الاعجاز ألفنى فى ألقرآن الكريم - ألصور ألدرامية!

(1)
ألحمد لله الذى أنعم على بحب القرآن ، وشغف قلبى به ، ما أشبهنى اليوم بطفل يحبو ، ثم يقوم متعثرا ، متخبطا ، مزهولا وأنا أنظر الى هذا الكتاب المعجزة،ألقرآن الكريم ، أنظر الى بنائه ، ترتيبه ، الى ايقاعه الداخلى ، الى صوره الدرامية ، والتشكيلية وموسيقاه ... لم تكن هناك فى عصر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة المكرمين قواميس الكترونية ، لكن اليوم قد أنجز العلم مشروعا انسانيا كبيرا لخدمة القرآن والبشرية، اذ بامكانك أن تحمل مصحفك المنطوق على جهازك الجوال ..وحينما أنظر اليوم الى هذه الطفرة الكبيرة فى مجال علوم الاتصال وتقانة المعلومات ، ثم أقرأ فى التاريخ عن تلك الجهود الكبيرة التى قام بها علماء التفسير والفقه واللغة ...يكتبون على قحاف الجلود ، والورق ، بالريشة والقلم ، لكنهم انجزوا التفاسير العظام ، أنظر الى كل ذلك وبين يدى قاموس ناطق على الكمبيوتر أهدانى اياه ابنى ودلنى علي استعماله ، أقول يا ليت يمتد العمر حتى أدعو العالم الى قراءة القرآن ...وأنا على يقين تام اذا ما بحث فيه العلماء لتأكدوا ان نظريات الكوانتم والكياس كلها ظلت موجوده فى القرآن منذ الف واربعمائة عام قول ألمولى عز وجل ..ألحق ..الله ...ثم اقول يا سبحانه لا علم لنا الا ما علمتنا ، كلما ما تأملته ، قلت لنفسى صدق الدكتور مصطفى محمود حين قال : ما زال ألقرآن كتاب المسلمين ألمعجزة يتحدى ألعقول بعد ألف وأربعمائة عام من نزوله وكأنه نزل أليوم ....ليتحدث عن علوم أليوم وحروب أليوم وبين دفتيه سوف يفاجأ كل شغوف بعلوم ألفلك، ,الطبيعة وألجيولوجيا وألطب والتشريح ( القرآن نحو فهم عصرى ص 9) ...وأضيف اليوم كل شغوف بالدراما. وعجبت كثيرا عندما أرى ذلك الفهم ألسطحى لمصطلح ألدراما والذى لا يعنى لبعضهم غير المسرح شيئا ، فهى نظرة بها سطحية،تبعد الدراما عن معناها الفكرى ألعميق . ومنطق الدراما ، هو منطق توالى الأشياء بتسلسل عجيب ، و أن يسلم بعضها الى بعض فى تسلسل متصاعد وتطور منطقى من الاصغر الى الأكبر . حتى لا تكون الحياة عبثا وفوضى ...ارادة ألله أن يبدأ الشيئ صغيرا ، ثم ينمو حتى يشب عن ألطوق ثم يشيخ فيموت . هكذا خلق ألله الحياة كلها ، بمنطق الدراما ....وما أسميه الدراما كاعجاز فنى فى القرآن الكريم ، هو هذا المنطق ، الترتيب والتوالى فى الأحداث وألترتيب ألدقيق ، حتى الكائنات غير الفقارية تبدأ من نقطة ما ...ثم تتطور .هذا المنطق ألعجيب المزهل هو الأصل فى قصص ألقران الكريم ....لقد ظل بى شغف كبير بكتب التفاسير ، فما أن أقرأ آية حتى أبحث فى تفسيرها ، لكل ذلك أستهديت ببعض تلك الكتب فى تفسير ألقرآن الكريم ، وبحثت عن ألصور ألدرامية بوصفها اعجاز فنى فى القرآن الكريم.وهو عمل قصدت به علما نافعا ، وخالصا لله سبحانه وتعالى.

(عدل بواسطة Abuelgassim Gor on 11-14-2009, 09:19 PM)
(عدل بواسطة Abuelgassim Gor on 11-14-2009, 09:28 PM)
(عدل بواسطة Abuelgassim Gor on 11-15-2009, 05:08 AM)
(عدل بواسطة Abuelgassim Gor on 11-16-2009, 01:52 PM)
(عدل بواسطة Abuelgassim Gor on 11-16-2009, 07:12 PM)
(عدل بواسطة Abuelgassim Gor on 11-29-2009, 05:27 PM)

Quote: جزاك الله خير وفي ميزان حسناتك

Quote: في انتظارك ابو القاسم قور... رجاء المواصلة... عندي احساس انو البوست دا ح يكون 50 صفحة .. لجمال الموضوع ... (راجيينك)

Quote: الدكتور أبو القاسم قور، تحية طيبة شكلو كدا البوست بتاعك دا موضوعو شيق وفى إنتظار التتمة ويازول العفو والعافية، وأنا ناوي أحج السنة دي وقلتا أعافيك

(عدل بواسطة Abuelgassim Gor on 11-14-2009, 08:44 PM)

Quote: بحيث لاتعطينا شجرة الليمون ولو بعد مائة عام مثلاً ثمار الجوافه ..

(عدل بواسطة Abuelgassim Gor on 11-14-2009, 09:12 PM)

Quote: إن مايقول به الدكتور الشقيق الاكبر قاسم هوأشبه بحكايةرجل يريدترتيب البيت من الخارج قبل أن يتأكد ماذا بالداخل ..وأن شروحاته للصور الدراميةالتي يصفها بإنها تشهدعلي معجزةالقرآن ، هذا التخريج أشبه بالذي يريد أن يونس الناس بما يعلمون .. هذا ليس قدحاً في تلةالدهشه لتي وقف عليها الدكتور مؤخراً،ولكن إن ألله أعظم وألله أكبر

Quote: واصل ومتابعين عزيزنا قور وما تنسى المشهد الصامت للغراب وتعليم قابيل كيف يدفن اخاه مودتي ومحبتي

Quote: لا شك أن وجوه الإعجاز القرآني متعددة ومتجددة؛ فمن وجوه تعددها الإعجاز العلمي، والإعجاز التشريعي، والإعجاز البياني، والإعجاز الغيبي، ثم أخيرًا لا آخرًا الإعجاز الفني التصويري. ومن وجوه تجددها ما يثبته العلم بين الحين والآخر من حقائق كونية ونفسية تؤكد وتؤيد ما أخبر عنه القرآن الكريم . ويدور حديثنا في هذا المقال على صورة من صور الإعجاز الفني في القرآن، وذلك مع قوله تعالى: { فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة * وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة * فيومئذ وقعت الواقعة * وانشقت السماء فهي يومئذ واهية * والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية * يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية * فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه * إني ظننت أني ملاق حسابيه * فهو في عيشة راضية * في جنة عالية * قطوفها دانية * كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية * وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه * ولم أدر ما حسابيه * يا ‎ليتها كانت القاضية * ما أغنى عني ماليه * هلك عني سلطانيه * خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه * إنه كان لا يؤمن بالله العظيم * ولا يحض على طعام المسكين * فليس له اليوم ها هنا حميم * ولا طعام إلا من غسلين * لا يأكله إلا الخاطئون } (الحاقة:13-37) . ففي هذه الآيات الكريمات صورة فنية رائعة، ممتدة الأبعاد، فسيحة الأركان، مترامية الأطراف، متعددة الظلال والألوان، تجمع في إطار واحد أحداثًا قوية مثيرة، تصل ما بين آخر أيام الدنيا، وأول أيام الآخرة . يبدأ المشهد القرآني بالنفخ في الصور ( البوق ) وحَمْل الأرض والجبال، ودكَّها دكة واحدة، و ( الدَّك ) هو الدق والكسر. ثم يتبع ذلك تشقق السماء وتصدعها، ووقوف الملائكة على أطراف السماء ونواحيها، ونصب الموازين للعرض والحساب، وتكون النتيجة انقسام الناس إلى فريقين: فريق في الجنة، وفريق في السعير . والمتأمل في آيات هذا المشهد القرآني يجد فيه العديد من الخصائص الفنية، نقتصر هنا على خاصية واحدة، وهي خاصية إحاطة كل مشهد من مشاهد هذا الحدث بإطار من العبارة المنسَّقة، على نحو يوحي بالجو الشعوري السائد فيه. ونبسط القول في ذلك بعض الشئء بالوقوف على هذه المشاهد الثلاثة: المشهد الأول: مشهد الانقلاب الهائل المدمر، الذي تتحول فيه الصورة بين لحظة وأخرى من النقيض إلى النقيض.. هذا الانقلاب المدمر الذي يصوره هذا المشهد يقع في جو من الشعور بالشدة والسرعة والحسم، الذي لا مجال فيه لتكرار الحدث الواحد، وهذا ما يوضحه قوله تعالى: {... نفخة واحدة ... دكة واحدة ... وقعت الواقعة } . المشهد الثاني: مشهد التمييز بين فريقين: فريق الجنة وفريق النار، وتحديد مصير كل منهما، في هذا المشهد يسود جو مفعم بالسعادة والبهجة في جانب الفريق الأول، ويسود جوٌ ملبد بالحسرة والندامة في جانب الفريق الآخر، يتضح ذلك في قوله تعالى: { فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه * إني ظننت أني ملاق حسابيه * فهو في عيشة راضية * في جنة عالية * قطوفها دانية * كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية * وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه * ولم أدر ما حسابيه * يا ‎ليتها كانت القاضية * ما أغنى عني ماليه * هلك عني سلطانيه } . ففي الجانب الأول تبدو العبارة فوَّارة بالسعادة، نضاخة بالبهجة، حتى لتكاد تطوف آفاق العالمين لتعلن عن نفسها: {... هاؤم اقرءوا كتابيه ... عيشة راضية ... جنة عالية } . وفي الجانب المقابل نرى الحسرة والندامة تبدوان في قوله تعالى: {... يا ليتني ... يا ‎ليتها ... ما أغنى عني ... هلك عني } حتى ليكاد القارئ يرى { من أوتي كتابه بشماله } لاطمًا خده بكلتا يديه . هذا من جهة المدلول البلاغي للعبارة بما تحمله من ظلال الموقف وألوان الجنة والنار.. أما قافية الآيات، التي تتمثل في الهاء .. فإنها تُشْعِر عند خروجها من أعلى صدر قارئها، بالفرحة والسعادة، التي تملأ جنبات النفس، وتموج داخل الصدر في الجانب الأول من المشهد، وعلى الجانب الآخر فإنها تحمل زفرات الأسى وحرارة الندم اللذَيْن يملآن الصدر، ويترعان النفس حزنًا وآلمًا، وهمًا وغمًا. أما المشهد الثالث: فيبدو فيه مشهد العقاب مصحوبًا بالحيثيات والمسوغات، التي هي أشد وقعًا على النفس، وأكبر إيلامًا في الضمير من العذاب ذاته، ويسود هذا المشهد جو من العنف والشدة والغلظة، نجد ذلك واضحًا في قوله تعالى: { خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه * إنه كان لا يؤمن بالله العظيم * ولا يحض على طعام المسكين * فليس له اليوم ها هنا حميم * ولا طعام إلا من غسلين * لا يأكله إلا الخاطئون } . وبالنظر في هذه المدود الواردة في الآيات السابقة نجد وكأن قوى الكون كلها في حالة سباق مع الزمن لتنفيذ الأمر الإلهي الصادر بشأن { من أوتي كتابه بشماله } تريد أن تعتقله وتسوقه سوقًا إلى المآل الذي سيصير إليه . وهكذا يتضح من خلال المشاهد الثلاثة التي أتينا عليها، قوة التصوير القرآني، ومدى تأثيره في النفس الإنسانية في إيصال المعاني التي يهدف إليها، ما لا قِبل لبشرٍ بالإتيان بمثله، فـ { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا } (الفرقان:1} .

Quote: هل الصور الدراميه وحدها التي تمثل إعجازاً فنياً حينما نتفكر هذا الكتاب الكريم ؟ إن القرآن الكريم أشمل وأدق في رسمه لملامح الحياة وتطورها المنطقي .. بحيث لاتعطينا شجرة الليمون ولو بعد مائة عام مثلاً ثمار الجوافه .. وهكذا في نسقٍ يتجاوز الصور ادراميه وهي ترسم وتحاكي الحياة الدنيا وفعلها .. الإعجاز في القرآن أكبر من الصوره والملمح الدرامي .. وان القرآن ليس ترتيباً للحياه إنما هو الحياة التي نحسها في الزمان والمكان حسب تخيلنا بعيداً عن نواميس الكون..

(عدل بواسطة عليش on 11-24-2009, 03:58 PM)

Quote: الأستاذ أبو القاسم قور .. نقترب من العشر الأوائل من ذي الحجة وهي من أيام الله .. وفيها نفحات عظيمة من نفحات الله .. فأحسب أن هذه البوست التدبري الجميل سيكون محفوفاً بالملائكة .. فنحن نستقبل أياماً عظيمة العمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل في غيرها .. وسيكون لنا ورد جميل في هذه البوستات الإيمانية .. بارك الله فيك أستاذي .. فإنت أستاذي فقد حاضرتنا في علم الدراما في دورة أقيمت في دار اتحاد طلاب جامعة الخرطوم كأحد أنشطة العمل الصيفي آنذاك في عام 1983 تقريباً .. أنهل وعل فإن هذا الكتاب لا تنقضي عجائبه فطوبى لمن أناخ بجنابه بعيره وضرب بجواره خيمته وأشعل ناره وعمر لياليه في رحابه ..

Quote: جزاك الله ألف ألف خير

(عدل بواسطة Abuelgassim Gor on 11-16-2009, 01:37 PM)

Quote: اخونا العزيز محمد قور وين منسحب بعد وكرتنا مع اخوك الشبكة ده عايز تنسحب خليك هنا لمزيد من الرأي والرأي الأخر لتعم الفائدة مودتي واصل يا دكتور وصلنا لي مملكة الجلال والبهاء

Quote: متابعين لكم التحية آل قور

Quote: اخونا العزيز محمد قور وين منسحب بعد وكرتنا مع اخوك الشبكة ده عايز تنسحب خليك هنا لمزيد من الرأي والرأي الأخر لتعم الفائدة مودتي واصل يا دكتور وصلنا لي مملكة الجلال والبهاء

Quote: من أكثر أسالايب المتعة في التعامل مع القرآن، هي أن تقرأه بأداة المعرفة التي تمتلكها، وعندها قراءتك له ستكون استنباطية ذاتية، ولا يلزم أن يقتنع بها كل من قرأ استنباطك، لأنه صالح لأي شخص في كل زمان وكل مكان. ومن أسوأ ألوان الشرك التي مورست علي القرآن هي أن نقرأه بأدوات معرفة قديمة. مستمتع ما بين أدوات المعرفة المسرحية التي درستها، وما بين استنباطك ، الذي يمكن أن يتخطي ما درسته.

(عدل بواسطة Abuelgassim Gor on 11-20-2009, 09:32 AM)

(عدل بواسطة Abuelgassim Gor on 11-20-2009, 02:37 PM)

Quote: ( دلاكاتها .. شكاراتها)!

Quote: متابعين يا دكتور قور تفحيطة: انت قايل الاشراف دا هين؟؟

Quote: تعالوا نتفكر في أمور هي أكثر إيغالاً في فلسفة الإعجاز هذه .. نعم إذا أستطاع أحدكم أن يتماها معي في النسق الأنطلوجي لعالم الوجود المحسوس الآن .. وإذا أستطاع أحدكم أن يسئل نفسه بجرئه وتفكر .. كيف بدأ هذا الوجود؟ هل مجرد إن فجاراً كبيراً حدث في الحياه حتي صار الوجود ؟؟ وماهي الحياه حينئذٍ؟ وماهي القوه الخفيه والإرادة الحره التي تجعل الكون ينفجر في لحظه دون مسببات ؟ إن ذلك كله يقودكم إلي عظمة هذا الإله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد . فكروا معي بعقل أكثر فلسفةً .. كيف كانت نقطة البدايه والخلق .. هل تتصوروون أن ثمة برهة كانت فارغه قبل البدايات الاولي لخلق الخلق ؟ وهل يجوز تصور برهة ٍ يمكن وصفها بالفارغه ؟ ألم يكن في هذا التوصيف شيئٌ من عدم إدراك ٍ حقيقي لسر هذا الكون وخالقه العظيم ؟ أشهد أن لا إلله إلا ألله وأن محمد رسول ألله .