|
Re: أم في الغربة ! ( فضفضة خيالية ) .. (Re: محمد الجزولي)
|
... والتي كرست له كل حياتها من ما جعلها تعيف الزواج مرة اخرى وهي التي لم تستمتع بالأول ، فتزوجت في سن السادسة عشر ولم تنعم به كثيراً حيث قضى معها زوجها خمسة سنين وترجل عن الحياة ليتركها وبين يديها ياسر في السنتين من عمره وبقية عمر مجهول ! .. فلم تجرفها عجلة التخبط في التفكير كثيراً ووهبت عُمرها ووقتها لتربية ياسر الذي أصبح شغلها الشاغل ! .. ورفضت أن يشاركه اَي أحد في داخل قفصها الصدري ..
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أم في الغربة ! ( فضفضة خيالية ) .. (Re: محمد الجزولي)
|
وهاهو ياسر يكمل أعوامه التسعة عشر بعيداً عن موطنه الأم، بعد قرار أمه وهو على أعتاب الخامسة من العمر بالذهاب به بعيداً للأفضل ولتجنب نفسها ونفسه من التسلط والوصاية .. وأنكفت عليه في أحدى دول المهاجر .. وذهب بها دوران الوقت العالي التركيز ـ في عدم الزيارة به للوطنها طيلة السنوات من مغادرتها ! .. وأصبح الوطن في زهن ياسر كما الأساطير يأتي في حكي متدفق من فاه أمه أو المقربين من محيط الأسرة أبناء جِلدة وطن أمه المقيمين معهم في المهجر أو التلفونات المتقطعة مع زويهم في الوطن .. فبات لا يعرف سوى وطن واحد، هذا الذي يعيش تفاصيلة محسوسة يومياً .. وليس ذلك المبهم الذي لايأتى إلا في قصص وروايات وأغنيات وطقوس ، يصعب عليه مرات فك بعض من طلاسيمها فيلوذ بالصمت حتى لا يدخل نفسه في مسلسل حُكى وطلاسيم اَخرى ! ..
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أم في الغربة ! ( فضفضة خيالية ) .. (Re: محمد الجزولي)
|
واثناء جلوسها على الأريكة من بعد ماأعياها إنتظار وترقب ، وإزدياد الكافين على جسد لم يضق لطعام مذوّق ، وبحث بالتلفونات لأصدقاء وكل من يُظَن ان ياسر معه أو رؤياه .. وشارفت الليلة الثانية على الأنتهاء ....
دق جرس المنزل ! .. ودقت معه كل أرجاء جسدها.. ووقفت تصارع لتخليص القميص العريض التي ترتدية من إنحشاره تحت وطئة المنضدة ، .. وأوصال ترتعش وقلب شارف على الخلعان من سرعة نبضاته .. وسقطت منها نظارة حفظ النظر ، وكاد أن يسقط جسدها مرتين ..
وجرس الباب مازال يواصل أزيز رناته..
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أم في الغربة ! ( فضفضة خيالية ) .. (Re: محمد الجزولي)
|
..... و بعد عناء وتخبط وقفت منتصبة أمام الباب ، وبيد راجفة ومعروقة أمسكة مقبض الباب وبالأخرى أحكمت بيها مقدمة الجلباب لخلوه من الزراير بفعل الزمن .. وبحركة مُدَربة أنزلت عينها على الدائرة السحرية المثبتة على الباب ، وبصورة مقعرة من خلف شبك الحماية الخارجي أطل لها صورة رجلين وإمرأة من اصليي البلد ، يرتدون البِدِل السوداء ، .... وتعكس الإضاءة الخارجية للمكان وجوه نضرة واللمعة ذهبية على شعر المرأة .. المصفف بعناية .. وزاغ بصرها .. وبسرعة موتورة ضغطت مُنْزِلة المقبض من أمانهِ لتُشرِع الباب ، ليُبان لها بوضوح ماخالطها فيه الشك .. رجلين وإمرأة تتوسطهما ، ... وبِدَل ووجوه تُنبئ بلا مقدمات لأي فئة ينتمون ، وبالجانب على الممر المخصص لوقوف العربات هابطة عربتهم السوداء بفلاشاتها الداخلية تنبئ بكوارث عظيمات ..
وتجمعت ضربات قلب أم ياسر كلها في منصف حلقها ، الذي شارف هاوية التشقق ..
ولنا عودة ..
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أم في الغربة ! ( فضفضة خيالية ) .. (Re: محمد الجزولي)
|
وتخالطت الدعاءات في سرها مع دقات الفؤاد المجروح وإنتفاض الجسد المهزوم ، وتكور سمعها برمته لإفصاح هؤلاء البشر الذين هبطوا لها كألسنة حمم نارية لايولدها إلا الجحيم .. وبعد أن جالت بنظراتها المتوترة ومشوشة ، على وجوه القوم ، إستقرَ تفرسها في وجه السيدة المرافقة .. وإنطلت عيناها بلون الإستعطاف الجندري ... ولفت نظرها أن وجهها قريب في ملمحه للبلاستك من أنه الطبيعي ! .. فبادرتها السيدة صاحبة الوجه الأقرب للرسم خالي التعابير ، وبحرفيه وثبات تُحسد عليهما...
مساء الخير ونأسف للإزعاج في هذا الوقت .. لكن الأمر يحتم علينا القيام بذلك .. أنا الملازم جانيلا إكسوفر.. وزملائي .. ونحن من شرطة المراقبة الجنائية !! ..
!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أم في الغربة ! ( فضفضة خيالية ) .. (Re: عبدالله كع)
|
Quote: نحنا ما منتظرين يا اخوي.. |
والله ياأختي ماعاجبني ململة إنتظاركم دي .. عِلَ من قبله ومن بعده الأمر ! ..
وتسلمي على المتابعة .. وكل سنة وأنتي طيبة ..
ــــ
Quote: الجرجرة لزومه شنو ......... ؟ |
عبد الله .. وأنت طيب ياأخوي
الجرجرة حاكماها الفضفضة ، والفضفضة حاكمها الخيال المشوشر .. وأريتو يتكَبة جرررررررررر كان ريحني وريحَكُم ..
الله غالب وكل سنة وأنت بخير ..
ــــ
وأكيد من مواصلة ..
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أم في الغربة ! ( فضفضة خيالية ) .. (Re: محمد الجزولي)
|
وأصدرت أوصال أم ياسر رجرجة ، كسحب جنزير على مسنات صخور صماء لهولها من الكلمة الأخيرة في تعريف الملازم جانيلا .. فالكلمة تنبئ بشطران القلب !! .. وفي حركة أشبه بتسير شريط سينمائي بسرعة ، أعتقت مقبض ساعدها من مقبض الباب الداخلي لتشرع به باب الشبك .. وبانت للقوم من غير فاصل ، بمظهر أقرب للشخصيات الكرتونية المرسومة من أنها تنتمي لفصيل البشر ! .. من ما زاد إرتباكها وجعل ما تود الإفصاح به يَقف في حلقها ليخلفه فضاء خرج من فمها مخلوط برائحة معدة فارغة لليلتان لم يتساقط عليها سواء قهوة وبعض من ريق ! ..
وأردفت السيدة جانيلا بنفس الثبات والحرفية مع إضافة أبتسامة معهودة في مثل هذه المواقف ..
لاتجزعي يامدام فأتياننا ليس له علاقة بك أو بأسرتك ,, فنحن نبحث عن جاركم السيد {هنري ماركو} ولم نجده في منزله أو في الأماكن التي يتردد عليها ,, لذا نحن نسألكم فقط هل رأيتي أو رأى أي من أفراد الأسرة السيد ماركو اليوم أو ليلة أمس ؟!! .. فنحن نريده في شئ هام وعاجل لذا نبحث عنه بهذه الكيفية ,, ونكرر الاسف لبث الإزعاج !! ..
فجرى خيط من الريق أنعش ترياق أم ياسر ، وجعل في وجها إبتسامة خالطة مابين إنزياح هَم وغم شارف على الإطاحة بها ، وبين حمد لله ، وعبط لاتدري من أين جاء ! .. وبدءت في تمتمات تصارع بها لغة البلد لتوصل للقوم أنها لم تراى السيد هنري من أكثر من أسبوع لأنها كانت خارج البلده ! فأنتابها وخز ضمير أنها تكذب !! وهي التي رأته ظهر أمس يعبر الشارع في الناحية المعاكسة لموقف البص يحمل شمسيته .... فأخرست ذلك في داخلها الممزق أحشاه .. حتى لاتضيف لنفسها شيطان أخر لايرحم في نشر الاسئلة والمتابعة .. وأكتفت بكذبتها تلك ووخزاتها ..
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أم في الغربة ! ( فضفضة خيالية ) .. (Re: محمد الجزولي)
|
وقررت هي بدورها أن تشركهم في دوامتها ، وتحكي لهم أمرها العصيب !! وفجأة رن جرس تلفونها المحمول من جيب جلبابها الساقط جنبته من التمزيق .. فأخرجته في عصبية وتوتر لفت نظر السيدة جانيلا من ما جعلها تأخر خُطاها في المغادرة ، لتستبين أن هذه السيدة بخير ، وتوقفت الملازم كلياً عندما وضعت أم ياسر التلفون على أذنها وصرخة بلهجتها المحلية ... ياسر .. ياسر أين أنت ياسر وسيل من الأسئلة والتغليظ جعلت السيدة الملازم في حيرة من أمر الفهم ، فأشارت لها بما يساعدها على الإطمئنان أكثر ، فأكدة لها أم ياسر بأشارات كثيرة ودموع أكثر وإبتسامات متصنعة ، أنها بخير .. فغادرة الملازم والقوم على متن عربتهم السوداء .. وغادرت أم ياسر الى الداخل وهي مازال يهدر شلال إطمئنانها وتغريظها واللعنات على ياسر عبر التلفون ، إلا أن نجح هو في تهدئتها كعادته وإنبرى في المبررات ، وأنهم ذهبوا الى صديق لهم في مدينة أخرى وكانو مقررين الزيارة والعودة في نفس اليوم إلا أن الأحداث أتت بما لا إشتهته أنفسهم ، حيث داهمت المدينة أمطار رعاف جعلت من المدينة منطقة معزولة طيلة هذه الليلتان ، وهاهم فلحو أخيراً في خروج من المدينة والأتصالات وأكد لها بعد تقديم المشيئة انه سيكون معها بعد قليل ، فهم في طريق العودة .. معليش ماما {بلكنته المحببة لها} ختم بها حديثة الذي نزل عليها بفيضان إطمئنان ينقصة الروئية العينية لقلب الأم والتأكد من سلامة بدنه ...
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أم في الغربة ! ( فضفضة خيالية ) .. (Re: د.نجاة محمود)
|
أختي المتعافية دوماً د. نجاة ..
Quote: سيبتا ركبنا والله... |
سلامة الرُكب من السيبان 
ــــ

Quote: ربنا يحفظ كل الاطفال.. |
الله يحفظ الجميع .. وأولادنا وبناتنا داخل حظيرة الوطن والمتناثرين ويحفظ الأمهات والأباء من جَمع منهم ومن فَصل ..
| |

|
|
|
|
|
|
|