Quote: سقوط طائرة ... الحيثيات الغائبة شوقي عبد العظيم : الأخبار السودانية طائرة سودانية جديدة تسقط وتحترق.. الطائرة تتبع لشركة خاصة "شركة عزة للطيران" ولكن المؤشر الغريب في خبر سقوط الطائرة أنها مؤجرة من قبل الخطوط الجوية السودانية "سودانير" و شركة سودانير -الناقل الوطني سابقا- نظرياً وتاريخياً هي أكبر شركات الطيران في السودان ونظرياً مرة أخرى هي الأكبر لما ضخته فيها شراكة مع مجموعة عارف الكويتية التي آل النصيب الأكبر من الشركة إليها بعد صفقة، فلماذا تؤجر سودانير طائرة متهالكة من شركة خاصة!؟ اتجهنا إلى داخل أضابير سودانير لنسأل ماذا أضافت الشراكة مع عارف الكويتية لناقل السودانيين الوطني سودانير؟ وهل التزمت بمطلوبات الشراكة؟ ،إلا أن الحقيقة التي سمعناها من عاملين مطلعين داخل سودانير كانت مدهشة ومحبطة وتتطلب إجراءً سريعاً من قبل المسؤولين في الدولة. قال مصدر مطلع لـ(الأخبار):" إن التطوير المتفق عليه مع مجموعة عارف تأتي في مقدمته تحديث الأسطول التابع لسودانير"، وأضاف المصدر:" قبل الخصخصة والشراكة مع مجموعة عارف الكويتية كانت لشركة سودانير طائرتان إير بص "300" و "310 "وخمس طائرات فوكس(50) لنقل الركاب وطائرة شحن واحدة 707 -وهي مطابقة للطائرة المستأجرة من عزة التي احترقت في الحادث"- وأشار إلى أن شركة عارف أضافت طائرة واحدة إير بص "310" من إنتاج الإير بص الأول تم استيرادها مستعملة من الهند إلا أنها احترقت مؤخراً لحظة هبوطها في مطار الخرطوم في عام 2008م وراح ضحيتها عدد كبير من الركاب، وظل العمل بالطائرات الموجودة التي وجدتها شركة عارف إلى أن قامت عارف مؤخراً بشراء طائرة إير بص 320 تسع 180 راكباً ، تم تسجيلها في دولة جزر القمر بحجة الحظر الأمريكي المفروض على السودان. وأشار المصدر إلى أن الطائرة الجديدة فقط هي التي تعمل بصورة جيدة وتعتمد عليها الشركة، وقال لا يمكن المنافسة في مجال الطيران بطائرة واحدة مما أخرجنا من المنافسة لأننا فشلنا في الالتزام بالمواعيد في الرحلات و في مجال الشحن، لم تضف شركة عارف أي طائرة جديدة والطائرة الوحيدة المخصصة للشحن وورثتها من سودانير قبل الخصخصة طائرة الإير بص 707 أوقفت عن العمل بحجة أن صيانتها أصبحت مكلفة وهي الآن موجودة بالمطار بعد أن عادت من سفرية من قبل أكثر من عامين، و توقف طائرة الشحن التابعة لسودانير كان وراء فتح باب تأجير الطائرات. ماكسموس الإماراتية تنتعش بسبب "سودانير": قال المصدر:" في أول الأمر تمت صفقة بين الخطوط الجوية السودانية وشركة ماكسموس الإماراتية دارت حولها أقاويل كثيرة وسبقت الطائرة الإير بص 300 المستأجرة من ماكسموس دعاية كبيرة من قبل العاملين في محطة الخرطوم؛ التي روج العاملون بها لرئاسة المجموعة بالكويت بأن هنالك سفريات شحن وعمل كثيف ينتظرها وصادرات إلى أوربا والخليج ولكن ذلك لم يحدث، وظلت الطائرة المستأجرة تقوم بنفس العمل الذي كانت تؤديه طائرة شركة سودانير المتوقفة بل وأقل منها، و ما فتح باب الأقاويل والشائعات أن شركة ماكسموس الإماراتية كانت تعاني ضائقة كبيرة في ذلك الوقت وشبه متوقفة، حتى أنها لم يكن لديها عدد كاف من الطيارين فطلبت من سودانير توفير طيارين للطائرة المستأجرة والعقد بين الشركة وسودانير وماكسموس كان مبالغاً فيه، فشركة ماكسموس حققت أرباحاً كبيرة جداً من هذه الصفقة وتحسنت أوضاعها وانتعشت من وراء صفقتها مع سودانير، وعادت طائرة ماكسموس بعد فترة طويلة ولم ترحل شحنات إضافية ، ومضى المصدر قائلا:" عادت إدارة سودانير للإجارة مرة أخرى مستبعدة فكرة صيانة الطائرة المتعطلة، أو شراء طائرة شحن جديدة لحاجة في نفس يعقوب لتستأجر هذه المرة طائرة شحن من شركة تركية إير بص 310 وهذه المرة فشلت تماما في توفير شحنات لها ولم تؤد أي رحلات تذكر، والسبب يعود إلى أنها استؤجرت بعد أن خرجت سودانير من سوق الشحن، وألزمت الشركة التركية سودانير بسداد الحد الأدنى من الساعات المتفق عليها في الإيجار لتعود الطائرة إلى تركيا بلا عمل، والإيجار من عزة، ولم يتوقف بجانب عدد من الشركات الخاصة المحلية"، وقال المصدر إجارة الطائرات وشراؤها من مسؤولية لجنة الشراء وإيجار الطائرات و المدير التجاري لسودانير الرشيد جعفر الذي كان قد فصل من قبل في فترة الخصخصة ولكن إدارة الشريف بدر أعادته للعمل، و قال المصدر هنالك أنباء عن إيجار جديد لطائرة قادمة. الشركات الأخرى تعمل وسودانير غائبة: أكد المصدر أن شركة الخطوط الجوية السودانية خرجت من سوق الشحن الجوي في الفترة الأخيرة تماماً ولم يعد لها دور يذكر وتعتمد في الشحن على خط واحد فقط وهو الشارقة الخرطوم -الخرطوم- نيالا، مشيرا إلى أن السودان به حركة شحن جوي ممتازة، و أضاف الدليل على ذلك أن القطرية لها رحلة أسبوعية وكذلك المصرية والأثيوبية والأمارتية وعدد من الشركات الأوربية كشركة أم كي وشركة مارتن إير وهي تقوم برحلات شحن من السودان إلى أوروبا وبالعكس، وكذلك الخطوط الجوية السعودية التي لها طائرات شحن الخرطوم جدة والخرطوم الرياض، وقال كانت سودانير في الماضي تحتكر نقل الصادرات سودانية جواً، إلا أن ذلك تقوم به شركات خاصة اليوم، و بجانب أنها خرجت من سوق الشحن الداخلي بين الولايات وسيطرت عليه الشركات الخاصة مثل شركة عزة وأبابيل ولم تشارك سودانير مؤخراً في الشحن لمنظمات الأمم المتحدة التي تعتبر من أكبر الشركات المخدمة في السودان وخاصة المساعدات الإنسانية. مجموعة عارف تعمل على تركة سودانير: قال المصدر من أبسط الأشياء التي كان من المفترض أن تهتم بها شركة عارف إذا كانت جادة في التطوير معدات المناولة الأرضية التي لم تحسن ولم يضف لها شيء منذ 2006م في زمن المدير السابق اللواء نصر الدين محمد أحمد وهي معدات من سلالم وعربات سحب الأمتعة وعربات تزويد بالوقود وظلت تشغل الشركة بما ورثته عن الإدارة السابقة قبل الشراكة والاهتمام بالمعدات وتحديثها يساعد على التزام بالمواعيد الذي ظل مصدر تندر من الجميع وتحقيق السلامة داخل المطار. طيارين بنظام السلفية: أكد المصدر أنهم في الشركة ظلوا يطالبون بتحسين أوضاعهم وتطبيق شروط الخدمة ومساواتهم مع الطيارين والمهندسين العالميين طالما أن سودانير لم تعد الناقل الوطني، بجانب مستحقات الخصخصة إلا أن ذلك لم يتم وظلت الإدارة تسوف في الأمر، وأضاف: طالبنا بزيادة المرتبات وتمت إجازتها من إدارة المجموعة في الكويت ووافقت على شروط الخدمة الجديدة إلا أن الإدارة التنفيذية برئاسة الشريف عمر بدر رفضت تطبيقها وأصبحت تتعامل معنا بنظام السلفيات فكل طيار يحصل على مبلغ إضافي على الراتب تحت بند سلفية وظل هذا النظام سارياً لأكثر من عام، وأشار إلى أن نظام السلفية الذي تتبعه إدارة سودانير يخالف حتى قانون العمل السوداني، وأضاف: إذا خرجنا من سودانير سنخرج مطالبين. سودانير تحتضر: الطائرة التي سقطت في الشارقة فتحت الحجب وألهمتنا إلى أن نقف على ما وراء سطور الخبر لنكتشف أن الصرح العملاق "سودانير" يتهاوى ويحتضر، والواقع يؤكد أن الشراكة مع مجموعة عارف لم تضف شيئاً لسودانير إن لم تكن خصماً عليها، وما قامت به في مجال نقل الركاب شركة مستعملة من الهند احترقت مؤخراً وراح ضحيتها ركاب سودانيون، وطائرة لم تكمل ثلاثة أشهر، ولم يعرف مصيرها بعد، ولم تضف في مجال الشحن شيئاً ولا معدات المطار، كما أسلفنا، ولم تنجز متطلبات الهيكلة لتتماشى معه الخصخصة ، فالشركة التي كانت ناقل جميع الأفارقة إلى أوروبا لم تعد تذهب إلى هناك ورحلتها الأخيرة إلى لندن كانت قبل ثلاث سنوات، وكل محطات سودانير شمالاً القاهرة وعمان ودمشق والسعودية والإمارات فقط أما في أفريقيا فمحطتان فقط أديس أبابا وأسمرا .