الرفيق ياسر عرمان والدكتورة مريم الصادق ونذر مواجهة قوية من أجل انتخابات حرة ونزيهة

Quote: الراي العام الثلاثاء 17 نوفمبر 2009م، مجموعة إعلان جوبا .. رد التحية تقرير:عوض جاد السيد بعد مرور يومين على انطلاق مؤتمر الحوار الجنوبي- الجنوبي بقاعة الصداقة في الخرطوم، الذي شهد نقداً حاداً ومحاكمة تفصيلية لحكومة جنوب السودان، ردت مجموعة إعلان جوبا بمؤتمر صحفي امس، لم يكن مخصصاً تحديداً للرد على ما ذهب إليه الحوار الجنوبي- الجنوبي، وإن طاله بكثير من السهام، لكنه خصص لرصد ما وصف بخروقات السجل الإنتخابي، وتحديد مواقف هذه القوى من العملية الإنتخابية برمتها، وتمدد ليرد التحية بأحسن منها للمؤتمر الوطني الذي خرق اتفاق التهدئة، حسبما جاء في مضابط المؤتمر. نقاط محددة تلاها ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية، قطاع الشمال، قبل أن يفسح المجال لأربعة من ممثلي أحزاب مؤتمر جوبا لسرد ما توافقوا عليه، نقاط بدت موضوعية وهامة وحساسة، لأنها تلامس جوهر قضايا الساحة الحالية، وإن بدا فيها الميل الحزبي والتكتل ضد الوطني والذين شاركوا في مؤتمر الحوار الجنوبي- الجنوبي مؤخراً، واكد عرمان أن المؤتمر الصحفي جاء لسببين اولهما تكثيف الجهود نحو أكبر مشاركة جماهيرية لإنجاح الإنتخابات المقبلة، باعتبارها قضية مهمة ولازمة، والثاني هو توضيح الخروقات التي لازمت عملية التسجيل الإنتخابي في المركز والولايات، وإعلان أن القوى المجتمعة عملت بشكل مشترك وفق لجان مشتركة، وأكد عرمان أنها حققت نجاحات عديدة في ولايات مختلفة بدعوة الناس وحشد الجماهير بغض النظر عمن تؤيد، وأرجع عرمان ضعف الإقبال على التسجيل في الفترة الماضية لإرتباطه الأساسي بأجهزة تتبع للمؤتمر الوطني ما احدث عدم ثقة لدى الجماهير، وأوجد نواقص في مفوضية الإنتخابات بجنوب السودان ، ووصف ذلك بالمراوغة في تنفيذ التحول الديمقراطي. ياسر عرمان الذي كان هادئاً وواثقا ًوهو يتلو صحيفة الإتهامات الطويلة المؤيدة بالوثائق التي بين يديه، لم يترك المنبر الذي انعقد بدار الحركة الشعبية باركويت يمضي دون أن يعطي مؤتمر الحوار الجنوبي- الجنوبي حقه من النقد الذي يتصل ليطال المؤتمر الوطني شريك الحكم الذي خرق الإتفاق حول قفل باب التراشق الإعلامي، حسب عرمان، ويقول عرمان إنه ورغم الإتفاق إلا أن المؤتمر الوطني لم يلتزم وأنشأ منبراً بقاعة الصداقة للهجوم على الحركة الشعبية وحكومة الجنوب ورئيسها، ويضيف: نرد إليه بعض بضاعته التي كانت فاسدة، ويستطرد: ما سمي بالحوار الجنوبي- الجنوبي ما هو إلا الإسم التجاري لكنانة ثاني. ويوضح انه لو كان مؤتمراً للحوار الجنوبي- الجنوبي، فكان يجب أن ينعقد في الجنوب، بجانب أنه لم تشارك فيه الأحزاب الفاعلة وعلى رأسها الحركة الشعبية، يوساب، سانو، الجبهة الديمقراطية وغيرها، واعتبر عرمان الهجوم على حكومة الجنوب محاولة لزعزعة الاستقرار في الجنوب، ووصفه بأنه خرق للدستور والإتفاقية، وقال عرمان إن ذلك سينتهي لاحقاً في محاولة ترتيب أوضاع المليشيات. وقال إنهم يدعون المؤتمر الوطني لحوار شمالي- شمالي لأنه عرقل مؤتمر المصالحة الذي نصت عليه الإتفاقية، وأضاف أن الوطني بحاجة إلى مصالحة فئات كثيرة ونريد ان نساعده على ذلك. وتجاوز موضوع المؤتمر العناوين الرئيسية التي وضعها عرمان، وأشار هو نفسه إلى عدم شرعية وقانونية مجلس الصحافة والمطبوعات الجديد الذي وصفه بأنه تم بليل، لأنه لم تتم مشاورة النائب الأول فيه حسب القانون (تشكيل المجلس ومقره)، وتم إنتخاب عضو من كتلة الحركة بينما الحركة تقاطع البرلمان منذ فترة. وقال إنه تمت فيه تجاوزات كما تمت في نقابة الصحفيين من قبل، على حد تعبيره. وذهب عرمان إلى وصف إيقاف مخصصات نواب من الحركة في البرلمان بالإبتزاز، وقال إنه لا توجد مواقف سياسية للشراء ولا يوجد مزاد. منبر مجموعة إعلان جوبا أو تحالف جوبا كما وصفته د. مريم الصادق المهدي القيادية بحزب الامة القومي، وضع خطة محددة لفترة الإنتخابات، وأكدت د. مريم في المؤتمر الصحفي أنهم حددوا الثلاثين من نوفمبر الجاري لتحديد موقفهم وما سيفعلونه بشكل جماعي، إما أن تكون الإنتخابات قد استوفت الشروط فتقوم ويشاركوا فيها، أو أنها غير مستوفية وحينها يكون قرار المقاطعة بصورة جماعية، لكنها أكدت أن المقاطعة نفسها لا تعني أن تقف هذه القوى متفرجة، وإنما تدفع باتجاه تحقيق التحول الديمقراطي، وكشفت مريم عن اجتماع تم الجمعة الماضي لإنجاح عملية التسجيل، وقالت إن قراراً بتوحيد الجهود وتكاملها وتوسيعها اتخذ في ذلك الإجتماع عبر لجنة مشتركة في مجالات الإعلام، التعبئة الجماهيرية، الرقابة والتدريب، الاتصال الخارجي، الشؤون القانونية والشؤون السياسية، وأشارت مريم إلى أنه تم تنزيل العمل على مستويات المراكز في كل ولايات السودان، وأشارت إلى رصد عدد من المشكلات والخروقات هناك. وقام المهندس صديق يوسف مسؤول الإنتخابات بالحزب الشيوعي بتفصيل الخروقات التي اعتبر أنها بدأت منذ نشر المفوضية القومية للإنتخابات مراكز التسجيل قبل يوم او يومين فقط من بدء التسجيل وعلى الإنترنت، ولم تنشر أية معلومات في الصحف والأجهزة الأخرى ما أربك المواطن، وأشار إلى أن نظام التسجيل نفسه لا يساعد لأن كل دائرة بها (16) مركزاً ولجنتان في المتوسط مع (3) ايام ونصف اليوم فقط للتسجيل، واعتبر تقليل اللجان من العوامل المؤثرة وهي خروقات، واعتبر يوسف أن السماح بتسجيل القوات النظامية في مواقع عملها من أكبر الخروقات ومداخل التزوير، بجانب خروقات في تسجيل صغار السن، ومشاكل في مراكز التسجيل بالخارج. واعتبر المؤتمر الشعبي على لسان كمال عمر الأمين السياسي للحزب أن عدم تنفيذ اتفاق السلام الشامل والدستور خلق إشكالية كبيرة، وقال إن خروقات التسجيل أزمة ستواجه المفوضية القومية للإنتخابات، والتي قال إنها ليس لديها فعل في هذا الجانب، وأضاف انها لا تستجيب لطلبات الأحزاب السياسية، وتمضي أكثر لمساعدة الحزب الحاكم، وزاد بأن كل الطعون التي قدمتها الأحزاب شطبت، واعتبر ذلك نذر تزوير، وحذر من تكرار تجربة زيمبابوي ويوغندا، رغم أنهما كان فيهما أساس من الحيدة، حسب كمال عمر. احزاب مؤتمر جوبا اجتمعت أمس لتخرج بعض الهواء الساخن الذي تجمع بفعل ما وصفته بخروقات التسجيل، بجانب الرد على ما جاء في مؤتمر الحوار الجنوبي- الجنوبي الذي بدا رداً على مؤتمر جوبا، لكنها لم تقطع بما ستفعله حال عدم الإستجابة لمطالبها حول الخروقات وتمديد زمن التسجيل، والأهم موقفها من المشاركة بالأساس الذي رهنته بما يكون عليه الحال في الثلاثين من نوفمبر الذي تبقى عليه أسبوعان فقط.