القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 02:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2009, 11:54 AM

عبداللطيف خليل محمد على
<aعبداللطيف خليل محمد على
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه

    Quote: لله وحده هو الذى حمى الأستاذ المبدع/ يحيى فضل الله أمس من سكين مجهولة الغرض، ارادت أن تشق طريقها الى صدره، ولكن قدراً ما أسقطها على الارض.
    الحادثة الغريبة التفاصيل، كان مسرحها مباني صحيفة (حكايات) الاجتماعية، التي تخرج عن شركة (الرأي العام) يعتبر المبدع يحيى فضل الله من كتابها المميزين..حامل السكين شخص مجهول من الذين اعتادوا ارتياد مباني الصحف تحت دعاوى متنوعة...وما لا يدركه القراء، أن الصحف اصبحت من الاماكن المفضلة، للمعتوهين والمضطربين نفسياً والموتورين، بعد أن تم هدم الصواني التي اقامها العقيد يوسف عبد الفتاح، في أيام الإنقاذ الاولى، ووفرت منابر مفتوحة لهم..!
    «الرجل» الذى حاول الاعتداء على يحيى ،يبدو انه كان يبحث لسكينته عن صدر ما..فقد جاء الى استقبال (الرأي العام) يسأل عن أي مسؤول بالصحيفة، ولكن موظف الاستقبال(يحيى جبارة) الذي له دربة في التعامل مع الحالات المشابهة رد طلب الرجل بطريقة حاسمة تستبطن تحذيراُ، بأن تطور النقاش لن يكون في صالحه..!
    الرجل يقرر أن يتجه الى مباني الشقيقة الصغرى «حكايات» ليختار يحيى فضل الله كهدف سهل المنال..لقد اتهم يحيى بسرقة أفكاره .. قال الرجل ليحيى : (إنك تقوم بسرقة أفكاري قبل أن أعبر عنها).!
    .وبصورة مفاجئة لا تتناسب وايقاع الحديث، أخرج الرجل سكينه، وفي لحظة ارتفاع الاصوات وانتباه يحيى فضل الله سقطت السكين من الرجل فولى هارباً.
    هذه ليست الحادثة الاولى. من قبل تعرض موظف استقبال بـ (الرأي العام)، للضرب بآلة حادة من قبل شخص غريب الاطوار. كان يتردد على مباني الصحيفة، واراد ان يدخل صالة التحرير عنوة.
    وقبل أيام قام متطرف سياسي بأحد المواقع الإسفيرية بنشر مقال يطالب بإهدار دم الكاتب الدكتور/ كمال حنفي .رداً على مقال نشر بعاموده بـ (الرأي العام).
    ولا تزال حادثة إغتيال الفنان خوجلي عثمان تمثل ابرز الجرائم التي يرتكبها المعتوهون بالخرطوم.
    والفروقات بين المضطربين والموتورين نفسياً، وأمثالهم من غلاة السياسيين والعنصريين والمتطرفين، تكاد تكون متقاربة..!
    الذين قاموا بذبح الشهيد محمد طه محمد أحمد، لا فرق بينهم والذي قام بقتل خوجلي، ومن شرع في محاولة طعن فضل الله، ومن أهدر من قبل دماء عدد من الصحافيين والكتاب، ومن اراد أن يرد على مقال حنفي بالقتل؟
    متى يدرك الجميع ان الأمن ليس قوات مدججة ولا إخضرار الطرقات بالكاكي.. نحن في حاجة ماسة لمؤسسات اجتماعية بحثية ،لمعرفة المنافذ التي تتسرب منها كل هذه المخاطر؟! (الجاتنا جاتنا من الأرض ما جاتنا من تال السما)!
    الساسة تحميهم حراستهم وفرق تأمينهم..وأهل الثروة والمال يحمون أنفسهم عبر الشركات الامنية الخاصة.. وعلى يحيى فضل الله وأمثاله، ان يحموا أنفسهم بنداء ( يا أبو مروة).
    نعم.. (أبو مروة) الذي أصبح في كثير من الاحيان لا يستجيب لنداء، ولا يرد على إستغاثة (عامل أضان الحامل).. واذا استجاب كان من ضمن المتفرجين..!

    ضياء الدين بلال
    الرأي العام
                  

12-27-2009, 11:57 AM

عبداللطيف خليل محمد على
<aعبداللطيف خليل محمد على
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: عبداللطيف خليل محمد على)

    و العنوان الحقيقي مثير للغاية :

    ( محاولة إغتيال فاشلة يتعرض لها القاص يحي فضل الله )

                  

12-27-2009, 12:00 PM

عبداللطيف خليل محمد على
<aعبداللطيف خليل محمد على
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: عبداللطيف خليل محمد على)

    سلامات ..
                  

12-27-2009, 12:38 PM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7183

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: عبداللطيف خليل محمد على)

    Quote: الذين قاموا بذبح الشهيد محمد طه محمد أحمد، لا فرق بينهم والذي قام بقتل خوجلي، ومن شرع في محاولة طعن فضل الله، ومن أهدر من قبل دماء عدد من الصحافيين والكتاب،


    الأستاذ لطفي،
    تحية طيبة

    أولاً حمد لله على سلامة القاص الأستاذ يحيي فضل الله

    تعرف لو ما كاتب هذا المقال الكوز ضياء الدين البلال، لفهمنا من الاقتباس أعلاه بأنه يقصد المخابرات السودانية
    لأنها هى التى قامت بتأليف سينايوهات الاغتيالات أعلاه، وسيناريو المعتوة (وهو زول نصيح زي الحصان) والذي قام باغتيال الفنان الراحل
    خوجلي عثمان لعلمه بتخطيط المخابرات السودانية بمحاولتها الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك، عندما كان نزيلاً بنفس الفندق
    الذي كان ينزل فيه ضباط المخابرات السودانية بأديس أبابا، ولذا وجب عليهم التخلص منه بقصة الرجل المعتوة الذى إدعى
    بأن الفنان خوجلي عثمان قد كان يغازل زوجته فى أغانيه.

    والآن نفس السيناريو يحاول الكيزان فيه تصفية القاص يحيي فضل الله، لكن فى دي دقسوا، هم قايلين القاص يحيي فضل الله مازول
    بتاع شدائد زي الفنان الراحل خوجلي عثمان، وممكن قتله بسكينة؟! الأستاذ يحيي فضل الله راجل مقرم، ومن آل هاشم بدر الدين
    ودي أسرة متدربة على أعلى فنون القتال، يعني لو أي واحدة من بناتهم فكت بتاع السكينة دا بي بونية وجلتو هواها ساي بعمل ليهو نزلة.
                  

12-27-2009, 01:21 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 28848

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: النذير حجازي)

    سلامات
    Quote: محاولة إغتيال فاشلة يتعرض لها القاص يحي فضل الله

    سلم الله يحي من كل شر
    الاثارة من خلال العناوين تستلزم مراعاة الكثير من الامور
    لا اعتقد ان خبرا مؤسفا كهذا يحتاج لعنوان مثير لان موضوعه اكثر اثارة في حد ذاته
    العنوان فيه تجني على يحي اكثر من محاولة تجني المعتوه على حياته
                  

12-27-2009, 01:47 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: حيدر حسن ميرغني)

    الأخ عبداللطيف

    أعتقد أن العنوان أيضاً يفتقد للحساسية، فأظن أنك لو تخيلت أن الاغلبية تقرأ العناوين، ولا تدخل البوستات،
    فحتما كنت اخترت عنواناًً آخر...
                  

12-27-2009, 01:47 PM

المعز ادريس
<aالمعز ادريس
تاريخ التسجيل: 05-18-2009
مجموع المشاركات: 1569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: حيدر حسن ميرغني)

    عبد اللطيف تحياتي,

    حمدا لله على سلامة يحي فضل الله من محاولة الغدر هذه
    إستقبال أي صحيفة يحدث فيها مثل هذا, تعتبر الصحيفة مسئولة!
    لماذا لا تصمم الصحف لنفسها مكاتب إستقبال محكمة الضبط للداخل و المارق!!
    .
    عنوانك يا عبد اللطيف غير ملائم
    كأنك تعكس به حالة تضامن مع المعتوه هذا! أو زي ما قال ليك حيدر
    و دا عنوان يدلف لمحتوى كتابات يحي في تجاوز بائن لمحاولة الإغتيال حتى
    إن لم يكن دا هدفك!
                  

12-27-2009, 02:55 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: المعز ادريس)

    ألف حمد لله على سلامة الأستاذ يحيى فضل الله
    وربنا يحفظه من كل شر .. وعمر مديد .. آمين



    (تداعيات) – يحيى فضل الله

    حمى الانتظار لا بل هذيان الانتظار .. من هنا كان ينظر إلى حيث متوقع أن تأتي .. لا تحيد نظراته أبداً عن الطريق الذي يتوقع أن تأتي منه – أخرج منديلاً من جيبه – راح يمسح العرق من على جبينه – أدخل المنديل – أخرج منديلاً آخر مسح به هذه المرة على الجزمة بعناية فائقة تؤكد استعداده التام لهذا اللقاء وأدمنت نظراته التجول حول ذلك الطريق .. هكذا كان ... أعذروني كنت أريد أن أحكي عن ود فرج الله .. ها هي ملامحه تضيع مني .. لا استطيع الإمساك بتلابيب السرد .. تتقاذفني علاقات اللا جدوى .. أحس بأني مرتبك إلى حد ما .. تسيطر على ذهني صورة لا استطيع أن أتجاوزها .. صورة ذلك الصقر الذي حط على شجرة النبق في منزلنا .. حط ذلك الصقر في هذا الصباح فطارت مرعوبة أزواج من القماري .. بمخلب رجله اليسرى تناول ذلك الصقر من أحد الأعشاش فرخاً صغيراً كان قبل قليل يستدفئ بأمه .. نظراته جشعة .. لم يكتفِ بذلك بل حمل معه فرخاً آخر بمنقاره الحاد وطار .. كنت أراقب ذلك ولا أملك حتى القدرة على هشه من الشجرة .. كنت أراقب ذلك بحياد .. حياد من أصيب في مقتل .
    " يا روحي هاجري وفتشي ... شوفي كان تلقي شي"
    عاد الكاتب العظيم (صمويل بيكت) إلى أيرلندا موطنه في إجازة قصيرة بعد انتهى من الجامعة .. جاء وفي باله أن يستمتع بإجازته .. لم يكن يتوقع أن يحدث له ما حدث .. من حيث لا يدري ضاعت إجازته في المستشفى .. شخص غريب .. لا صلة له مطلقاً به .. لا تربطه به أدنى عداوة .. جاء هذا الشخص وطعن (صمويل بيكت) بخنجر انغرز ذلك الخنجر في جسد ذلك الكاتب الذي كان وقتها شاباً يتحسس طريقه الأدبي .. اهتم (صمويل بيكت) اهتماماً شديداً بأمر هذا الشخص الغريب .. أصر أن يلتقي به .. حين تم ذلك اللقاء .. سأل (بيكت) ذلك السؤال الذي عذبه طيلة أيام الألم بالمستشفى:
    - لماذا فعلت بي ذلك ؟
    رد ذلك الشخص الغريب على تساؤل (بيكت) العميق وبحياد معلن: (لا لشئ) .. وهنا اسمحوا لي أن أسودن هذا الرد الغريب: (ساكت)!!
    من هذه الحادثة الغريبة أحس (صمويل بيكت) بلا جدوى الحياة .. أحس بالعبث الذي لوِّن كل كتاباته الروائية والمسرحية ..
    كان ذلك الخنجر الذي انغرز في جسده (ساكت) بمثابة تحول فلسفي عميق ..
    يقول هذا الكاتب العظيم واصفاً حياة الإنسان ( حياة الإنسان ثلاث ظلمات .. ظلمة الرحم مروراً بظلمة الحياة إلى ظلمة القبر).
    - "يا روحي هاجري وفتشي
    شوفي عاد
    كان تلقي شي"
    يا أيها الأعزل إلا من الشعر والأغنيات .. هل بالإمكان أن نحلم بأغنية جديدة .. ما أقسى أن تُحبس تلك الدندنة في أوتار الصمت الأبدية .. آه لو كنت تملك قدرة أن تمنع دمك من مغبة فعل الاندلاق ..
    - " يا روحي هاجري وفتشي
    شوفي عاد
    كان تلقي شي"
    قبل الروح تروح .. لو كان ذلك الخنجر الذي انغرز في عنق الكاتب الكبير (نجيب محفوظ) .. لو كان لذلك الخنجر ذاكرة لعرف كيف يتفادى تلك القامة العالية التي هي (نجيب محفوظ) آه لو كانت الأسلحة تمتلك ذاكرة .. يبدو أن العالم يتجرد متخذاً شكل الخناجر .. سكاكين .. فؤوس .. هراوات .. بنادق .. طوابير من القتلى وزحام من القتلة .. أولئك القتلة .. دماء وقنابل .. قاذفات اللهب .. وساوس وممنوعات..
    "فاجأتني الخناجر
    ذات قمر
    ناري التي اشتعلت
    صيرتني رماد
    ترى هل يمكن أن نتصور شكل قاتلنا الجديد؟ هلل بالإمكان أن نصف ذلك القاتل الذي يخطف الروح؟ هكذا بغتة تذهب التساؤلات نحو إجاباتها التي فقدت قدرتها على النطق .. على الحركة .. على حيوية أن تصمد أمام التساؤلات .. لذلك يظل الموت قادراً تماماً على تنويع المفاجآت ..
    - مزق عبد القادر الجريدة وانحرف مزاجه من العمل .. شتاء يتسرب خفيفاً في تلافيف يوم الجمعة .. السوق الشعبي أم درمان كاد أن يفقد حيويته .. لا زالت المايكرفونات تعلن عن أسعار اللحوم .. انفعالات وضجة تلتف حول معنى الموت .. أكوام متفرقة من البشر تتناثر هنا وهناك في شكل حلقات نقاش حول الأمر .. أحد أكشاك المرطبات حاول أن يستثمر الحادث فبحث صاحبه عن شريط " " انساب جهاز التسجيل ليختلط بكل ضجة السوق واختلافاتها الحميمة حول الأمر ..
    " ما بنختلف
    عملني بس قانون
    هواك
    بحفظ حروفو
    حرف حرف"
    وقف "حمد ود أم برمبيطة" أمام ذلك الكشك .. لم يشترِ شيئاً ولكنه بدل عن ذلك انحدرت دموعه واختلطت بعرق وجهه الطيب
    "شفاف
    زعلك يشفق
    وشوفتك شفاء
    وبعترف"
    هنا مسح "ود أم برمبيطة" وجهه بطرف العراقي المتسخ وتهدج صوته وخرج من المكان لا يلوي على شيء ..
    - يقول (صلاح عبد الصبور) في نهاية مسرحيته "مسافر ليل" يقول:
    (في يده خنجر
    وأنا مثلكم أعزل
    لا أملك إلا كلماتي)
    هاأنذا .. أخاف من حلمي بأن تكون للأسلحة ذاكرة وذلك حتى لا تتحقق رؤية الشاعر (أيمن أبو الشعر) حول محاكمة ذلك الخنجر:
    (يبرأ خنجر القاتل
    وتشنق جثة المقتول)
    (صحيفة السودان الحديث – الملحق الثقافي – الثلاثاء 15 نوفمبر 1994م)
                  

12-27-2009, 03:30 PM

soma

تاريخ التسجيل: 09-14-2002
مجموع المشاركات: 4120

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: نصر الدين عثمان)

    الف الف سلامة على الزول الجميل ومبدع يحيى فضل الله
    يا خوى اعمل حسابك والف بعد الشر عليك
    ابقى ظاهر ودمدمنا بابداعك يا جميل
                  

12-27-2009, 03:45 PM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7183

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: نصر الدين عثمان)


    Quote:
    (تداعيات) – يحيى فضل الله

    حمى الانتظار لا بل هذيان الانتظار .. من هنا كان ينظر إلى حيث متوقع أن تأتي .. لا تحيد نظراته أبداً عن الطريق الذي يتوقع أن تأتي منه – أخرج منديلاً من جيبه – راح يمسح العرق من على جبينه – أدخل المنديل – أخرج منديلاً آخر مسح به هذه المرة على الجزمة بعناية فائقة تؤكد استعداده التام لهذا اللقاء وأدمنت نظراته التجول حول ذلك الطريق .. هكذا كان ... أعذروني كنت أريد أن أحكي عن ود فرج الله .. ها هي ملامحه تضيع مني .. لا استطيع الإمساك بتلابيب السرد .. تتقاذفني علاقات اللا جدوى .. أحس بأني مرتبك إلى حد ما .. تسيطر على ذهني صورة لا استطيع أن أتجاوزها .. صورة ذلك الصقر الذي حط على شجرة النبق في منزلنا .. حط ذلك الصقر في هذا الصباح فطارت مرعوبة أزواج من القماري .. بمخلب رجله اليسرى تناول ذلك الصقر من أحد الأعشاش فرخاً صغيراً كان قبل قليل يستدفئ بأمه .. نظراته جشعة .. لم يكتفِ بذلك بل حمل معه فرخاً آخر بمنقاره الحاد وطار .. كنت أراقب ذلك ولا أملك حتى القدرة على هشه من الشجرة .. كنت أراقب ذلك بحياد .. حياد من أصيب في مقتل .
    " يا روحي هاجري وفتشي ... شوفي كان تلقي شي"
    عاد الكاتب العظيم (صمويل بيكت) إلى أيرلندا موطنه في إجازة قصيرة بعد انتهى من الجامعة .. جاء وفي باله أن يستمتع بإجازته .. لم يكن يتوقع أن يحدث له ما حدث .. من حيث لا يدري ضاعت إجازته في المستشفى .. شخص غريب .. لا صلة له مطلقاً به .. لا تربطه به أدنى عداوة .. جاء هذا الشخص وطعن (صمويل بيكت) بخنجر انغرز ذلك الخنجر في جسد ذلك الكاتب الذي كان وقتها شاباً يتحسس طريقه الأدبي .. اهتم (صمويل بيكت) اهتماماً شديداً بأمر هذا الشخص الغريب .. أصر أن يلتقي به .. حين تم ذلك اللقاء .. سأل (بيكت) ذلك السؤال الذي عذبه طيلة أيام الألم بالمستشفى:
    - لماذا فعلت بي ذلك ؟
    رد ذلك الشخص الغريب على تساؤل (بيكت) العميق وبحياد معلن: (لا لشئ) .. وهنا اسمحوا لي أن أسودن هذا الرد الغريب: (ساكت)!!
    من هذه الحادثة الغريبة أحس (صمويل بيكت) بلا جدوى الحياة .. أحس بالعبث الذي لوِّن كل كتاباته الروائية والمسرحية ..
    كان ذلك الخنجر الذي انغرز في جسده (ساكت) بمثابة تحول فلسفي عميق ..
    يقول هذا الكاتب العظيم واصفاً حياة الإنسان ( حياة الإنسان ثلاث ظلمات .. ظلمة الرحم مروراً بظلمة الحياة إلى ظلمة القبر).
    - "يا روحي هاجري وفتشي
    شوفي عاد
    كان تلقي شي"
    يا أيها الأعزل إلا من الشعر والأغنيات .. هل بالإمكان أن نحلم بأغنية جديدة .. ما أقسى أن تُحبس تلك الدندنة في أوتار الصمت الأبدية .. آه لو كنت تملك قدرة أن تمنع دمك من مغبة فعل الاندلاق ..
    - " يا روحي هاجري وفتشي
    شوفي عاد
    كان تلقي شي"
    قبل الروح تروح .. لو كان ذلك الخنجر الذي انغرز في عنق الكاتب الكبير (نجيب محفوظ) .. لو كان لذلك الخنجر ذاكرة لعرف كيف يتفادى تلك القامة العالية التي هي (نجيب محفوظ) آه لو كانت الأسلحة تمتلك ذاكرة .. يبدو أن العالم يتجرد متخذاً شكل الخناجر .. سكاكين .. فؤوس .. هراوات .. بنادق .. طوابير من القتلى وزحام من القتلة .. أولئك القتلة .. دماء وقنابل .. قاذفات اللهب .. وساوس وممنوعات..
    "فاجأتني الخناجر
    ذات قمر
    ناري التي اشتعلت
    صيرتني رماد
    ترى هل يمكن أن نتصور شكل قاتلنا الجديد؟ هلل بالإمكان أن نصف ذلك القاتل الذي يخطف الروح؟ هكذا بغتة تذهب التساؤلات نحو إجاباتها التي فقدت قدرتها على النطق .. على الحركة .. على حيوية أن تصمد أمام التساؤلات .. لذلك يظل الموت قادراً تماماً على تنويع المفاجآت ..
    - مزق عبد القادر الجريدة وانحرف مزاجه من العمل .. شتاء يتسرب خفيفاً في تلافيف يوم الجمعة .. السوق الشعبي أم درمان كاد أن يفقد حيويته .. لا زالت المايكرفونات تعلن عن أسعار اللحوم .. انفعالات وضجة تلتف حول معنى الموت .. أكوام متفرقة من البشر تتناثر هنا وهناك في شكل حلقات نقاش حول الأمر .. أحد أكشاك المرطبات حاول أن يستثمر الحادث فبحث صاحبه عن شريط " " انساب جهاز التسجيل ليختلط بكل ضجة السوق واختلافاتها الحميمة حول الأمر ..
    " ما بنختلف
    عملني بس قانون
    هواك
    بحفظ حروفو
    حرف حرف"
    وقف "حمد ود أم برمبيطة" أمام ذلك الكشك .. لم يشترِ شيئاً ولكنه بدل عن ذلك انحدرت دموعه واختلطت بعرق وجهه الطيب
    "شفاف
    زعلك يشفق
    وشوفتك شفاء
    وبعترف"
    هنا مسح "ود أم برمبيطة" وجهه بطرف العراقي المتسخ وتهدج صوته وخرج من المكان لا يلوي على شيء ..
    - يقول (صلاح عبد الصبور) في نهاية مسرحيته "مسافر ليل" يقول:
    (في يده خنجر
    وأنا مثلكم أعزل
    لا أملك إلا كلماتي)
    هاأنذا .. أخاف من حلمي بأن تكون للأسلحة ذاكرة وذلك حتى لا تتحقق رؤية الشاعر (أيمن أبو الشعر) حول محاكمة ذلك الخنجر:
    (يبرأ خنجر القاتل
    وتشنق جثة المقتول)
    (صحيفة السودان الحديث – الملحق الثقافي – الثلاثاء 15 نوفمبر 1994م)


    يا نصر الدين والله دي مبااااااااااااااااااااااااااااااالغة؟!
    سبحان الله
    وكأنه يعلم الغيب
    والله دي من غرائب المفارقات العجيبة وهى:-
    1) كاتب يعود إلى موطنه بعد طول غياب
    2) وأثناء ماهو يكتب تعرض لهجوم
    3) الهجوم كان بسلاح أبيض أو بنفس الأداة
    4) الكاتب كان أعزل إلا من قلمه
    5) لا علاقة معرفية بين الكاتب والقاتل
    6) يحكي فيها أغنية الفنان المغدور خوجلي عثمان والذي تعرض لنفس الاعتداء الذي تعرض له القاص يحيي فضل الله الآن

    فقط يجب التأكد من سنة كتابة المقال: هل هى 1995 أم 1994؟

    نص جدير بالقراءة والتأمل لعدة مرات وشكراً كثيفاً يا نصر الدين

    (عدل بواسطة النذير حجازي on 12-27-2009, 03:55 PM)

                  

12-27-2009, 05:25 PM

منتصرمحمد زكى
<aمنتصرمحمد زكى
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 4045

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: النذير حجازي)

    ألف سلامة للقاص يحيى فضل الله

    اذا المسألة لهاتاريخ وسوابق .. من صمويل بيكيت مرورا بنجيب محفوظ ... وأخيرا يحيى

    ما علاقة الكتاب بالخناجر الطائشة أو الغادرة ؟

    هل يبحث أصحاب الخناجر المعتوهة عن شهرة عابرة ؟

    ام ان للكتابة فواتير متراكمة واجبة السداد حسب فهم بعض المشوشين ومرضى النفوس ؟؟

    (عدل بواسطة منتصرمحمد زكى on 12-27-2009, 05:50 PM)

                  

12-27-2009, 07:11 PM

عبداللطيف خليل محمد على
<aعبداللطيف خليل محمد على
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: منتصرمحمد زكى)

    حيدر حسن ميرغني :

    من الأفضل الابتعاد عن اسلوب التابلويد المعتاد في نقل حوادث مثل هذه ..
    و ليس ببعيد ان يكون من صاغ الخبر زاد في ( الحبكة ) و لو قليلا ؛ ليس ( إثارة ) انما خوفا من تكرار ما حدث من قبل لمبدعين و مشاهير تم اغتيالهم بنفس الاسلوب .

    فبالتالي ليست الاثارة ( تعظيما ) ليحي فضل الله ؛ و لا الصياغة العادية للخبر نقصا من شأن الرجل ..

    تحياتي ..

                  

12-27-2009, 07:28 PM

عبداللطيف خليل محمد على
<aعبداللطيف خليل محمد على
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: عبداللطيف خليل محمد على)

    نادوس :
    Quote: أعتقد أن العنوان أيضاً يفتقد للحساسية، فأظن أنك لو تخيلت أن الاغلبية تقرأ العناوين، ولا تدخل البوستات،
    فحتما كنت اخترت عنواناًً آخر...


    أعتقد انك بـ ( الحساسية ) تقصد ( الاثارة ) ؛
    و بالتأكيد قصدت الابتعاد عنه رغم ان ( الخبر ) في مصدره جاء بهذا الاسلوب ؛
    و في نقله هنا رغبت في تجريده من الاثارة ..

                  

12-27-2009, 07:32 PM

عبداللطيف خليل محمد على
<aعبداللطيف خليل محمد على
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: عبداللطيف خليل محمد على)

    المعز ادريس :

    Quote: نوانك يا عبد اللطيف غير ملائم
    كأنك تعكس به حالة تضامن مع المعتوه هذا


    لا لا لا لا ...

    فقط تجريد من ( الأبهة ) ..
                  

12-27-2009, 07:35 PM

عبداللطيف خليل محمد على
<aعبداللطيف خليل محمد على
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: عبداللطيف خليل محمد على)

    النذير حجازي
    نصر الدين عثمان
    سوما
    منتصر محمد زكي

    شكرا ؛


                  

12-27-2009, 07:43 PM

عبداللطيف خليل محمد على
<aعبداللطيف خليل محمد على
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: عبداللطيف خليل محمد على)

    التقطني يا صديقي
    في الدروب الما بتجيبك
    ودفئ حضنك بالأغاني
    كلما يضهب طريقك
    وامسك الجمرة البتبرق
    بين رمادك
    وبين حريقك
    وارفق الدمعة البتعرف
    شاسع الحزن البعيقك
    ولو فضل في العمر خطوة
    وسع الأحلام
    واهرب منو ضيقك
    لي براح في الشوق يتاوق
    في شبابيك غربة حبيبك
    ويا أخي سيبك
    من متاهات في الخواطر
    والمشاوير التشاتر
    يا اخي سيبك
    هي ضلمة وانت عارف
    ضي بريقك
    وبرضو عارف
    قبل ما تختار طريقك
    ابقي واثق من رفيقك
    وامسك الجمرة البتبرق
    بين رمادك
    وبين حريقك
    مين رفيقك
    غير شجن
    واشواق
    ولوعة
    شحنة الحزن البصيبك
    يا اخي سيبك
    وانت سر عشقك
    كلما اتخمر عتيقك
    يا اخي سيبك
    من سريقك
    ومن سليبك
    وابقي فتش في لي طريقك
    يمكن الاحزان تسيبك
    يا اخي سيبك

    - يحيا يحي فضل الله -
                  

12-28-2009, 08:26 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: عبداللطيف خليل محمد على)

    الأخ عبد اللطيف وضيوفك الكرام .. سلام،

    كتب النذير حجازي:
    Quote: والله دي من غرائب المفارقات العجيبة وهى:-
    1) كاتب يعود إلى موطنه بعد طول غياب
    2) وأثناء ماهو يكتب تعرض لهجوم
    3) الهجوم كان بسلاح أبيض أو بنفس الأداة
    4) الكاتب كان أعزل إلا من قلمه
    5) لا علاقة معرفية بين الكاتب والقاتل

    تحياتي لك أخي النذير .. الأمر فعلاً من المفارقات العجيبة كما أشرت..
    تأمل هذا الجزء من النص:

    Quote: ترى هل يمكن أن نتصور شكل قاتلنا الجديد؟ هلل بالإمكان أن نصف ذلك القاتل الذي يخطف الروح؟ هكذا بغتة تذهب التساؤلات نحو إجاباتها التي فقدت قدرتها على النطق .. على الحركة .. على حيوية أن تصمد أمام التساؤلات .. لذلك يظل الموت قادراً تماماً على تنويع المفاجآت ..


    ترى هل كان الأمر استباقاً معرفي حدسه الكاتب؟ أم أنه فعل معتدٍ (شيزوفريني) مثقف داهمته بغتة كوابيسه!؟
    أما بخصوص طلبك التأكد من تاريخ نشر هذا النص من (التداعيات) فإنني أكاد أجزم بأنه 15 نوفمبر 1994م

    نحمد الله كثيراً على سلامة الأستاذ يحيى فضل الله .. ونجاته من هذا الاعتداء الآثم
    آمل ألا تتم أرشفة هذا البوست .. لمزيد من الحوار
                  

12-29-2009, 11:59 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: نصر الدين عثمان)

    تداعيات
    ــــــــــ
    يحيي فضل الله
    ـــــــــــــ
    اللافتــة
    ــــــــــــــ


    صباح لا يراهن إلا على التعاسة، هكذا كان هذا الصباح بخطوات تحاول أن تجد لها مبرراً من الذهاب في الاتجاه الذي سجنه الملل وافقده التكرار معنى أن يتجدد، بهذه الخطوات المرغمة جداً على فعل متكرر خرج " يوسف " من المنزل متجهاً إلي حيث يعمل، على شارع متسع وفي ركن يتميز بحسن تجاري يوجد كشك الجرائد الذي يديره شراكه مع صديق قديم لم يفعل شيئاً سوى أنه تخلى عن جزء من ماله كي يكون " يوسف " سجيناً مثالياً لهذا الكشك الذي أعلن عن نفسه بلافتة متواضعة تقول " مكتبة الأمل " . اكثر ما يغيظ " يوسف " هو اختياره هذا الاسم .

    عادة ما يضحك " يوسف " ضحكة مكتومة كل صباح حين يفتح الكشك وتلقائياً تقع نظراته على هذه اللافتة، يضحك تلك الضحكة المكتومة لانه يتذوق بلسانه حروف كلمة "الأمل" بينما تتذوق دواخله اليائسة تناقضها مع هذا المعنى المشرق، يفكر " يوسف " في أنه ستتبدل كلمة " الأمل " بكلمة أخرى تعمل على الأقل على نفي هذا العكس وتذوقه الداخلي لمعنى النقيض .

    لم ينس " يوسف " أن يضحك ضحكته المكتومة تلك وهو يفتح باب الكشك هذا الصباح، ألقى نظرة عميقة على اللافتة الجديدة التي تقع في زاوية من زوايا الكشك بالداخل، رتب بعض الترتيبات، نفض الغبار، رفع باب الكشك. وثبت عليه القوائم بحيث تسلل الضوء إلي الداخل، أعاد مرة أخرى نفض الغبار تلك العملية التي فعلها من قبل كعملية سابقة لأوانها مستسلماً إلى مهمته الصباحية المعتادة، رفع اللافتة الجديدة ونظر إليها ملياً وكأنه يتحسس خروجه المنفلت من سجن ذلك المعنى، معنى الأمل الذي فقد الرغبة في أن يتالف معه، ارتاحت نظراته على اللون الأخضر الذى سيطر على اللافتة الجديدة، أشعل سيجارة " برنجي " اشتراها بـ "150" جنيهاً، إنها سيجارته الوحيدة خلال اليوم وهذا ليس اقتناعاً بتلك الحكمة الصحية التي تقول أن التدخين ضار جداً بالصحة ولكن لأسباب تتعلق بضيق ذات اليد، تلك التي فقدت مساماتها روح الاحتفاء بالحياة، هكذا تخلص " يوسف " من إدمانه الممتع للتدخين واكتفى بسيجارته الصباحية المكلفة جداً، ومن بين فتحة أنفه يخرج دخان "البرنجي " متمهلاً حذراً من مغبة أن تضيع منه متعته المختزلة كلها في سيجارة واحدة فقط في اليوم، عادة ما يحس " يوسف" حين يطفئ هذه السيجارة أنه سيواجه صداعه الخاص بالحرمان حتى يأتي صباح جديد بسيجارة جديدة.

    زحمة قراء الصحف الرياضية على باب الكشك، عادة ما تتواري الصحف السياسية خجلاً أمام الصحف الرياضية خاصة حين يكون الدوري في حرارة التنافس.

    · " أخبار الرياضة لو سمحت "

    · " الشبكة من فضلك "

    · " احجز لي نجوم الرياضة بمر عليك بعدين "

    · " حوار كاريكا نزل لو سمحت "

    زحمة لا تفعل في دواخله سوى الغثيان ولا يملك إزائها إلا وضع ابتسامة زائفة على فمه لزوم مواجهة " الزبائن "، من بين زحمة هذا الصباح لمحه " يوسف " بزيه الكاكي على كتفيه علامة تعلن عن رتبة " صول " في البوليس، وجه وقور تدل ملامحه على تجاوزه الخمسين، يقف بعيداً عن الزحمة بصرامة عسكرية معروفة، حاول " يوسف" ان يخصه باحترام خاص :

    · " أيوة يا حضرة الصول "

    · " معليش يا بني مش الناس ديل "

    · " ما في مشكلة ينتظروا "

    · " أنا عايزك أنت "

    ورجع " يوسف " إلي زحمة الطلبيات بينما ازدحم عقله بالتساؤلات تلك التي تحاول ان تفسر أن يقف صول في البوليس ويطلب شخصاً بعينه وسط زحمة المشترين في هذا الصباح وان يكون هو ذلك الشخص، كان يلبي طلبات الزبائن بالية مألوفة ذهنه يمارس شروده الذي يتحد مع الخوف من حالة كونه مطلوبا من البوليس، تتقاطع أصوات المشترين مع تساؤلات "يوسف" الداخلية.

    · " النجوم لو سمحت "

    · " يا ربي في مشكلة ولا شنوا ؟ "

    · " خليك معاي بقولك الكورة "

    · في زول اشتكاني للبوليس "

    · يابني آدم بقولك الهدف تديني ألوان ؟ "

    · " أكون عامل مشكلة وما عارف ؟ "

    · " خفف يدك يا ابن العم نجوم الرياضة "

    · " معقول بس ، بوليس عديل كدة "

    · أنا ما عايز الأنباء، أديني القون، القون يا راجل "

    · " منو الممكن يشتكيني للبوليس ؟ "

    · " ما تفوتني يا أخوي، أي الكورة "


    وتختلط الطلبات ويفقد " يوسف " تركيزه والصول لا يزال يقف هناك محرضاً " يوسف " على التساؤلات الداخلية التي أورثته هذا الشرود، ينظر "يوسف " خلسة إلي وقفته العسكرية الصارمة، ويلاحظ أن الصول يحمل في يده اليمنى ملفاً يعلن عن ضخامته فيزداد شعوره بالخوف من أن يكون ملفا للقضايا، يحاول " يوسف " مرة أخري أن يخرج حضرة الصول من جمود هذا الانتظار المخيف.

    · " طلباتك يا حضرة الصول "

    · " معليش عايزك براك "

    وتضج دواخل " يوسف " بالخوف ويتصبب منه العرق، ترتجف أصابعه وهو يناول الزبائن ما يريدون، يستسلم لفكرة واحدة وهي أنه مطلوب للذهاب إلى القسم، تعزيه رغبته في معرفة أسباب ذهابه إلي هناك. حين بدأت الزحمة في التلاشي، لم يبق أمام " يوسف " سوى ثلاثة أشخاص، حاول " يوسف " الصول مرة أخرى كي يخرج عن هذا الانتظار المخيف .

    · " وقفت كثير يا حضرة الصول "

    · " ما في مشكلة ، أنا عايزك براك "

    الآن لم يعد هناك أحد أمام الكشك، نظر " يوسف " إلي حضرة الصول نظرة لم تستطع التخلص عن معان متعددة للخوف والتساؤلات، اقترب الصول بهدوء نحو "يوسف" حاول أن يتكلم لاذ بصمت مريب لبرهة قليلة " يوسف " يتكثف الخوف في دواخله كنتيجة حتمية لهذا الصمت، الصول ينظر إلى " يوسف " وتتراجع نظراته عنه بطريقة غريبة.

    · " أبوة طلباتك يا حضرة الصول "

    · " معليش يا أبني بس "

    · " ما في مشكلة. عايز حاجة "

    · " بس الحقيقة يا أبني أنا "

    · " عايزني في القسم ولا حاجة "

    · " لا أبدا .. بس لو سمحت يعني. لو ممكن بس .. أنا عايز .. معليش ب أنت عارف الظروف .. أنا يعني .. عايز ..

    آسف للإزعاج يا ابن ، لكن .. أنا .. محتاج .. بس معليش أوع أكون أزعجتك ؟ "

    · " ما في إزعاج أبدا ما في إزعاج "

    · " شكرا يا أبني . الحقيقة أنا انقطعت وعايز لو ممكن يعني .. ألف جنيه "

    · " جداً ما في مشكلة "

    ببقية ارتجاف في اليدين ناول "يوسف " حضرة الصول ورقة من فئة الألف جنيه، وتبدد ذلك الخوف الغريب ليحتل مكانه وبكثافة متناهية وممتدة ذلك الأسى العميق، نظر "يوسف " إلي حضرة الصول وهو يذهب متباعدا ويتلاشى في تقاطع ذلك الشارع البائس بؤس هذا الصباح، طاقة غريبة تلك التي دفعت بـ " يوسف" كي ينزع تلك اللافتة التي تقول " مكتبة الأمل " وبطاقة أزيد وتقترب من الحماقة يعلق في مكانها لافتة تقول " مكتبة الشتات ".

    في صباح البوم التالي استطاع " يوسف " أن يتخلص من ضحكته تلك المكتومة وذلك حين مر به أحد الأصدقاء، لاحظ الصديق اللافتة الجديدة وضحك بمتعة وصرخ في وجه " يوسف" بنفس تلك المتعة قائلاً :"-

    * " شتات يا فردة "

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-29-2009, 12:03 PM)
    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 12-29-2009, 12:04 PM)

                  

12-29-2009, 12:24 PM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7183

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: نصر الدين عثمان)

    شكراً يا أبو نصرة لامتاعنا بقصص القاص المبدع يحيى فضل الله
    بس يا ابو نصرة ما وريتنا حكاية اللون الأحمر دي على اسم
    "يوسف" و "مكتبة الأمل" و "مكتبة شتات"

    وأخبار القضية دي شنو؟
    وهل اسم المتهجم يوسف؟

    وفى انتظار المزيد من قصص هذا الرجل الرائع
                  

12-29-2009, 01:05 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: النذير حجازي)

    Quote: ما وريتنا حكاية اللون الأحمر دي على اسم
    "يوسف" و "مكتبة الأمل" و "مكتبة شتات"

    وأخبار القضية دي شنو؟
    وهل اسم المتهجم يوسف؟



    النذير .. سلام،
    أشكرك على لطفك .. فما هي إلا محاولة متواضعة للاحتفاء بالمبدع يحيى فضل الله من خلال إعادة نشر بعض نصوصه..
    أما بخصوص حكاية اللون "الأحمر" فلا توجد حكاية ولا حاجة .. فكان يمكن أن يكون لوناً (أخضر) أو أي لون آخر بغرض تسهل عملية القراءة .. وللأسف ليس لدي أية معلومات حول تفاصيل هذا الاعتداء الآثم ..
    ولك فائق مودتي وتقديري ودمت
                  

12-29-2009, 01:52 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: نصر الدين عثمان)
                  

12-29-2009, 02:32 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: نصر الدين عثمان)
                  

12-30-2009, 09:59 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: نصر الدين عثمان)

    مرة ثانية كتب الأستاذ الزميل (محمد عبد القادر) مدير تحرير صحيفة الرأي العام:


    45.gif Hosting at Sudaneseonline.com
                  

12-30-2009, 10:03 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: نصر الدين عثمان)

    كتب الأستاذ (كمال حسن بخيت) رئيس تحرير صحيفة الرأي العام:

    11-1.gif Hosting at Sudaneseonline.com
    11-2.gif Hosting at Sudaneseonline.com
                  

12-30-2009, 10:06 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: نصر الدين عثمان)

    كتب مرة ثانية الأستاذ (ضياء الدين بلال) مدير تحرير صحيفة الرأي العام:

    2-1.gif Hosting at Sudaneseonline.com
    2-2.gif Hosting at Sudaneseonline.com
                  

12-30-2009, 10:07 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: نصر الدين عثمان)

    46.gif Hosting at Sudaneseonline.com
                  

12-31-2009, 08:55 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: نصر الدين عثمان)

    48.gif Hosting at Sudaneseonline.com
                  

12-31-2009, 09:54 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: نصر الدين عثمان)

    49.gif Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-03-2010, 03:07 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القاص يحي فضل الله يسرق أفكار رجل معتوه (Re: نصر الدين عثمان)

    تداعيــــــــات

    (يحيى فضل الله)



    "يا شاويش علي"
    قفز (الشاويش علي) برغم سنواته التي قاربت الخمسين .. قفز وكأنه يعلن عن شبابه .. قفز من على كومر البوليس واتجه نحو الضابط .. فرقعت تحيته بإخلاص أدمن التعود أمام الضابط (سالم) نحن حندخل على الحلة جوه .. أنت أنزل هنا كش لينا (كلتوماية) لمن نجي راجعين نلقاها هي وعدتها بره .. ما تتهاون معاها أبداً .. مفهوم؟
    (مفهوم جنابك) .. قالها (الشاويش علي) رافعاً يده بالتحية .. متأكداً تماماً من مهمته واتجه نحو الاتجاه الذي يقود إلى إنداية (كلتوماية) بينما تحرك كومر البوليس متوغلاً أكثر بهديره المعروف إلى داخل الحلة .. قبل أن يصل (الشاويش) إلى بيت (كلتوماية) كان خبر الكشة قد تسرب إلى الحلة وذلك لأن الأطفال لم يتوانوا في صنع زفة صغيرة تركض خلف ذلك الكومر المشهور معلنة عن ذلك الحدث الهام، وحين شعر أفراد قوة البوليس التي تنظر باستمتاع لذلك الموكب الطفولي من أعلى شعروا بالزهو وبجلال المهمة .. كان الشاويش علي قد اقتحم بيت (كلتوماية) بغتة فتح ذلك الباب الحديدي القديم ودخل مشهراً سلطته بينما كانت (كلتوماية) و(حوة بت الصعيد) و(عفاف الغناية) يدخن البرنجي ويشربن القهوة بذلك الاستمتاع المعروف عادة في العصريات.

  • يا حليمة
    كبي لينا
    من قزازة الزفت ده

    كان عصراً ندياً أعطته الغيوم من رزازها الخفيف دفقات من النشوة.. كانت (حليمة) تنضح بالبشر وتدور حول الجميع منسابة مع الغناء ومع ترانيم عود (أبشر) الترزي ذي الوترين فقط بحميمية وعذوبة متناهية تنسجم أصوات الكل يتداخل معها (رجب) بائع (الطايوق) معلناً عن نشوته العارمة.

    - ده منو دا؟

    وهنا تأتي الإجابة منغمَّة بانسجام تلقائي من الجميع الباحثين عن معنى النشوة:

    - ده المزدري
    - عايز شنو؟ يقف "(رجب) على البنبر ويشير بيديه"
    - عايز يزدري " إجابة جماعية" قاطعة ..
    - "على منو؟" يقفز (رجب) إلى الأمام
    - "على منو؟"كورال من العذوبة
    - "على منو؟" رجب يهتز بالتساؤل
    - "الما بجينا" يردد الجميع ويذوب صوت (رجب) مع تلك النشوة الجماعية.
    - يا حليمة
    كبي لينا
    من قزازة الزفت ده

    حين كان (ود السنجك) يستند ليتداخل مع تلك الأغنية الجماعية مردداً نفس تلك التساؤلات التي رددها (رجب) لتكتمل للأغنية دائرتها الأزلية وموضوعها الدائري والمكرر داهم كومر البوليس المكان .. اعتنى أفراد تلك القوة بالرواد الكرام واعتنى آخرون ب(حليمة) حيث حملت كل الأواني التي لها علاقة بالعملية .. على ظهر الكومر المشهور تكومت تلك الفرقة الغنائية .. فقد عود (أبشر) الترزي أحد الوترين .. (ود السنجك) اكتفى فقط بوضع (سفه) بين لسانه .. (رجب) مصر على حواره مع البوليس دون جدوى .. (عمر فارغة) يضحك برغم كل شيء .. (سلمان) يبحث عن فردة حذائه ويمنعه البوليس من النزول .. صعدت (حليمة) مع أوانيها الفارغة والممتلئة بدون مشقة على ظهر الكومر ..
    حين هم الكومر بالتحرك نظر (رجب) إلى أحد أفراد البوليس بكل تلك الرغبة في الخلاص قائلاً "شنو يا أخوانا .. أنتو مصرين على المسألة دي؟" .. ضاع تساؤل (رجب) محاطاً بذلك الصمت القاسي والرسمي جداً.

  • في بيت (كنتوشة) كان (النور الكج) قد بدأ في إعلان مباراة الإثارة .. اليوم (عتوت) معروض لصاحب الحظ الذي يفوز به بواسطة (الكرتلة) .. عادة ما يذبح صاحب الحظ ذلك (العتوت) مشاركاً الجميع في حظه و(كنتوشة) وابنتها (سميرة) كفيلتان بتجهيز الوليمة .. يدور (النور الكج) بالكرتلة على الرواد المتناثرين هنا وهناك عارضاً برنامج الإثارة على الجميع ولا ينسى مطلقاً أن يتقبل الكاسات كهدايا تنهال عليه ويحفظ كل فرد رمزه في (الكرتلة) بعد أن يدفع ثمن هذا الرمز الذي اختاره.
    في ذلك العصر أضاع (كومر) البوليس على ذلك الجمع المنفلت في بيت (كنتوشة) متعة فتح (الكرتلة) لإعلان صاحب (العتوت) المحظوظ .. داهم كومر البوليس منزل (كنتوشة) وصعد الجميع على ظهر الكومر بينما ظل ذلك (العتوت) مربوطاً أمام الراكوبة واستطاع بمجهود بسيط أن يجذب طرف ملاءة قديمة كانت تحاول أن تغطي ذلك اللحاف المهترئ المتسخ .. كان (العتوت) يمضغ طرف الملاءة مستمتعاً بنجاته من الموت المرتبط بحظوظ أولئك البشر.

  • حين خرج (رحمة الله) من بيت (مريوم) يحمل كيس التلج في يد وفي اليد الأخرى جردل البلاستيك المعبأ بالعسلية .. وقف كومر البوليس أمام بيت (مريوم) .. حاول (رحمة الله) أن يهرب راكضاً بعد أن وضع الجردل سريعاً على الأرض ولكن صوت الضابط (سالم) جعله يتراجع عن ذلك فعاد (رحمة الله) طائعاً وحمل الجردل وصعد على ظهر الكومر بينما كان أولئك الذين تشرفوا من قبل بصعود ذلك السجن المتنقل يضحكون بانفلات وبتاريخ كل المخمورين .. (رجب) الذي يحاول أن دائماً أن يضرب الهم بالفاقة نظر إلى كليس التلج الذي يحمله (رحمة الله) وعلق قائلاً "بالتلج!!" وضحك الجميع ما عدا أولئك الذين يتضخم في دواخلهم معنى الفضيحة.

  • حاولت (ستونا) أن ترشو البوليس دون جدوى فصعدت على ظهر الكومر لاحقة بالأواني ولكنها أصرت أن ترتدي توبها (المضغوط) وأن تكحل عينيها وجلست وسط زميلاتها بتأفف شديد.

    يا سهار
    تعالي شوفي البي
    الحبيبة
    ما قست علي

    يدندن (عباس ركس) باستمتاع وهو يترنح في شارع السلخانة .. كان عائداً من قيلولته الاستثنائية التي امتدت حتى نهاية العصر حين مر كومر البوليس محتشداً بأولئك السكارى وصانعات الخمر وقف الكومر أمامه فما كان من (عباس ركس) إلا أن رحَّب بتلك الوقفة ذات القصد المعروف قائلاً "شكراً يا شباب .. دفرة لي قدام ما بطالة" وتحرك مترنحاً نحو الكومر قائلاً "ماشين على السوق" .. لم ينتبه (عباس ركس) لتلك الضحكات التي استقبلت سؤاله .. وحين صعد على ظهر الكومر بمساعدة أحد أفراد البوليس الذي كان يكتم ضحكته .. هنا انتبه (عباس ركس) للأمر وصرخ قائلاً "بوليس عديل كه".

  • غابت شمس ذلك اليوم لتترك الغيوم وبعد أن تلونت سماء ذلك اليوم بلون الشفق كان وقتها كومر البوليس عائداً من تلك الجولة التي بسببها احتشد ذلك الفوج المتنوع من البشر على ظهره .. استسلم الجميع إلى الأمر الواقع وفكر البعض في عواقب الأمر .. اختلطت أحاديث السكارى .. (عباس ركس) عاد بلا مبالاة إلى الترنم .. (ستونا) تثرثر محاولة إظهار عزتها .. (سميرة) ابنة (كنتوشة) الخوف يظهر في عينيها .. باستغراق شديد يحاول (أبشر) الترزي أن يربط الوتر المقطوع في عوده .. (رحمة الله) يعاني وسط هؤلاء السكارى من وعيه ويحس بحجم الفضيحة ويفكر في الشلة التي تنتظره .. (رجب) اعتدى على كيس التلج .. (حليمة) صامتة وتضع يدها على خدها .. أفراد البوليس يحيطون بالجميع إحاطة السوار بالمعصم .. (حليمة) تحس بالملل لأنها تحملت عبء تلك الجولة وهي على ظهر الكومر .. (النور الكج) ينظر إلى الكرتلة التي في يده ويفكر في مصير ذلك (العتوت) .. الكومر يهدر بصوته الذي يزن في أذن الجميع مكثفاً معنى الجريمة .. يسير بين زقاقات الحلة في رحلة عودته ويصيح الأطفال راكضين خلفه "الكشة .. الكشة" .. صيحات الشامتين تلاحق ركاب ذلك الكومربتلك التجمعات الصغيرة .. لا يملك أولئك الباحثين عن الأخبار والحوداث إلا تلك الرغبة في التعرف على شخصيات ركاب ذلك الكومر ..

  • حين وصل كومر البوليس إلى نفس المكان الذي نزل فيه (الشاويش علي) ليؤدي مهمة القبض على (كلتوماية) وجد الضابط (سالم) المكان خالياً تماماً من (الشاويش) ومن (كلتوماية) وأوانيها حسب الاتفاق .. أمر الضابط (سالم) السائق بالتحرك في اتجاه بيت (كلتوماية) آملاً أن يكون (الشاويش علي) قد أدى مهمته وهو الآن ينتظرهم أمام البيت .. اعترض طريق الكومر خور عريض مما جعل الضابط (سالم) يأمر السائق بالوقوف لينزل هو كي يتأكد من وجود (الشاويش علي) .. أحس بأن هناك خللاً في مكان ما .. نظر إلى يمينه لم يجد أي أثر .. تحرك نحو بيت (كلتوماية) .. سمع أنغام دلوكة .. حين وصل إلى ذلك الباب الحديدي القديم كان صوت الدلوكة قد اختلط مع غناء عذب .. فتح الباب .. رأي أول ما رأى كاب (الشاويش علي) ملقى على أحد البنابر وكانت (عفاف الغناية) تضرب على الدلوكة وتغني و(حوة بت الصعيد) و(كلتوماية) يصفقن بمتعة ويشاركن في الغناء بينما (الشاويش علي) يضع الكأس على رأسه الأصلع ويتمايل طرباً .. وقف الضابط (سالم) مدة ينظر إلى هذا الاحتفال الصغير الذي تحول فيه (الشاويش على) إلى راقص محترف يعرف كيف يتحكم في الكأس الذي يتوسط رأسه الأصلع .. استعذب الضابط صوت (عفاف الغناية) الشجي

    حبيبي
    تعال نتلم
    ما دام الريد
    اختلط بالدم
    يا حبيبي

    نظر الضابط إلى الكاب الملقى على البنبر .. (الشاويش علي) يرقص بمتعة متناهية دون أن تسقط الكأس من على رأسه .. لم يملك إلا أن يبتسم ويقفل الباب ويرجع إلى حيث يقف الكومر محتشداً بضجة وثرثرة أولئك السكارى .. صعد الضابط (سالم) وجلس على المقعد الأمامي وأمر السائق بالتحرك.

  • (السودان الحديث - الملحق الثقافي - الثلاثاء 30/08/1994)

    تم التعديل للإشارة إلى المصدر .

    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 01-03-2010, 03:13 PM)
    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 01-04-2010, 07:57 AM)
    (عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 01-04-2010, 07:58 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de