|
|
 إسحق فضل الله .. عرَّافاً رسميَّاً !!
|
* تلك أمور مسطورة يا مولانا..
* وكما ان الدنيا لن تنقص ولن تزيد، لو قام حاكم مسلم، عربي أو أعجمي، بالاعلان عن جائزة مقدارها (مائة مليون دولار فقط) لمن يجز رأس اعظم إرهابي في طول التاريخ الانساني وعرضه، ذلك الذي قتل في العراق وفي افغانستان وحدهما من الاطفال والنساء والمدنيين الآمنين اكثر من ثلاثة ملايين.. فإنها، ايضاً، لن تزيد ولن تنقص، لو أن قراراً رئاسياً صدر بتعيين اسحق فضل الله (عرافاً) رسمياً للدولة، تلتزم الدولة بنبوءاته حرفياً، حتى لا نفاجأ كل صباح= ويفاجأ اسحق= بما حذرنا منه أمس يتحقق اليوم، حرفياً!!
* ولكن الدنيا، التي لا تزيد ولا تنقص، تأبى إلا ان تجرِّع إسحاق من الغصص ما جرعته قبلاً، الفارس العربي العجوز دريد بن الصِّمَّة.
* وإسحق ما فتيء يشكو ، من أنه ظل يقول في عموده اليومي، كل صباح، ما سيحدث غداً من كوارث، بتفاصيلها المملَّة دون ان يحرك احد ساكناً ونشهد أنه صدق.. ونشهد أيضاً أنه يكتب اليوم ما يوشك أن يجري غداً على الارض.. ويؤسفنا، مع ذلك، أن خطابه اليومي يتضمن خطأً صغيراً في «العنوان»).. فالخطاب الصحافي اليومي الذي يكتبه اسحق، بما يحمله من تلميحات وافية بكوارث الغد، خطاب معنون الى «كل أحد» يعني، بالعربي، موجه الى «لا أحد»)!!
* دريد بن الصِّمَّة كان اكثر تحديداً، حين قال:
أمرتهمُو أمري بمنعرج اللِّوى
فلم يستبينوا النُّصحَ إلا ضحَى الغدِ!!
* وكان قد خرج في جيش من قومه – قبيلة هوازن – لقتال المسلمين في غزوة حُنين ، بعد أن شاخ وضعف عظمه، وكان قبلها من أعظم فرسان العرب، فأشار على قادة الجيش من قومه بخطة حربية، من وحي خبرته العظيمة في الحروب، ولكن قائد الجيش الفتي (مالك بن عوف النضري ) ومعاونوه الشباب، بدا لهم أن الشيخ (يخرِّف)، فداروه بقولهم:
- حاضر يا عمي دريد!!
ثم عملوا بعكس مشورته، فانهزموا هزيمة ساحقة، ورجعت فلولهم المنهزمة وفيها (دريد) يغني، كما يغني اليوم اسحق فضل الله:
أمرتهمو أمري.. الخ
* وفي قصيدته الهائلة تلك قال لبيد بيتاً آخر= لم يقله اسحق حتى الآن= أصبح يجري مجرى المثل:
وهل أنا إلا من غزيّة، إن غوت
غويت، وإن ترشد غزيّة أرشدِ
* فأرجو أن يقنع إسحق بهذا البيت الأخير، ويشهد بأنه لا يقدر، بنصائحه الباهرات، ان يزيد الدنيا أو ينقصها..
* ويا مولانا، أنت تخاطب بنبوءاتك وتحليلاتك الباهرة، شيئاً هلامياً اسمه (الحكومة).. وبما أن المدعو ( الحكومة) هو شتات من الكائنات.. يشمل في ما يشمل بوابي المصالح الحكومية وصغار موظفيها، فإنه بإمكان كل أحد من أولئك الموظفين أن يلقي باللوم على الآخر، ويقول له:
- إسحق فضل الله يخاطبك أنت.
* والأخ وزير المالية مثلاً، إن أنت ذهبت اليه يا شيخ اسحق فسوف يقسم لك على المصحف أنه لم يصله أي خطاب منك، وأنه قرأ عمودك واستمتع به، ولكنه ظن أن خطابك موجه الى وزير الداخلية!! ووزير الداخلية سوف يبدي إعجابه بمقالاتك ويقول لك انه يبدأ صباحه بقراءة (آخر الليل).. ثم يقول لك انه ظنَّ أن ملاحظاتك الراشدة موجهة الى الاخ وزير الدفاع!!.. فإن الححت عليه قال لك باسماً:
- حاضر يا عم إسحق!!
* هى أمور مسطورة يا مولانا.. فأقدار الله التي تجعل اكثر من ثلاثين دولة مسلمة، عاجزة عن إهدار دم إرهابي واحد تخصص في قتل رعاياها، هى ذاتها التي تجعل دولة مسلمة واحدة مثل السودان، تقرأ ، في الخريف ، مثلاً (نشرة الأحوال الجوية) مساءً، ثم يصبح عليها الصباح، متخبطة في الاوحال والطين والعواصف الرعدية.
* ومع ذلك.. ربما أفادنا (ضبط العنوان) في رسائلك يا شيخ.. قل للأعور يا أعور ولن تخسر شيئاً، لأن دنيانا هذه تعودت ألا تزيد ولا تنقص
علي يس (الانتباهة) الأربعاء, 16 ديسمبر 2009
|
|
 
|
|
|
|
Faisal Elrasheed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست