مناوي : دخول الجبهة الإسلامية السلطة وإعلان الجهاد وتحليل قتل الجنوبيين هو بداية الانفصال :

Quote: منِّي أركو مناوي كبير مساعدي رئيس الجمهورية من القاهرة :دخول الجبهة الإسلامية في السلطة وإعلان الجهاد وتحليل قتل الجنوبيين كانت البداية للإنفصال .. بهاء عيسى في فندق "سونستا" بمدينة نصر بالقاهرة تحدَّث السيِّد كبير مساعدي رئيس الجمهورية لصحيفة "التيار" عن توفُّر الإرادة القويّة لكل الأطراف في دارفور لحل الأزمة القائمة، وتحدَّث عن الانفصال كواقع حتمي أصبح لامفرّ منه، وتحدَّث عن الانتخابات وأنه يمكن أن يترشَّح فيها إذا توفرت البيئة الصالحة، فإلي مضابط الحوار : * زيارتكم لجمهورية مصر هل هي زيارة رسمية وماهي الدوافع للزيارة ؟ الزيارة لمصر غير رسمية وليس لها علاقة بقضية دارفور أو الوضع السياسي الراهن في السودان ولكنها زيارة ودّية إلى جمهورية مصر الشقيقة، ولم أحضر لمقابلة المسؤولين المصريين . * كيف ترى الإعلان عن الاتفاق بين شريكي الحكم بشأن القضايا العالقة من قانون الاستفتاء وهل سيستمر هذا الاتفاق بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية؟ لن تعود الحركة الشعبية إلى التعامل مع القوى المُعارضة دون حدود . ستكون هناك شعرة معاوية بين الحركة الشعبية والمُعارضة ومُغازلة مع المؤتمر الوطني في القضايا المطروحة بينهم . وأرى أنّ هذا لايحل المشكلة لأنَّ المشكلة الآن ليست في الجنوب بل في دارفور والشرق والشمال وحتي في الخرطوم . * الحركة الشعبية تُركز في التعامل مع المؤتمر الوطني علي قضايا الجنوب فقط متجاهلة قضايا السودان الأخرى، والحركة من المفترض أن تكون شريكاً في حكم السودان كله ؟ كيف تقيِّمون هذا الوضع ؟ لا أُريد تحميل الحركة الشعبية هذا الخطأ والحركة لها الحق أن تهتم بقضاياها الخاصة عقب حرب طويلة امتدت إلى خمسين عاماً من النضال لنيل الحقوق لجنوب السودان . والترسُّبات التي تركتها فترة الحرب والتهميش الذي حدث للجنوب ليس من السهل نسيانه وهي دوافع للحركة لكي تتمسك بقضايا حاربت من أجلها وفقدت الآلاف من أبنائها.. ولا أعطيها الحق كاملاً في أن تُهمل قضايا السودان وهي شريكة في الحكم وأمامها مسؤولية تاريخية في أي نجاح أو أي إخفاق . * القوي السياسية في الساحة الآن لم تُحدِّد أهدافها بوضوح وتكتفي بالمُعارضة السالبة وحتي الآن لم تُحدِّد أهداف معينة لتشارك بها كمنافس في الانتخابات ولم تُحدِّد مُرشّحاً كقوى تجمُّع جوبا أو منفردة كأحزاب؟ تجمُّع القوى السياسية في مؤتمر جوبا خلق قلقاً كبيراً للمؤتمر الوطني مّما جعل المؤتمر الوطني ينجح في عزل الحركة الشعبية من كل القوى السياسية الأخري كهدف إستراتيجي، وذلك يعني أنَّ المؤتمر الوطني مُصر على الانفصال ويعمل الآن في الإعداد لمرحلة ما بعد الانفصال، والمؤتمر الوطني يُحسن الاصطياد بطريقة الإنفراد. * مؤتمر جوبا كان اجتماعاً عادياً لم يؤثر في الساحة السياسية ولم يؤثر في سير الانتخابات التي يُقرّ الجميع بأنها لصالح المؤتمر الوطني ؟ مطالب مؤتمر جوبا كانت محددة في قانون الاستفتاء والمشورة الشعبية وقانون الأمن الوطني، وكل القوى أجمعت على اتفاق سلام دارفور وتنفيذ اتفاقية السلام الشامل والحريات المستدامة . * قلت إنَّ الجنوب ذاهب للانفصال لامحالة بناءً على رؤي كثيرة وواقع ملموس.. هل هنالك أيُّ أمل لتجاوز هذه الرؤي والعودة لخيار الوحدة أم أنَّ الوحدة أصبحت حُلماً بعيد المنال ؟ لا أرى أيَّ أمل في الوحدة بل الانفصال يطغى علي الساحة من كل جوانبه وذلك بسبب تراكمات منذ الاستقلال لم تحاول أي حكومة تجاوزها بل أضاعت وقتها في النظر إليها حتى وصلت الأمور إلى هذا الحد . ومن العوامل التي ساعدت في ذلك أنَّ الشمال يحكم البلاد منذ الاستقلال دون مشاركة الجهات الأخرى . والانفصال أصبح واقعاً وننتظر الصيغة القانونية له بالاستفتاء فقط. * من الذي دفع البلاد لخيار الإنفصال؟ الحركة الشعبية أم المؤتمر الوطني لأنَّ هذه مسؤولية تاريخية؟ لا أريد تحميل المسؤولية لأحد الأطراف وهي تراكمات تاريخية منذ الاستقلال ولكن الخطأ من جانب المؤتمر الوطني كان يوم دخول الجبهة الاسلامية القومية في السلطة وإعلان الشريعة الإسلامية وإعلان الجهاد وتحليل قتل الجنوبيين.. كانت تلك البداية الحقيقية للانفصال . * هل إسقاط المؤتمر الوطني وذهابه من السلطة هو الحل الأفضل لمشاكل السودان كلها ؟ وماهو البديل ؟ إسقاط المؤتمر الوطني بالصورة التي تطلبها المعارضة ليس هو الحل، ورغم إنفراد المؤتمر الوطني بكل السلطة وعدم الوفاء بالعهود والتحايل في إدارة الدولة والمراوغة إلاَّ أنَّ استخدام القوّة لإسقاطه ليس هو المطلوب. * الحركة الشعبية تبدو في وضع مُزدوج بين الميل للمعارضة وقوى التجمُّع المعارض ومرّات مع المؤتمر الوطني ومع الحكومة في شراكتها المُثبتة بالقوانين والاتفاقات ؟ قلت إنَّ الحركة الشعبية تحاول الاحتفاظ بشعرة معاوية مع المؤتمر الشعبي وفي نفس الوقت تكون مع الشرعية الدستورية في الحكومة . * هل يمكن أن تُرشحِّ نفسك لانتخابات الرئاسة القادمة؟ إذا توفرت الشروط المطلوبة والبيئة الصالحة للانتخابات وإطلاق الحريات وكثير من المطلوبات الأخرى ومنها حل مشاكل دارفور وتنفيذ اتفاقية أبوجا بعد ذلك لامانع أن أترشَّح للانتخابات . * الحكومة تتحدَّث عن وضع مستقر في دارفور ماهو تعليقكم ؟ الوضع الإنساني في دارفور سيئ رغم عدم وجود اقتتال حالياً .. والحكومة لم تساعد في حل المشكلة أو في تنفيذ الاتفاقيات وإيجاد حلول ناجعة للمشكلة الإنسانية المتدهورة هناك، ولم يتوفر حسن النيّة في إشراك أهل دارفور في حكم السودان . وهدوء الأوضاع في دارفور هو الهدوء الذي يسبق العاصفة. * مِلف دارفور مُشتّت بين ليبيا وغرايشن ومصر والدوحة كيف ترون ذلك؟ أطراف كثيرة استفادت من مشكلة دارفور والمواطن الدارفوري هو الوحيد المُتضرر والخاسر الأكبر ودارفور أصبح فيها صراع ثيران.. والمبادرات كثيرة من دول عدبدة وللجميع أجندة خاصة.. المسارات تعدّدت في واقع دارفور والفصائل المسلحة أصبح لها ميل لهذا الطرف أو ذاك.. تشابكت الأمور وتعقدت . والمطلوب الآن من كل القوى الإرادة القوية والتماسك مع بعض لحل مشكلة دارفور والخروج بها من هذا النفق المظلم وعدم الالتفات للمصالح الشخصية الضيقة للعبور بالمنطقة إلى بر الأمان.. المجتمع الدولي عليه توحيد جهوده وعلي دول الجوار لعب دور إيجابي لتوحيد الفصائل للتفاوض والوصول إلى سلام حقيقي على أرض الواقع . ونحن كفصيل كان لنا دور في التعامل مع بقية الفصائل في ليبيا وفي مصر. هل يمكن إقناع عبد الواحد نور وخليل إبراهيم بالتخلي عن مواقفهم المُتعنِّتة؟ لا أُسمِّي مواقفهما تعنُّتاً ولكن هذا الشذوذ لايعني أنهما ضدّ التفاوض أو لايتفقان مع الآخرين ولكن الأمور تحتاج إلى الجلوس معهما وفهم ما يريدان .