دعما لمجانية التعليم وحماية لاطفالنا .... (شكرا صحيفة الاخبار) ...

بسبب الرسوم والمساهمات .. تلاميذ الاساس يتعرضون للطرد
الادرات التعليمية بالمدارس تصر علي فرضها
وزير التربية بولاية الخرطوم يتوعد مدراء المدارس بالفصل

وتشريعي الخرطوم يرمي باللوم علي أولياء أمور التلاميذ
تحقيق : محمد بشير

فلاش باك
عندما قال طه حسين أن التعليم كالماء والهواء عندما بدأ تطبيق مجانية التعليم ما قبل الجامعي قبل قيام ثورة يوليو بعامين ، و بعد قيام الثورة عزز موقفها موقف طه حسين و إمتدت مجانية التعليم لتشمل التعليم الجامعي أيضاً، و لكن قبل طه حسين لم يكن التعليم مجانياً لذلك وُجد جيل طه حسين !
أن هناك إتفاق عام حول علاقة مجانية التعليم مع ممارسة حق التعليم للجميع ونقل ذلك الحق من حق إسمي إلى حق عملي، خاصة وسط الفقراء الذين تجبرهم الظروف المعيشية للمقارنة بين الإستثمار في التعليم كإستثمار مستقبلي في الأطفال وبين توفير ضروريات الحياة من طعام وملبس ومسكن وهذه مقارنة صعبة والموازنة بينها أصعب!
إن مجانية التعليم في بلد تزداد فيع معدلات الفقر وسط الجماهير وينخفض فيه نصيب الفرد من الدخل القومي ويختل فيه توزيع الدخول بحيث يزداد الفقراء فقرا والأغنياء غنى، ويمثل فيه الحد الأدنى اجر الكفاف، ينبغي أن تكون في أولوية برامج الحكومة، أي أنها تأخذ أولوية على تخفيض ضريبة أرباح الأعمال أو ضريبة العقارات، بل قد تستدعي زيادة الضرائب المباشرة أو استحداث ضريبة للتعليم.
إن مجانية التعليم هي أداة فعالة لزيادة الدخول الحقيقية للفقراء لأنها تمثل تحويل موارد حقيقة لهم، تخفض منصرفاتهم الأسرية فإذا أخذنا مسألة أسرة لعامل بها ثلاثة أطفال في المدارس فإن منصرفات ذلك العامل ستنخفض بكمية تعادل 3×رسوم دراسية +3× كتب وأدوات مدرسية، بما يعني أن أجره الحقيقي فد زاد بنفس الكمية .
ما الذي يحدث ألان
أن الحديث عن مجانية وإلزامية التعليم يتطلب دراسة الواقع، خاصة في ظل وجود الفوارق بين المدن والأرياف وإذا تحدثنا عن ولاية الخرطوم فإننا سنجد «في الخرطوم تتنافس المدارس بين 5 و 7 نجوم بينما هنالك مدارس بلا أسوار ولا مرافق أو معينات.
ولقد ظل كثير من الحادبين علي أمر التعليم في السودان يحذرون من ضياع قضية مجانية التعليم بين الشد والجذب، خاصة في ظل إختلاف الرؤى والمفاهيم بشأنها، وان بعض الولايات ذهبت لأبعد من ذلك بان قامت بتقنين الرسوم المدرسية عبر مجالسها التشريعية، رغم توجيهات وزارة التربية والتعليم بان تلتزم المدارس المجانية خاصة في مرحلة الأساس.
مسلسل طرد التلاميذ بسبب الرسوم يتواصل
عاد صدفة وجدها وقد إمتلاءت عيناها بالدموع فما إن رأته حثي انفجرت باكية سألها والدها ماذا الم بك ولماذا أنتي هكذا بملابس الدراسة؟ ،هل أنتي مريضة ؟ فكانت إجابتها مفاجئة لوالدها بان قالت له أن إدارة مدرستها قد قامت بطردها نسبة لأنها لم تقم بتسديد الرسوم المقررة لامتحانات منتصف العام الدراسي بالرغم من أن وزير التربية والتعليم اقسم في ذات المرات أن من يقوم بأخذ رسوم من تلاميذ مرحلة الأساس فأنة سيجد اشد العقاب من وزارته والتي يمكن أن تصل لحد إعفاء مدير المدرسة المعنية من منصبة إلا أن هذا الأمر علي ما يبدو ليس صحيحا بدليل أن هاشم قسم الله والد الطالبة التي ذكرنا قصتها قال لـ(الأخبار) أن إدارة مدرسة الزعيم مصطفي خالد بتوتي التي تدرس بها ابنته طالبتها برسوم الامتحان والتي بلغت خمسة جنيهات وعندما طردت في المرة الأولي اخفت والدتها هذا الأمر عن والدها وفي المرة الأخيرة بداية الأسبوع وعند عودته مصادفة وجدها تهيم حزنا جراء طردها للمرة الثانية وتحدث هاشم بحزن واسي عن تكرار طرد التلاميذ قائلا لو لم احضر صدفة لا ادري ماذا كانت ستفعل ابنتي في نفسها خاصة وان الألم كان يسيطر عليها وأضاف هشام أن إدارة المدرسة المعنية تفرض علي التلاميذ رسوم شهرية 3 جنيهات لاستجلاب الكهرباء ومعينات العمل الاخري بالإضافة إلي هذه الرسوم أي رسوم الامتحانات وإستدرك هشام في حديثة مع (الأخبار) أن ذات الموقف مر عليه ومازال عالقا بذهنه لجهة أن تعرض لذات "القضية" عندما كان طالبا بالمدارس ويذكر هشام انه وعندما كان طالبا طلبت منهم رسوم للدروس الإضافية والتي كان يطلق عليها "درس العصر" وعندما حررت له إدارة المدرسة خطابا لوالده تطلب فيه الحضور لان إبنه لم يقم بتسديد رسوم درس العصر استنكر هشام هذا الأمر وقام بتمزيق الخطاب الذي حررته له إدارة المدرسة وذهب لوالده ليخبره بذلك وعندما عاد في اليوم التالي لمقاعد الدراسة فؤجي بإدارة المدرسة تقوم بطرده من المدرسة وإلا يحضر إلا ومعة والده وعندما احضر والده للمدرسة قامت إدارة المدرسة بتعنيفه بصورة مذلة إمام والده الذي لم يستطيع أن يفعل شيئا لجهة انه لا يملك أن يفعل فما ما كان من هشام إلا وان غادر مودعا مقاعد الدراسة والي الأبد وبعدها تزوج وأصبح والدا للطالبة المذكورة أنفا مأخذا في بالة أن يقوم بتعليم ابنه لجهة انه لم يواصل دراسته ولكن ذات الموقف ينطبق ألان علي لابناءها بان تلاحقهم إدارة المدارس بالطرد ما الأخذ بالعلم أن هشام هذا (معاقا) ولا حول له ولاقوه .
ظاهرة متكررة
ذات القضية تكرر مع الآلاف الطلاب بولاية الخرطوم يوميا فمع اقتراب موعد إمتحانات منتصف العام لا يمكن أن تمر بأحد الشوارع إلا وتجد تلميذ عائد إلي منزلة منتصف اليوم الدراسي خاصة في الأحياء الطرفية بولاية الخرطوم التي لا تصلها إدرات التعليم لجهة أنهم لم يسددوا رسوم الامتحانات أو أي رسوم أخري تفرضها المدارس(رسوم تسيير، امتحانات ، دروس إضافية) وغيرها من الرسوم الكثيرة التي لأحصر لها التي تقوم بفرضها إدرات ذات علاقة بوزارة التربية والتعليم كادرات التعليم بالمحليات في الوقت الذي ينفي فيه وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم فرضهم لأي رسوم دراسية وانه لا توجد رسوم إجبارية وإنما على نظام تكافلي من مجلس الأباء بما يستطيع من تبرعات طوعية في الماضي يكتب الإمتحان على السبورة لكن الآن تطورت الإمتحانات يقدم على ورق مطبوع ليس هنالك رسوم إجبارية للإمتحانات الشهرية و حتي إمتحانات منصف العام .
بالدليل .. إدارات رسمية تفرض رسوم

بالرغم من أن الادرات المختلفة التابعة لوزارة التربية والتعليم والوزارة ذاتها تنفيان أنهم يقومون بفرض رسوم علي تلاميذ المدارس غير أن الواقع يقول غير ذلك لجهة أن هذه الادرات تصرح لوسائل الإعلام بأغلظ الحلف بأنها لا علاقة لها بفرض الرسوم علي الطلاب وأنها ستقوم حال ثبت أن احد مدراء المدارس قام بفرض رسوم علي أي من التلاميذ بتوقيع أقصي العقوبات وأي مدرسة تقوم بطرد التلاميذ بسبب الرسوم تعتبر مخالفة للقرارات التي تصدرها الوزارة.
والكثير المثير خاصة وان وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم قال في احد اللقاءات الإعلامية مع الإذاعة السودانية بأنه لم يتلقي أي مكالمات من المواطنين بشأن الرسوم خاصة وان ترك هاتفة لدي الكثير من وسائل الإعلام لإيصال الشكاوي له مباشرة من غير تدخل الوسطاء وأقر بأنه ربما تلقي بلاغات من احد المواطنين يؤكد فيه بان ابنتة حرمت من المدرسة بسبب الر سوم وأخطره بان يحضر إبنته وانه بعد ذلك قام باستدعاء مديرة المدرسة وأنها ظلت لمدة ثلاث أيام تحضر لمكتب الوزير غير أن الشخص الذي تقدم بالشكوى لم يأت في إشارة لتبرئة وزارته من فرض الرسوم ولكن ما يدور في الخفاء غير ذلك تماما لجهة أن هناك خطابات صادرة من الإدارة العامة لشؤون التعليمية بمحلية الخرطوم ممهور بتوقيع مدير الشؤون التعليمية ورئيس اللجنة العليا للإمتحانات أبو القاسم أحمد عركي تحصلت (الأخبار) علي نسخة منه موجهة لمدارس المحلية تطالبها بضرورة تحصيل مساهمة الامتحانات الموحدة للفترة الأولي للعام الدراسي 2009 / 2010 وقالت في ذات الخطاب أن الإدارة العليا للامتحانات بأن تكون المساهمة علي النحو التالي .
الحلقة الأولي 3 جنيه
الحلقة الثانية 4 جنية
الحلقة الثالثة 4 جنية
وقالت أن قيمة النتيجة الصفية تورد منفصلة وهي عبارة عن 1 جنية
تشريعي الخرطوم يتوعد
غير أن نائب رئيس لجنة التعليم والصحة بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم عواطف طيب الأسماء أكدت في إفادتها لـ(الأخبار) أن هذه رسوم تقرها إدارات التعليم بالمحليات لمواجهة بند "طباعة الامتحانات " نصف السنوية وقطعت بعدم إقرار المجلس التشريعي لولاية الخرطوم لهذه الرسوم معتبرة أن الحل الجذري لظاهرة طرد المدارس أن يقوم ولي أمر كل تلميذ يتعرض للطرد بالتوجه بالشكوى لوزير التربية والتعليم بالولاية أو اللجوء للجنة التعليم والصحة بالمجلس التشريعي وأردفت أن الآباء بأنفسهم يساعدون في إقرار هذه الرسوم بعدم حضورهم للاجتماعات التي تدعوا إليها مجلس الإباء وتأكيد رفضهم لهذه الرسوم بصورة جماعية ودعتهم لعدم ترك هذا الأمر للبعض باعتبارهم مفوضين ومن بعد يأتوا بعد إقرار الرسوم ورفضها وساقت عواطف نفسها قضية تعرضت لها أبنتها بان قامة إدارة مدرستها بطردها لعدم سدادها رسوم المساهمة للامتحان الفترة الأولي من العام الدراسي وقالت ذهبت إلي الجهات المختصة ليست بصفتي عضوة بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم وإنما مواطنة سودانية لها حقوق وعليها واجبات وحررت شكوى في ذلك رفضت فيها دفع هذه الرسوم وفي الأخر انتصرت لقضيتي وطالبت (الأخبار) بإحضار كل الشكاوي التي تتلقها متكفلة بتوقيع أقصي العقوبات علي مدراء المدارس الذين يقومون بطرد الطلاب وتوعدت بالقصاص منهم لان مثل هذه الحالات قد تعرض هولاء التلاميذ الذين يتم طردهم للإنحراف وكثير من المشاكل الاجتماعية التي قد يقع فيها هولاء التلاميذ الأبرياء بسبب رسوم لا حصر لها .
وزارة التربية بالخرطوم "لاطرد من المدارس"
وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم د. الأمين عبد القادر أوضح في إفادته لـ(الأخبار) انه مصمم في المضي قدما في تنفيذ قرارات رئاسة الجمهورية بتطبيق مجانية التعليم في كافة مدارس الأساس التابعة لوزارته وكل من يثبت انه قام بطرد تلميذ من المدرسة أيا كان فان الوزارة تقوم باستدعائه فورا للتحقيق معه وتطبيق القانون علي كل شخص لا يقوم بتنفيذ تلك التوجيهات وأضاف أن بداية الأسبوع شهدت استدعاء وزارته لأحدي مديرات مدرسة الأساس بمحلية أم درمان لقيامها بطرد بعض التلاميذ وتكوين مجلس محاسبة لها وتوجيه إنذار نهائي وتوعد عبد القادر بتطبيق ذات الإجراءات علي كل من يخالف وربما تصل للبعض لحد الفصل من الوزارة وأضاف انه ليس مسؤولا عن إيقاف وقوع الخطأ لكنه في ذات الوقت أكد إلتزامة التام بإيقاف كافة الظواهر السالبة بتوقيع أقصي العقوبات علي من يرتكب مثل هذه الأفعال مؤكدا "لاطرد من المدارس" بحسب توجيهات رئاسة الجمهورية .مطالبا أولياء الأمور ووسائل الإعلام بالعمل علي إيصال كافة الشكاوي التي نرد إليهم مع التأكيد علي التزام الوزارة بتطبيق القانون .
تساؤلات محيرة؟
ويبقي انتهاء ظاهرة طرد التلاميذ من المدارس بسبب الرسوم رهينا بتوفير وزارة التربية والتعليم لكافة أسس العملية التربوية خاصة فيما يختص بتوفير بند التسيير اليومي للمدارس وكذا علي أولياء أمور التلاميذ عدم الركون لما تفرضه المدارس من رسوم واللجؤء للجهات التي توعدت بان تكون نصيرا لهم وان لا يتركوا حقوقهم استسهالا لبعض القضايا أو خوفا من الوصول للوزارة التي أكدت مررا أنهم لا يأتون بشكواهم فكيف لها هل تقوم بتقديم الشكوى هي نيابة عنهم أم ماذا وتركت الباب مواربا لكثير من الأسئلة التي تدور في أذهان الكثيرين هل صحيح أن هناك مجانية تعليم ؟ أم أن هذا الأمر ما هو إلا التفاف علي المواطنين البسطاء بان تقول الحكومة أنها تبنت التعليم المجاني وفي ذات الوقت الذي لا تقوم بواجباتها في توفير المعينات للعملية التربوية للمدارس وبالتالي تلجأ المدارس لفرض الرسوم علها تستطيع الإيفاء ببعض الالتزامات للمعلمين وغيرهم من يعملون في هذا الحقل وإلا سيظل الحال كما هو علية ألان؟؟.

.