|
|
 الي صديقي باراك اوباما
|
صديقي العزيز باراك
من المؤكد ان يستغرب كل من يقرأ هذه الرسالة من مخاطبتي اياك بصفة الصديق لعلمهم لشاهق مكانك الذي تسنمته الامر الذي يعتبره الكثيرون انه معجزة القرن الحادي و العشرون لاختلافك في كل شئ عن النخبة السياسية في بلدك الذي لا يزال السود و الملونون وبقية المواطنون من غير اصحاب الاصول الاوربية يعانون اشكالا من التمييز و الظلم. و من الناحية الاخري ليس من يعرف حقيقة امري اقل دوافعا لاستغراب ادعائي ممن لا يعرفني. لكنهم مخطئون حتي انهم لا يصلح لهم قول شاعر قديم دعني بالخير لمن لم يعرفونه لانهم لم يجدوا طريقا لالحاق ضررا به، حيث قال:
وما ضرني إلا الذين عرفتهم...جزى الله خيراً كل من لست أعرف
هو لم يوفر أحد بل يوحي بان الاصل الضرر لمن استطاع لذلك سبيلا. لا اوافقه هذه السوداوية و علي العكس من ذلك احسن الظن في الجميع الا اذا ثبت العكس، دعني اتخذ هذا مدخلا للولوج الي ما اريد قوله عبر هذه الرسالة التي لن تصل ابداَ مع افتخار صاحب هذا المكان ان موقعه هذا اتخذه الكونقرس في بلادكم مرجعا له عن اخبار السودان عبر مكتبته الشهيرة. مهادا لذلك دعني ابين اوجه صداقتنا حتي يخلو ذهن القارئ من ما يراه مفارقة اذا تهذب و مسخرة و ادعاء و ... اذا لم يترفق، و لسوء حظي ان الاخريات هن الاقرب لمزاج مرتاد النت الذي لا يخبر من الكاتب سوي كلمات ميته و امامه محيطات من البدائل. لا احتاج ان احدثك كثيرا عن الانترنت و رواده فانت في ما اعلمه عنك فيما يعلم الصديق عن صديقه، تحمل الانترنت معك في موبايلك البلاك بري الذي ازعج اجهزة امنكم خشية الفضيحة التي حدثت بالفعل عندما اخترق جهازك هكر رغم تخصيص جهاز لك مؤمن بالقدر الاعلي الذي توفره التقنية المتاحة الان.
نعم، اوجه الصداقة:
اعرف و اعرف تاريخك و مكوناتك العرقية و مراحل دراستك و سيرتك العملية الطوعية و المهنية و تدرجك السياسي _تدرج هذه تبدوا غير مناسبة في حالك فهل اقول قفذاتك؟_.
التقيتك ضمن بضع مئات الالوف الذين حضروا خطابك التاريخي في برلين و مثل ما اهتمت بك اجهزة الاعلام في تلك الليلة اجري معي مذيع (لا ادري لماذا انا بالذات) لقاءا لاذاعة محلية لم اسمعه. سألني المذيع عن دافعي لحضور اللقاء بعد اجابة اعتقد انها مناسبة عاجلني بسؤال تكميلي، هل لان اوباما اسود؟. هنا للامانة تقعرت في ردي و لا داعي اجد لازعاجكم بما قلت
فقط اورد من الرد المقعر ما يفيد الموضوع هنا، في نصف الاجابة وضعت بعناية كلام من هذا القبيل ( نعم قد يكون لتقارب لون بشرتي و بشرته اثرا كامن في العقل الباطن).. و في الوعي الباطن عندي ان الاقليم الذي ننحدر منه هو اصل الحضارات الانسانية بل هو موطن الانسان الحديث انطلق منه ليعمر الارض كلها.. و بذا نحن اقارب كل اهل الارض و عليه، لابد اني ملتقي بك في الدم في حلقة نكون معها بمثابة الاشقاء اذا وضعنا جورج بوش في حسباننا.
اطلت و لم اريد الاطالة و لعل قلة حيلتي (التعبيرية) حلت محل قلة زمن الشاعر يوهان فولفقانق قوتا حين كتب لصديقه شيلر (كنت اود ان اكتب لك خطابا قصيرا لكن لضيغ الزمن اكتب لك خطابا مطولا).. اي انه لو كان متوفرا علي زمن كافي لاختزل المعاني في كلمات اقل يحشد لها قدراته و موهبته الفارعة.. لذا اتوقف هنا عن تعديد اوجه الصداقة بيننا و موضوعيتهالافجر القنبلة التي ادخرتها بقصد لا يخلو من مكر. الشاهد اني لست بحاجة سرد التبريرات السابقة لاني لم اسبق لادعاء صداقتك بل انت من فعل!!.. منذ توليك الرئاسة و انت ترسل لي خطابات علي بريد الالكتروني تسميني فيها صديق و كل محتواها هو عهدنا في حديث الصديق الي صديقه.. لم ارد عليك و لم اعتمدك صديقا الا الان عبر هذا الخطاب.. و بعدها سوف اصدقك النصح و ما احوج له و انت تسلم امال مواطنوك و كثير من اخوانك في الانسانية فيك و في رسالة التغيير التي بشرت بها، تسلمها الي تركة بوش الثقيلة التي بدأت تنوء تحتها،تحملها و لا تحتملها فترميها رؤوس الناس و الدول و الامال العريضة. بوش سار في طريقه خبط عشواء و انت بطبعك تسير متبصرا قاصدا، هدفك اجادة ما تفعل. لا حاجة للعالم في متأنق، لبق يؤثر القلوب ليقتلها.
|
|
  
|
|
|
|
نصار
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست