|
مرثية الراحل جون قرنق ورحل معه فكرته (شعر عالم عباس )
|
القصيدة منقولة كتبها عالم عباس عقب رحيل الدكتور مباشرة ولكنها تحكي تفاصيل اليوم ....
جون قرنق دي مبيور
(إلى ربيكا قرنق، وهي تسمو فوق الفاجعة) عالم عباس
(1)
بعض الناس يعيشون لكي تحيى الأفكار بهم ما عاشوا، فإذا ماتوا ماتت. بعض الناس يموتون لتحيى الأفكار فإن ماتوا عاشت!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مرثية الراحل جون قرنق ورحل معه فكرته (شعر عالم عباس ) (Re: طلال جبير جابر)
|
(4) كان لابد لهذا البحر أن ينْشَقَّ يا موسى، و للموج، وإن علا وثار. هاأنت يا صاح، وخلفك المستضعفون في الأرض، وهؤلاء المؤمنون السحرة، كلهم خلفك يا موسى وها هم الحيارى الخائفون من بطش هامان، ومن ثراء قارون، من الجند، ومن فرعون، هاهو المغرور في إثْرِكَ، قاب قوسين، وهم يقتربون! وصاح صائحٌ "إنا لمدركون"! (كلا! ربي معي، وأنه يهدين)! وإذْ ضربْتَ البحر يا موسى بمطرق السلام، انبجس البحرُ فصار فرقتين كل فرقة تلوح كالطود العظيم وبان في اليمِّ طريقٌ لاحبٌ من نحو "نيفاشا"، عبرته لشاطئ "الخرطوم".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرثية الراحل جون قرنق ورحل معه فكرته (شعر عالم عباس ) (Re: طلال جبير جابر)
|
(6)
هل ما أراه الآن سِنةً من نوم؟ صعَدْتَ للطور إذَنْ، على جبال "الأماتونج"! فلو تريثت قليلاً! ليت الذي أراه الآن سِنةً من نوم! ما بال هؤلاء القوم، في غيابك العاجل لا يصغون! ما بالهم، و أنت قد تركت فيهمُ هارون؟ ما هذه الفوضى؟ وأنت ما تزال بعد، و الصدى يحمل بشريات صوتك الدافئ والواثق، في قدومك الميمون، تنداح في جموع الساحة الخضراء أملاً، يلوح مخضرّاً، يسيل دمعة رقراقة من العيون!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرثية الراحل جون قرنق ورحل معه فكرته (شعر عالم عباس ) (Re: طلال جبير جابر)
|
(7) ما بالهم أُلاء، يُهرَعون! في سَوْرة من الهياج، في الطغيان يعمهون! والسامريُّ والشيطان ينسجان من أحابيل الخداع، يجمعان من مشاعر القوم الذين استضعِفوا، حليَّهم، وزينة من باقيات عزمهم، تابنا عليك، أَنْ رحَلْتَ فجأةً! عزاؤنا، أنَّ الطريق واضحٌ أمامنا، وبيِّن السِماتْ. وما رسَمْتَ من معالم الطريق واضحة، فليس ثَمَّ من رجوع! نَمْ هانئاً، ما مات من أيقظ في أمته إرادة الحياة، ما مات من بشّر بالسلام وقادنا إلى طريقه، ما مات من قد كان وحده، في ذروة العبوس بارق ابتسام!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرثية الراحل جون قرنق ورحل معه فكرته (شعر عالم عباس ) (Re: طلال جبير جابر)
|
كنت وحدك الصادق، كالنبيِّ، في زمانٍ عجَّ بالمسيلمات!
رحلْتَ في المجد، رحيلاً رائعاً
وأملاً،
وكوة للضوء، حافظاً
لبعض هذه الكرامة،
تلك التي فقدناها.
وكان همك الدءوب
غسل هذه المرارات التي
احتقنَّاها،
حتى تمكنت،
واستحكمت واعشوشبت،
ثم رعيناها!
وظل همّك التحذير عن مزالق الدروب
تلك التي رأيناها
تمزق الشرقا،
وتحرق الغربا،
وتغرق الشمال و الجنوب!
وحين جئتنا ببعض فيض "نايريري"
معلماً للصبر،
في حكمة "مانديلا"،
نموذج الأناة و المثابرة،
هطلتَ مثل مطر البُخات،
تغسل الأرض التي
سالت على جبينها الدماء الطاهرة.
هذه الأرض التي
قد أنهكت وانْتُهِكَتْ
أرضنا الصابرة المصابرة،
لتستعيد بعض خصبها
لوطنٍ جديد،
"سوداننا" الحلم الذي صوّرته،
وصنته،
بهمَّةٍ وثَّابةٍ
وبصرٍ حديدْ!
"سوداننا الجدي....
| |
|
|
|
|
|
|
|