال امدرمان و البلد و ماذا يقول الناس . و لقد قال للسيد عبدالرحمن مره ( الناس يا سيدي قالوا انته خليت درب ابوك ، ابوك كان بياكل القرض و متكرب بالبرش انته يا سيدي بقيت ساكن في صرايه و تشرب المويه البارده و راكب رولزرويز ) . و السيد عبدالرحمن لم يكن يغضب و يقول له ( قول للناس يا موسي الزمن اتغير، انا كان اتكربت بي البرش حسه ما في زول بسمع كلامي ) .
كل امدرمان كانت تحب و ترحب بود نفاش . عمنا هريدي كان صاحب الدكان في الركن الشمالي الغربي لجامع امدرمان العتيق و هو من اشهر تجار امدرمان و كان قديما يجالسه الاستاذ احمد محمد صالح الشاعر . و عندما صار عضو في مجلس السياده و هذا بمثابة رئيس الدوله منعته مراسيم القصر من الجلوس امام دكان هريدي . و كان يطلب من السائق ان ياخذ تخريمه كبيره و هو في طريقه الي القصر مارا امام دكان هريدي و يطلب من السائق ان يهدئ السرعه او يتوقف قليلا . و ينظر متحسرا الي المجلس و يقول ( نعمل شنو ، ما منعونا ) .
هنالك مثل سوداني ، فعندما تريد ان تتكلم عن ضخامة شئ فيقال ( ده و الله حمار هريدي ما يشيلو ). و كان للعم هريدي حمار ضخم بشكل غير اعتيادي . و اقنع ود نفاش عندما كان صغيرا العم هريدي بان ياخذ الحمار الي ابروف للاستحمام . و الحمير وقتها تزود بسرج جميله و لجام و فروه مرعد و تؤخذ الي الحلاقين مثل اعمامنا اولاد ايوب و العم عبدالعزيز والد سيد عبدالعزيز شاعر الحقيبه . و اشتري ود نفاش كرتله (نوع من اليانصيب ) و طلع الحمار في الكرتله و بعد مده اتي البعض لتهنئة العم هريدي فعندما سؤل ود نفاش عن نتيجة الكرتله قال لهم ( عم هريدي كسب الكرتله ) . العم هريدي كان كذلك متذوقا للنكته و يحب القفشات . و قبل العيد و في يوم الوقفه كان الناس يعرضون البضاعه في الترابيز الضخمه امام المتاجر . فنصب احد معارف العم هريدي تربيزه امام متجره و كان يبيع شباطة طهران و هي شباطه مخلوفه من المطاط ، كانت في رجل اغلب الناس في بداية الخمسينات حتي النساء . فاتي رجل عجوز و بدأ في تقليب الشباطه و صاحب الشباطه بعيد و كرر عملية التقليب لمده طويله . فساله عم هريدي عن طلبه . و عرف انه يريد شبط لحفيده و عندما سؤل عن مقاس حفيده لم يعرف و لم يعرف سنه بالظبط . بل قال (في المدرسه هو بقرا جزء عم ) فقال العم هريدي ( اها الشباطه دي كلها من قد سمع و لي فوق ! ) .
في احدي المرات عندما خرج السيد عبدالرحمن من القبه بالسياره كان موسي ود نفاش يقف عاري الصدر باسطا يديه . فنزل له العم باب الله الملازم للسيد عبدالرحمن و بالاستفسار قال ود نفاش ( قالوا سيدي اتبرع للصليب الاحمر بي 500 جنيه ، الصليب الاسود ده عاوز ليه 5 جنيه بس !! ) . ود نفاش اشترك مع صديق و اشتروا كومر من النقل الميكانيكي ملجن بي 170 جنيه و قاموا باصلاحه و الحقوه بدائرة المهدي و بعد دفع البنزين و اجرة السواق يتبقي لهم مبلغ يقارب الجنيه يكفي لمصاريفهم . و لكن عندما استلم السيد الصديق مسئولية الدائره تخلص من كل السيارات المستأجره . فذهب ود نفاش و صديقه للباخره الطاهره التي كانت ترسو جنوب الصهريج و شاهد السيد عبدالرحمن نازلا السلم حافيا و في صحبته خواجه الماني . و قال السيد عبدالرحمن لود نفاش ( يا موسي يا ولدي ده يوم جميل جدا ، الخواجه ده اسلم علي ايدي ) ، فقال ود نفاش ( مافي فايده يا سيدي ، انته الليله دخلته واحد الاسلام و السيد الصديق مرق اثنين !! ) .
شقيقي يوسف بدري كان متشددا في تدينه منذ صغره و قبل ان يبلغ الثامنه عشر كانت له لحيه كثه و قال له ود نفاش مره في بيتنا ( يا يوسف يا ولدي الدقن دي شنو ؟ ) فرد يوسف بحده ( رجاله ) فضحك ود نفاش و قال ( يا يوسف يا ولدي الصوف ده كان فيهو رجاله كان بقوم في ...؟) . و صار هذا مثلا امدرمانيا مرادفا للمثل الاخر ( الشعر كان عزيز ما بقوم في ...) .و هذا ما يردده اهل الصلع . سمعت من عمي محمد بدري و الذي هو صديق لود نفاش ان والدة موسي جرته للسيد عبدالرحمن عندما كان صغيرا لكي يعطيه الفاتحه لكي يوقف جنه و شيطنته . و عندما ذكرت الوالده انه يدخن السيجاره الخضراء صفعه السيد عبدالرحمن و اطار سنه فطلب من العم باب الله ان يعطيه خمس جنيهات . و عندما قبض موسي الخمس جنيهات ادار وجهه قائلا ( واحده تانيه بي جاي يا سيدي ) . فضحك السيد عبدالرحمن بشده و قال ( الله ينعلك يا مطموس ) .
قديما في امدرمان كان من يتبول او يتبرز في الطريق يؤخذ الي التمنه او الظبطيه و يغرم ريال و تلك كانت سياسة برمبل الذي استمرت حتي بعد خروج الانجليز و هنالك قصة القروي الذي حضر لامدرمان و اكل ربيت بقرش و عندما قضي حاجته اعتقله البوليس وبعد رجوعه لاهله سالوه امدرمان كيف فرد ( و الله كويسه بس تاكل بي قرش و ....بريال !! ) .
و بينما ود نفاش يتبول احس بشرطي يقف خلفه فانتقل بضعة امتار و واصل و عندما طلب منه الشرطي ان يتبعه الي المركز قا ل ود نفاش امام الناس الذين تجمعوا ( انا بلته لاني شفته البوليس قاعد يبول ، اهو ده بولو اهو ) ، و عندما انكر البوليس قال ود نفاش ( اها يا جماعه في زول ببول في محلتين ؟ ) فاسقط في يد البوليس و ترك ود نفاش في حاله .
في سنة 1960 حضرت محاكمه لود نفاش في مجلس القضاة الاوسط جنوب المجلس البلدي و مجلس القضاة يتكون من قضاة في الدرجه الثالثه من اعيان امدرمان منهم عمنا عبدالرحيم محمد خير صاحب مصنع الريحه و عمنا الصايغ و اخرين . ود نفاش كان قد قبض عليه و هو يدخن سيجاره . و اذكر القاضي و هو يقول له ( ما حتخلي شراب الدخانه ؟ ) ، فرد موسي ( اي حاخليها ، هي ذاتها بقت تعمل لي ضربة قلب ، الا يكون عندي قلبين واحد للدخانه بس ) . و ضحك الجميع و حكم علي ود موسي ب150 قرش غرامه ، تدافع البعض لدفعها .
موسي كان يدخن بطريقه مميزه و هو عادة يضع السيجاره خلف ظهره و يتمشي ثم يشفط نفس . السواري الذي قبض علي موسي من المؤكد لم يكن من ابناء امدرمان . و موسي لم يسمع حوافر الحصان و عندما قال السواري ( جيب السيجاره دي يا زول ) ، قال موسي ( اتفضل بس قول لي انته حصانك ده ملبسه ربر ؟ ) .
في حوادث ودنوباوي 1970 و القتل و الرصاص كان شقيقي بابكر بدري مع عبدالرحمن ود الشيخ في ودنوباوي بدافع الفضول و عندما لعلع الرصاص هربوا و احتموا بمنزل خاله ود نفاش في ودنوباوي و عندما تاخر ود نفاش بدات النساء في العويل والبكاء و صار المنزل في حالة مأتم و في المساء حضر ود نفاش و لم يكن داريا بالحاصل فلقد كان في حالة مقيل مع بعض الاصحاب في ابروف . فزجر النسوه و طلب منهم ان يكفوا عن البكاء فقالوا ( هي ما كنا قايلين قتلوك في الحرابه ) فقال ( يكتلوني في حرابه ليه انا ود النجومي !! )
http://www.alawamra.com/vb1/showthread.php?t=2058
| |
|
|
|
|