[size="6"] في الذكري الثالثة لتوقيع سلام الشرق:الإتفاقية حبر علي ورق،وجبهة الشرق في بيت الطاعة (الإنقاذي)! تقرير صالح عمار [/size] [SIZE="5"]لم يمر اكثر من ثلاث سنوات علي ذلك المساء الجميل بالعاصمة الإرترية (الانيقة) اسمرا،والمئات من اهل الشرق وعشرات الدستوريين يتقدمهم رئيس الجمهورية وقيادات جبهة الشرق وضيوف من عدة دول، يشهدون توقيع إتفاقية سلام الشرق ويستمتعون بتناول وجبة الإفطار الرمضاني وسط انغام ويقضون ماتبقي من ليلهم في الإستماع لاصوات المطربين والمطربات (وعلي رأسهم الصوت المحبوب لاهل الشرق هيلين ميليس). ولكن وفي هذه السنين الثلاثة مرت مياه كثيرة من تحت جسر الإتفاق حولته لجزءٍ من الماضي وجعلته يقف (يتيماً) علي اعمدة لم يتبقي لإنهيارها إلا حلول ساعة إنتهاء مصلحة الشريك الاقوي في إستمراره وإطمئنانه علي غياب اي إحتمالات لعودة العنف والتمرد مرةً اخري للشرق. واقع الازمة التي تعيشها الإتفاقية بعد ثلاث سنين من توقيعها يكفي للتدليل عليها ان السؤال الاساسي المتعلق بها لم يعد هو كيف يسير التنفيذ؟وماهي البنود التي نفذت والتي لم تنفذ؟ وإنما اصبح يدور حول الوضعية القانونية للإتفاق نفسه بعد إختفاءِ جبهة الشرق الطرف الثاني للإتفاق والممثل لشرق السودان عن الساحة! وغيابها القانوني،بعد رفض تسجيلها من قبل مسجل الاحزاب السياسية والغياب السياسي والجماهيري نتيجة لإنقسامها لاربعة احزاب سياسية (مؤتمر البجا،حزب الشرق الديمقراطي،الاسود الحرة،العدالة والتنمية). المحامي المعز حضرة وفي رده علي سؤالي عن الإنعكاسات القانونية لغياب احد طرفي الإتفاق قال لي إن هذه الإتفاقيات اساساً غير سليمة ولاتنطبق عليها شروط الإتفاقيات فمثلاً هل تمثل جبهة الشرق كل اهل الشرق وهل تم تفويضها لتمثيلهم؟وجبهة الشرق ايضاً تتكون من تنظيمات والآن وبعد غيابها فإن الاتفاق اصبح من الناحية القانونية لااساس له ومرفوعاً من دون قواعد. مقرر اللجنة العليا لتنفيذ الإتفاق وعضو المجلس الوطني وعضو اللجنة المركزية لجبهة الشرق حسن كنتيباي،يتفق تماماً مع هذا الرأي القانوني،ويضيف ان جبهة الشرق الطرف الثاني في الإتفاق والحزب الذي كان مخطراً لم يعد موجوداً وللأسف الشديد الغي هذا الإخطار بقرار من مجلس الاحزاب وهو قرار نعتبره سالباً ومحاولة لإلغاء طرف من اطراف الإتفاق ولكننا نحمل اطراف جبهة الشرق المسئولية في المقام الاول لانها لم تكن حريصة علي الإستمرارية القانونية للجبهة بدليل ان الطعن في تسجيل الجبهة كحزب سياسي جاء من رئيسها وامينها العام!. إذاً وفي وضع مثل هذا ماهو مصير الإتفاق؟ اجابني كنتيباي انه وللاسف الشديد إذا نظرنا للإتفاق في وضع مثل هذا فهناك حقيقة مخاطر سياسية امامه وانا لا اود رسم صورة مأساوية ولكن في إطار الإحتقان السياسي الموجود في السودان وإنقسام مكونات الجبهة وبعدها عن متابعة تنفيذ الإتفاق فانا اعتقد ان هناك مخاطر حقيقية موجودة،عضو اللجنة المركزية لمؤتمر البجا ورئيس التنظيم بولاية كسلا محمدين سليمان يعتقد ان الإتفاقية تعاني من العزلة والوحدة وتحتاج لترميم ولكن لايعرف من سيقوم بهذا الترميم ويضيف ان الناس لديهم آراء كثيرة وإذا فشلوا في ذلك فسيتم الرجوع للمربع الاول. إنتقادات بالجملة للنصوص وغياب التنفيذ وجهت إنتقادات كثيرة لإتفاق الشرق منذ توقيعه منها انه إتفاق تراض اكثر من كونه إتفاقاً قانونياً بسبب عمومية مواده وضعف آليات التنفيذ اوعدم وجودها في بعض الاحيان وإفتقاده للرقابة الدولية والتي حرمته من التمويل (في إفتتاح مؤتمر التعليم بشرق السودان 11اكتوبر الحالي قال ممثل اليونسيف بالسودان إن سؤال التمويل يجب ان تجيب عليه إتفاقية الشرق)،وفي السياق نفسه يري عضو المجلس الوطني واحد القيادات التاريخية للحزب الإتحادي محمد طاهر جيلاني"ان اهم بند وإنجاز نجحت فيه الإتفاقية هو وقف إطلاق النار اما المسائل الاخري فهي مسائل غير إستراتيجية مثلا صندوق إعمار الشرق هو فكرة جيدة ولكنها مسألة محدودة نحن نريد مشاريع وقضايا كبيرة مثل مشروع سيتيت،ملف حلايب،إصلاح كامل لمشروعي طوكر والقاش،حل مشكلة العطالة.الإتفاقية يجب ان تشمل قضايا إستراتيجية وليس مسائل مؤقتة كبناء مدرسة اومستشفي في منطقة معينة هذه تدخل في عمل وأنشطة التنمية العامة،اجراس الحرية 5اكتوبر 2009". وبعد مرور ثلاثة اعوام لاتزال بنوداً يحتل بعضها فصلاً كاملاً تنتظر التطبيق العملي (وربما حتي مجرد تذكرها والإشارة لها) ومن اهمها مجلس تنسيق ولايات شرق السودان والمؤتمر القومي لمراجعة الهيكل الإداري الحالي للدولة (المادة 5،الفصل الاول) وتمثيل ابناء الشرق واعضاء الجبهة في المحكمة الدستورية والمحكمة القومية العليا والمفوضية القومية للخدمة القضائية (المادة10) وإنشاء فريق الخبراء لتحديد تمثيل ابناء شرق السودان في الخدمة المدنية والفقرة الرابعة التي تنص علي "تتخذ حكومة السودان في إنتظار مايتوصل إليه فريق الخبراء،خطوات عملية لضمان مشاركة جبهة الشرق في الخدمة المدنية القومية خاصة علي المستويين الوسيط والاعلي ويشمل ذلك دون ان يقتصر علي مناصب وكلاء الوزارات والسفراء واعضاء ورؤساء المجالس،وذلك لمعالجة التمثيل المتدني لابناء شرق السودان في بعض المستويات،مع مراعاة ضرورة تمثيل جبهة شرق السودان في الخدمة المدنية بتخصيص بعض من هذه المناصب لمرشحيها،المادة 11"،والتمثيل في مفوضية المراجعة الدستورية والمفوضية القومية للإنتخابات ومفوضية الخدمة المدنية ومفوضية حقوق الإنسان ومجلس الإحصاء السكاني وديوان المظالم العامة ومفوضية الاراضي والمجالس المحلية والمؤتمر التشاوري لشرق السودان (الفصل الرابع).ويلخص امين برير احد مقاتلي جبهة الشرق وضع النسبة الاكبر من رفقائه والحالة العامة لجبهة الشرق " لم يتم دمجنا ولاتسريحنا حتي الآن ولاتوجد وعود بذلك واصبحنا في النهاية مثل الجنرال في رواية ماركيز الذي توقفت الرسائل في بريده بعد إنتهاء خدمته ولم يعد احد يهتم به ولكنه يصحو كل صباح مرتدياً كامل بزته العسكرية ويذهب للبستة يسأل العاملين فيها هل هناك اي بريد يخصني فتأتيه الإجابة بلا ولكنه لاييأس ويكرر الزيارة يومياً بنفس الحماس ونحن ظللنا لفترة طويلة علي حال هذا الجنرال نصحو الصبح ونخرج للمكتبات نطالع عناوين الصحف واخبارها لعلها تأتينا بالخبر اليقين ونجد العناوين العريضة عن تطبيق إتفاق الشرق ولكننا لانجد خبرا من قيادتنا السياسية لنعرف موقعنا من هذا التطبيق،حتي صحونا في احد الصباحات وموسي يفصل امنة وامنة تفصل موسي (داخلين العك السياسي من اوسع ابوابه) وفي مراحل متقدمة منه بدون اي كورسات اوتدريبات وبمستوي عالي وراقي،ونحن ضعنا في الوسط بعد تلاشي جبهة الشرق ولم نعد نعرف لاي جهة نتبع والمصيبة الكبري مااعلنه موسي محمد احمد من إنتهاء وقفل ملف الترتيبات الامنية والذي يعني رسميا اننا قد صرنا في مهب الريح". حسن كنتيباي مقرر اللجنة العليا لتنفيذ الإتفاق التي يترأسها نائب الرئيس وتضم خمسة ممثلين لكل من جبهة الشرق والمؤتمر الوطني يري ان الإتفاقية في جانب المشاركة في السلطة قد تم تنفيذها من اول يوم وتبقي تشكيل مجلس تنسيق الولايات وإشراك ابناء الشرق في الخدمة المدنية وهذه المسائل مطروحة للنقاش في إجتماعات اللجنة العليا ولكن طرحها في هذا الوقت المتأخر يؤكد ان هناك مشكلة،وإذا كانت جبهة الشرق موجودة وطالبت بتنفيذ هذا الإتفاق لكان قد نفذ.محمدين سليمان يقول إنه شخصياً يعتقد ان الإتفاقية بسيطة ولاتلبي طموحهم ولكن ورغم بساطتها فإن ماتم تنفيذه منها لايساوي شئياً ولم يتم فعل اي شئ في ملف التنمية وإذا ذهبت من كسلا لبورتسودان فلن تري اي عمل تنموي المستقبل مفتوح علي كل الإحتمالات بعد ثلاثة اعوام من توقيع الإتفاقية تؤكد كل التقارير الرسمية وغير الرسمية ان معدلات الفقر والامراض بشرق السودان في تصاعد ولايبدو ان هناك اي تأثير للإتفاق علي حياة المواطنين اليومية والخدمات المقدمة لهم وتسود حالة من الإستياء العام والإحباط سكان الإقليم من فشل تنفيذ الإتفاق وتلاشي جبهة الشرق التي علق عليها الكثيرون آمالهم وطموحاتهم لسد ثغرة عدم وجود جسم سياسي يمثل مواطني الشرق ويدافع عن قضاياهم،ومن واقع التجارب السابقة وتركيبة إنسان الشرق وفي ظل استمرار التدهور المعيشي وعدم معالجة ما اسمته الإتفاقية بالتهميش السياسي والإجتماعي والإقتصادي للشرق فليس من المستبعد ان تأخذ الامور مجراً آخر خصوصاً في حالة اي تدهور في علاقات إرتريا مع السودان.اما جبهة الشرق وحسب رؤية الكثيرين فإنها وبعد عامين من الجلوس علي السلطة فقد انحرفت عن ما كانت ترفعه من شعارات واصبحت تدافع عن مصالح قياداتها في المقام الاول والتي ارتمت من جانبها بالكامل في احضان المؤتمر الوطني لتحقيق هذه الغاية وهو ما يثير التساؤل والدهشة عند عضو المجلس الوطني محمد طاهر جيلاني "ملاحظتي ان الروح الثورية في الاعضاء الممثلين للجبهة الشرق في المجلس الوطني وعلي مستوي مساعد رئيس الجمهورية والوزارات والمجالس مفقودة فهم لايطرحون المواضيع الحيوية،وانت إذا عدت لتسجيلات المجلس ستجد انه لاتوجد اطروحات ومقترحات اومسائل مستعجلة بخصوص القضايا الحقيقية التي تمس المواطن،وهذه واحدة من المسائل التي تثير الإستغراب هل هؤلاء الذين قدموا هم الثوار الحقيقيون ام إن هناك شيئا آخر واين ذهبت الروح الثورية لهؤلاء الثوار؟،اجراس الحرية 5اكتوبر". اجراس الحرية[/SIZE]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
بجاوى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست