|
Re: أين القلم الباهر للكاتب : عجب الفـيا ؟ (Re: عبدالله الشقليني)
|
هاتفني الأستاذ / عجب الفيا مساء الأمس ، وقلت لنفسي أيمكنني أن أحتفي به كما احتفى الذي تلقفتهم الصدفة في سفر الراوي في " موسم الهجرة إلى الشمال " ؟:
نحن هكذا ، وكل سيارة تمُر بنا طالعة أو نازلة ، تقف ، حتى اجتمعت قافلة عظيمة ، أكثر من مائة رجل طعموا وشربوا وصلوا وسكروا . ثم تحلقنا حلقة كبيرة ، ودخل بعض الفتيان وسط الحلقة ورقصوا كما ترقص البنات ، وصفقنا و ضربنا الأرض بأرجلنا وحمحمنا بحلوقنا ، وأقمنا في قلب الصحراء فرحاً ... ، وجاء أحد بمذياعه الترانزستور ، وضعناه وسط الدائرة وصفقنا ورقصنا على غنائه . وخطرت لأحد فكرة ، فصف السواقون سياراتهم على هيئة دائرة وسلطوا أضواءها على حلقة الرقص ، فاشتعلت شعلة من ضوء لا أحسب تلك البقعة رأت مثلها من قبل ، وزغرد الرجال كما تُزغرد النساء ، وانطلقت أبواق السيارات جميعاً في آن واحد . وجذب الضوء والضجة البدو من شعاب الوديان وسفوح التلال المجاورة ، رجال ونساء ، قوم لا تراهم بالنهار كأنهم يذوبون تحت ضوء الشمس . اجتمع خلق عظيم و دخلت الحلقة نساء حقيقيات ، لو رأيتهُن نهاراً لما أعرتهُن نظرة ، ولكنهن جميلات في هذا الزمان والمكان ، وجاء إعرابي بخروف وكأه وذبحه وشوى لحمه على نار أوقدها . وأخرج أحد المسافرين صندوقين من البيرة وزعهما وهو يهتف " في صحة السودان . في صحة السودان " . و دارت صناديق السجائر وعلب الحلوى ، وغنت الإعرابيات ، ورقصن ، وردد الليل والصحراء أصداء عرس عظيم كأننا قبيل من الجن ... نبع ارتجالاً كالأعاصير الصغيرة التي تنبع في الصحراء ... وعند الفجر تفرقنا "
*
| |
|
|
|
|