|
|
 محاربو الصحراء عبر بوابة عبدالقيوم إلى المونديال
|
يوم الأربعاء الثامن عشر من نوفمير الحرب وضعت أوزارها كما صورها إعلام البلدين، وكسب محاربين الصحراء المعركة في الأراضي السودانية على مسرح المريخ بأم درمان، وخطف بطاقة التأهل إلي نهائيات كأس العالم المقبلة بجنوب افريقيا2010 عقب فوزهم علي المنتخب المصري الفراعنة بهدف دون رد أحرزه المدافع عنتر يحيي في الدقيقة الـ39 وهي المرة الثالثة التي يتأهل فيها المنتخب الجزائري الشقيق للنهائيات بعد عامي1982 و1986 ليحرم الفراعنة من التأهل الثالث لهم.
مجمل التفاصيل الفنية التي حدثت في المباراة الفاصلة التي خسرها الفراعنة من المحاربين المعلم شحاتة لعب بطريقة 3 - 5 -2 بينما لعب سعدان لعب بطريقة 4-5- 1 هي شبيهة للكتناشيو الإيطالية.
الأجواء المتوترة والمشحونة والضغط الجماهيري على الفريقين جعل دقائق الحصة الأولى معظمها خشونة متعمدة من لاعبي الجزائر منذ الدقيقة الأولي عندما أطلق الحكم السيشلي أيدي مابيه صافرته معلنا بدء المباراة وأشهر البطاقة الصفراء لأكثر من لاعب الفرقتين لكنه كان متردداً في إشهار البطاقة الحمراء التي كان يستحقها بعض اللاعبين من الفريقين وخاصة الجزائري.
لقد استحق المنتخب الجزائري التأهل, حيث كان أداؤه أفضل من المباراة السابقة التي خسرها بهدفين في القاهرة، ولعب أفراده بتركيز شديد ورغم تقدمه في الحصة الأولى بهدف إلا أن المنتخب المصري سنحت له فرص كان من الممكن أن تحسم اللقاء لولا رعونة التهديف والتسرع وعصبية بعض اللاعبين.
المنتخب الجزائري بعد تسجيله الهدف أعتمد على تضييق المساحات وخنق الملعب عن طريق الرقابة اللصيقة وعدم اللجوء إلي مصيدة التسلل التي طبقها في اللقاء السابق واستطاع أن يسيطر علي منتصف الملعب أغلب فترات الحصة الأولى بعد إحرازه الهدف الأول وأهدر لاعبوه أكثر من فرصة للتسجيل، كانت أخطرها من الكرات الثابتة التي كان ينفذها الظهير الأيسر نذير بلحاج لاعب بورتسموث الإنجليزي شكلت صداعاً دائماً على الدفاع المصري وحارسه عصام الحضري الذي أبدع في إنقاذ الفريق من عدة أهداف، أما الحارس الجزائري البديل فوزي شاوشي كان أكثر من رائع وتصدى لكل الكرات الخطيرة وكان مصدر الإطمئنان لزملائه.
الأساليب الدفاعية البحتة والتعليمات الصارمة والتواجد الخلفي الشبيه بطريقة الدفاع الأيطالية (الكتناشيو) الدفاع المظلم أو المطرقة الحديدية التي نجح المنتخب الجزائري في تطبيقها ولم يغامر بالهجوم وأكتفي بالمرتدات.
الوسط الجزائر بقيادة اللاعب الفنان كريم الزياني المحترف في فريق مرسيليا الفرنسي ومراد مغني لاعب لاتسيو الإيطال ويزيد منصوري لاعب لوريان الفرنسي لعبوا بروح عالية وكانوا أكثر قتالية وسط الميدان واستفادوا من تباعد المسافات بين لاعبي الوسط المصري المنتخب المصري الذين لم تسعفهم لياقتهم على مجاراة شباب الجزائر الذين إستطاعوا بفضل تحركات المهاجم الخطير رفيق صايفي لاعب مرسيليا الفرنسي ومساتدة حسن يبدا لاعب بورتسموث من تثيبت المدافعين في مناطقهم الدفاعية وتعطيل أطراف الفراعنة التي كانت في اللقاء السابق أهم مفاتيح اللعب، مما أضطر أبو تريكة للمساتدة الدفاعية أكثر من الهجومية لرجوع أحمد حسن وأحمد فتحي للثلث الأخير مما جعل خط الهجوم بلا هوية وذلك بسب تفكك الخطوط وصعوبة خروج الكرة من الخلف لبداية الهجمة لتحقيق التوازن وتخفيف الضغط المتواصل الذي فرضه الوسط الأخضر.
المنتخب الجزائري نجح في اللعب بانضباط وتكتيك عالٍ ومختلف عن السابق وكان مصمماً منذ بداية المباراة على المبادرة الهجومية وتحرك بعقلانية في كل المناطق وكان حريصاً على تأمين خطوطه الخلفية تحسباً لأي هفوة قد تحدث أثناء سير المباراة
الفراعنة لم يتعاملوا مع المباراة بأنها فاصلة وتعني التأهل لأكبر تظاهرة عالمية كروية، ولا تقبل أنصاف الحلول، وتحتاج إلى الاستنفار الكامل لكل الطاقات والاستعدادات النفسية واللياقية والذهنية، ولذلك لعب المنتخب الجزائر بجدية بكل قوة وحماس وتمركز وانتشار وتواجد بأكثر من لاعب عند الهجمة والخلاصة أن المباراة بشكل عام والمنتخب الجزائري بشكل خاص يستحق نجومه ومدربه السعدان كل الاحترام لتعاملهم مع اللقاء بواقعية وتجنبوا كل الأخطاء التي وقعت في اللقاء السابق.
المعلم لم يكن يومه، سوى لعب زيدان أو عبده ربه منذ البداية أو في النهاية، فالكتيبة أفتقدت لقوة الأداء القوي والروح القتالية التي تميزت بها في كل المنافسات، بالإضافة إلى عدم تماسك خط الدفاع وخط الوسط الذي كان بلا فعالية وتفاعل في سرعة الارتداد وتبادل الأدوار والمساندة وإفتقاد الحلول البديلة للتسجيل وعنوان المباراة لا يحتمل إلا الفوز فقط.
الإعلام المصري من صحافة وإذاعة وتلفزيون كان من الأسباب الرئيسة وراء خروج المنتخب، بعد مباراة القاهرة التي انتهت لصالحه بهدف، ونسى أن هناك مباراة فاصلة وفي أرض محايدة لتحديد الفريق المتأهل للمونديال، وبدأ يمدح في اللاعبين المصريين وتقزيم اللاعبين الجزائريين، والحديث عن المشاكل بين الطرفين ولم يحسب أن المنتخب الجزائري منافس قوي وعنيد وله لاعبين محترفين ويحترم خصومه، ولم يتطرق إلى الحديث عن مصادر ونقاط القوه والضعف للمنتخب الجزائري ولا ننسى أيضاً أن الإعلام الجزائري المحدود نسبياً كان يسير على نفس النهج المصري لكن تأثيره على اللاعبين لم يكن قوياً مقارنةً بقوة الإعلام المصري.
وأخيراً نهنئ السودان حكومة وشعباً ونادي المريخ بالنجاح الكبير في تنظيم الحدث الكبير الذي حاز على اهتمام إعلامي كبير في جميع وسائل الإعلام حول العالم ومبروك لمنتحب الجزائر الشقيق بطاقة المونديال وحظاً أوفر للمنتخب المصري الذي لم يحالفه الحظ هذه المرة.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
محمد نجيب عبدا لرحيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست