|
|
 عليكم ان تحذروا من نتيجة الاستفتاء اذا جاءت في صالح الوحدة
|
واهم من ظن ان نتيجة الاستفتاء اذا رجحت خيار الوحدة ستنزل بردا وسلاما وتشكل نهاية للمشكلة السودانية المزمنة وان العقلانية تكون حينئذ قد غلبت وعلينا ان نتنفس الصعداء
فهذا هراء
واقول : حينئذ فقط ستبدأ المشكلة
المشكلة اولا بين دعاة الانفصال ودعاة الوحدة فيما بين الجنوبيين انفسهم
حيث ستكيل قوى الانفصال التهم وتجرد الحملات ضد الخونة وذيول الشماليين وآكلي سحت المؤتمر الوطني وووالخ
ثم بعد ذلك بين الانفصاليين وحكومة الشمال المنتخبة قريبا والتي ستسعى - بحكم مسؤوليتها - الى انفاذ خيار الشعب ولو بالقوة اذا استدعى الأمر
ونتساءل : بعد الاستفتاء - اذا رجحت الوحدة - ما مصير الحركة الشعبية في حال لم تحرز نجاحا مريحا في الانتخابات العامة التي لا يبدو انها ستخوضها ( طالما انها تعتقل لجان التسجيل في الجنوب )
فمن يرفض التسجيل هل يريد الاستفتاء او الانتخابات ؟! كيف
ومن يتذرع بدارفور ( رغم استحقاقات نيفاشا المحددة المدد ) وبعدم صحة الاحصاء الذي قبله كارتر وبقية المراقبين الدوليين وابيل الير هل يريد الاحتكام الى الشعب ؟
لا احد يدري ما المطلوب؟
هل الانفصال هو خيار الدينكا وحدهم الآن ، وهل كل الدينكا او غالبهم متفقون عليه كخيار اول؟
ما الذي يحدث اذا حولت حرب الدينكا - النوير الحالية زائدا المزاج الشمالي للشلك الى طاقة ترجيح الوحدة رغم كثرة الدينكا وميلهم نحو الانفصال؟
هل سيسكت الدينكا ( سادة الجنوب ) وقادة الحركة الشعبية الاساسيون فيما اذا شعروا بان النوير والشلك فضلا عن الاستوائيين قد رجحوا كفة الوحدة ، رغما عنهم، في تمرد صريح لسيادتهم وعلو قدحهم؟
الله يكضب الشينة
ولكن القلب لا يطمئن الى امكانية استسلام وقبول الانفصاليين بنتيجة الوحدة هكذا بروح رياضية وتحضر
لا يمكن.
اشياء وتدابير كثيرة وواضحة وصريحة اتخذتها الحركة بما يدل على انها تؤسس مبكرا لدولة مستقلة، فكيف ستستسلم هكذا ببساطة لنتائج ضد هواها وخططها ومصالحها التي حاربت من اجلها ثم بعد ذلك تترك الحكومة الشمالية المنتخبة لتتصرف وتعطي ما تراه لمن تراه
معقولة؟!!
طيب .. ما هو الخيار الافضل ؟
الخيار الافضل للجميع هو ان ترجح كفة الانفصال فيتحقق الحلم الذي طالما تعطش له الانفصاليون بمن فيهم سيلفاكير .. ثم بعد ذلك يصار الى التفاكر بحرية حول صيغة وحدوية تناسب الجميع ومن ذلك تنازل الحكومة المنتخبة في الشمال حينئذ عن اشياء عزيزة من اجل وحدة بسيطة في اطار الفدرالية او اقامة كونفدرالية بين دولتين. وهذا ما نرجحه ونفضله.
_________________
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكننا نسألك اللطف فيه
|
|
 
|
|
|
|
محمد عبدالقادر سبيل
Tragie Mustafa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست