|
د.عبد الله أحمد النعيم.. (راجي الله في الكريبة)!
|
عبد الله الشيخ خط الاستواء د.عبد الله أحمد النعيم.. (راجي الله في الكريبة)! لو كانت لدي قبعة أو طاقية أو عمامة لرفعتها، ولوحت بها تحية للبروفيسور عبد الله أحمد النعيم، الذي قدّم أمس الأول محاضرة بمركزالأستاذ محمود محمد طه.. أسرني تواضعه وأدبه الجم؛ وهو يستأذن عند الحديث في (المقام) ليقول: إن الاختلاف في الرأي يعبر عن أصالة كل منا في تحمّل المسئولية، وعلينا ألا ننتظر الشروط المثالية لنبدأ التغيير، فالشروط المثالية من جنس العمل، التغيير يحدث حيث نحن، ومن دواخلنا.. وعلينا أن نبدأ بما هو متوفر الآن.. ما أن قال د. النعيم هذا حتى ذهب الخاطر يتلمس (ما هو متوفر الآن)، فإذا بالواقع بائس جداً، ويقرأ عناوينه بروفيسور النعيم على النحو التالي:- المعارضة لا تختلف عن الحكومة الحالية كثيراً،، ويجري في السودان حديث عن انفصال الجنوب، وفي خيال البعض أن إشكالية تطبيق الشريعة تعني شعب جنوب السودان وحده، ولكن، إشكالية الدولة وتحكيم الشريعة إنما تهم المسلمين في الشمال ولابد لأهل الشمال أن يأخذوا بحق القوامة على أنفسهم، ولابد لهم من مواجهة هذه الإشكالية والنفاذ إلى حقيقة أن فكرة الدولة الإسلامية فشلت، وأن السودان هو صاحب التجربة الكاملة في ذلك. وأنه ـ أى السودان ـ كان (فداءً) لبقية الشعوب؛ لأنه الدولة الوحيدة التي استولى فيها دعاة دولة تطبيق الشريعة على الدولة (تمام الاستيلاء)، وفشلت الفكرة والتجربة ، وبعد فشلها انفض دعاة الفكرة عن المزاعم..ليست هناك معرفة للدين هي الدين نفسه، والدولة مؤسسة لا يمكن أن تتدين، وليست لديها قدرة على الاعتقاد،، الفرد البشرى هو القادر على الاعتقاد.. ويقول البروفيسور النعيم: إن التحدي هو الالتزام بقيم (الفكرة) وأن نمارس الفكرة في الواقع، وألا نشترط على الآخر التسليم الكامل بالفكرة.. وطرح النعيم حلاً لإشكالية السودان التى تورط فيها قبل وبعد حكم الانقاذ بالعمل على تحقيق ما أسماه بـ(الوفاق القومي)، بان يلزم دعاة التغيير أنفسهم بما يطالبون به؛ وما لم يتحقق ذلك فإن تغيير النظام الحاكم لا يعني الخروج من الأزمة.. .. ما أن فرغ البروفيسور النعيم من محاضرته حتى تفرع الحديث ، وتتابعت الأسئلة والمداخلات من الحضور.. هل بالإمكان، إستصحاب تغيير الدواخل مع العمل على تغيير البيئة الاقتصادية الاجتماعية والثقافية والسياسية التي يفرضها علينا النظام؟..الى متى سنبقى تحت ظل هذا النظام؟ وسؤال آخر تقدم به الأستاذ عاصم حامد، يقول:- إن تفسير الأطراف لـ(الوفاق الوطني) مختلف، وأن السعي من أجل الوفاق بدأ منذ الخمسينيات، فإن كان لنا وقت، لماذا لا نبذله في نشر الفكرة بدلاً من تجريب الوفاق الذي لم يتحقق في مسيرة تطاول عمرها إلى نصف قرن؟.. مع هذه الأسئلة الذكية، وإجابات البروفيسور الدقيقة، وفق رؤيته للأزمة.. وجدت نفسي كأحد الذين يعيشون تحت (جهنمية) الإنقاذ أمام ثلاثة خيارات.. إما أن أخوض مع الخائضين، وأقبل بما ياتي به النظام الذى أجاز لوحده قانون الامن ( بمزاج)!! وارضى بقسمتى معه كما ارضى بقدري مع الملاريا والكنتاحة و تندية الجبين من كضب الرادي! والقنوات الفضائية الانقاذية.. إلخ... أو (أشوف لي بلد) غير هذه أحيا فيها مستدركاً بالذكرى ما أبتغيه من الوطن!... أو أعتمد الخيار الثالث ، و (ألاقي الله في الكريبة)!.. أعتقد أن البروفيسور النعيم دعا إلى لقاء مع الله من الكريبة، لكن بلغة (النصيحة)! أرجو أن يسمح لي بروفيسور النعيم أن أذكره هنا بام كلثوم، فهى التي قالت منذ إنبثاق فجر الدعوة الى ( الوفاق الوطنى) .. قالت الست:- (وصفوا لي الصبر، لقيتو كلام) !!.. وفى كوبليه آخر تقول الست:ـ ( لقيتو عذاب)!.. أيها الناس .. ايها السودانيون .. إن امر الله نافذ .. فأصبروا وصابروا ورابطوا.. يبدو أن الاخوان المسلمين سيحكموننا لأمدٍ طويل!!.. لا إله إلا الله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..
|
|
|
|
|
|