|
حتى لو أن سلفا كير يرى أن الانفصال هو الأفضل لجنوب السودان !
|
بسرعة كبيرة انطلق الخبر وانطلقت التحليلات ، وانطلق معه عقال الذين لا يريدون للسودان ولا لأهله خيرا . قالوا أن سلفاكير يقول للجنوبيين الانفصال يجعلكم أحرارا في بلدكم والوحدة تجعلكم مواطنين درجة ثانية في بلدكم .. وقالوا أن سلفا أدرى بمصالح شعبه .. ولو أن أحدا من الشمال نصح الجنوبيين بالإنفصال كما نصحهم به سلفا لقالوا أنه عنصري بغيض .. لاحظوا يا سادتي فإن سلفا في حديثه الموجه للمواطن الجنوبي يقول ( في بلدكم ) وذلك في الحالتين ، الانفصال أو الوحدة .. وهو بذلك يؤكد أن السودان بأكمله وطن لكل المواطنين السودانيين ، وأن ( في بلدكم ) في حالة الانفصال إنما تعني بلدكم الجديد الذي اخترتموه . فهو يعلم تماما أن بلد الذين يخاطبهم هو السودان كله ، لكنه ينصحهم بأن يتنازوا عن كل السودان ليحبسوا أنفسهم داخل جزء صغير منه . وأقول لمواطنيّ في الجنوب لا تستمعوا لمثل هذه الأقوال حتى وإن قالها سلفا ، لأنها ببساطة تحرمكم من الاستمتاع برقعة جغرافية أكبر وبتنوع اقتصادي واجتماعي وثقافي أكبر ، وهذه كلها عوامل ثراء ستفقدونها ولا يعتبر عاقلا من يرفض الثراء ويفضل الضيق والنقص في السعة والرزق .. قد يأتي من ينتقص حق الآخر لكن لا يستطيع أحد أن ينتقص حق أحد بصورة مطلقة ، وإلى الأبد . وكثير من أهل السودان وغيرهم من الشعوب المبتلاة بالأنظمة السياسية القهرية تعاني الظلم وتكابد من أجل حقوقها ومن أجل عيشها ومن أجل كرامتها . ونحن في السودان لسنا استثناء ، فعلينا أن نحدد موضع الداء ، وأن نحدد من هو المتسبب في الوضع المائل لأنه يمسنا جميعا شماليين وجنوبيين ، وأن نسعى معا للانتصار عليه وأن نسترد حقوقنا وكرامتنا وكريم عيشنا ووحدتنا الوطنية .. السودانيون شعب واحد ، كلهم ينتمون لهذا الوطن ، لهم فيه حقوق متساوية تقوم على مبدأ المواطنة ، وليس لأحد أن يحرم أحدا أيا من حقوقه ، وليس لأحد أن يجبر أحدا على العيش في رقعة جغرافية دون أخرى ، حتى وإن حسّن له هذا الخيار وزيّنه له .. نريد وطنا موحدا ، نريد شعبا واحدا ، ونطالب بحقوقنا في وطننا كله ولجميع مواطنينا دون تفرقة ودون منة من أحد ..
|
|
|
|
|
|