|
هكذا صار الحال يا راقينا..
|
سنوات الحلم التي تزاملنا فيها في العمل وحلمنا فيها معا بالوطن الكبير.. يغطينا جميعا بحبه وحكمته .. نمد فيه أرجلنا في جلستنا المريحة دون خوف او إرتباك.. قد بدأت في الموت السريع..
إالي صديقتي رايجينا والتي فاضت روحها الي بارئها قبل عدة سنوات.. ذهبت في نفس الوقت الذي بدأ تاريخ السودان يذهب الي تاريخ آخر..
........... .........
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هكذا صار الحال يا راقينا.. (Re: Muna Khugali)
|
في ذاكرتي يا صديقتي العزيزة.. كثير من الحكاوي عن تلك الاوقات التي قضيناها معا نتقاسم اللقمة والفكرة الضحكة والهم.. تلك الاوقات في نيروبي نجلسها لنتحدث عن قريتك في الجنوب..عن الخرطوم و كوستي حيث درستي ثم مصر التي درستي بها الجامعة..
ما اقساها الحياة علينا حين يفارقنا الاحباب قبل أن يعرفوا كيف كانت نهاية المشوار الذي مشوه طويلا او لعلها رحمة من الله أن يذهبوا ولا لا يعرفوا كيف صار الحال!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هكذا صار الحال يا راقينا.. (Re: طارق جبريل)
|
منى، أريت حالك زين.
أما حال الوطن، فنسأل الله السلامة.
يمضي الإنسان إلى الرفيق الأعلى
وتمضي معه أحلامه بغدٍ مشرق وهو
لا يدري ماذا فعل الناس من بعده،
وهذا ما سيقال لحبيبنا المصطفى
عليه الصلاة والسلام، عندما يقف
مدافعاً عن إخوانه يوم القيامة، فيقول
له الله: إنك لا تدري ما أحدثو بعدك...
أما حالنا نحن البشر فأحلآم، وآمال
نسأل الله أن تتحقق.
فُتك عآفية...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هكذا صار الحال يا راقينا.. (Re: معاوية المدير)
|
Quote: أما حال الوطن، فنسأل الله السلامة. |
منذ ان صار هناك وطن وأهلي وأهلك يا معاوية يسألون له السلامة.. لنأتي نحن في الحياة ونكرر نفس الدعاء والسؤال.. لم تتحقق السلامة ولم نيأس من الدعاء.. دعائنا كان يحتاج لأكثر من قلب ولسان يلهج به.. ........ ........
رايجينا درست العلوم وعملت بمجال مختلف..عملت بالمنظمة قبل أن تغير مسارها قليلا.... نيروبي كانت ومازالت قبلة المنظمات السودانية والاجنبية.. جنوب السودان صار ضمن شرق افريقيا..وماعدا ذلك في السودان قررت معظم المنظمات انه يقع في شمال افريقيا فقط.. حتي شرق السودان لم يعد في الشرق! حكوماتنا والعالم الخارجي قرروا ان يفرقوا بيننا بأشكال ودعاوي مختلفة.. فالمانحين وحكوماتهم الغربيه تفرق بين الشرق والشمال في نفس الدولة.. وحكومات الوطن وخاصة الحاليه..تقسمنا الي اكثر من اربعة جهات وهذا علي حسب حروبها وفتنها التي أشعلتها.. ....... .......
الحياة في نيروبي ليست الأمثل .. هي حياة غير مستقرة لابد لها من أوراق ثبوتيه..ولا بد لها من مصروفات معدومة معظم صديقاتي ليست لهن اوراق..فكيف كان يمكن استخراج اوراق من مكان تشتعل فيه الحروب من قبل ميلادهن؟؟ قالت لي صديقاتي ان الحرب قتلت الأهل منذ طفولتهم الأولي وليس في الذكري سوي الهجوم والموت والهروب..فعن اي ورق أتحدث؟؟ ........... ...........
لكن الحياة في نيروبي فيها أمان أكثر من الجنول..وربما فرصة تعليم او عمل بسيط..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هكذا صار الحال يا راقينا.. (Re: طارق جبريل)
|
Quote: منى كيفنك حين يتسرب الحلم من بين يديك وان يتسبب في ذلك آخرون الألم يكون كالبنج من هول الصدمة |
أحلامنا بالوطن لم تكن احلام وأحاديث فقط.. كانت احلام يصحبها "سعي" يا طارق.. رايجينا كانت شابة عظيمة..مؤسسة لاحدي منظمات السلام في الجنوب..ربما أول منظمة.. ذلك الجيل الذي ولد ووكانت الحرب مستعرة..ونزحت أسرته للشمال..فلا بعد الجنوب عن قلبه ولا توقف السعي من أجل اخراجه مما كان فيه..و لراجينيا عقل متفتح..واعي..يعرف كيف يصنع السلام وكيف يبني الذات.. أحببتها لقدرتها الانسانية العاليه..ولقدرتها علي "فرز الكيمان" في الصراع.. تلك القدرة المدهشة علي التعامل بثقة مع الآخر حتي ولو كان الآخر له سحنة العدو.. أفتقدها بشدة!
.......... ..........
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هكذا صار الحال يا راقينا.. (Re: قرشى محمد عبدون)
|
Quote: أحببتها لقدرتها الانسانية العاليه..ولقدرتها علي "فرز الكيمان" في الصراع.. تلك القدرة المدهشة علي التعامل بثقة مع الآخر حتي ولو كان الآخر له سحنة العدو.. أفتقدها بشدة!
|
إذن تلك إنسانة يجب التحدث عنها بفخر وإعزاز....وذلك من جميل الوفاء.
تقديرى الشديد أختى..منى....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هكذا صار الحال يا راقينا.. (Re: ismeil abbas)
|
Quote: إذن تلك إنسانة يجب التحدث عنها بفخر وإعزاز....وذلك من جميل الوفاء.
تقديرى الشديد أختى..منى.... |
رايجينا تستحق أكثر يا اسماعيل..تابع ذكرياتي الحلوة معها ومعهن.. أعتقد أن ذلك كان في 1997 او 1998.. تقابلنا تلك المرة في مدبنة لوكي شوكي..في شمال كينيا وعلي حدود جنوب السودان.. مدينة كينية استقرت فيها كل المنظمات التي تعمل في جنوب السودان والخرطوم..هي منظمات تابعة للأمم المتحدة.. ان ذلك ذروة الوقت في المجاعة التي اجتاحت جنوب السودان..واعلام العالم كله يتحدث عنها.. ......... ......... كنت قد قررت أن ادخل جنوب السودان بعد أن انهيت عملي في نيروبي الذي ارسلتني له المنظمة التي كنت أعمل بها.. الدخول للجنوب يحتاج الي اذونات..والاذونات تستخرجها الحركة الشعبية.. والدخول للجنوب لابد ان يكون بالنسبة لي بالطائرة وعن طريق لوكي شوكي..وهذا يعني ورقة الإذن التي تعتبر كجواز السغر.. ساعدنيالعزيز دينق ألور بخطاب لاستخراج اذن من مكتب الحركة..وساعدتني العزيزة دكتور ستونة عبدالله في إكمال الاجراءات.. الا أن الأمر لم يكن سهلا علي الاطلاق! اذ ان السغر من لوكي شوكي للجنوب يكون علي طائرات الامم المتحدة وهو يخضع لشروط الامم المتحدة التي كانت قد وقعت علي شروط قاسية مع الخرطوم لتسهيل عملها..كذلك يخضع ايضا لوجود مقعد خالي في أي سغرية..طان ذلك صعبا للغاية لصعوبة الاوضاع وكثرة المنظمات هناك.. وكان هذا أن يعني انني قد لا اسافر في الحال كما أخطط..أو قد لا أسافر علي الإطلاق..إلا إنني كنت مصرة علي السغر مهما كان الثمن! ............ ............
علي كل حال كان لخطاب العزيز السيد دينق ألور وتوصيته أهميته في تمكيني من الدخول للجنوب.. ولكن أيضا كانت مساعة العزيز السيد إدوارد لينو أهمية عظيمة..فقد قابلني في المطار بخطاب مساعدة لمدير المعسكر النرويجي في مدينة لوكي شوكي للإقامه فيه وفيه يطلب أيضا مساعدتي في السفر من هناك للجنوب.. كنت قبلها قد اشتريت تذكرة سغري وأكدت حجزي لليوم التالي..
........... ........... ودعتني سعاد صديقتي وزوجة صديقي كابتن أحمد يوسف بعد توصيلي للمطار وهي مهمومة في سفرية غير مفهوم ليها طريق واضح فالجنوب كبير وولاباته كثيرة وأنا لا أدري لأين قد أذهب بالضبط...زودتني سعاد يخيمة لنومي..بعذ الأدوية وبعض المعلبات التي رفضت ان آخذ منها الا عدد بسيط حتي أرضيها فقط.. ......... ......... وفي مطار لوكي قابلني ويليام والذي للأسف لا أذكر اسمه بالكامل..فقط يعمل مع منظمة الاغاثة لجنوب السودان..وأعتقد أنه كان مهندسا كان لويليام بال طويل وطيبة من نوع غريب..كان الأخ الذي يهتم بأخته ويخاف عليها حتي ولو لم يعرفها من وقت سابق.. تحمل معي كل خيبات الامل..كل مشوايري في تلك المدينه الشديدة الحر والرمال في طرقها الطويلة.. سلام عليه في اي مكان كان!
قابلي مدير المعسكر بعد وصولي بقليل..سلمت عليه وأنا اقدم له نفسي ثم أناوله الخطاب... قرأ خطاب التوصية وأمر لي بغرفه في الحال ثم وجه العاملين بتعريفي بأوقات الوجبات..
وهناك في ذلك المكان التاريخي الجميل..كان لنا شرف التقارب أكثر.. رايجينا..شول وأخريات وأنا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هكذا صار الحال يا راقينا.. (Re: قرشى محمد عبدون)
|
Quote: A bend in the road is not the end of the road… unless you fail to make the turn.[/B
H O P E |
فعلا أخي قرشي الأمل لا بد أن يستمر معنا.. قطعا كانت راجينا لتقول نفس هذا الحديث لو كانت بيننا الآن.. علي كل المستويات كانت قوية.. علي مستوي حياتها الخاصة..في تربيتها لبناتها الصغار لوحدها وفي ظروف اقتصادية صعبة للغاية.. وفي مشوارها السياسي.. .......... .......... راجينا كانت امرأة واعية ومتقدمة للغاية في تفكيرها وأفعالها.. حكت لي عن والدها والذي كان له صلة بالعمل الطبي.. تقدم للزواج منها من تحب.. الا أنها كانت محتارة في اجراءات الزواج.. اذ لم تعجبها التقاليد المكلفة ومكبلة.. حكت لي كيف أن والدها نصحها بأن تتزوج بغير مهر حتي لا يتقيد مستقبلها ان لم ينجح الزواج.. أذكر لمعان عيونها وهي تتحدث عن والدهابإعجاب وكيف تفتقده.. وعن صعوبة موقفه في مجتمع يتمسك بتقاليده.. ....... .......
لكن بعد فترة تحقق ماخاف منه والدها .. وانفصلت راجينا عن زوجها واستمرت في طريق الكفاح دون يأس..والأمل في غد أجمل نور طريقها..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هكذا صار الحال يا راقينا.. (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)
|
Quote: إالي صديقتي رايجينا والتي فاضت روحها الي بارئها قبل عدة سنوات.. ذهبت في نفس الوقت الذي بدأ تاريخ السودان يذهب الي تاريخ آخر.. |
فليتقبل الله روح صديقتك .. ويجعلها في عليين .. وأن ينعم على السودان بتغيير الحال الى ما نرجو ..
منى .. تحيات طيبات تغشاك وين ما تقبلي ..
| |
|
|
|
|
|
|
|