ما أرخص معدنه

ما أرخص معدنه

جمعت بيننا دروب الغربة .. تقاسمنا الحلوة والمرة في ذلك الحي الشعبي العريق بمدينة حلب السورية ( حي البستان ) .. وكان نصيبنا من الأيام المرة أكبر مما كنا نتصور .. تحملنا سويا شظف العيش وضنك الحال .. قلة الزاد وقلة الأخوان .. توقف الدعم الذي كان يأتينا من دول النفط عبر الأهل والأقارب .. تقطعت بنا السبل فهمنا على وجوهنا .. غرباء .. متشردان في مدينة لا ترحم .. ضحايا غربة وجحود أهل .. عملنا في مجال البناء كعمال يومية .. جمعنا بعض المال .. عندها وقفنا عند مفترق طرق .. اختار رفيق الغربة الرحيل شرقا صوب أوروبا .. ويممت وجهي صوب الوطن .. وأنقطعت الأخبار بيننا .. ولكن كما تقول كلمات الأغنية ( مصيرو الحي يلاقي ) .. التقيته قبل أيام في شارع الحرية .. ترجل من عربة فارهة ترافقه حسناء أظنها زوجته .. ترتسم على محياها تلك الابتسامة العبيطة الممزوجة بحياء بنت القرية .. ناديته بلقبه القديم ( حريقة ) .. نظر تجاهي باستغراب .. توقعت ان يفلت يد الحسناء ذات الابتسامة العبيطة .. ويهرول نحوي ليتلقاني بالأحضان .. لكنه ولدهشتي الشديدة لم يفعل .. صحت فيه : الم تعرفني ؟ أجابني ببرود لا تنقصه الوقاحة : معليش يا خونا يخلق من الشبه أربعين .. وأختفى هو والحسناء داخل احدى المحال التجارية .. يا الهي أنكرني ذلك المأفون الوضيع .. تغابى فيني العرفة .. ذلك آخر شئ كنت أتصوره منه .. نسي الملح والملاح .. وأيام الغربة العصيبة .. نسي كل ذلك .. يا له من مسكين .. ما أرخص معدنه .

الأخ
احمد عثمان

ياخ شاكر لك مرورك

اما بخصوص المبرر الذي ذكرته .. أقول لك أنه وارد رغم غرابته

الزمن ده كلو شئ وارد .....................
صادق الود

العزيز
أبو ريش

شاكر مداخلتك الرائعة لاحتواءها على الكثير من المنطق

لكن صدقني ما كان بامكاني ان أناديه سوى بلقبه القديم

فقد قفز اللقب الى لساني دون اي تفكير .. ربما هي طبيعة فينا كسودانيين

لاسيما ان اللقب ليس فيه ما يشينه وكان يتقبله من كل من يعرفه داخل السودان

لن أشطبه من اللستة حتى أعرف منه سبب تصرفه الفظ مهما كلفني ذلك من عناء ................
صادق الود

الأخ
صلاح عباس
كيفنك ياخ

حكمت عليها قبل الموقف المخزي منه .. ولكن لم أصفها بذات الابتسامة العبيطة الا بعد الموقف

والله لا أدري أينا يستحق الشفقة .. على كل حال انا لا أعرف له عنوانا .. ربما التقيه صدفة كما حدث

في المرة الأولى .. ربما ...................
صادق الود