إليك أنت أيها القاريء ..... فكثيرون هم من يكتبون لأنفسهم ومن يكتبون للنقاد ... لكنني أكتب إليك ... أنت بكل ما احتويته من خصائص الفطرة الحقة التي تمثّل قمة الانسانية حيث كل شيء مشترك بين الكل ؛ يجمعهم على اختلاف خلافاتهم ؛ وبمنظار أبيض لايرى سوى الحقيقة بحلاوتها ومرارتها .... لك أهدي وبالله التوفيق وهو بالنوايا أعلم وأشهد .
ونواصل ...
11-30-2009, 10:53 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
مدخل :- في كتابي السابق ( ملتقى الاعلاميين وعشرين سنة من الغياب ) والذي نشرته في العديد من مواقع شبكة الاسفير ولاقى بحمد الله إقبالا فعالا ونقدا هادفا ، أشرت فيه إلى انطباعي المهني كإعلامي عاد إلى وطنه بعد غياب متواصل فاق العقدين من الزمان؛ وكانت العودة إستضافة دولة لاعلامي في مؤتمر إعلامي تنظمه الدولة ؛ أي أنني تحليت بانطباع الضيف المواطن أو المواطن الضيف وكنت قررت وحتى أكون أمينا مع نفسي أن تكون تلك العودة لما أريد لها وبسبل ترى الحق حقا وتؤيده وتدعم جانبه ؛ وترى الباطل باطلا وتواجه به وتسعى لدعم آلية إستئصاله . لقد واجهت عقبات عديدة بسبب رفض أصحاب الشأن للنقد في بعض الأحيان أو بسبب التعامل المسبق مع المبادرات بحاسية عداوة وافتراضات ونتائج مسبقة لاتفسح مجالا للرؤية والتبصَر ولاتدع فسحة للفهم فأصبحت كحوار الطرشان ورغم ذلك لازلت أؤمن بأن تحقيق المباديء يحتاج الارتواء باستمرار من أنهار الصبر والعزيمة والارادة ... قررت أن أرجع كمواطن لا كإعلامي .. وكإجازة لامهمة .... وقررت أن يكون ذلك في الأضحى المبارك ... عدَلت بعد ذلك عن هذا الرأي فالآثار الاقتصادية التي أفرزتها العودة السابقة لم تجف دماؤها بعد خاصة مع المسؤوليات الأسرية والمسؤوليات المصاحبة غير أن بعض الأسباب الأسرية حتَمت عليّ لملمة أطرافي بسرعة فائقة وبدء إجراءت السفر في غضون ثلاث أيام والانطلاق نحو الخرطوم .
ونواصل .....
11-30-2009, 10:56 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
عند عودتي الأخيرة من البلاد وجدت إسمي لازال موجودا في قوائم المطار وأن دخولي أو خروجي يصبح مستحيلا فمن المقرر قانونا أن يتم القبض عليَ , ما أن وصلت الامارات بسلام حتى كتبت رسالة لمجلس الوزراء بواسطة الوزير / كمال عبداللطيف وفاءا مني بما تمخض عنه المؤتمر لفهمي أن المؤتمرات تصدر توصيات أو قرارات نابعة من قناعات المشاركين والتي تبدأ التنفيذ فورا كل حسب رؤاه وإمكاناته وتخصصه ومقدراته فالقرارات ليست أعمالا إدارية بقدرما هي أعمالا إجتماعية تهتم بالفرد والمكان . عموما كتبت تلك الرسالة بادئا باستناكاري ورفضي لحالة أن يكون إسمي بالقائمة السوداء فإن كنت متهما بشيء واجهوني به وأنا على استعداد للمثول أمام أي محكمة ولو كان غير ذلك فاعطوني الأسباب التي تخول لي التصرف بما أراه مناسبا ؛ ثم بعد ذلك قدمت رؤيتي لمشاهداتي في الفترة القصيرة من مشاكل وحلول وقدمت الرسالة بطريقة رسمية عبر الملحق الاعلامي للقنصلية السودانية في دبي الصحفي محمد محمد خير غير أنني لم أجد ردا . بعدها زارنا الدكتور كرار التهامي أمين عام جهاز شؤون المغتربين والتقى بأفراد الجالية بقاعة قنصلية دبي وكان اللقاء رغم حميميته مخيبا للآمال فالأمين العام لم يلتزم بأي إلتزام ولم يتقدم بمشروع جديد ولا حتى مجرد فكرة تشكل حلا لواحدة من معضلات الغربة فالآمال في الأمين الجديد كانت تراود أذهان المهاجرين لأسباب مختلفة منها أنه كان مهاجرا إكتوى بنيران الهجرة وخبر خباياها ويملك كامل القدرة على رؤية مشاكلها بوضوح واقتلاعها من جذورها ؛ ومنها أنه كان من الناشطين في مجال العمل العام وقد أثبت فاعليته وقدرته على إدارة جهاز أشبه بمنظمات العمل المدني في حقيقة توجهه المفترضة بجانب غطاءه الرسمي الذي من المفترض أن يشكل مجرد هيكلا يغطي طبيعة العمل ويتكامل معها . ثورة في مفهوم وتوجه وطبيعة عمل الجهاز كان يتوقعها المهاجرون الذين قام هذا الجهاز باسمهم وانحرف عن أهدافه بسبب مختلف السياسات التي مارسها كل من ركب كابينة القيادة غير أن الرجل الثوري في مضامير العمل الاجتماعي وصاحب القدرات الفائقة المشهودة والمتواصل مع طبقات المثقفين والتكنوقراط في عالم الاسفير والصيدلي الذي درس الصيدلة يوم أن كان دخول كليتها في جامعة الخرطوم ضربا من المعجزات وذلك الصحفي الذي داوم على تنثير الأعمدة كالفراشات بين الصحف وذلك الأديب الأريب الذي يتمتع بإجادة الأسلوب الرصين في حدّة مهذبة تتنازعها أحيانا روح شخصية جده عبدالفضيل الماظ لم يتمكن من مجرد التبشير بقدوم عهد جديد . ربما تكون للرجل أعذاره بسبب قصر المدة التي تولى فيها زمام الأمور أو لأسباب خارجة عن الارادة فهو في النهاية فردا في مؤسسة حزبية منظمة تملك سياساتها التي قررت إدارة هذا الجهاز العام بروح الحزب ؛ وغير ذلك من الأسباب التي تختفي وراء الأنظار العامة .
ونواصل ...
11-30-2009, 11:03 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
الرجل إلتقيته لأول مرة في قاعة الصداقة بالخرطوم ... حيينا بعضنا وعرّفني بنفسه وقال لي هامسا أنه سمع عني الكثير ومن المعجبين بشخصيتي . إلتقيته عدة مرات أثناء المؤتمر وكانت لقاءاتنا مغتضبة نتبادل التحايا وينصرف كل لمن معه أو مشاغله بالملتقى غير أن إعلاميو السعودية كادوا يجمعون على قناعتهم بدماثة خلقه وسعة أفقه وقدراته التطويرية والادارية وحبه النزول بنفسه إلى العمل القاعدي . حقيقة وللأمانة كان كرار التهامي من خلال مشاهدتي المجردة له وحكمي عليه كان متواجدا بشدة في المؤتمر ولم يحاول إصطياد الأضواء كما فعل غيره وذادت هذه الصفة من إحترامي له رغم تحفظي على وجود ودور جهاز شؤون المغتربين في مؤتمر للاعلاميين المغتربين .
المرة الثانية التي التقيته فيها كانت في تلك الليلة التي أقام فيها ندوة بقاعة القنصلية السودانية في دبي وقال فيها أنه يرحب بأي مشروع يأتي من جانب المغتربين ... تحدثت معه بعد نهاية الندوة عن مشروع فقال لي أنه سيسافر في اليوم التالي وطلب مني إرساله له عبر البريد الإلكتروني وسيطلع عليه بمجرد وصوله . بالفعل كان المشروع مكتوبا فأجريت عليه بعض التعديلات وأرسلته عبر البريد الالكتروني كما طلب . ظل الدكتور كرار متابعا معي بالتلفون حتى ركوبه الطائرة وإقلاعها وانقطاع الارسال .
ونواصل ....
12-03-2009, 08:33 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
المشروع كان عبارة عن سلسلة من الحلقات التلفزيونية المصورة عن مجتمعات المغتربين وبيعها لقنوات التلفزة وطباعة مجموعة منها على أقراص الدي في دي وطرحها للمغتربين وغيرهم بأسعار خيرية بهدف حملة تجمع مبلغا من المال يستخدم لصالح دعم الأسر التي تعاني من العيش في معسكرات النزوح بدارفور وتعليم أولادهم والمشاركة في تحسين الظروف الصحية وأن يكون إنتاج العمل تحت مظلة الجهاز لأنه عمل خاص بالمغتربين . لم يتصل بي كرار التهامي منذ أن وصل السودان ولارد على هاتفي سوى مرة واحدة قال فيها بأنه ذهب الى بروكسل لاحياء مهرجان الثقافة السودانية البلجيكية وبعدها لارد على الهاتف ... خاطبته عبر منبر سودانيز أونلاين الذي يدمن التواجد به ويرشق الردود والمداخلات من حين لآخر ولكنه أيضا لم يرد أبدا . توجهت رسميا في تلك الفترة لضابط الجوازات بالقتصلية العقيد الخلوق علي عبدالرحمن وللحقيقة فالرجل من الكوادر الدبلوماسية القليلة التي أجمعت الجالية على إحترامها وتهذبها وحسن التعامل والعلاقة ووجدته على وشك التوجه للخرطوم في إجازة قصيرة وقال لب أنه سيحاول حل مشكلة إزالتي من القائمة بصفته الشخصية وإن عجز عن ذلك سيدلني على الطريق الرسمية ... وبالفعل إتصل بي من الخرطوم عدة مرات مؤكدا إهتمامه بالموضوع ثم انقطعت الاتصالات حتى عودته حيث أعلمني بأنه عجز عدة مرات في لقاء الشخصيات التي ترتبط بموضوعي وطلب مني أن آتي إلى مكتبه لمناقشة تفاصيل الجانب الرسمي كخيار بديل .
ونواصل....
12-04-2009, 10:35 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
في تلك الأثناء وصلتني دعوة من القنصلية تفيد بلقاء سياسي يتحدث فيه وزير الخارجية الدكتور مطرف صديق عن نتائج لقاء موسكو ورؤاها في حل مشكلة دارفور وذلك إنتهازا لفترة توقفه في دبي قادما من موسكو . حضرت إلى الندوة متأخرا بسبب بعض ارتباطات العمل المسبقة وشهدت الكثير منها ثم في خاتمة المطاف وبعد نهاية اللقاء إلتقيت العقيد علي عبدالرحمن وسألته رأيه في أن أطرح الموضوع على وزير الخارجية باعتباره مسؤولا عن النطاق الخارجي للبلاد والذي أنا جزء منه كمواطن مغترب فأشار علي بأخذ رأي القنصل . القنصل كان قريبا من وزير الخارجية الذي اتجه كثير من الحاضرين لمصافحته واتجهت مباشرة للقنصل فاستغرب جدا وقال أنها المرة الأولى التي يسمع فيها عن هذا الموضوع وطلب مني لقاؤه بالمكتب يوم غد أو بعد غد . لم أذهب إليه في اليوم التالي وانتظرت حتى اليوم الثالث وذهبت إلى القنصلية والتقيت في البداية بالعقيد علي عبدالرحمن حيث أبديت له تخوفي من التعامل مع السفير خاصة أنني لا أعرف شخصيته ولا أريد الدخول في مساومات تختص بحقوقي لأنني لست طرفا ضعيفا يحتاج الوساطة ولأن سجل كبار المسؤولين الدبلوماسيين في السفارات والقنصليات لايبعث على الثقة في كثير من المعضلات التي تواجه المهاجر ولكنه طمأنني بمدحه الرجل الذي يضع في أولويات أولوياته خدمة أفراد الجالية بغض النظر عن رؤاهم وانتماءاتهم وأن له مواقف مشهودة في هذا المجال وبأنني لن أخسر شيئا لو تعاملت معه . بالفعل كنت متخوفا من أن يتحول الحق إلى جميل أو من أن يتعامل معي الرجل بفوقية فأخسره وربما أزيد موضوعي تأزما لأن رغبتي الأولى كانت تكمن في حل القضية بدون ضوضاء وفي حال استعصاؤها أبدأ التعامل معها إعلاميا وهو جانب تمنيت من الله كثيرا أن لاتدفعني الحاجة إليه لما يحمله من نتائج قد تتضرر الدولة منها بطرق مباشرة أو غير مباشرة . أخيرا إتصلت على سكرتيرة مكتبه بواسطة سكرتيرة القاعة ( العامة ) فعرفت أنه منشغل في إجتماع إنتظرت بعده قليلا ومن ثم دخلت على السفير عصام متولي . السفير عصام متولي قنصل عام جمهورية السودان بدبي كانت علاقتي به علاقة سطحية فنحن نعرف بعضنا بالاسم والشكل ونتبادل التحايا عندما يجمعنا المكان . كنت ألتقيه كثيرا في المناسبات الاجتماعية ومعظم المناسبات التي كانت تقيمها الجالية في دبي والامارات الشمالية غير أننا لم نحتك مع بعضنا في موقف يؤدي لتعارفنا . بأدب جم حيتني سكرتيرته التي أفسحت المجال للدخول إلى مكتبه الفاره ... قام من على كرسيه مستقبلا وجلسنا بعد أن حيينا بعضنا وسألني عن شيء أشربه وكان العامل قد أتى في تلك اللحظات . لفت نظري أن العامل ينتمي للجنسية الهندية ... تذكرت موقفي مع أحد سفراءنا في السفارة السودانية بأبوظبي وكنا قد ذهبنا إلى مكتبه كوفد رسمي في قضية تهم الشأن الكردفاني بصفتي أمينا عاما لرابطتها وكانت كردفان وقتها تمر بنكبة طبيعية وقد نسَقت السفارة مع دولة الامارات العربية المتحدة بأن المعونات يجب أن تمر بمعرفة والتنسيق بين كلاهما .. جاءنا عامل هندي يحمل أكواب الشاي فرفضت الشرب وقلت له أنني في السفارة في أرضي وأن بالأرض بطالة لاحد لها فكيف أشرب من يد كان عدم وجودها يشكل حلا ولو لجزء يسير من مشكلة البطالة . إنتهى الاجتماع وانصرفنا ولم يعلّق السفير الذي جلس صامتا ... واستدعاني بعد أقل من شهر ولما دخلت مكتبه جاءنا عامل سوداني يرتدي ثيابا بيضاء حاملا الشاي ... إبتسمت وقلت له بالحرف ( أشكرك .. الحمدلله .. وصلت الرسالة ) كرر العامل الهندي بمكتب السفير عصام متولي سؤال السفير بلكنة هندية تحاول تقليد اللهجة السودانية :- - تشرب شنو يا أستاذ ؟؟؟ - فقلت له :- أيّ شيء سوداني حاول السفير الاعتذار عن وجود المشروبات السودانية كالكركدي والقنقليس والعرديب وغيره من المشروبات السودانية التي تصلح أن تقدم ساخنة أو باردة فقلت له أنه أمر يؤسف له أن لا يوجد مشروب وطني سيادي . وقلت في نفسي ما أشبه الليلة بالبارحة وكيف سمحت الادارة بوجود شخصية أجنبية في هذا الموقع السيادي وفي وظيفة العامل التي تعتبر من أخطر الوظائف المعلوماتية . ومنذ بداية النقاش بدأت أقرأ شخصية السفير ونواصل ...
12-11-2009, 06:32 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
بدأ الحديث عاما عن هموم البلد ... وجدت السفير عصام متولي من النوع الذي يملك مقدرة دبلوماسية خارقة في إغلغاء الحواجز والحديث كابن بلد يتقبل النقد بروح رحبة ويحسن الحديث والاصغاء . قال أنه لم يعرف بكامل المشكلة قبل أن أحدثه عنها ونادى على الملحف الاعلامي الاستاذ / محمد محمد خير وسأله عن السبب الذي منعه من عدم رفع تقراير بما حدث لي بصفتي أحد الاعلاميين المسؤولة عنهم بعثة الامارات المنطلقة من قنصلية دبي والتي يشغل قنصلها العام وقائد دفتها . إتصل بضابط الجوازات العقيد علي عبدالرحمن وسأله عن المشكلة وطرق الحلول وكلف الأستاذ / محمد محمد خير الملحق الاعلامي الذي كان يتأهب للسفر إلى السودان في ذات اليوم بصحبة مبعوث من الإم بي سي – كلفه بمتابعة موضوعي وفي ذات الوقت أجرى مجموعة إتصالات مع المطار وتأكد من وجود الاسم بلائحة الكمبيوتر واتصل بمجلس الوزراء والجوازات وعدد من الهيئات المختصة أثناء وجودي معه .كان مافعله بالنسبة لي كافيا لاثبات جدية الرجل حتى ولو لم تكن هناك نتائج ... فالسفر قررته وليكن مايكون ... وقمت بـأخذ إحتياطاتي من خلال بعض الزملاء اللصيقين وعدد من زملائي وتلامذتي العاملين في مجالات الحريات العامة وحقوق الانسان . بعد يوم من ذلك اللقاء إتصل بي السفير عصام متولي وقال لي بأن مجلس الوزراء قد أرسل رسالة لادارة القوائم يأمر بإزالة الاسم من القائمة وقال لي ( يمكنك منذ الآن السفر دون أدنى قيود ) . حتى تلك اللحظة وحتى لحظة وصولي المطار كنت متوجسا
ونواصل ....
12-11-2009, 06:37 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
إتصلت بي موظفة سودانير في تمام الثامنة والنصف صباحا مؤكدة إتصالها السابق بالأمس والقاضي بالحرص على التواجد بمطار دبي الدولي في موعد أقصاه الحادية عشر من صباح اليوم الموافق للثاني والعشرين من نوفمبر .. تحركت بعد ذلك الموعد بساعتين لدرجة أنني كنت أتوقع أن تفوتني الطائرة ... وما أن وصلت داخل المطار حتى فوجئت بتزاحم المسافرين الواقفين أمام الميزان يملؤوون كل الصالة . الميزان قد توقف لعد ابتداء حينما ورد خبر بتنأخر الطائرة للساعة الحادية عشر ... بعض الذين انتهوا من إجراءات وزن أمتعتهم دخلوا لما بعد حاجز الجوازات بما يعني دخولهم المنطقة الحرة وإنقطاعهم عن أية أخبار جديدة خاصة وأن إسم وشعار شركة الخطوط الجوية السودانية كان قد إختفى تماما من على شاشات حركة مرور الطيران بالمطار بما يعني أن موعد حضورها لم يتحدد بعد ... إختفى عمال الميزان فجأة دون سابق إنذار واختفى كل موظفو الخطوط السودانية وكأنما أرض المطار إنشقت والتهمتهم . بدأت أصوات المسافرين والمودعين تتعالى وبدأ الكل يبحث عن أي موظف لسودانير ولكن لا أثر لأحد . إنطلقت نحو الشق الثاني فقد كنت بحكم العمل الاعلامي الذي ترددت معه كثيرا على مطار دبي أعرف موقع مكاتب شركات الطيران داخل المطار وبالفعل تحركت نحو مكتب سودانير والمفاجأة أن لا أحد بالمكتب . يئس المسافرون من وجود معلومات حول الطائرة وبدأ بعضهم الاتصال بأهله في الخرطوم لمعرفة موعد إقلاع الطائرة من هناك . المهم بعد أكثر من ثلاث ساعات وبعدما اقتربت الساعة من الرابعة عصرا لاح أحد الموظفين ... لإلتف الجميع حوله وكادوا يعتدون عليه بالضرب ولكمه أفهمهم بأنه مجرد موظف وأنه مثلهم لايعرف شيئا عن الطائرة ولآن الجميع لايملكون معلومات عن الطائرة فقد إختفوا حتى علموا الآن أنها ستأتي وتقلع في الثانية عشر منتصف الليل ... وبعد شد وجذب وافق على فتح الميزان حتى يتخلص المسافرون من عبء الأمتعة ويعود لمنزله من أراد وينتظر من يود الانتظار ,,, بالتأكيد لو كان هذا الموقف لشركة طيران غير الخطوط الجوية السودانية لكان الأمر مختلفا ... فالقوانين تحتم على شركة الطيران إيواء المتأخرين خلال الفترة التي تسببت في تأخيرهم فيها بأرقى الفنادق مع توفير المواصلات ومن حق المتضرر اللجوء للقانون والمطالبة بما أصاب من ضرر غير أنها هي خطوطنا الوطنية التي لا نملك معها غير تسامح استمرأته ولم تفكر في الخروج عن عثراتها المختلفة . قرابة الواحدة من صباح الاثنين وصلت الطائرة ... ولأنها لم تحترم وقتها فقد تم إنزالها بجانب طائرات الشحن .... وتحركت بنا أخيرا إلى أبوظبي التيب بقيت بها فترة مكنتها من الاكتظاظ بطريقة غير مسبوقة خاصة وأن عيد الأضحى المبارك كان على الأبواب ومن ثم انطلقت بنا الطائرة إلى مدينة الخرطوم .
ونواصل ....
12-11-2009, 06:39 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
بدت طريق الطائرة طويلة بعض الشيء وهي المرة الأولى التي أركب فيها طائرة الخطوط الجوية السودانية منذ أكثر من عشرين عام . إختلاف كبير بين طيراننا وبقية طيران العالم يبدأ بالمواعيد التي لنيت عليها قواعد صناعة المهنة ولكنه يأخذ من تلك الصناعة بعض جوانبها ويضيف لها آيات من القرآن وشيئا من الأحاديث أثناء إقلاعه وهبوطه وفي حلّه وترحاله .... المضيفين والمضيفات لم يتم التركيز على صرامة شروط إختيار الكاريزما غير أن ميزة الأداء والخدمات تبدو إجادتها لهم واضحة في منهجية ممزوجة بالفطرة .... الطائرة كانت كبيرة وحديثة ويتهامس المسافرون بأنها مستأجرة من تركيا غير أن طاقمها سوداني بالكامل ... إنطلقت آي الذكر الحكم وهو تقليد نادر في عالم الطيران كالباكسنانية والأندونوسية والسعودية ..... لقد أصبحت الخطوط الجوية السودانية تتصدر إهتمامات أحاديث المغتربين فهي الناقل الوطني العجوز الذي يحاول إكمال السباق رغم الترهل الذاتي الذي أوقعه فيه سوء الادارة والتخطيط المتواصلين . فخطوط الطيران التي قامت معه شهدت تطورات كبيرة وخطوط الطيران التي قامت من بعده بمراحل هاهي تتقدمه بقوة في السباق والمواطنوان مشغولون يقول بعضهم أنها تملك طائرة واحدة وقال بعض آخرون أنها تملك طائرتين أو ثلاث وهكذا أصبح الجدال في عدد طائرات الخطوط بعد عمرها الطويل كجدال عدد أصحاب الكهف الذي يدور دون الوصول لنتيجة .. ولكن أيا كان عدد الطائرات فإن الجميع يجمعون على أن الخطوط الجوية السودانية لاتملك ما تتتنافس به في هذا السباق غير عامل الوزن وحتى هذا العامل أصبح يحمل بعض عيول الأداء فأمتعة المسافرين أحيانا لا تسافر معهم حتى ولو دفعوا رسم الوزن الزائد الفوري الوصول مسبقا ... أما الطائرة فيتداول الناس أنها تتعامل معها كما تتعامل مع البص ... تأخذ غالحجاج ثم تعود وتتحرك لتأتي بمسافري دبي أو قطر كل حسب ما يسعفه الحظ أو تذهب لأبوظبي أو أي من وجهاتها وكل المطارات تكتظ بالمسافرين المنتظرين .... لماذا لاتقلص رحلاتها على قدر حاجتها ؟؟؟؟ ولماذا زحمت هذه الطائرة بهذا الكم الكبير من الناس والذي اضطر عدد منهم للوصول واقفا أو إبتكار مقاعد بديلة ؟؟؟ ولماذا سمحت للمسافرين بحمل هذه الأحجام من الوزن اليدوي والذي زاد ازدحام الطائرة زحاما ؟؟؟؟ ولماذا لاتستأجر الشركة عددا أكبر من الطائرات خاصة في أوقات الزروة لتحافظ على أداء متميز يمكنها من إجتياز السباق ؟؟؟؟ الطائرة تحلق في السماء والضجيج يزداد في اختلاط صوت الأزيز بالأصوات المختلطة لمختلف المتحدثين مع بعضهم في الطائرة . ركبت بجواري في المقعد إمرأة مسنة وكانت تحمل حافظة ثلج كبيرة الحجم لم تدخل في خزانة الطائرة العلوية فاضطرت لوضعها في جزء كبير من مقعدها واقتسام جزء كبير من مقعدي معي قبل أن يحمله الكابتن مع بعض أغراض المسافرين ووضعها في كابينة الطائرة . كانت المسنة تحمل مسباحها في يدها االيمنى ووتتمتم شفتاها بالتسبيح . سألتني فجأة عن إسمي وأهلي وبدأت تقص عليّ قصتها ونواصل ....
01-07-2010, 05:33 AM
المسافر المسافر
تاريخ التسجيل: 06-10-2002
مجموع المشاركات: 5061
بالسلامة ياسلامة مع كتابك وكلماتك وملاحظاتك... لم أطلع على كتابك السابق ولكن كنت أتابع مداخلاتك ضمن بورداب الأمارات وتجميع هذه الخبرات في كتاب وروايته بهذه الطريقة السهلة تجعله تجربة قيمة في مسار الأدب الأسفيري..
تفضل بقبول فائق الاحترام
01-07-2010, 08:00 AM
محمد مختار جعفر محمد مختار جعفر
تاريخ التسجيل: 11-15-2005
مجموع المشاركات: 4927
الأخ عبد الدين سلامه لك التحية ، ولأنى من المتابعين لما تكتب دائما ، توقفت كثيرا عن ما تعرضت إليه وسردته من تفاصيل ، ولكن يبدو أنك تناولت أكثر من موضوع ومشكلة ، فمسألة وضع أسماء فى القائمة السوداء لبعض ما ترى فيهم السلطات هناك أمور تعرفها موضوع مثير ويستحق الكتابة والمتابعة ولكن دون أن تسرد وقائع أخرى بالرغم من أهميتها إلا أنها تأخذنا بعيدا عن أصل الموضوع ، على العموم نتواصل معك فى الموضوع الأهم الذى تعرضت إليه فى ما يسمى بالقوائم السوداء حتى نشكل بين أنفسنا رأيا ونفاد من تجارب حقيقية تزيل الكثير من اللبس والغموض وتجلى حقائق الأمور .. لك تحيتى .. محمد مختار جعفر
01-07-2010, 08:51 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
Quote: بالسلامة ياسلامة مع كتابك وكلماتك وملاحظاتك... لم أطلع على كتابك السابق ولكن كنت أتابع مداخلاتك ضمن بورداب الأمارات وتجميع هذه الخبرات في كتاب وروايته بهذه الطريقة السهلة تجعله تجربة قيمة في مسار الأدب الأسفيري..
تفضل بقبول فائق الاحترام
أخي / المسافر تحياتي أولا أذوب أسفا لتأخيري في الرد بسبب وجودي في السودان وتعذر دخولي الانترنت .... وأشكرك على هذا التعليق الرائع مع تمنياتي بأن أكتب مايفيد ويثري المنبر
01-07-2010, 09:04 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
Quote: الأخ عبد الدين سلامه لك التحية ، ولأنى من المتابعين لما تكتب دائما ، توقفت كثيرا عن ما تعرضت إليه وسردته من تفاصيل ، ولكن يبدو أنك تناولت أكثر من موضوع ومشكلة ، فمسألة وضع أسماء فى القائمة السوداء لبعض ما ترى فيهم السلطات هناك أمور تعرفها موضوع مثير ويستحق الكتابة والمتابعة ولكن دون أن تسرد وقائع أخرى بالرغم من أهميتها إلا أنها تأخذنا بعيدا عن أصل الموضوع ، على العموم نتواصل معك فى الموضوع الأهم الذى تعرضت إليه فى ما يسمى بالقوائم السوداء حتى نشكل بين أنفسنا رأيا ونفاد من تجارب حقيقية تزيل الكثير من اللبس والغموض وتجلى حقائق الأمور .. لك تحيتى .. محمد مختار جعفر
أستاذي / محمد مختار جعفر تحية وإجلال
صدقت في كل ما قلت ... موضوع القوائم موضوع شائك يدخل في صلب الحريات العامة التي ظللنا ندافع عنها طيلة ما سبق من العمر ... صدجر أكثر من عفو رئاسي مع تحفظي الشخصي على موضوع العفو الرئاسي ... فالأصل في الموضوع أن من سمح بوجود القانون هو من يصدر العفو فهل سنحاسب المسؤول على جنايته بإصدار قانون مقيد للحريات أم نقبل منه العفو كإنجاز في سيرته العامة !!!! الموضوع بالفعل يحتاج قتله بحثا وضغطا ... ماعلمته من خلال مطاردتي الأخيرة بين مختلف جهات الاختصاص بأن ملف القوائم الفكرية تم إغلاقه وهم يعالجون من سقطت أسماءهم ... وللشهادة فقد لمست قدرا من الحرية المعلنة في صحافتنا المحلية رغم أن المتنفذين لايزالون يشكون من الرقابة المستترة التي تكبلهم ببعض القيود أو تقييد الحريات بطرق غير مباشرة كالمحاربة بالخرمان من الاعلان التجاري ومختلف وسائل البقاء والاستمرار
01-07-2010, 09:04 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
Quote: الأخ عبد الدين سلامه لك التحية ، ولأنى من المتابعين لما تكتب دائما ، توقفت كثيرا عن ما تعرضت إليه وسردته من تفاصيل ، ولكن يبدو أنك تناولت أكثر من موضوع ومشكلة ، فمسألة وضع أسماء فى القائمة السوداء لبعض ما ترى فيهم السلطات هناك أمور تعرفها موضوع مثير ويستحق الكتابة والمتابعة ولكن دون أن تسرد وقائع أخرى بالرغم من أهميتها إلا أنها تأخذنا بعيدا عن أصل الموضوع ، على العموم نتواصل معك فى الموضوع الأهم الذى تعرضت إليه فى ما يسمى بالقوائم السوداء حتى نشكل بين أنفسنا رأيا ونفاد من تجارب حقيقية تزيل الكثير من اللبس والغموض وتجلى حقائق الأمور .. لك تحيتى .. محمد مختار جعفر
أستاذي / محمد مختار جعفر تحية وإجلال
صدقت في كل ما قلت ... موضوع القوائم موضوع شائك يدخل في صلب الحريات العامة التي ظللنا ندافع عنها طيلة ما سبق من العمر ... صدجر أكثر من عفو رئاسي مع تحفظي الشخصي على موضوع العفو الرئاسي ... فالأصل في الموضوع أن من سمح بوجود القانون هو من يصدر العفو فهل سنحاسب المسؤول على جنايته بإصدار قانون مقيد للحريات أم نقبل منه العفو كإنجاز في سيرته العامة !!!! الموضوع بالفعل يحتاج قتله بحثا وضغطا ... ماعلمته من خلال مطاردتي الأخيرة بين مختلف جهات الاختصاص بأن ملف القوائم الفكرية تم إغلاقه وهم يعالجون من سقطت أسماءهم ... وللشهادة فقد لمست قدرا من الحرية المعلنة في صحافتنا المحلية رغم أن المتنفذين لايزالون يشكون من الرقابة المستترة التي تكبلهم ببعض القيود أو تقييد الحريات بطرق غير مباشرة كالمحاربة بالخرمان من الاعلان التجاري ومختلف وسائل البقاء والاستمرار
01-07-2010, 09:04 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
Quote: الأخ عبد الدين سلامه لك التحية ، ولأنى من المتابعين لما تكتب دائما ، توقفت كثيرا عن ما تعرضت إليه وسردته من تفاصيل ، ولكن يبدو أنك تناولت أكثر من موضوع ومشكلة ، فمسألة وضع أسماء فى القائمة السوداء لبعض ما ترى فيهم السلطات هناك أمور تعرفها موضوع مثير ويستحق الكتابة والمتابعة ولكن دون أن تسرد وقائع أخرى بالرغم من أهميتها إلا أنها تأخذنا بعيدا عن أصل الموضوع ، على العموم نتواصل معك فى الموضوع الأهم الذى تعرضت إليه فى ما يسمى بالقوائم السوداء حتى نشكل بين أنفسنا رأيا ونفاد من تجارب حقيقية تزيل الكثير من اللبس والغموض وتجلى حقائق الأمور .. لك تحيتى .. محمد مختار جعفر
أستاذي / محمد مختار جعفر تحية وإجلال
صدقت في كل ما قلت ... موضوع القوائم موضوع شائك يدخل في صلب الحريات العامة التي ظللنا ندافع عنها طيلة ما سبق من العمر ... صدجر أكثر من عفو رئاسي مع تحفظي الشخصي على موضوع العفو الرئاسي ... فالأصل في الموضوع أن من سمح بوجود القانون هو من يصدر العفو فهل سنحاسب المسؤول على جنايته بإصدار قانون مقيد للحريات أم نقبل منه العفو كإنجاز في سيرته العامة !!!! الموضوع بالفعل يحتاج قتله بحثا وضغطا ... ماعلمته من خلال مطاردتي الأخيرة بين مختلف جهات الاختصاص بأن ملف القوائم الفكرية تم إغلاقه وهم يعالجون من سقطت أسماءهم ... وللشهادة فقد لمست قدرا من الحرية المعلنة في صحافتنا المحلية رغم أن المتنفذين لايزالون يشكون من الرقابة المستترة التي تكبلهم ببعض القيود أو تقييد الحريات بطرق غير مباشرة كالمحاربة بالخرمان من الاعلان التجاري ومختلف وسائل البقاء والاستمرار
01-07-2010, 09:04 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
Quote: الأخ عبد الدين سلامه لك التحية ، ولأنى من المتابعين لما تكتب دائما ، توقفت كثيرا عن ما تعرضت إليه وسردته من تفاصيل ، ولكن يبدو أنك تناولت أكثر من موضوع ومشكلة ، فمسألة وضع أسماء فى القائمة السوداء لبعض ما ترى فيهم السلطات هناك أمور تعرفها موضوع مثير ويستحق الكتابة والمتابعة ولكن دون أن تسرد وقائع أخرى بالرغم من أهميتها إلا أنها تأخذنا بعيدا عن أصل الموضوع ، على العموم نتواصل معك فى الموضوع الأهم الذى تعرضت إليه فى ما يسمى بالقوائم السوداء حتى نشكل بين أنفسنا رأيا ونفاد من تجارب حقيقية تزيل الكثير من اللبس والغموض وتجلى حقائق الأمور .. لك تحيتى .. محمد مختار جعفر
أستاذي / محمد مختار جعفر تحية وإجلال
صدقت في كل ما قلت ... موضوع القوائم موضوع شائك يدخل في صلب الحريات العامة التي ظللنا ندافع عنها طيلة ما سبق من العمر ... صدجر أكثر من عفو رئاسي مع تحفظي الشخصي على موضوع العفو الرئاسي ... فالأصل في الموضوع أن من سمح بوجود القانون هو من يصدر العفو فهل سنحاسب المسؤول على جنايته بإصدار قانون مقيد للحريات أم نقبل منه العفو كإنجاز في سيرته العامة !!!! الموضوع بالفعل يحتاج قتله بحثا وضغطا ... ماعلمته من خلال مطاردتي الأخيرة بين مختلف جهات الاختصاص بأن ملف القوائم الفكرية تم إغلاقه وهم يعالجون من سقطت أسماءهم ... وللشهادة فقد لمست قدرا من الحرية المعلنة في صحافتنا المحلية رغم أن المتنفذين لايزالون يشكون من الرقابة المستترة التي تكبلهم ببعض القيود أو تقييد الحريات بطرق غير مباشرة كالمحاربة بالخرمان من الاعلان التجاري ومختلف وسائل البقاء والاستمرار
01-07-2010, 04:59 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
زوجها كان يعمل معلما بالفاشر ... طرق ثلاث أشخاص بابه بعد غروب الشمس بقليل وما أن فتح الباب حتى أخذوه معهم بذات الحالة التي فتح لهم بها الباب ... أعادوه لذات الباب الذي أخذوه منه بعد ثلاث ساعات ولكن جثة هامدة تنتظر الدفن . من هم ؟؟؟ هي تعتقد أنهم الجنجويد وأبناءها يقولون بأنها الحكومة وبنتها تقول أنها حركات تضم أفرادا من قبيلة أخرى , حملت المرأة أولادها الخمس وبنتيها وهربت إلى تشاد ومنها إلى مصر ثم عادت للخرطوم . أولادها تشتتوا بعد تعليمهم في بلاد العم سام مشكلين عناصر نشطة للحركات الدارفورية بالخارج بينما تزوجت إحدى بناتها وهاجرت مع زوجها للخليج وبقيت الأخرى مع زوجها بالسودان بينما بقيت العجوز في تجوال دائم بين بلاد العم سام والخليج والخرطوم
ونواصل .....
01-07-2010, 05:00 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
في البداية حافظت العجوزة في الحديث معي خشية أن يكون محدثها من المنتمين لأجهزة الأمن غير أنني طمأنتها بانتقادي اللازع للأوضاع ومدى قصور الادارة الحكومية في النهوض بمجتمع البلاد ... كل ذلك لم يزل تحفظها ولكنها عندما علمت بأنني من مدينة الأبيض وكلنا في ( الهم غرب ) إطمأنت وبدأت تحكي حكايتها وحكايات كثيرة عن فظاعات كثيرة إرتكبها أشخاص إختلف الناس حولهم فمنهم من يقول الحكومة وتابعيها أو صنعائها ومنهم من يعتقدها تصفيات قبلية ومنهم من عزاها للحركحات الدارفورية المختلفة ... ورغم إختلاف التفاسير إلا أن كل صاحب نفسير يعتقد لحد الجزم بأن من إعتقده هو الفاعل الحقيقي ... ومهما يكن الفاعل فإن الحكومة دون شك تتحمل مسؤوليتها الكاملة في عجزها عن حماية مواطنيها مهما كانت الذرائع وفي اعتقادي أن أي نظام للحكم لا يتمكن من توفير الأمن لمواطنيه لامبرر لبقائه في السلطة لأن الأمن أهم من الغذاء والدواء ومن كل شيء . فما وصله حال شعبنا في دارفور هو نتاجا طبيعيا لسوء إدارة الأزمات وكلنا الآن ندفع الثمن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة . المهم أنني وجدت وعيا ونضوجا سياسيا ووعيا كبيرا لدى هذه السيدة التي كنت أعدها من الأميات وبدأنا نتناقش بوعي كبير وكان النقاش يدور حول جدوى الخصومة الوطنية وقيمة معاني التسامح . كان إبنها الصغير الذي ينتمي لإعلام حركة العدل والمساواة الدارفورية يجلس في المقعد الخلفي لمقعدنا وعندما أحس بمدى تزحزح قناعات والدته نهض من على كرسيه وطلب من والدته أن تصحبه إلى حمام الطائرة ورغم عدم رغبتها إلا أنها استجابت أخيرا لإلحاحه وعندما عادت كان قد إحتل مقعدها إلى جواري وتركها تحتل مقعده ... لم أشأ التحدث إليه فقد كانت ملامحه قد قادت تقديراتي إلى تفضيل الصمت . ونواصل ..........
01-07-2010, 05:03 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
عادت إلى فكري تلك الأفكار المضطربة الهائمة الحائرة ... الطائرة لازالت تحلق بين أو فوق السحاب وضجيج الركاب أخذ في الانحسار التدريجي لدرجة أشبه بالصمت بينما نام أغلب من باتلطائرة ولم يبق سوى صوت الأزيز . ماذا سيحدث ؟؟؟؟ هكذا بدأ فكري الحائر في الابحار ... بعد أقل من ساعتين سيكون الحدث مفصليا ... ترى هل سيصدق سعادة السفير أم أن السيناريو البديل الذي رسمته سيتم تنفيذه في خالة العكس ... وماالذي سيحدث عند الاضطرار لذلك السيناريو ؟؟؟؟ كنت في قرارة نفسي أتمنى أن يتم أمر دخولي بسلام ودون أية عوائق لأنني بالفعل لم أكن أريد للسيناريو الثاني أن يكون لأنه سيجر وبالا لاعلى الحكومة بل ربما سيمتد أثره للوطن ... ندمت على لحظة التسرع التي جعلتني أعدّ السيناريو قبل سفري فقد كنت بحق أريد إستعراض قوتي الحقيقية من خلال تجهيز الكوادر الصحفية والاسفيرية الفاعلة محليا ودوليا وتجهيز المؤثرين في العديد من منظمات حقوق الانسان ذات الوضع المؤثر والذين نسجت عبرهم شبكة متينة وتركتهم كقنبلة جاهزة للانفجار في حال عدم تلقيهم رسالة أو محادثة هاتفية مني بعد وصول الطائرة للمطار بثلاث ساعات . فكرت لحظة إعدادي السيناريو أنني سألقن الحكومة درسا لن تنساه أبدا وسأفاجأها بما لم تتحسبه وما لن تتمكن من إحتواء آثاره بعد أن أجعل من قضيتي قضية رأي عام يستمر ولا يتوقف إلا برد الاعتبار الكامل . ندمت في تلك اللحظة وقلت في نفسي بأنه مهما كانت المبررات ومهما تعرضت للظلم فإنني يجب أن أفكر بالعقل لا بالعاطفة فالسيناريو قد يرغمني على تغيير قناعاتي ... فهل سأكون من الضاغطين من أجل تسليم مواطن سوداني لجهة أجنبية مهما بلغ تباين الرؤى بيننا؟؟؟ وهل سأنضم لاحدى الحركات المسلحة وأنا الذي أفنيت عمري في الوقوف ضد الخلافات ومحاولة رأب كل صدع بالسلم والعقل ؟؟؟؟؟ هل سأستجيب لبعض طلبات الانضمام إلى جهات همها تمزيق وحدة الوطن وأنا الذي كنت أقف بصلابة أقارعهم الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق إلى الدرجة التي اتهمني فيها البعض باليمينية والبعض الآخر باليسارية وغير ذلك من الاتهامات التي أضطررت للرد عليها في بعض الأحيان ... كنت موقنا تماما في تلك اللحظات بأنني سأضطر لتطبيق السيناريو القهري ... عملت فكري كثيرا في شحذ الخطط الكفيلة بدرء آثار تطبيق ذلك السيناريو والحدّ من آثارها على قناعاتي الذاتية ولكنني وجدت أنه من الاستحالة بمكان تجنيب السقوط ولو الجزئي في القناعات وهو إحساس يدركه دون شك كل من يضطر لسلوك مثل هذا الطريق ... إجتاحني شعور غريب قي تلك اللحظات يشبه الاحباط الممزوج باحتقار الذات ... هل سأتسبب في ذيادة معاناة أهلنا الطيبين الذين يعانون بسبب محاولتي تأديب الطغمة الحاكمة ؟؟؟ كيف سأقابل ربي عندما يستلم أمانته وماذا أقول له ؟؟؟ حاولت التبرير بترديد الآية ( واعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم ) غير أن أعماقي كانت على غير قناعة بما أحاول إقناعها بها ؟؟؟ ماذا سيحدث لو تركت الأمر برمته وواجهن مصيري ؟؟؟ ماذا سيفعلون بي ؟؟؟ لن يتمكنوا من فعل شيء ... قد يسجنونني ولكن على الأقل وقتها سيتم التحقيق معي وسأعرف لماذا أصلا وضعوا إسمي في القوائم ... لن أبقى حائرا . أخيرا خزمت أمري ... كتبت رسالة نصية على الهاتف مفادها أنني وصلت بألف خير ولم أتعرض لأية مضايقات وقررت إرسالها للأطراف التي تنتظر تأكيد دخولي ىمصيري وقلت في نفسي أن من سيستقبلونني في المطار سأتركهم يرسلون الرسائل وبالفعل كتبت مجموعة الأرقام في رسالة أخرى على التلفون وقمت بخفظ الرسالتين في صندوق الحفظ . أحسست بشسيء من الارتياح فهانذا أخيرا إنتصرت لمبادئي وسأظل وحدويا ومن دعاة التآخي ونبذ العنف والتسامي من أجل المصلحة العامة المؤدية لتنمية يحتاجها المواطن المطحون ... وأخيرا أذّن مؤذن بالطائرة أن اربطوا الاحزمة فقد حانت ساعة الهبوط . ونواصل .....
01-07-2010, 05:04 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
عادت إلى فكري تلك الأفكار المضطربة الهائمة الحائرة ... الطائرة لازالت تحلق بين أو فوق السحاب وضجيج الركاب أخذ في الانحسار التدريجي لدرجة أشبه بالصمت بينما نام أغلب من باتلطائرة ولم يبق سوى صوت الأزيز . ماذا سيحدث ؟؟؟؟ هكذا بدأ فكري الحائر في الابحار ... بعد أقل من ساعتين سيكون الحدث مفصليا ... ترى هل سيصدق سعادة السفير أم أن السيناريو البديل الذي رسمته سيتم تنفيذه في خالة العكس ... وماالذي سيحدث عند الاضطرار لذلك السيناريو ؟؟؟؟ كنت في قرارة نفسي أتمنى أن يتم أمر دخولي بسلام ودون أية عوائق لأنني بالفعل لم أكن أريد للسيناريو الثاني أن يكون لأنه سيجر وبالا لاعلى الحكومة بل ربما سيمتد أثره للوطن ... ندمت على لحظة التسرع التي جعلتني أعدّ السيناريو قبل سفري فقد كنت بحق أريد إستعراض قوتي الحقيقية من خلال تجهيز الكوادر الصحفية والاسفيرية الفاعلة محليا ودوليا وتجهيز المؤثرين في العديد من منظمات حقوق الانسان ذات الوضع المؤثر والذين نسجت عبرهم شبكة متينة وتركتهم كقنبلة جاهزة للانفجار في حال عدم تلقيهم رسالة أو محادثة هاتفية مني بعد وصول الطائرة للمطار بثلاث ساعات . فكرت لحظة إعدادي السيناريو أنني سألقن الحكومة درسا لن تنساه أبدا وسأفاجأها بما لم تتحسبه وما لن تتمكن من إحتواء آثاره بعد أن أجعل من قضيتي قضية رأي عام يستمر ولا يتوقف إلا برد الاعتبار الكامل . ندمت في تلك اللحظة وقلت في نفسي بأنه مهما كانت المبررات ومهما تعرضت للظلم فإنني يجب أن أفكر بالعقل لا بالعاطفة فالسيناريو قد يرغمني على تغيير قناعاتي ... فهل سأكون من الضاغطين من أجل تسليم مواطن سوداني لجهة أجنبية مهما بلغ تباين الرؤى بيننا؟؟؟ وهل سأنضم لاحدى الحركات المسلحة وأنا الذي أفنيت عمري في الوقوف ضد الخلافات ومحاولة رأب كل صدع بالسلم والعقل ؟؟؟؟؟ هل سأستجيب لبعض طلبات الانضمام إلى جهات همها تمزيق وحدة الوطن وأنا الذي كنت أقف بصلابة أقارعهم الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق إلى الدرجة التي اتهمني فيها البعض باليمينية والبعض الآخر باليسارية وغير ذلك من الاتهامات التي أضطررت للرد عليها في بعض الأحيان ... كنت موقنا تماما في تلك اللحظات بأنني سأضطر لتطبيق السيناريو القهري ... عملت فكري كثيرا في شحذ الخطط الكفيلة بدرء آثار تطبيق ذلك السيناريو والحدّ من آثارها على قناعاتي الذاتية ولكنني وجدت أنه من الاستحالة بمكان تجنيب السقوط ولو الجزئي في القناعات وهو إحساس يدركه دون شك كل من يضطر لسلوك مثل هذا الطريق ... إجتاحني شعور غريب قي تلك اللحظات يشبه الاحباط الممزوج باحتقار الذات ... هل سأتسبب في ذيادة معاناة أهلنا الطيبين الذين يعانون بسبب محاولتي تأديب الطغمة الحاكمة ؟؟؟ كيف سأقابل ربي عندما يستلم أمانته وماذا أقول له ؟؟؟ حاولت التبرير بترديد الآية ( واعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم ) غير أن أعماقي كانت على غير قناعة بما أحاول إقناعها بها ؟؟؟ ماذا سيحدث لو تركت الأمر برمته وواجهن مصيري ؟؟؟ ماذا سيفعلون بي ؟؟؟ لن يتمكنوا من فعل شيء ... قد يسجنونني ولكن على الأقل وقتها سيتم التحقيق معي وسأعرف لماذا أصلا وضعوا إسمي في القوائم ... لن أبقى حائرا . أخيرا خزمت أمري ... كتبت رسالة نصية على الهاتف مفادها أنني وصلت بألف خير ولم أتعرض لأية مضايقات وقررت إرسالها للأطراف التي تنتظر تأكيد دخولي ىمصيري وقلت في نفسي أن من سيستقبلونني في المطار سأتركهم يرسلون الرسائل وبالفعل كتبت مجموعة الأرقام في رسالة أخرى على التلفون وقمت بخفظ الرسالتين في صندوق الحفظ . أحسست بشسيء من الارتياح فهانذا أخيرا إنتصرت لمبادئي وسأظل وحدويا ومن دعاة التآخي ونبذ العنف والتسامي من أجل المصلحة العامة المؤدية لتنمية يحتاجها المواطن المطحون ... وأخيرا أذّن مؤذن بالطائرة أن اربطوا الاحزمة فقد حانت ساعة الهبوط . ونواصل .....
01-07-2010, 05:06 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
نظر مسؤول الجوازات إلى أوراقي وإعادها لي بسرعة طالبا مني تغيير إستمارة الدخول فقد أخطأت في التعبئة حيث قمت بتعبئة إستمارة وصول أجنبي ... قلت له أريد إستمارة فارغة ... أشار لمسؤول جوازات آخر بجواره أتاني بالاستمارة التي قمت بتعبئتها وتسليمها له فاستلمها مع الجواز وضغط على أزرار الكمبيوتر ثم حمل الختم ووضع خاتم الدخول على جوازي ومدّه إلىّ ... سألته بذهول .. ( هل يمكنني الدخول الآن ؟؟؟ ) ردّ عليّ باستغراب :- ( طبعا ) قلت له له بإصرار :- ( أمتأكد من أن إسمي ليس موجودا بقوائم الكمبيوتر ؟؟؟ ) لست أدري لماذا سألته هذه الأسئلة تاني كانت أشبه بأسئلة البقرة الصفراء قاقعة اللون . شكّ في الآمر وقال لي :- ( هات الجواز لأتأكد ) مددت له الجواز ؛؛ بحث في الكمبيوتر من جديد ثم قال لي :- ( لايوجد قيد. تفضل ) فرحة غامرة إجناحتني في تلك اللحظات ... هانذا حرا طليقا في وطن كامل أحسست لأول مرة أنني امتلكته دون قيود ... آه ياوطن لو يدرون كم أصدقك الحب ... ثلاث من المستقبلين إنضموا للمستقبل الأول وتحركنا جميعا لانتظار الأمتعة . أكثر من ساعتين من الانتظار أمام السير حتى جاءت الامتعة التي حملناها وانطلقنا نحو الخارج . إلتقيت بأقاربي الذين أنهكهم الانتظار منذ ليلة الأمس ... أول شيء فعلته أنني حملت هاتف إبن أخي وقمت بتبديل شرائح الهاتف ومن ثم أرسلت الرسائل النصية على عجل
ونواصل .....
01-09-2010, 10:26 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
Quote: أكثر من ساعتين من الانتظار أمام السير حتى جاءت الامتعة التي حملناها وانطلقنا نحو الخارج . إلتقيت بأقاربي الذين أنهكهم الانتظار منذ ليلة الأمس ... أول شيء فعلته أنني حملت هاتف إبن أخي وقمت بتبديل شرائح الهاتف ومن ثم أرسلت الرسائل النصية على عجل
ونواصل .....
01-09-2010, 10:53 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
كقروي دخل المدينة لأول مرة في حياته ظللت أتلفّت وكأنني أتعرف على شوارع الخرطوم ومحالها لأول مرة في حياتي . بالفعل كنت أحس بإحساس غريب جدا ... كنت كزائر الخرطوم للمرة الأولى .. كنت مشدوها بكل شيء .. سعيدا بكل التفاصيل ..... حقا تبقى الخرطوم مهما فعلت فينا هي الخرطوم ... تبقى نكهتها المميزة ذات النكهة وإحساسنا بالحياة فيها يجعلنا نرمي كل جبال الهموم ونولد من جديد . السيارة التي كانت في انتظاري شقت الزحام بصعوبة وأنا مأخوذ بشكل الحياة ... هذا هو النفق وتلك عفراء مول وعلى يميني نادي الضباط ... والسيارة تنطلق وأنا مشدوه حتى وصلت المنزل ونواصل .....
01-09-2010, 10:54 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
عيد الأضحى كان على الأبواب ولم يكن هنك وقت فآثرت الانطلاق إلى مدينة الابيض ورفضت الذهاب بسيارة خاصة حتى لا أفقد متعة ركوب الباص المنطلق من ميناء الخرطوم البري .. التفاصيل الدقيقة أهتم بها أكثر من غيرها ربما بسبب إدماني كتابة السيناريو والدراما ... ست الشاي بجوار الميناء البري ولقيمات الصباح ... الأمتعة أودعناها لحمال يجر عربته ويحمل الرقم 33 ومن ثم دخلنا الميناء ... رغم اكتظاظ الميناء من الداخل وكثرة عدد الباصات المنطلقة إلى مدينة عروس الرمال إلا أنني لم أجد أحدا أعرفه غير من يرافقني من الأهل وهذا بالنسبة لمواطني الابيض شيء مستغرب ... فالمدينة الكبيرة يعرف أهلها بعضهم غير أن الأشكال التي رأيتها كلها كانت غريبة عني ... قلت في نفسي ربما لطول الغياب أثر في عدم المعرفة ولكنني لاحظت أن إبنة وابن أخي اللذان صحباني لم يسلما على أحد ... سألتهما مستغربا هل هما متأكدان من ان الموقف فعلا يخص مدينة الابيض ولماذا لم يعثرا على شخص يعرفانه فضحكا وأجابتني ابنة أخي بأن أبيض اليوم ليست أبيض الأمس لأن معظم سكانها قد هجروها وزحف إليها سكان لا يدرون من أين أتوا . وانطلق الباص ولكنه انطلق بسرعة بطيئة بعد أن تجمّع مع عدد كبير من الباصات التي تسير وراء بعضها بسرعة واحدة ومراء سيارة الشرطة التي صحبتنا من جبل أولياء حتى مدينة الابيض . ونواصل....
01-09-2010, 10:57 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
الطريق هي الطريق ... الفقر المدقع والجفاف والتصحر مأساة تنطقها الفضاءات الكردفانية الشاسعة الممتدة بلا منتهى والاغنام ترقد تحت ظلال الاشجار ومعها الرعاة الذين لايملكون سوى الفراغ الرهيب ... نقاط التفتيش تتعاقب لدرجة تشعرك بأن نملة لايمكنها المرور وتساؤل كبير قفز إلى الذهن أكثر من مرة ... ( كيف دخل خليل ابراهيم بسياراته وجنوده وعتاده مدينة امدرمان ؟؟؟؟ وكيف تدخل شحنات المخدرات الضخمة التي أضاعت أفضل الشباب ؟؟؟ ) أفكار كثيرة تجاذبتني وارتد بي شريط البال إلى أفكار كثيرة مشتتة ... تذكرت أرض الخليج التي قدمت منها وكيف أنني نسيت كل الدنيا بعد خروجي من مطار الخرطوم الدولي وغسلت كل همومي ... الكفاح المرير الذي خضته في حياتي لآكون والصبر الطويل الذي علكته لأتعلم ... حاولت أن أعدد ما قمت به من أعمال نافعة للبشرية ... لقد ساهمت بقوة في بناء بلدان كثيرة ... ساهمت في إعداد الكوادر البشرية وفي البناء الحضاري ... أسست أكثر من عشرة محطات فضائية أصبح العالم كله يعرفها ... سجلت بأفكاري وتنفيذي بعض البلدان في موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية ... ساهمت في اكتشاف ورعاية أشخاص أصبحوا الان من أعلام الدنيا ... مثلت بلادي خير تمثيل ... وبالمقابل ماالذي فعلته لبلادي التي أنجبتني وعلمتني ورعتني وأعطتني الاسم والانتماء ؟؟؟ لا شيء ... الاحتفالات والمناسبات التي ساهمت بقوة في إقامتها بالخارج من أجل بلادي ما جدواها ؟؟؟ المساهمات التي قدمتها في مختلف المحافل والروابط السودانية التي أقمتها أو ترأستها أو شاركت في مجالس إدارتها جعلتني معروفا جدا بالخارج ولكن من أنا في بلادي ؟؟؟!!! سؤال جعلني أحس بمرارة شديدة .. نعم ... من أنا في بلادي ؟؟؟ ربما نكرة ... نعم نكرة ... نكرة لآنني لم أقدم شيئا بالداخل رغم عظمة وكم ما قدمته للبلاد في الخارج فالبلاد تعيش انفصاما كبيرا وتباينا وطلاقا بائنا بين شخصيتها بالداخل والخارج . ما الذي يتوجب عليّ عمله بالداخل لأوفي بلادي جزءا من حقوقها عليّ ؟؟؟ بلادي حتى ملامحها لا أعرفها ... حتى الخرطوم وامدرمان وبحري لا أكاد أميز بين أحياءها بعد أن كنت أحفظ العاصمة المثلثة شارعا شارعا ... كل شيء قد تغير ... أجل كل شيء قد تغير .. أخلاقيات الناس نفسها قد تغيرت وللأسوأ ... قيم كثيرة إندثرت وتلاشت ... أشياء كثيرة زوت وأشياء إيجابية وسلبية دخلت حياة السودان لايدركها ويحسها إلا من غاب مثل غيابي الطويل .... وعاد بي شتات البال إلى هذه الفضاءات التي تلوح أمامي والسكة الحديد التي ترقد في انتظار قطار لن يأتي بعد أن كانت ذات يوم ملهمة الشعراء ومفرقة ومجمعة الأحبة ومصدرا للأرزاق ... وشارع الأبيض الذي تركته بعافيته قبل خمسة أشهر هاهوذا يترهل بفعل أمراض حفرية أخاديدية تكشف سوأة ورداءة الصناعات الصينية وتتحدث بقوة عن فوضى المواصفات وضعف المواطنة في نفوس المراقبين لتنفيذ التعاقدات فالشوارع المرصوفة في كل بلاد الدنيا تقوم على مواصفات قياسية من حيث االطبقات ودراسة الأحمال التي تمر فوقها والتضاريس التي تقوم عليها وما إلى ذلك من علوم فقه الطرق وليس من المعقول أن يترهل الطريق ويمتليء بالحفر في هذا العمر القصير لو كان القائم على الأمر حريصا على مواصفات الجودة ومالكا للحس الوطني الذي يعي مايمثله الطريق من همزة وصل ووسيلة عيش للكثيرين . وأخيرا وبعد أكثر من ثمانية ساعات لاحت مدينة الأبيض .. واستقبلنا مبنى الأمم المتحدة جوار المطار الدولي . أحسست بانقباض شديد وأنا أشاهد المبنى الضخم الذي يمثل دولة داخل دولة واستعمارا علنيا ... فللأمم المتحدة طائراتها وأرقام سياراتها وقوانينها ونظمها ولها أيضا سيادتها التي تعلو حتى على سيادة الدولة وقلت في نفسي ( ملعون أبو اللقمة التي تطعمها الأمم المتحدة والمنظمات الأجنبية ) ... ليس بالخبز وحده يحيا الانسان وملعون أبو السياسات السيئة التي تجعل بلدا كالسودان يعتمد على لقمة غيره ... ضحكت باستهزاء ومرارة وأنا أتذكر ما درسته في مراحل سابقة من أن السودان هو سلة غذاء العالم ... نعم هو الان سلة غذاء تأتي به منظمات العالم وبالتأكيد ليس الأمر لله ولا للانسانية . أدركت أن هجرة الكفاءات السودانية تبقى واحدة من أكبر أسباب النكسة وتهجير الكفاءات يبقى نكسة أكبر . ونواصل ......
01-09-2010, 10:58 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
عاجلني عيد الأضحى في مدينة الأبيض وهو أول عيد لي بالبلاد منذ أكثر من عشرين عاما ... الطعم كان مختلفا حقا فأندادي في الحي والذين شتتهم السبل خارج وداخل البلاد كان معظمهم قد عاد لقضاء العيد مع ذويه وعاد للحي رونقه وبريقه . الغريب في الأمر ورغم كثرة عددنا كنا بالنسبة للعديدين مجموعة غرباء أو أقدمون كانوا كما قالوا يسمعون عن مغامراتنا السابقة أيام ( شيطنة ) الطفولة والصبا وقد أصبحنا جزءا من حكايا الحي القديمة كما حال ( فتوات ) مصر في قصص الأديب الراحل نجيب محفوظ .. والأجيال الجديدة التي حملت من بعدنا الراية وجدنا فرقا كبيرا ما بيننا وبينها ... إجتمعنا معا وقررنا أن نقيم ما يمكن أن نسميه حوار الأجيال .... حاولنا الإقتراب منهم والجلوس معهم وأسفرت التجربة عن نتائج مذهلة فقد كان النقاش بيننا رائعا وحاولنا أن ننقل خبرتنا لهم وأن نحافظ على سبل التواصل ساعدنا على ذلك اجتماعنا كجيل قديم ووجود بعضنا من المرابطين بينهم . ونواصل ....
01-09-2010, 11:02 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
بعد العيد مباشرة بدأت مطاردة قطعة أرضي التي استحققتها منذ تسعينات القرن الماضي ولم تسعفني إجازتي القصيرة السابقة بإتمام إجراءاتها ... ثلاثة أيام متتالية أذهب إلى مكتب التخطيط العمراني والوزير لازال في إجازة العيد والموظفين ليس بيدهم شيئا يفعلونه .. في اليوم الرابع التقيت بمدير الأراضي ... ناقشته حول الأمر فقال لي أن أنتظر الخطة الإسكانية القادمة التي لايدري موعدها أو أشتري أرضا برسم الاستثمار ... ثارت ثائرتي وتحدثت معه بقوة المنطق فقال لي أنه حتى في الخطة القادمة سيعطيني في المناطق التي يتم تقسيمها خارج الأبيض القديمة قلت له كيف تخرجون أصحاب المدينة منها وتعطونها لغيرهم قال لي أنني من ( غيرهم ) فقلت له ( لهذا السبب خرج منها أهلها ) ... ضحك وهدأ من روعي وحاول أن يشرح لي ضغوط الطلبات حتى وصلنا لحل وسط ورغم ذلك لم أستلم قطعة الأرض حتى رجوعبي .
ونواصل ...
01-09-2010, 11:18 AM
أحمد الشايقي أحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611
Quote: وانطلق الباص ولكنه انطلق بسرعة بطيئة بعد أن تجمّع مع عدد كبير من الباصات التي تسير وراء بعضها بسرعة واحدة ومراء سيارة الشرطة التي صحبتنا من جبل أولياء حتى مدينة الابيض
تحياتي أخ عبد الدين
كيف الحال والوضع في الأبيض وكيف حال أهلها. قرات كتابك الأول وكان رائعاً. وسوف أقرأ كتابك الثاني إنشاء الله بتأني. ولكن أتيت هنا لأسلم عليك وإذا عرفت من أكون لدي لك بعض الاسئلة عن أصدقاء ربما يكونوا مشتركين.
تحياتي
01-09-2010, 12:36 PM
محمد عبد الرحيم جمعة محمد عبد الرحيم جمعة
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 815
لابد للسودانيين المهنيين في المهاجر من إنشاء مرجعية خاصة بهـم
تكون مرجعية عامة وشاملة وديمقراطية وممثلة لكافة الاطياف الموجودة بتمثيل نسبي كامل
وافر التقدير
أحمد الشايقي
الأستاذ / أحمد الشايقي تحياتي كيف الحال والاحوال ؟؟؟ أتفق معك حول هذا الموضوع وكنت قد تطرقت له في هذا المنبر قبل أشهر وذدت عليه أن أمين عام جهاز شؤون المغتربين أيضا يجب أن يأتي بالانتخاب ... فإذا كان الوالي ورئيس الجمهورية يأتي بالانتخاب مابال المسؤول عن كل قطاعات المهاجرين .
المهاجرين يجب أن يمثلوا تمثيلا نسبيا وحتى قانون الانتخابات المعقد كان يجب بعد الفراغ من صياغته أن يعرض للاستفتاء حتى ولو في شكل إستبيان غير أننا أمة تعود مسؤولوها التقرير عنها بما تحب وما لاتحب لك تحياتي مجددا
01-09-2010, 03:55 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
كيف الحال والوضع في الأبيض وكيف حال أهلها. قرات كتابك الأول وكان رائعاً. وسوف أقرأ كتابك الثاني إنشاء الله بتأني. ولكن أتيت هنا لأسلم عليك وإذا عرفت من أكون لدي لك بعض الاسئلة عن أصدقاء ربما يكونوا مشتركين.
تحياتي
الأخ / محمد عبدالرحيم جمعه عاطر التحايا
حقيقة استوقفني الاسم قبل قراءة المداخلة ... لوكنت غير مخطئا فإن محمد عبدالرحيم جمعه الذي أعرفه هو من زاملني في الدراسة بمدرسة الابيض الاهلية المتوسطة وهو إبن أخ قريبي الأستاذ / إبراهيم جمعه ... لو كنت هو فأنت شخص لم تبارح الذاكرة فقد كنت من المتميزين حقا . وفي الحالتين يبقى وسام على صدري متابعتك لما كتبت
01-10-2010, 03:56 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
عاجلني عيد الأضحى في مدينة الأبيض وهو أول عيد لي بالبلاد منذ أكثر من عشرين عاما ... الطعم كان مختلفا حقا فأندادي في الحي والذين شتتهم السبل خارج وداخل البلاد كان معظمهم قد عاد لقضاء العيد مع ذويه وعاد للحي رونقه وبريقه . الغريب في الأمر ورغم كثرة عددنا كنا بالنسبة للعديدين مجموعة غرباء أو أقدمون كانوا كما قالوا يسمعون عن مغامراتنا السابقة أيام ( شيطنة ) الطفولة والصبا وقد أصبحنا جزءا من حكايا الحي القديمة كما حال ( فتوات ) مصر في قصص الأديب الراحل نجيب محفوظ .. والأجيال الجديدة التي حملت من بعدنا الراية وجدنا فرقا كبيرا ما بيننا وبينها ... إجتمعنا معا وقررنا أن نقيم ما يمكن أن نسميه حوار الأجيال .... حاولنا الإقتراب منهم والجلوس معهم وأسفرت التجربة عن نتائج مذهلة فقد كان النقاش بيننا رائعا وحاولنا أن ننقل خبرتنا لهم وأن نحافظ على سبل التواصل ساعدنا على ذلك اجتماعنا كجيل قديم ووجود بعضنا من المرابطين بينهم . ونواصل ....
01-11-2010, 09:11 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
بعد العيد مباشرة بدأت مطاردة قطعة أرضي التي استحققتها منذ تسعينات القرن الماضي ولم تسعفني إجازتي القصيرة السابقة بإتمام إجراءاتها ... ثلاثة أيام متتالية أذهب إلى مكتب التخطيط العمراني والوزير لازال في إجازة العيد والموظفين ليس بيدهم شيئا يفعلونه .. في اليوم الرابع التقيت بمدير الأراضي ... ناقشته حول الأمر فقال لي أن أنتظر الخطة الإسكانية القادمة التي لايدري موعدها أو أشتري أرضا برسم الاستثمار ... ثارت ثائرتي وتحدثت معه بقوة المنطق فقال لي أنه حتى في الخطة القادمة سيعطيني في المناطق التي يتم تقسيمها خارج الأبيض القديمة قلت له كيف تخرجون أصحاب المدينة منها وتعطونها لغيرهم قال لي أنني من ( غيرهم ) فقلت له ( لهذا السبب خرج منها أهلها ) ... ضحك وهدأ من روعي وحاول أن يشرح لي ضغوط الطلبات حتى وصلنا لحل وسط ورغم ذلك لم أستلم قطعة الأرض حتى رجوعي .
في الصباح الباكر توجهت نحو مبنى الاذاعة ..... مشاعر جارفة انتابني عند دخول المبنى ... نفس الجدران وذات الطلاء وذات ملامح الوجوه ... وأنا أدخل الاذاعة ضيفا زائرا عاد بي الفكر عقدين من الزمان حينما كنت أدخل متأبطا أوراقي وجاهزا لأداء عملي اليومي ... طافت بذاكرتي ملامح شخصيات ظلت صاحبة فضل في صناعة شخصيتي الاعلامية كالاستاذ / عوض محمداني طيب الله ثراه وهو أول مدير للاذاعة والأساتذة محمد عثمان الحلاج وموسى شيخ الربع وحامد عثمان أطال الله أعمارهم وغيرهم من الأساتذة الذين أكن لهم في أعماقي أسمى سور العرفان والوفاء والامتنان ... دخلت مكتب مدير الاذاعة الاستاذ / ناجي المريود ودخل علينا الاستاذ / موسى شيخ الربع الذي بدأ بصراحتهالمعهودة في انتقاد الأحوال المالية للاذاعة ويبكي أطلالها في أيامنا الغابرة ... فالاذاعة تكاد تكون معدمة لاتملك غير سيارة أمجاد متهالكة تشتكي أعطاب كبر السن واهمال العلاج والصيانة ولاتوجد ميزانيات برامجية أو رصيدا برامجيا والجميع مع فقر الامكانيات يحاول دفعها بالحب والحماس . تلفزيون الولاية هو الآخر لايختلف كثيرا عن الاذاعة وقد يكون الحال بالاذاعة أفضل ؛ فالجيش الجرار من العاملين بقطاع التلفزيون لايملك سوى كاميرا واحدة متهالكة أنهكها الركض وراء التحركات المكوكية لكبار المسؤولين لبثها في فترة البث القصيرة التي لاتجد حقها من المتابعة والاهتمام ولايكاد التلفزيون يجد حظوة جماهيرية إلا في الأوقات التي يبث فيها كرة القدم فسكان الأبيض كغيرهم من سكان الرقعة الجغرافية للبلاد يملكون ثقافة واسعة ومتابعة مستمرة لكرة القدم وأخبارها ونجومها وقد قامت العديد من دور مشاهدة كرة القدم البدائية في الاحياء المخططة والعشوائية من المدينة واكتظت بالمتعاملين معها .. حتى سينما كردفان وعروس الرمال أصبحتا تبثان المباريات المحلية والدولية بدلا عن الافلام . الأبيض لم تعد هي الابيض القديمة وإن كانت الابيض القديمة لازالت تحتفظ بملامحها في محاولة للبقاء أمام سرطان التمدد الذي ضاعف المساحة القديمة أضعافا مضاعفة . مساحة الحرية التي وجدتها بعموم البلاد خاصة في الابيض أجزم بأنني لم أجد لها مثيلا في كل بلدان الدنيا التي وطأتها قدماي وهي حرية فطرية عجزت كل الانظمة السياسية التعاقبة عن ترويضها أو حرفها عن مسارها فالشعب يملك وعيا سياسيا كبيرا في النقاش وطرح الرؤى ويرفع صوته عاليا بالشكوى والنقد دون خوف أومواربة . الصحف الصادرة كل صباح تمثل تيرمومترا حقيقيا لقياس الحريات العامة ورغم ذلك تعاني الخدمة المدنية من سوء وترهلات وبيروقراطية وروتين قاتل وسقوط مريع ... والفساد المالي والاداري والرشاوى أصبحت معلنة وشرطي المرور وظيفة أهم من رئاسة الجمهورية يهاب الجميع شاغلها ويتحاشون الصدام به في حين أن النظام المروري يعاني الكثير من الاشكاليات على رأسها الشوارع المتهالكة وغير الصالحة للاستعمال والمنعدمة الاضاءة ... المياه والكهرباء تعانيان من إنقطاع مستمر والفوضى المرورية تبين جلية في كل شارع من شوارع المدينة . جلست مع الاستاذ ناجي المريود مدير قطاع الاذاعة وتحدثنا قليلا حول الهموم التي تواجهه وافتقاره أبسط سبل المواصلة والبقاء وحاجة الاذاعة لبرامج وأجهزة لتتمكن من أداء دورها بشكل فعال ومن ثم ذهبت إلى التلفزيون . تغييرا وظيفيا سبق قدومي للمدينة حيث تم إعفاء الاستاذ المبدع / الشاذلي يوسف من منصب مدير الهيئة الولائية لقطاع الاذاعة والتلفزيون وعيّن مكانه الزميل الاستاذ المبدع / منير الغالي . الزميل الشاذلي التقيته بسوق المدينة وتجاذبنا أطراف الحديث دون الدخول في تفاصيل حيث علمت منه أنه في إجازة مفتوحة وأنه الآن يدير معهده الخاص الذي دعاني لزيارته ومن ثم التقيت الزميل منير الغالي وكان يزمع السفر للخرطوم في اليوم التالي لاكمال لاكمال عوامل إجرائية وتحدثنا مطولا حول التلفزيون ودوره ومن ثم بعد ذلك إلتقيت الاستاذ / مبارك حامد وزير الاعلام بالولاية . ونواصل
01-11-2010, 02:12 PM
محمد عبد الرحيم جمعة محمد عبد الرحيم جمعة
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 815
Quote: لوكنت غير مخطئا فإن محمد عبدالرحيم جمعه الذي أعرفه هو من زاملني في الدراسة بمدرسة الابيض الاهلية المتوسطة وهو إبن أخ قريبي الأستاذ / إبراهيم جمعه
عين الصواب يا عبد الدين وراجع ليك ومعي بعض الذكريات التي لها 30 سنة تماماً وكمالاً لتتخلل طيات كتابك الشيق.
تحياتي،،،
01-11-2010, 02:12 PM
محمد عبد الرحيم جمعة محمد عبد الرحيم جمعة
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 815
تحياتي عبدالدين هنا زملاء ثلاثة عقود مضت - طلاب الصف الثالث الياس بمدرسة الأبيض الأهلية المتوسطة. على ما أعتقد أنت غير موجود في هذا الرسم ولكن آتيك بآخر عسى أن تجد عبد الدين سلامة.
ما أروعك وأنت تقودني في رحلة ذكروية رائعة عبر السنين ... بالفعل أنا موجود في هذه الصورة بجوار الصديق عثمان أبوالعاص ... في انتظار المزيد وعلى أحر من الجمر
01-13-2010, 11:50 AM
محمد عبد الرحيم جمعة محمد عبد الرحيم جمعة
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 815
أين عثمان أبو العاص وفي أي البقاع يوجد آخر عهدي به في العام 1983م بخورطقت الثانوية ومنها لا حس وخبر عن الصديق عثمان أبو العاص، متأمل سماع أخبار منك عنه.
طبعاً توجد صورة آخرى مكملة لهذه الصورة وعبد الدين يدو واضحاً بها في الصف الأول.
وطبعاً جايك كما ذكرت بتأني عن الكتابين والروعة المتدفقة بين الأسطر.
تحياتي،،،
01-13-2010, 11:50 AM
محمد عبد الرحيم جمعة محمد عبد الرحيم جمعة
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 815
أين عثمان أبو العاص وفي أي البقاع يوجد آخر عهدي به في العام 1983م بخورطقت الثانوية ومنها لا حس وخبر عن الصديق عثمان أبو العاص، متأمل سماع أخبار منك عنه.
طبعاً توجد صورة آخرى مكملة لهذه الصورة وعبد الدين يدو واضحاً بها في الصف الأول.
وطبعاً جايك كما ذكرت بتأني عن الكتابين والروعة المتدفقة بين الأسطر.
تحياتي،،،
01-13-2010, 12:14 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
لصحبة الزميل الصحفي ياسر قطية الذي طالق غربة الامارات منذ سنوات خلت واستقر بالابيض مراسلا لصحيفة أجراس الحرية وعدد من الصحف العاصمية إضافة لدفعه العمل الاعلامي بالولاية التقيت بالوزير مبارك حامد ... وكان الزميل منير الغالي قد دفعنا لمناقشة موضوع القناة الفضائية التي اتفقنا على انشائها باسم ( قناة الغرّة ) وهو الاسم الذي اختاره الاستاذ منير . التقانا الوزير مبارك بترحاب شديد وهو نموذج للوزير إبن المنطقة الذي تلمس في نبراته هم التغيير والارتقاء إضافة للفهم الاعلامي المهني وبدأنا نلتقى لقاءات شبه يومية لبلورة الموضوع ووضع أسس الزيارة التي سيترأسها للامارات يصحبه وفد من فرقة فنون كردفان وإذاعة وتلفزيون الولاية إضافة للمطرب المبدع عبدالرحمن عبدالله . ونواصل
01-13-2010, 05:56 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
أين عثمان أبو العاص وفي أي البقاع يوجد آخر عهدي به في العام 1983م بخورطقت الثانوية ومنها لا حس وخبر عن الصديق عثمان أبو العاص، متأمل سماع أخبار منك عنه.
طبعاً توجد صورة آخرى مكملة لهذه الصورة وعبد الدين يدو واضحاً بها في الصف الأول.
وطبعاً جايك كما ذكرت بتأني عن الكتابين والروعة المتدفقة بين الأسطر.
تحياتي،،،
توقعت أن أكون ذلك الذي بجوار عثمان أبوالعاص ... عثمان أبوالعاص منذ أن إفترقنا بمدرسة الابيض الاهلية المتوسطة لم ألتقيه إلا في إجازتي الاخيرة التي أتيتها قبل أيام فقد إستقر بالابيض بعد أن هجر الولايات المتحدة ... أصبح الآن أبا وربا لآسرة ويعمل معلم لغة إنجليزية بأحد معاهد الابيض .
01-14-2010, 05:52 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
لصحبة الزميل الصحفي ياسر قطية الذي طالق غربة الامارات منذ سنوات خلت واستقر بالابيض مراسلا لصحيفة أجراس الحرية وعدد من الصحف العاصمية إضافة لدفعه العمل الاعلامي بالولاية التقيت بالوزير مبارك حامد ... وكان الزميل منير الغالي قد دفعنا لمناقشة موضوع القناة الفضائية التي اتفقنا على انشائها باسم ( قناة الغرّة ) وهو الاسم الذي اختاره الاستاذ منير . التقانا الوزير مبارك بترحاب شديد وهو نموذج للوزير إبن المنطقة الذي تلمس في نبراته هم التغيير والارتقاء إضافة للفهم الاعلامي المهني وبدأنا نلتقى لقاءات شبه يومية لبلورة الموضوع ووضع أسس الزيارة التي سيترأسها للامارات يصحبه وفد من فرقة فنون كردفان وإذاعة وتلفزيون الولاية إضافة للمطرب المبدع عبدالرحمن عبدالله .
ونواصل .....
01-16-2010, 12:10 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
تناقشنا طويلا حول موضوع الفضائية ومعنا مدير مكتب الوزير وبدانا اتخاذ خطوات ورقية جادة حيث قدمت لهم الدراسات المالية والتسييرية للقناة واتفقنا على كيفية جمع المال اللازم لاقامتها وخيّرنا الوزير بين بيت حكومي يقع غرب أستاد الابيض وبين الجهة الجنوبية لمسرح عروس الرمال الذي قمنا بزيارته ووجدناه يعاني من الترهل فالخشبة لم يتم تغييرها منذ إنشاؤها في عهد مايو حيث تم إنشاء المسرح على عجل لاستضافة الدورة المدرسية في ذلك الوقت وسقطت جدرانه مرة أثناء التشييد والستارة هي الستارة القديمة ولا شيء صالح به غير مكتب الاستاذ / جماع مدير المسرح .... فرقة فنون كردفان العريقة هي الاخرى وجدتها تعاني الكثير بعد أن سقط تماما جدارها المقابل للفولة الشهيرة بفولة الحلب ... الاهتمام بالثقافة في مدينة الابيض لم يعد ذلك الاهتمام رغم مجهودات الوزير والمؤسسات الثقافية جميعها متهالكة تعاني العوذ وافتقار أبسط وسائل الاستمرارية والبقاء . ونواصل ....
01-16-2010, 12:12 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
في تلك الليلة لم تنم مدينة الابيض باكرة كعادتها ... مظاهرات ليلية صاخبة وأبواق السيارات تنطلق من هنا وهناك والمدينة عن بكرة أبيها مستيقظة بهتافات عالية فقد هزم الهلال المريخ بهدفين لهدف وقامت الدنيا ولم تقعد . إنها مدينة تحب كرة القدم أكثر من حبها للطعام ... حتى الاطفال لم يغمض لهم جفن في تلك الليلة وتمنيت لو أن التوحد والالتفاف حول فريقي الهلال والمريخ يكون عبرة للجميع كي يلتفون حول قضايانا الوطنية الاساسية ويعشقون البلاد بذات العشق ..وضحكت في أعماقي وأنا أسترجع الاهداف التي جاءت من أقدام لاعبين لايحملون جنسية البلاد . ونواصل ....
01-16-2010, 12:13 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
في اليوم التالي وبناءا على ترتيبات سابقة مع الاستاذ منير الغالي وبإشراف الاستاذ / ناجي المريود مدير الاذاعة بدأت الدورة التأهيلية التي أقمتها في الاعداد والتقديم لموظفي الاذاعة والتلفزيون . خمسة وعشرون من الخامات الرائعة التي افتقرت كل وسائل العمل الاعلامي ولم تحمل معها سوى مواهب كبيرة لو وجدت التأهيل المناسب والأجهزة المساعدة لنافست أكبر أسماء المهنة . ورغم ان الدورة تم ضغطها في يومين فقط بسبب نفاذ أيام إجازتي وارتباطاتي بالخرطوم إلا أنها كانت حصاة حركت شيئا من مياه بركة ساكنة وكشفت حماس المتلقين وقدراتهم الاستيعابية العالية وتعطشهم للمعرفة واستعدادهم للعطاء والتميز .
ونواصل ....
01-16-2010, 05:33 PM
محمد عبد الرحيم جمعة محمد عبد الرحيم جمعة
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 815
من عرفتهم وقوفا من اليمين إلى اليسار رقم 3 حاتم الحلبي رقم 5 علي أبوزيد وبجواره آدم ذلك الشاب الشاطر المميز قبل الاخير بنظاراته محمد يحي لآنه الوحيد الذي كان يرتدي نظارة في الفصل وإلى يمينه سليمان الرشيد ... الجلوس من اليمين رقم 3 الذي شككت في أن أكون أنا ... رقم 4 دون شك عثمان أبوالعاص أما أنت فقد ذهبت إحتمالاتي إلى أقصى اليمين وقوفا وأقصى الشمال جلوسا ... الصورة ليست واضحة بما فيه الكفاية وحينما أحاول تكبيرها تضيع المعالم ... بعدين يا محمد عيون اليوم ليست عيون الامس بالتأكيد إقتاتت منها السنوات ما استطاعت ... ولكنني لا أستطيع وصف سعادتي بك والصور وفي الانتظار
01-18-2010, 04:46 PM
محمد عبد الرحيم جمعة محمد عبد الرحيم جمعة
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 815
Quote: من عرفتهم وقوفا من اليمين إلى اليسار رقم 3 حاتم الحلبي
صاح 100%
Quote: رقم 5 علي أبوزيد
عبد الدين لا يوجد في دفعتنا شخص بهذا الاسم، كان معنا أحمد أبو أبو زيد وهو في الصورة الثاني من اليسار. ورغم (5) ما دفعتنابل ورانا بسنة وهو شقيق الأخ/أبو بكر عثمان موسى (الدباغة).
Quote: وبجواره آدم ذلك الشاب الشاطر المميز
آدم مين يأ عبد الدين أعتقد إنك تعني آدم إبراهيم عثمان ود جيراناوهو غير موجود في الصورة بل بالصورة الأولي وأعتقد الفي هذه الصورة الأخ/أحمدالله جابو.
Quote: قبل الاخير بنظاراته محمد يحي لآنه الوحيد الذي كان يرتدي نظارة في الفصل
صاح 100%
Quote: الجلوس من اليمين رقم 3 الذي شككت في أن أكون أنا ...
تيقن
Quote: رقم 4 دون شك عثمان أبوالعاص
صاح 100%
Quote: أما أنت فقد ذهبت إحتمالاتي إلى أقصى اليمين وقوفا وأقصى الشمال جلوسا ...
لا هذا ولا ذاك أنا غير موجودهنا بل في الصورة الثانية وسوف أوضح لك موقعي لاحقاً.
Quote: ولكنني لا أستطيع وصف سعادتي بك والصور وفي الانتظار
نفس الشعور أخي عبد الدين ووسعدت أكثر بجمال حرفك.
01-19-2010, 10:31 AM
نعمات حمود نعمات حمود
تاريخ التسجيل: 07-14-2008
مجموع المشاركات: 2521
Quote: عبد الدين لا يوجد في دفعتنا شخص بهذا الاسم، كان معنا أحمد أبو أبو زيد وهو في الصورة الثاني من اليسار. ورغم (5) ما دفعتنابل ورانا بسنة وهو شقيق الأخ/أبو بكر عثمان موسى (الدباغة).
فعلا قصدت أحمد أبوزيد
Quote: آدم مين يأ عبد الدين أعتقد إنك تعني آدم إبراهيم عثمان ود جيراناوهو غير موجود في الصورة بل بالصورة الأولي وأعتقد الفي هذه الصورة الأخ/أحمدالله جابو.
صدقت
Quote: لا هذا ولا ذاك أنا غير موجودهنا بل في الصورة الثانية وسوف أوضح لك موقعي لاحقاً.
في الانتظار
Quote: نفس الشعور أخي عبد الدين ووسعدت أكثر بجمال حرفك
إحساس الانتماء والقرب ومجموعة من الاحاسيس التي لاتعبر عنها الكلمات هو ما يحسه الفرد فينا حينما يلتقى بزميل يمثل جزءا من مسيرة حياته .... أين موقعك الان من الكرة الارضية
01-19-2010, 10:36 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
المداخلة الماضية جاء الاسم بالخطأ فقد دخلت للموقع زميلتنا نعمات حمود ونسيت فيما يبدو الخروج ودخلت بعدها دون أن أنظر للاسم فجاءت المداخلة التي كتبتها باسم الزميلة تعمات حمود لذا لزم التنويه
01-19-2010, 04:52 PM
محمد عبد الرحيم جمعة محمد عبد الرحيم جمعة
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 815
إضراب المعلمين في المدارس الحكومية بدأ مع بداية العام وقد أدمى قلبي حال الطلاب الفقراء الذين ينتمون للمدارس الحكومية وهم يشاهدون أقرانهم الدارسين في المدارس الخاصة يرتدون الزي المدرسي ويذهبون لمدارسهم في كل صباح ... المعلمين أيضا تدمي حالتهم القلوب فأشهر طويلة من البناء والعطاء مرت بلا رواتب وكأنهم وأسرهم سيقتاتون هواء الله . الاهتمام بالتعليم كالاهتمام بالاعلام والمعيشة لا مكان له في وطني ... لست أدري لماذا يغفل المسؤولون عن أهم أساسيات بناء المجتمع ( الصحة والتعليم والاعلام والحياة المعيشية ) إنها ركائز لكل بنية أساسية لمجتمع مستقر ومعافى غير أننا دائما نسبح عكس التيار ودائما على استعداد للصرف البذخي على الشؤون السياسية والحزبية وسفريات المسؤولين التي لاطائل منها غير الهتافات الجوفاء التي تخرج من أفواه تبحث عن لقمة عيش ولا تجدها تهتف أملا في أمل معدوم ... لماذا لانصرف على الأشياء الضرورية والأساسية ؟؟؟ كل شيء عندنا مقلوبا بزاوية كاملة والمسؤولون يتشدقون بزيادة إنتاجنا الزراعي والصناعي والنفطي بينما معلمونا يضربون عن تعليم من لاذنب لهم ومن يفترض فيهم قيادة مسيرة الأيام القادمة والحفاظ على استمرار نهضة البلاد لأنهم ببساطة نفذ صبرهم فالتاجر الذي يقرض المعلم ليعيش سينقطع رأس ماله لو إستمر في الاقراض زمنا طويلا والمعلم مهنته التعليم ولا يعقل أن نشجع المعلم على إهمال التعليم وامتهان مهنة جانبية يتكسب منها لسد رمق بيته حتى تأتيه الرواتب المتأخرة ولماذا لاتتأخر رواتب رئيس الجمهورية ووزراءها ومسؤوليها وتتأخر رواتب المعلمين ؟؟ المعلم في بعض الدول المتقدمة يمنح نجمة تميزه عن بقية الناس ويفسح له المجال فلا يقف في الطوابير ويحترمه الناس لأنه باني المة والامين على مستقبلها ولأنه أهم شخصية مهنية في أي مجتمع من مجتمعات العالم إلا مجتمعنا السوداني . لاعب الكرة في السودان أقيم من المعلم بمليارات الدرجات وحتى مغنيات الأغاني الهابطة اللائي ينحن في كل الامسيات يبقين أفضل حالا من المعلم وهو أنقلاب خطير في المفاهيم الاجتماعية وقد تذكرت يوم كنا صغارا كيف كنا نتمنى أن نصبح معلمين بل حتى عندما نهرب من المذاكرة إلى السينما كنا نتمنى أن لانصطدم بأحدهم وكنا عندما نلعب الكرة في الميادين والساحات أو نتواجد في شوارع الاحياء فترة الاجازات وغيرها نهرب من الطريق عندما يمر به المعلم .. ورغم أن الكثيرين من معلمي اليوم أضاعوا هيبة المعلم فقد شهدت بأم عيني معلما يقتسم ( السيجارة ) مع طالبه وطالبا يأخذ من معلمه ( كيس السعوط ) إلا أن المعلم يظل معلما ولابد من تصحيح المسار . الانهيار الأخلاقي الذي تشهده الدولة سببه الاساسي عدم إهتمام الدولة بالمعلم وعدم إهتمام المعلم بهيبة المهنة وبالتالي إنعدام القدوة وانهيار كل مباديء التربية الوطنية وعلى المخططين الاجتماعيين إعادة النظر في هذه المواضيع الشائكة على الاقل لاصلاح ما أفسدته السياسات الخاطئة في الفترة المنصرمة وأجهزت الظروف الاقتصادية على ما تبقى منها . ونواصل ....
01-29-2010, 06:33 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
سوق الأبيض اليوم ليست هي سوق الامس وأقصد ( السوق الكبير) فالسوق الكبير ذكرني بميدان الحرية الذي تحول إلى الساحة الخضراء حينما كان يحتضن ذكرى المولد النبوي الشريف من حيث الزحام ... الناس زرافات ووحدانا ولا تكاد تجد مكانا للمسير ... أعداد الفتيات دون الثالثة والعشرين طاغيا بصورة ملحوظة والفساد الاخلاقي لاتخطئه العين ... السوق تحول لسوق آخر غير الذي نعرفه فقد تمت إزالة الجزارة وسوق الخضار واستبدل مكانهما بموقف للمواصلات العامة ... إختفت الباصات العتيقة وحلت محلها الامجاد ... إختفت المكتبات القديمة وحلت محلها مكتبات أشبه بالقرطاسيات .. ورغم تقدم المدينة في العمران والسكان إلا أنها تبدو كمدينة بدائية تفتقر أبسط الخدمات فالكهرباء والماء عقدة لم يكتب الله لهما الحل الجذري رغم العمر الطويل وانعدام أبسط الضروريات شيء عادي جدا ... الناس هازءة غير مكترثة بشيء ولا تنتظر من الحكومة شيء ولايهمها أن تقبع الحكومة في الحكم أو تستبدل بحكومة جديدة ... لا ... ليست هذه هي الأبيض الثائرة التي عرفت ... ليست هذه هي البيض التي ولدت وترعرعت بها ... حتى من فيها من السكان ليسوا هم سكانها الذين عرفت فالسكان الأصليين هاجر معظمهم إلى عاصمة البلاد حيث تتركز الخدمات الضرورية للحياة وسكان القرى نزحوا إلى الأبيض فملأوها عن آخرها ... وحتى من تبقى من السكان الصليين يشكون من عدم معرفتهم لسكان المدينة ويقولون دائما ( من أين أتى هؤلاء ؟؟!! ) فلقد تغيرت التركيبة السكانية للمدينة وماعادت عروس الرمال تمتاز بذاك التلاحم المعرفي القديم الذي يميزها عن كل مدن البلاد . ونواصل ...
01-29-2010, 06:42 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
عيد الأضحى أعاد البلاد لقديمها فهو المناسبة الوحيدة التي يعود فيها السكان الأصليين إلى عروس رمالهم ولكن المدينة في هذا العيد ورغم فرحة اللقاء الغامرة غدت حائط مبكى للذكريات الغابرة ... معظم أبناء الحي وزملاء الدراسة والمعارف عادوا في هذا العيد ... عدد كبير منهم عشق الاغتراب الداخلي وعدد هائل عمل مع المنظمات وتفرقت بهم السبل في مختلف أرجاء الوطن ... بعضهم إحتل مواقع مرموقة وبعض آخر لازال يئن تحت وطأة الفقر وعدد كبير أخذته دروب الهجرة خارج الوطن غير أن عرس اللقاء لم يستمر طويلا ولكن أكبر حسناته أنه أعاد لنفسي بريق العلاقات وأوجد لي علاقات جديدة جعلتني أستعيد معرفتي بالبلاد وأهلهل وقد إمتدت الاجازة لشهرين تقريبا بعد أن كان مقررا لها أن لا تتجاوز الشهر . ورغم ذلك لك أتمكن من تحديد حدود الابيض كاملة بفضل تمددها اللامتناهي . ونواصل
01-29-2010, 06:44 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
توجهت من مدينة الابيض إلى الخرطوم وكأن الاقدار تنتزعني انتزاعا فقلبي المعلق بهذه المدينة تعلق بها أكثر . في طريقي إلى الخرطوم بدأت استعرض على شاشة البال أحداث الشهر الذي قضيته بمدينة عروس الرمال ... الدورة التلفزيونية الاذاعية التي ظلت عالقة ببالي ومراكو التسجيل للانتخابات التي زرتها والتي لم تخل من تجاوزات عديدة .... قصة الوزير الذي صدّق عشرة ملايين لزيارته مع وفده للخرطوم من أجل إحضار سبعة ملايين هي حقوق عمال متأخرة ... رحلتي للخوي التي ذهبت إليها لحضور زواج الزميل العزيز ورفيق منتدى كردفان الثقافي الآخ أحمد التيجاني ماهل .. كانت الرحلة رائعة ومدينة الخوي التي كنت قبل عقدين أستغرق يوما كاملا للوصول إليها وصلتها في أقل من ساعتين ... رأيت كيف عاد صديقي أحمد التيجاني بدويا وكيف كان يجلد المتحمسين الذين قضت عادات الزواج عندهم بضرورة إظهار فراستهم عن طريق الجلد وكيف تابعت برجلي سيرته إلى بيت العروسة وهو على حصانه وحموع الفرسان بالاحصنة تتلاقفه أثناء المسير .. تذكرت لقائي بالشاذلي يوسف ومنير الغالي والوزير مبارك حامد ... تذكرت جولاتي المكوكية مع الصديق العزيز ياسر قطية ولقائي في دار حزب الامة الفدرالي بصديقي مرشحه للمجلس الوطني الاستاذ ونيس سليمان وحواري الطويل مع بعض قادته ... تذكرت ست الشاي التي تجلس بالقرب من ستديو مواهب وحواري معها الذي علمت منه بأنها من أكثر الشخصيات معرفة بأسرار المدينة فالمسؤولين ورجالات الامن يشربون عندها الشاي ويتناقشون أمامها دون تحفظ غير عابئين بأذنيها التي خبرت إستراق السمع ... تذكرت سوق الابيض المكتظ في معظم الاحيان وأطراف المدينة التي عشقت التجوال بها .... تذكرت نقاشي الحاد مع مدير الاراضي وما يتناقله الناس عن الوالي أبوكلابيش الذي حول الابيض لبؤرة جهوية متيمنا خطى الخلفة عبدالله التعايشي حينما تولى أمر قيادة الانصار فملأ أمدرمان بأنصاره من أهله .... تذكرت ما يتناقله الاهالي من قصص حول الوالي وبعض الفضائح الكبيرة التي لم يسعفني الوقت للتأكد من صحتها ... تذكرت أيضا إنتخاب الوالي السابق فيصل بفارق كبير كانت المرأة هي الابطلة الداعمة له .... تذكرت كيف تسير الامور بالمدينة .. وتقاذفتني الذكريات حتى وصلت مدينة الخرطوم . ونواصل ....
01-29-2010, 06:45 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
فور وصولي الخرطوم تلقيت عددا من المكالمات الهاتفية كان أهمها مكالمة من شقيق سودانيز آوت لاين الاخ / عابدين وللامانة فإن عابدين إتصل بي عندما علم بقدومي البلاد وكنت وقتها بمدينة الابيض .. رتب لي لقاءا إحتفاليا رائعا بنادي ضباط الشرطة وقد حضره عدد من أشقاء البورد . العالم الاسفيري يمتاز بعلاقات أقرب من علاقة الدم خاصة مع أناس كالذين التقيتهم في تلك الليلة والذين تركوا في أعماقي إنطباعا لن تتمكن بقية السنوات المتبقية من العمر من أن تمحوه أو تنال منه ... أناس أحسست كأنني أعرفهم منذ عهد سحيق . ذهبت في البداية لنادي الضباط المقابل للمطار والذي لايبعد كثيرا عن منزلنا ولكنني أدركت بعد اتصال هاتفي أن نادي الضباط الذي ذهبت إليه برفقة الشاذلي إبن أخي وصديقي الصحفي المعروف عبود ميرغني ليس الوجهة المطلوبة وتوجهت إلى نادي ضباط الشرطة . اللقاء كان رائعا وأنيقا وقد تصادف وجود إحتفال مقام لوزير الدفاع عبدالرحيم حسين وضيوف وفدوه من خارج البلاد .. وصوت الحفل كان يصلنا بوضوح وقد بقينا حتلى الساعات الاولى من صبيحة التالي. اللقاء التالي كان مع أشقائي من بورداب سودانيات والذي رتبه أستاذي الاستاذ / ناصر يوسف الذي كان من حاضري اللقاء الاول . كان للقاء طعمه المميز بحضور بورداب سودانيات في المسرح القومي ضمن أيام الخرطوم المسرحية . المسرح لم أدخله منذ أكثر من عقدين من الزمان وقد إختلف كثيرا عن السابق ... الحضور من بورداب سودانيات أناس دخلوا القلب دون استئذان وسرعان ما تحطمت كل الجدران بلا استئذان وعشنا لحظات جميلة شهدنا فيها مسرحية ( حرب المعيز ) وترافقنا بعد ذلك حتى وسط مدينة الخرطوم . لقاءات البورداب حالة تستحق الدراسة ومادة تصلح أن تكون مادة تحضير للماجستير والدكتوراة وكافة الدراسات العليا فهي حالات علائقية تخترق كل الجدران وتحمل خواص تمليك إحساس الامتلاك والقرب وكثير من المشاعر الانسانية الكبيرة التي تتسامى فوق المعتقدات والالوان والاتجاهات والطوائف .... إنها نموذج لوطن من الحب والتسامي وقمة الانسانية وأروع المشاعر ونواصل ....
01-29-2010, 06:47 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
وأنا في طريقي للصديق العبيد أحمد مروح الملحق الاعلامي السابق بالقنصلية السودانية في دبي والأمين الحالي لمجلس الصحافة كنت أسترجع في ذهني العديد من الذكريات فقد إتفقنا كثيرا واختلفنا كثيرا غير أن الخلافات لم تفسد لودنا قضية ... دخلت مجلس الصحافة .. أوقفني موظف البوابة فقلت له أنني أقصد الامين العام ولما سألني عن أسباب الزيارة قلت له أنها زيارة من أجل الزيارة ليس أكثر وقلت له أن يبلغه ... جلست أنتظر لآكثر من ساعة ومر علي أستاذنا الجليل الدكتور علي شمو وتصافحنا وتحدثنا قليلا ثم عدت لموظف البوابة وعلمت منه أن سكرتيرة العبيد لم تبلغه بوجودي بعد ... لم أشأ الثورة في وحهه ولا وجهها وكان برفقتي صديقي الاستاذ / عبود ميرغني الذي ظل يلازمني حتى لحظة سفري ... بعد ساعة أخرى تقريبا دخلت على الآخ العبيد وحيينا بعضنا وتحادثنا قليلا قبل أن أغادره متوجها إلى إتحاد الصحفيين حيث وجدت الآخ : تيتاوي في اجتماع مطول ولم أطق الانتظار فتوجهت إلى المجلس الوطني للقاء الآخ الصديق / عبدالله ميرغني ... لم أجده هو الآخر ... عدت إلى المكان الذي أفضله في الموردة لتناول وجبة دسمة من الاسماك . هكذا دائما يضيع اليوم في مدينة الخرطوم ... تتحرك منذ الصبيحة الباكرة لانجاز عدد من الاعمال فتجد نفسك لم تنجز عملا واحدا .... لاموظف يتواجد في مكان عمله ولو تواجد في مكان عمله فلاعمل نافع يقوم بتأديته ... الموظفون في وطني يتعاملون مع المراجعين تعامل المالك مع الاجير ... مايقدمونه من خدمات يعتبرونه جميلا وهم لايدركون أن المراجعين هم سبب وجودهم وسبب وجود وظائفهم ... كل موظف يتعامل مع وظيفته تعامل صاحب الشركة في شركته . الخدمة المدنية في البلاد تحتاج مراجعة شاملة وتثقيفا عاليا وجهدا كبيرا خاصة قضايا الفساد الذي استشرى وأصبحت الرشاوى معلنة أمام الصغير والكبير والسلطات صامتة لا أدري لماذا !!!!!! ونواصل ....
01-29-2010, 06:48 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
الاستاذ الصديق أسامه ميرغني تعودت على لقائه دائما ... الوحيد الذي وجدته يشذ عن قاعدة الفساد في الخدمة المدنية فهو حريص جدا على أوقات عمله وعلى الانجاز وفي نبراته وأسلوب حواره تحس الغيرة الوطنية والرغبة في إحداث التغييرات الجوهرية المفيدة ... تناقشت معه حول قناة ضحى التلفزيونية التي سبق له الاعلان عنها بعد إغلاق شركة أنهار للانتاج الفني التي كان يديرها قبل انتقاله للتلفزيون القومي وقد توقعت أن يكون مديرا للتلفزيون القومي في فترة من الفترات ولم تصدق توقعاتي ... ومن أسامه ميرغني اتجهت إلى جهاز شؤون المغتربين
ونواصل ....
01-29-2010, 06:49 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
قبل ذهابي إلى جهاز شؤون المغتربين بدأت أطارد مع بنت خالي موضوع أرض مستحقة في طور التسليم ... كنت في إجازتي السابقة قبل خمسة أشهر قد طاردتها معها وأوصلتها لمحطة أن تذهب إلى المسّاح لتسليمها لها بالوادي الاخضر وسافرت بعد ذلك وعند عودتي فوجئت بأنها لم تستلمها بعد فقد طلبوا منها خارطة ودفعت لآحد مهندسي الاراضي مبلغا من المال فأنجز موضوع الخارطة ثم طالبوها بدفع بعض الاموال ورفضت ... ذهبت معها إلى مكتب الاراضي بالكدرو ... طلبوا مني أن أدفع للصرف الصحي ... ضحكت من كل قلبي قبل أن أقوم بالدفع وأنا أتذكر منظر نفق عفراء مول التي طالعتها على الانترنت عند نزول الامطار ... بعد ذلك طلبوا مني أن أدفع رسوم الصحة ذهبت ودفعتها ثم طلبوا مني تصوير بعض الاوراق ... قرابة الساعة وأنا أبحث عن مكان للتصوير قبل أن يستلموا أوراقي في التخطيط العمراني بالجريف ويعيدوني مرة أخرى إلى مساحة حلة كوكو ... سلمتهم الاوراق وقلت لهم انني أريد المسّاح ... قالوا لي أن موعدك مع المسّاح للتسليم بعد ثلاث أشهر ... السبب ؟؟؟ لا سبب فقط المواعيد هكذا . لم أملك غير أن أضحك وتركت الاوراق مرة أخرى لبنت خالي لتتسلم أرضها بعد ثلاث أشهر !!!!!!! ونواصل .....
01-29-2010, 06:51 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
لم أجد د. كرار التهامي أمين عام جهاز شؤون العاملين بالخارج في مكتبه فهو في رحلة إلى المملكة العربية السعودية موقع إغترابه القديم منذ عشرة أيام ولا أحد يعرف متى تحين عودته ... لم أستغرب للامر ففي بلادي من الطبيعي أن لا تجد موظفا بمكتبه وأن لاتجد من يقول لك متى وإن كان سيعود أم لا ... ذهبت لمكتب الاعلام ... هناك أيضا لم أجد الصديق محمد فقيري مسؤول الاعلام وقالوا لي أنه متغيب اليوم لآنه يحس بالصداع !!!! ولكنني وجدت شبابا يؤمل منهم الكثير . ذهبت لآجل تأشيرتي ... وجدت كومة من الضرائب والزكاة في انتظاري ... وجهتني الموظفة بالذهاب إلى مدير الزكاة لتأجيلها وتوجهت إلى مكتبه . ونواصل ..
01-29-2010, 06:51 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
لم أجد د. كرار التهامي أمين عام جهاز شؤون العاملين بالخارج في مكتبه فهو في رحلة إلى المملكة العربية السعودية موقع إغترابه القديم منذ عشرة أيام ولا أحد يعرف متى تحين عودته ... لم أستغرب للامر ففي بلادي من الطبيعي أن لا تجد موظفا بمكتبه وأن لاتجد من يقول لك متى وإن كان سيعود أم لا ... ذهبت لمكتب الاعلام ... هناك أيضا لم أجد الصديق محمد فقيري مسؤول الاعلام وقالوا لي أنه متغيب اليوم لآنه يحس بالصداع !!!! ولكنني وجدت شبابا يؤمل منهم الكثير . ذهبت لآجل تأشيرتي ... وجدت كومة من الضرائب والزكاة في انتظاري ... وجهتني الموظفة بالذهاب إلى مدير الزكاة لتأجيلها وتوجهت إلى مكتبه . ونواصل ..
01-29-2010, 07:14 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
على باب المكتب إصطدمت بأحد الاشخاص خارجا بوجه عابس وشفتاه تقذفان بالسب والشتائم .. هززت رأسي ودخلت . وجدته جالسا على مكتبه المتواضع .. حييته .. نظر إلي دون أن يرد التحية وقال لي متجاهلا تحيتي :- ماذا تريد ؟؟ ... إستفزني الامر وقلت له :- - من اللائق أن ترد التحية أولا ثم أنني لا أريدك أنت ... أنا أريد مدير الزكاة - قال لي بصلف :- - أنا مدير الزكاة قلت له :- - جئت البلاد بصورة عاجلة لآمر إضطراري ولم أعمل حسابا للدفع هل من الممكن تأجيل الزكاة ؟؟ قال لي :- لا ... ليس من الممكن قلت له :- لو لم يكن باستطاعتك ذلك ... دلني على من يملك الصلاحية حتى أذهب إليه قال لي :- ولا رئيس الجمهورية يملك الصلاحية قلت له :- طالما أنك لا تملك الصلاحية فما سبب جلوسك على هذا الكرسي ؟؟ قال لي :- سبب جلوسي هو أن أقول لك ما قلت إستفزتني طريقته في الحوار فقلت له :- - وهل تتعامل مع كل الناس بذات التعامل ؟؟؟ - رد عليّ قائلا :- - أنتم معشر المغتربين لا ينفع معكم غير هذا الأسلوب قلت له :- بصراحة دعني أقول لك أنك لاتستحق هذا الكرسي الذي تجلس عليه قال لي :- لن أسمح لك بأكثر من ذلك ... هل ستخرج أم أستدعي الشرطة لاخراجك ؟؟ قلت له :- لن تخيفني بالشرطة ولن أخرج فهذا المبنى أنشأ لشؤوننا وأنت هنا وضعت لخدمتنا شئت أم أبيت ... أنا لا أريد المناقشة معك أكثر لا عجزا ولا خوفا ولكن لأنك لاتستحق أن أتناقش معك . وخرجت من مكتبه غاضبا . مثل هذا الشخص بالتأكيد لايصلح أن يكون خفيرا ناهيك عن مديرا للزكاة ... الزكاة لها شروطها التي يجب أن تتوافر في الشخص لدفعها ولا أعتقد أن معظم المهاجرين تجب عليهم الزكاة فهم أبناء سبيل وفيهم الغارمين وفيهم الفقراء والمساكين . مثل هذا الموظف الذي يوضع في هرم مسؤولية كهذه هو من يعطي الانطباع السيء عن الجهة المسؤولة ومهما حاولت الحكومة رتق الفجوة بينها وبين معارضيها فإن أمثال هذا الشخص وما أكثرهم بوعي وبلا وعي يسهمون في زيادة الفجوة ويبقى كل إصلاح كالنفخ على ( قربة مقدودة ) . على الحكومة تثقيف مسؤوليها بكيفية التعامل مع المراجعين على الأقل الكلمة الطيبة والمقابلة البشوشة والحجة والمنطق فمن يرد إلى المسؤول هو مواطن وله حق على الدولة وهذا المسؤول الذي يتبجح في موقع كأنما هو شركة خاصة له لست أدري كيف ينسى أنه لولا هذا المراجع الذي يرده لما وجد الكرسي الذي يجلس عليه فالمراجع هو ولي نعمة الموظف لأن حاجته أوجدت الوظيفة وفي النهاية هي مسؤولية أمام الله ومن لايخشى الله في موقعه لايمكن التعويل عليه في القيام بمسؤولية تسهم في بناء وطن . خرجت ومعي ثلاثة من العاملين بالجهاز وصديقي الصحفي عبود ميرغني ... العاملين بالجهاز بدأوا في سرد مواقف سالبة عديدة تعرض لها المراجعون من هذا المسؤول اللامسؤل ومواقف أحرج تعرض لها من بعض المراجعين ولست أدري لماذا تركته الحكومة في هذا المنصب وهي تسمع في كل يوم ببعض مواقفه المخزية مع المراجعين المواطنين ولست أدري لماذا يحمل كل هذا الحقد تجاه المهاجرين والذي لايخفيه حتى في نبرات حديثه . ونواصل ...
01-29-2010, 07:14 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
على باب المكتب إصطدمت بأحد الاشخاص خارجا بوجه عابس وشفتاه تقذفان بالسب والشتائم .. هززت رأسي ودخلت . وجدته جالسا على مكتبه المتواضع .. حييته .. نظر إلي دون أن يرد التحية وقال لي متجاهلا تحيتي :- ماذا تريد ؟؟ ... إستفزني الامر وقلت له :- - من اللائق أن ترد التحية أولا ثم أنني لا أريدك أنت ... أنا أريد مدير الزكاة - قال لي بصلف :- - أنا مدير الزكاة قلت له :- - جئت البلاد بصورة عاجلة لآمر إضطراري ولم أعمل حسابا للدفع هل من الممكن تأجيل الزكاة ؟؟ قال لي :- لا ... ليس من الممكن قلت له :- لو لم يكن باستطاعتك ذلك ... دلني على من يملك الصلاحية حتى أذهب إليه قال لي :- ولا رئيس الجمهورية يملك الصلاحية قلت له :- طالما أنك لا تملك الصلاحية فما سبب جلوسك على هذا الكرسي ؟؟ قال لي :- سبب جلوسي هو أن أقول لك ما قلت إستفزتني طريقته في الحوار فقلت له :- - وهل تتعامل مع كل الناس بذات التعامل ؟؟؟ - رد عليّ قائلا :- - أنتم معشر المغتربين لا ينفع معكم غير هذا الأسلوب قلت له :- بصراحة دعني أقول لك أنك لاتستحق هذا الكرسي الذي تجلس عليه قال لي :- لن أسمح لك بأكثر من ذلك ... هل ستخرج أم أستدعي الشرطة لاخراجك ؟؟ قلت له :- لن تخيفني بالشرطة ولن أخرج فهذا المبنى أنشأ لشؤوننا وأنت هنا وضعت لخدمتنا شئت أم أبيت ... أنا لا أريد المناقشة معك أكثر لا عجزا ولا خوفا ولكن لأنك لاتستحق أن أتناقش معك . وخرجت من مكتبه غاضبا . مثل هذا الشخص بالتأكيد لايصلح أن يكون خفيرا ناهيك عن مديرا للزكاة ... الزكاة لها شروطها التي يجب أن تتوافر في الشخص لدفعها ولا أعتقد أن معظم المهاجرين تجب عليهم الزكاة فهم أبناء سبيل وفيهم الغارمين وفيهم الفقراء والمساكين . مثل هذا الموظف الذي يوضع في هرم مسؤولية كهذه هو من يعطي الانطباع السيء عن الجهة المسؤولة ومهما حاولت الحكومة رتق الفجوة بينها وبين معارضيها فإن أمثال هذا الشخص وما أكثرهم بوعي وبلا وعي يسهمون في زيادة الفجوة ويبقى كل إصلاح كالنفخ على ( قربة مقدودة ) . على الحكومة تثقيف مسؤوليها بكيفية التعامل مع المراجعين على الأقل الكلمة الطيبة والمقابلة البشوشة والحجة والمنطق فمن يرد إلى المسؤول هو مواطن وله حق على الدولة وهذا المسؤول الذي يتبجح في موقع كأنما هو شركة خاصة له لست أدري كيف ينسى أنه لولا هذا المراجع الذي يرده لما وجد الكرسي الذي يجلس عليه فالمراجع هو ولي نعمة الموظف لأن حاجته أوجدت الوظيفة وفي النهاية هي مسؤولية أمام الله ومن لايخشى الله في موقعه لايمكن التعويل عليه في القيام بمسؤولية تسهم في بناء وطن . خرجت ومعي ثلاثة من العاملين بالجهاز وصديقي الصحفي عبود ميرغني ... العاملين بالجهاز بدأوا في سرد مواقف سالبة عديدة تعرض لها المراجعون من هذا المسؤول اللامسؤل ومواقف أحرج تعرض لها من بعض المراجعين ولست أدري لماذا تركته الحكومة في هذا المنصب وهي تسمع في كل يوم ببعض مواقفه المخزية مع المراجعين المواطنين ولست أدري لماذا يحمل كل هذا الحقد تجاه المهاجرين والذي لايخفيه حتى في نبرات حديثه . ونواصل ...
01-30-2010, 09:25 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
Quote: خرجت ومعي ثلاثة من العاملين بالجهاز وصديقي الصحفي عبود ميرغني ... العاملين بالجهاز بدأوا في سرد مواقف سالبة عديدة تعرض لها المراجعون من هذا المسؤول اللامسؤل ومواقف أحرج تعرض لها من بعض المراجعين ولست أدري لماذا تركته الحكومة في هذا المنصب وهي تسمع في كل يوم ببعض مواقفه المخزية مع المراجعين المواطنين ولست أدري لماذا يحمل كل هذا الحقد تجاه المهاجرين والذي لايخفيه حتى في نبرات حديثه . ونواصل ...
02-02-2010, 07:00 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
عجبت لجهاز شؤون المغتربين الذي يتحكم به غير المغتربين بهذه الصورة العدائية السافرة لكل مهاجر وعجبت أكثر لوجود شخص بهذه المواصفات على رأس إدارة هي لسماحة الدين أقرب منها للعمل الاداري فالشخص المناسب يجب وضعه في المكان المناسب وأجهزة كديوان الزكاة والشؤون الدينية والأوقاف وما شاكلها من الأجهزة المرتبطة بالمسائل العقائدية يجب أن لا يكون التحصيل الأكاديمي وحده شرطا للتوظيف فيها فالتحصيل الاكاديمي والتخصص لابد من إيجادهما ولكن لابد أيضا من توافر عوامل أخرى منها الفهم العميق لطبيعة المهنة وقد ذكرتني هذه الحادثة بحادثة مماثلة حدثت قبل سنوات في مدينة الابيض حيث ضاقت الدنيا بأحد الآباء وإبنته كانت في وضع حرج ويحتاج علاجها لبعض المال ... ذهب إلى قاضي المحكمة ومن ثم ديوان الزكاة وعدد من الأماكن ولكنه لم يجد أية إستجابة وأشار إليه أحدهم بالذهاب إلى الكنيسة فبالكنيسة الشهيرة في مدينة عروس الرمال يوجد صندوق للحالات الحرجة وبالفعل ما أن ذهب إلى الكنيسة حتى تم استقباله إستقبالا حافلا وتمت الاستجابة لطلبه ومعالجة إبنته على وجه السرعة . وما أن إنتهى العلاج حتى صحب أسرته للكنيسة وأعلن إنضمامه للدين المسيحي وقد أثار هذا الموضوع جدلا واسعا وتناقلته الألسن في تلك الفترة وهبّ من ينصبون أنفسهم حماة للدين وطالبوا بإعدامه .. المهم في النهاية تدخل العقلاء وأعادوه لدينه الحنيف . هذه الحادثة تذكرتها في اصطدامي بمدير الزكاة في جهاز شؤون العاملين بالخارج فالممثل للأوجه الروحية قد يجعل الآخرين يسيئون فهم الدين وقد يتسبب في كوارث عقائدية كبيرة والتاريخ الاسلامي حافل بالنماذج وحتى في الوقت الراهن نبع الفهم السيء للاسلام من غير المسلمين بسبب تصرفات المسلمين أنفسهم حيث اعتقد الآخرون ان هذه التصرفات تعني الدين الاسلامي وفهموه على هذا الأساس . ونواصل
02-03-2010, 06:11 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
المهم أنني في خاتمة المطاف تمكنت من تسيير أموري دون أن أضطر للاصطدام بمدير الزكاة وذهبت إلى موقع الخدمة الالزامية ... سريعا إنتهت إجراءات الخدمة الالزامية بعد دفع المبلغ المقرر ومن ثم ذهبت لضابطة الجوازات لختم التأشيرة . أعادت إلى الضابطة الجواز وقالت لي أن إسمي موجود بالقوائم ولابد لي من الذهاب إلى هناك . إستغربت للأمر ... قلت لها أنني دخلت الدولة ولم يكن إسمي مضمنا في الكشوفات وإلا فإنهم لن يسمحوا لي بالدخول وأنني على عجلة من أمري لأنني سأسافر في صبيحة الغد .. قالت لي أنها تريد مساعدتي ولكن الأمر ليس بيدها . كانت الساعة تقترب من الثالثة بعد الظهر ... ركبت السيارة سريعا وبصحبتي الزميل عبود ميرغني ... دخلنا مبنى وزارة الداخلية بعد التدقيق على الجواز والملف الذي حملته معي من المغتربين ... دخلت مكتب القوائم وجدت المكاتب مفتوحة ولايوجد بها أحد ... إنتظرت لأكثر من ساعتين قبل أن يأتي الشرطي المناوب الذي كان يجب أن يكون موجودا وفي الحقيقة عجبت لمكاتب القوائم بملفاتها الهائلة المنثورة بإهمال واضح كيف تكون مفتوحة والدخول إليها مباح ولو كان مكاني أحد الخربين لفعل مالايحمد عقباه .... المهم أن الشرطي إعتذر لنا عن عدم تواجده وقال لنا أنه لم يتوقع أن يأتيه أحد في هذه اللحظات فأغلب عملهم بعد الظهر يرتبط بالطائرات المغادرة والقادمة ... أعطيته الملف وإسمي فقال أنه لن يتمكن من عمل شيء وأن الملفات كثيرة ولا يستطيع إيجاد الملف وأن من الأفضل أن نأتي في صبيحة الغد !!!! قلت له أنني سأسافر في صبيحة الغد فبدأ يبحث هنا وهناك ويبدو أنه وجد الملف ولكنه قال لي أنا لا أستطيع التصرف ... لابد من وجود ضابط فقلت له استدعي أحد الضباط أو أعطني هاتف أحد المسؤولين فقال لي أن هذا الأمر ليس من إختصاصه ... المهم بعد جدال طويل لم أجد بدا من العودة بخفي حنين على أن آتي في الصباح الباكر . ونواصل ....
02-04-2010, 09:58 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
شددت رحالي في الصباح الباكر ويممت صوب القوائم بوزارة الداخلية ... المكان الآن ليس كالمس فهو يعج بالموظفين والمراجعين ... الملفات المكدسة تجعلك تحيس بأن البلاد كلها مطلوبة للقوائم .... وقفت لفترة طويلة قبل أن يحين دوري ومددت ملفاتي ... إنتظرت قرابة الساعة قبل أن يأتيني الشرطي بالملف ويقول لي أن الملف ليس فيه أوراقا لتوضيح الجهة التي تطلبني فقلت له ماذا أفعل فقال لي أن من المحتمل أن يكون جهاز الأمن هو من يطلبني فقلت له أن لامانع عندي من الذهاب لجهاز الامن فأعطاني رقم الملف وقال لي أن أذهب لهناك . ونواصل ....
02-17-2010, 11:27 AM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
شددت رحالي في الصباح الباكر ويممت صوب القوائم بوزارة الداخلية ... المكان الآن ليس كالمس فهو يعج بالموظفين والمراجعين ... الملفات المكدسة تجعلك تحيس بأن البلاد كلها مطلوبة للقوائم .... وقفت لفترة طويلة قبل أن يحين دوري ومددت ملفاتي ... إنتظرت قرابة الساعة قبل أن يأتيني الشرطي بالملف ويقول لي أن الملف ليس فيه أوراقا لتوضيح الجهة التي تطلبني فقلت له ماذا أفعل فقال لي أن من المحتمل أن يكون جهاز الأمن هو من يطلبني فقلت له أن لامانع عندي من الذهاب لجهاز الامن فأعطاني رقم الملف وقال لي أن أذهب لهناك . ونواصل ....
02-18-2010, 09:02 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
بعد استلامي لرقم الملف إتصلت على الزملاء نعمات حمود وأسامه مصطفى لاخطار القنصل بما حدث خاصة وأنه كان قد تعهد لي بإنهائه المشكلة ... ومن حسن الحظ كانت الزميلة نعمات حمود متواجدة بالقنصلية لاجراء ترتيبات زواج الزميل صابر فضل المولى ... إتصلت بي بعد نصف ساعة تقريب سكرتيرة القنصل وقالت لي أن الأمور ستتم تسويتها ولاداعي للقلق المهم ذهبت إلى هناك وكنت في قمة ثورتي .. إستقبلني أحدهم بحرارة فقلت له ماذا تريدون مني ؟؟؟ لقد تركت لكم البلد قرابة الربع قرن والآن تطاردونني أيضا ؟؟ قال لي أن أهدأ وسألني :- ألاتخاف من قولك وأنت في هذا المكان ؟؟؟ قلت له أن الانسان لن يموت مرتين ولايوجد من يفعل غير ما يريده الله تعالى .. هدأني ومعه زمرة من زملائه وكانوا والحق يقال رغم ثورتي العارمة غاية في اللطف والتهذيب معي . قال لي أحدهم ولا أدري إن كان مازحا أو جادا :- أكتب تعهد بعدم الكتابة قلت له :- بل سأكتب تعهد بالكتابة ... أنا مهنتي الكتابة ولو أرادني أن أتركها فليعوضني بمهنة بديلة قال لي ماهي المهنة البديلة التي تريدها قلت له دون تفكير :- رئاسة الجمهورية ... هل ستعطيني لها ؟؟؟ قال آخر ضاحكا :- رئاسة الجمهورية مره واحدة كده ؟؟؟ إنت ناسي إنك وين ؟؟ قلت له :- لا ولكني مللت من ما يحدث ... لو كنت مجرما واجهوني بجرمي وحاكموني وإن كان غير كذلك فلامبرر لكل ما يحدث في هذه الللحظة وصل أحد أقاربي وهو شخصية كبرى في الحكومة حيوه ودخل مع أحدهم مكتبا آخر وجلست أشرب الشاي حتى جاءوني بعد ربع ساعة وفي يد قريبي ورقة مختومة بأنني لم أعد مطلوبا . كان علي أيضا الذهاب لموقع الأنتربول وهنا لابد لي من الاشادة بالمباني الرائعة لوزارة الدفاع والتي تلتقيك في طريقك لمكاتب الأنتربول ... وصلت الأنتربول ووجدت اثنين من الشباب صغار السن ... مددت لهم الورقة وكان يصحبني أحد العسكر فقد قدم معي من القوائم وكنت قد دخلت على الضابطة وقلت لها هل ذهابي مصحوبا بعسكري يعني أنني معتقل ؟؟؟ قالت لي :- لا ... ولكن الأوراق الرسمية التي يجب أن تذهب بها لا نستطيع إعطاءك لها في يدك كما أرجو أن تدفع ثمن مواصلات العسكري ذهابا وإيابا . المهم إستقبلني الشابان في الأنتربول وكان الزميل عبود ميرغني قد صحبني أيضا إلى هناك ...
ونواصل ....
02-18-2010, 09:17 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
ما أن جلاست ونطقت إسمي حتى سألني أحدهم بدهشة :- أنت عبدالين سلامه ؟؟؟ قلت له :- وما الغريب في ذلك ؟؟؟ لم يجبني ولكنه وجه الحديث لزميله الآخر قائلا :- أتذكر ذاك اليوم الذي جاء فيه العميد وأجلسنا حتى قرابة الصبح للبحث عن ملف عبدالدين ؟؟؟ المهم بعد ذلك بدأنا نتجاذب أطراف الحديث وأتونا بالشاي والماء وسألوني إن كنت مطلوبا في قضايا مالية أو إدارية بالامارات فقلت له لوكنت مطلوبا لما تمكنت من الخروج من مطار دبي . سألني عن سوء فهم قديم بيني وبين إدارة إحدى الفضائيات واستغربت كيف عرفوا بالامر فقلت له :- لست أدري كيف علمتم بالأمر فقد كانت مشكلة وتجاوزناها والحمد لله أن المشكلة كانت بسبب رفضي إعداد برنامج كان يسيء للسودان ولماذا لم يقل لكم من أوصل لكم الخبر سبب الخلاف ؟؟؟؟ قال لي :- أنس ما حدث ... المهم أنك الآن غير مطلوب لدينا وسنعطيك ورقة بهذا الشأن لارجاعها للقوائم قلت له :- إذا لماذا كل هذه المسرحية الكبيرة ؟؟؟ إسمي في المطار ... مطلوب للقوائم ... مطلوب للأمن .. مطلوب للأنتربول ما الذي يحدث بالضبط ؟؟؟ قال لي أنه لايدري وأن ملفي ليس فيه غير ورقة بمشكلتي مع الفضائية في هذه اللحظة قال الآخر دون أن يدري :- حتى هذه الورقة جاءت حديثا عجبت ولم أعلق فمشكلتي مع تلك الفضائية مضت عليها أكثر من خمس سنوات وكانت بسيطة تركت فيها العمل بالقناة ولم أرغب في العودة واعتبرها مدير القناة استفزازا له وحاول المساومة بالاقامة ولكنني خضت التحدي وكسبته بفضل الله تعالى .
وعدنا بعد ذلك للقوائم بأوراقنا ... أعطيناها ضابطة الشرطة وكانت إنسانة فاضلة أنهت غلاجراءات بسرعة وقالت لي أن أتوجه إلى المغتربين لنيل تأشيرة الخروج ونواصل ....
02-19-2010, 02:58 PM
محمد عبد الرحيم جمعة محمد عبد الرحيم جمعة
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 815
عدت أحمل تأشيرة الخروج ومباشرة إتجهت إلى مكاتب سودانير لتغيير الحجز إلى مابعد يومين وهو موعد الرحلة القادمة وبالفعل سريعا أتممت إجراءات الحجز وعند عودتي للمنزل إلتقيت بابن خالي الذي غبت عنه ومنا طويلا .. كان بصحبته شخصين جلست أحادثهما فعلمت أنهما استأجرا سيارته الصالون منذ شهرين ولم يدفعا الاجرة حتى اللحظة ... كان يحاول الضغط عليهما من أجل الدفع وطلب مني أن أكتب له صيغة ورقة تعهد بالدفع تثبت حقوقه عندهم ... بالنقاش معهم عرفت أن أحدهما ويدعى صيام بره جبريل كان قائدا ميدانيا بحركة العدل والمساواة وقد إنضم إليها بعد أن كان ضابطا في الجيش السوداني برتبة نقيب وقد إنشق من حركة العدل والمساواة وهو الآن بالخرطوم ينتظر عودة د/ غازي صلاح الدين من الدوحة لضمه مع الحركات الباحثة عن السلام ومعه مائتين من المقاتلين وأكثر من ألفين من نزلاء معسكرات النزوح بدارفور . أجريت معه حوارا سريعا نشرته في بعض المنابر السودانية ومنها هذا المنبر غير أنني استهجنت كثيرا تلك الاسطحية التي يحملها في أفكاره وكان كل همه أن يقابل الدكتور غازي صلاح الدين وينضم لموكب السلام وينال الاستحقاقات المالية الخاصة بهذا الغرض لحلحلة مشاكله ومن معه من أفراد ومنها أجرة السيارة التي استأجرها من إبن خالي ... أحسست وقتها أن البلاد بالفعل تسير نحو الهاوية لو كان المحاربون الذين نفكر في أنهم يحملون قضايا تستحق المساندة يفكرون بتلك السطحية الذاتية المفرطة وقلت في نفسي لو أن أموال الدولة تفرق على هكذا قادة فعلى البلاد السلام ونواصل .....
03-01-2010, 07:16 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
عدت أحمل تأشيرة الخروج ومباشرة إتجهت إلى مكاتب سودانير لتغيير الحجز إلى مابعد يومين وهو موعد الرحلة القادمة وبالفعل سريعا أتممت إجراءات الحجز وعند عودتي للمنزل إلتقيت بابن خالي الذي غبت عنه ومنا طويلا .. كان بصحبته شخصين جلست أحادثهما فعلمت أنهما استأجرا سيارته الصالون منذ شهرين ولم يدفعا الاجرة حتى اللحظة ... كان يحاول الضغط عليهما من أجل الدفع وطلب مني أن أكتب له صيغة ورقة تعهد بالدفع تثبت حقوقه عندهم ... بالنقاش معهم عرفت أن أحدهما ويدعى صيام بره جبريل كان قائدا ميدانيا بحركة العدل والمساواة وقد إنضم إليها بعد أن كان ضابطا في الجيش السوداني برتبة نقيب وقد إنشق من حركة العدل والمساواة وهو الآن بالخرطوم ينتظر عودة د/ غازي صلاح الدين من الدوحة لضمه مع الحركات الباحثة عن السلام ومعه مائتين من المقاتلين وأكثر من ألفين من نزلاء معسكرات النزوح بدارفور . أجريت معه حوارا سريعا نشرته في بعض المنابر السودانية ومنها هذا المنبر غير أنني استهجنت كثيرا تلك الاسطحية التي يحملها في أفكاره وكان كل همه أن يقابل الدكتور غازي صلاح الدين وينضم لموكب السلام وينال الاستحقاقات المالية الخاصة بهذا الغرض لحلحلة مشاكله ومن معه من أفراد ومنها أجرة السيارة التي استأجرها من إبن خالي ... أحسست وقتها أن البلاد بالفعل تسير نحو الهاوية لو كان المحاربون الذين نفكر في أنهم يحملون قضايا تستحق المساندة يفكرون بتلك السطحية الذاتية المفرطة وقلت في نفسي لو أن أموال الدولة تفرق على هكذا قادة فعلى البلاد السلام ونواصل .....
03-03-2010, 07:27 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
Quote: أجريت معه حوارا سريعا نشرته في بعض المنابر السودانية ومنها هذا المنبر غير أنني استهجنت كثيرا تلك الاسطحية التي يحملها في أفكاره وكان كل همه أن يقابل الدكتور غازي صلاح الدين وينضم لموكب السلام وينال الاستحقاقات المالية الخاصة بهذا الغرض لحلحلة مشاكله ومن معه من أفراد ومنها أجرة السيارة التي استأجرها من إبن خالي ... أحسست وقتها أن البلاد بالفعل تسير نحو الهاوية لو كان المحاربون الذين نفكر في أنهم يحملون قضايا تستحق المساندة يفكرون بتلك السطحية الذاتية المفرطة وقلت في نفسي لو أن أموال الدولة تفرق على هكذا قادة فعلى البلاد السلام ونواصل .....
03-04-2010, 04:47 PM
عبدالدين سلامه عبدالدين سلامه
تاريخ التسجيل: 11-15-2008
مجموع المشاركات: 4648
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالدين سلامه
المسافر
محمد مختار جعفر
أحمد الشايقي
محمد عبد الرحيم جمعة
نعمات حمود
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست