|
Re: متابعة بوست سابق - هذا ما كتبه دان بروان في روايته الجديدة عن السودان !!! (Re: emadblake)
|
(2)
وصل لانغدون الفندق وقبل أن يفرغ من الحمام بعد أن خلع ملابسه واستعد لغسل جسمه غزير الشعر بالشامبو، سمع جرس الهاتف في الغرفة يرن، تغافل الأمر بظن انه أحد عمال الفندق يعرض خدماته ليبدي للضيف الأمريكي حسن الضيافة.. لكن الرنين تكرر مرة.. مرتين.. عشر مرات.. قفز لانغدون من البانيو وهرع ممسكا بسماعة التلفون بيد مبتلة وهو يسمع محدثه من الطرف الآخر يقول بإنجليزية ركيكة: -سيد لانغدون هناك زائر لك الآن. - زائر... دار بذهنه انه أحد الاساتذة السودانيين من المركز الذي قدم له الدعوة لتقديم المحاضرة.. لكن الوقت تأخر نوعا ما.. وثلاثة من الأساتذة كانوا قد قابلوه في المطار ووصلوا معه إلى الفندق وغادروه على أمل اللقاء في الصباح في المركز حيث الموعد المحدد للمحاضرة. سأل الموظف: - هل تعرف هوية الزائر؟ - لا اعرفه.. لم يسبق ان رأيته هنا.. - من اسمه؟ - لحظة دعني أساله؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متابعة بوست سابق - هذا ما كتبه دان بروان في روايته الجديدة عن السودان !!! (Re: emadblake)
|
(3)
أعلم موظف الاستقبال لانغدون: - الزائر غير راغب في التعريف بنفسه، وقد كرر: لا أريد أن أتحدث مع أحد سوى السيد روبرت لانغدون. وذكر انه يعرفك جيدا سيدي. - يعرفني!! - هذا ما قاله. اضطرب لانغدون، من هذا الذي يعرفه ولا يريد أن يذكر اسمه.. رد على الموظف: - كل الذين يعرفونني في السودان لا أظن أن أحدهم يمانع في ذكر اسمه.. حاول أن تخبره بذلك.. أو أعطني السماعة لأكلمه.. -... - هل تسمعني؟ - نعم أسمعك سيدي.. الرجل يرفض الإعلان عن هويته.. أذا لم تشـء مقابلته سوف أخبر أمن الفندق لإخراجه ولو عنوة.. فكر لانغدون في الأمر "رجل مجهول الهوية يعرفني.. يعرف أنني الآن في السودان وفي فندق هيلتون.. هذا يعني أن ثمة أمر ما..".. رد على الموظف: - مهلا لا تفعل أي شيء.. أنا قادم...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متابعة بوست سابق - هذا ما كتبه دان بروان في روايته الجديدة عن السودان !!! (Re: emadblake)
|
(4)
على عجل نشف لانغدون جسده العاري بالمنشفة وهو حافي القدمين، وعلى عجل لبس بنطاله وقميصه فوق المايو والفانيلة الزرقاء التي رسم عليها هرم صغير يشبه أهرامات البركل، كان قد أهدى له الفانيلة صديقه البروفيسور عثمان أحمد الضحاك في جامعة كورنيل.. والذي كان يدرس الطب هناك.. ورغم انه طبيب متخصص في جراحة الأعصاب إلا أنه كان مطلع جيد على التاريخ وكان قد تعرف على لانغدون بعد محاضرة للأخير قدمها قبل عامين لطلاب جامعة كورنيل من الأطباء الجدد.. كان لانغدون يتحدث عن تقنيات الطب عند الحضارات القديمة وفي احد الفقرات من المحاضرة ذكر ان النوبة في شمال السودان استخدموا قبل قرون بعيدة تقنية غامضة في تقليل مدة نوم الشخص .. وكانت تستخدم كعقوبة للمجرمين.. يتذكر لانغدون ما قاله بالضبط والذي كان محور حوار بينه والضحاك.. "... كان الملك أركاماني قد خصص له مجموعة من الأطباء الذين يشرفون على راحته حتى يعيش عمرا مديدا... وفي احد المرات كان احد الكهنة من الذين ثار عليهم اركاماني بعد ان أعلن مشروع دولته الجديدة وغير نظم الألهة.. قد دبر مكيدة لدس السم في طعام الملك.. هذا الكاهن كان ينافق الملك وقد أعلن ولاءه له بعد الثورة الكبيرة التي قام بها اركاماني على الكهنة.. البعض وقفوا ضده فقتلوا، كانوا يدافعون عن مبادئهم وعبادة الاله القديم. لكن هناك من استمروا وبصدق مع الملك في مشروعه لعبادة الاله الجديد آبادماك... أما الكاهن صاحب الخديعة فقد كان ينافق الملك.. ولم تنجح خطته والتي استغل فيها كونه المستشار المقرب للملك.. فقد اكتشف أحد الأطباء ممن يفحصون الطعام الأمر مبكرا.. وبعد التحقيق في الامر اتضح كل شيء.. وبعدها دعا الملك الاطباء والكيمائيين وقال لهم: أريد عقوبة قاسية لا اريده ان يموت.. وكان ذلك الاختراع الذكي" شرح لانغدون لطلاب الطب: "اركاماني أحد ملوك السودان القديم النادرين الذين ذكرهم بالاسم المؤرخون الإغريق. ذكر الكاتب أجاثارخيد السندوسي، الذي كتب في القرن الثاني قبل الميلاد، بأن أركاماني، والذي أسماه "ارجمنيس"، عاصر ملك مصر بطليموس الثاني. يشرح أجاثارخيد بأنه وقبل أن يصبح أركاماني ملكاً، كان لكهنة آمون دوماً السلطة في إقصاء الملوك. كل ما عليهم أن يفعلوه هو بعث رسالة إلى الملك يأمرونه فيها بالانتحار. وكانت تلك الرسائل تكتب بحسبانها صادرة مباشرة عن الإله. تسلم ارجمنيس رسالة من تلك الرسائل، لكنه بدلاً عن الانتحار، زحف بجنوده إلى المعبد وقام بقتل الكهنة!.. ولابد أن الكهنة لم يسروا لذلك.. كانت ثورة كبيرة استبدلت فيها عبادة آمون بالإله الأسد"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متابعة بوست سابق - هذا ما كتبه دان بروان في روايته الجديدة عن السودان !!! (Re: emadblake)
|
(5)
لم ينته لانغدون من مراجعة تفاصيل تلك المحاضرة ولا لقائه مع البروفيسور السوداني في كورنيل ومن ثم الصداقة التي امتدت بينهما، لكنه انتهى من لباسه الرسمي ونزل بالمصعد إلى الطابق الأرضي من الطابق الرابع حيث كانت غرفته تحمل الرقم 414، ليجد نفسه وجها لوجه مع الزائر الذي رفض الافصاح عن هويته. لم يتعرف على الرجل الواقف أمامه، شاب في منتصف الثلاثينات يرتدي بدلة رصاصية اللون بأكمام قصيرة، ودون كارفته، متوسط الطول، شعره غير مشذب، له لحية صغيرة مرتبة، وشارب متوسط، لونه يميل للون البني، يرتدي نظارة شفافة خلعها وهو يقدم يده لمصافحة لانغدون قائلا: - سيد لانغدون مرحبا بك في الخرطوم.. لقد وصلت في الوقت المناسب. رد لانغدون: - شكرا على لطفك.. وانتظر ان يعرفه الرجل بهويته.. لكن هذا لم يحدث.. وسمعه يقول له: - هلا تفضلت معي لبعض الوقت.. - إلى أين؟ - إلى مكان ليس بعيد وستعود قبل الفجر! لم تعجب لانغدون الطريقة التي يتحدث بها الشاب وكأنه يلق بأوامر يجب ان تنفذ... رد عليه بعصبية: - من أنت وماذا تريد؟ ابتسم الشاب هادئا، ورد: - لا تغضب أيها البروفيسور.. لا تخف.. فالمعلم ليس شريرا.. ولا يحب القتلة!! "المعلم... المعلم".. كرر لانغدون الكلمة مرتين سرا وفي المرة الثالثة جهر بها "...... المعلم..."
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متابعة بوست سابق - هذا ما كتبه دان بروان في روايته الجديدة عن السودان !!! (Re: emadblake)
|
(6)
لم يتمالك لانغدون نفسه، وصرخ في وجه الشاب الذي قابله ببرود: - لتذهب انت ومعلمك إلى الجحيم.. ماذا تريد مني؟ أنا لا أعرف عمن تتحدث؟ ابتسم الشاب، عندما رأى مجموعة من أمن الفندق يتقدمون ويحيطون به في شكل دائرة.. لم يتحرك من مكانه، فقط أخرج من جيبه ورقة صغيرة مطوية، ورمى بها في الأرض قائلا: - سيد لانغدون هلا قرأت ما كتب فيها؟ لم يتمالك لانغدون نفسه هذه المرة ولكن أمام فضوله الذي عرف به، "ماذا كتب في الورقة" كان يحدث نفسه، وقبل ان يرفعها من الأرض كان أحد رجال الأمن قد ركع وأخذ الورقة وقدمها للبروفيسور قائلا: - تفضل سيدي. رد لانغدون: - شكرا وفي الحال فتح الورقة، وهناك التمعت عيناه وبرقتا جيدا، في مواجهة الشاب، وتحدث قائلا لرجال الأمن المحيطين بالزائر: - هلا تفضلتم اعتقد انني فهمت الأمر.. تردد الرجال في التحرك، لكن لانغدون ردد لهم: - إذا كانت ثمة مشكلة فلن أطلب منكم الانصراف.. لا أحد يغامر بحياته أليس كذلك؟ لم يجيبوا على سؤاله واكتفوا بالانسحاب يراقبون ما يمكن أن يحدث من على البعد..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متابعة بوست سابق - هذا ما كتبه دان بروان في روايته الجديدة عن السودان !!! (Re: emadblake)
|
(7)
شاهد رجال الأمن لانغدون يصافح الشاب من جديد مبتسما وهو يقول له: - إذن هو في انتظاري يجب ألا نتأخر عليه.. هيا.. لم يتحركوا من أماكنهم، أي رجال الأمن فقد فهموا إشارة لانغدون بأنه لا خوف وعليهم الهدوء.. وخرج الشاب ولانغدون من بهو الفندق إلى الفناء الخارجي حيث كانت تقف سيارة ماركة مرسيدس زرقاء كان يجلس فيها سائق بانتظارهما.. فتح الشاب الباب الخلفي من الناحية اليسرى دخل لانغدون وجلس أولا، ومن ثم تحرك الشاب إلى الباب الخلفي الأيمن فتحه ودخل ليجلس بجوار البروفيسور، ولم يتكلما.. كان الشارع يدعو للريبة، فعلى بعد مائة أو مائتين متر كانت ثمة مجموعات مسلحة تتحرك، وكان السيارة كلما اقتربت من مجموعة أزاح السائق الزجاج ونطق بكلمة بالعربية "لم يعرف لانغدون معناها فهو لا يفهم في اللغة العربية"، لكن حفظها جيدا بفعل التكرار... ورددها سرا:نازيك.. نازيك.. نازيك... تذكر لانغدون انه سمع هذه الكلمة من قبل، وبصعوبة كان قد حفر في ذاكرته حتى توصل إلى الإجابة، لم يود أن يسأل الشاب، حتى لا يدخل في حرج.. وقد تعود دائما أن يحل كل شيء بنفسه.. "لا بأس أن تستعين بالآخرين ولكن بعد أن تعجز.. لكن الآخرين قد يضللوك.." .. قفز الاسم لذهنه"نازيك... نازك... انه نفس اسم البنت العربية التي كانت تدرس عنده في الجامعة، تلك الفتاة الفلسطينية.. لكن يبدو ثمة اختلاف في مقطع الصوت.. تجرأ وسأل الشاب: - هل يسمي العرب هذا الاسم نازيك؟ ضحك الشاب قائلا: - ثمة فرق... بين نازك ونازيك.. انتهى الكلام هنا وعاد الصمت.. في حين كانت السيارة تتوقف من نقطة لأخرى حتى عبرت نقطة كانت هي الأكثف من حيث المدنيين الذين كانوا يحملون بنادق وبجوارهم دبابة وقفت تسد منتصف الطريق..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متابعة بوست سابق - هذا ما كتبه دان بروان في روايته الجديدة عن السودان !!! (Re: emadblake)
|
(8)
رغم أن السائق ردد "نازيك... نازيك... نازيك" إلا أن أحد المدنيين الملثمين، أمر السائق بأن يوقف السيارة يمينا.. نفذ السائق التعليمات، وظل في مكانه، في حين نزل الشاب من الخلف وتحدث مع الرجل الملثم، كان لانغدون يسمع حديثهما دون أن يفهم منه شيئا.. وبعدها ركب الشاب مكانه وتحركت السيارة... كان الفضول يشغل لانغدون لكنه آثر الصمت.. فسوف يفهم كل شيء لاحقا عندما يكون مع المعلم.. لكنه خطر في باله أن يسأل: - هل اقتربنا من المعلم؟ رد الشاب دون يلتفت تجاه البروفيسور: - ليس كثيرا ما تبقى من مسافة.. قال لانغدون مرة أخرى في محاولة لتحريك السكون: - هل المعلم بخير؟ ابتسم الشاب، رد على لانغدون هذه المرة وهو يلتفت اتجاهه: - كيف لا يكون بخير وأنت الآن في الطريق إليه!! فهم لانغدون أن سؤاله لا معنى له.. فقرر أن يصمت نهائيا إلى أن يصلوا إلى المعلم... والذي لم يسبق له أن رآه من قبل.. لكن ما كتب على الورقة كان كافيا ليقدم له اليقين التام بأن المعلم المقصود هو الشخص نفسه الذي ورد لذهنه بمجرد أن قرأ المكتوب على الورقة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متابعة بوست سابق - هذا ما كتبه دان بروان في روايته الجديدة عن السودان !!! (Re: emadblake)
|
انتهي الفصل الأول من الرواية................. وغدا الفصل الثاني..................................
بامكانكم ان تخمنوا عدة أشياء..
من هو المعلم؟ وماذا يريد من لانغدون؟ وما علاقة ما يجري بليلة انقلاب يونيو "انقلاب البشير"؟! وما هي الشيفرة المكتوبة على الورقة التي جعلت لانغدون يغير موقفه مع الشاب ويقتنع بالذهاب إلى المعلم؟
وربما ترد لذهنكم أسئلة كثيرة أخرى.......... ولكن لا تستعجلون ..................... !!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متابعة بوست سابق - هذا ما كتبه دان بروان في روايته الجديدة عن السودان !!! (Re: emadblake)
|
الفصل الثاني
(2 - 1)
قليلون جدا يعرفون المعلم الذي يسكن في منزل فخم بحي العمارات، قليلون لأنه يستخدم اسما مستعارا في حياته العامة، وفي تحركاته داخل وخارج البلد. فالمعلم غامض حتى لتلاميذه وحواريه. ولا أحد يمكنه التكهن بشيء ما عن طفولته، تاريخه الشخصي.. لأن المعلم لا يتحدث عن هذا الشيء. وكأنما هو كائن هبط على الأرض من السماء. هذا الوصف قال به أحد تلامذته وصار يلتصق به. المعلم يستعد لاستقبال لانغدون، هو رآه من قبله وشهد له محاضرات عديدة. لكن لانغدون ليس لديه تصور عن الرجل. ولا يتوقع أن الرجل يعرفه جيدا ويتابع كتبه ومحاضراته وان مكتبته الخاصة في الطابق الأرضي من البيت تتضمن العديد من إصدارات لانغدون ومحاضراته المسجلة. ماذا كان يريد المعلم من لانغدون؟ قطعا إلى اللحظة لا يعلم لانغدون لكن المعلم يعرف جيدا ماذا يريد وما يفكر فيه بالضبط؟ يعلم أن ثمة تحرك اليوم في البلد وان هناك محاولة انقلابية تجري وأنها سوف تنجح، وان الأخوان المسلمين سوف يحكمون البلد، وأنهم سوف يزيفون لبعض الوقت ويدعون أنهم ليسوا المقصودين، لكن في النهاية سوف يتكشف كل شيء. ولكن من أين علم بكل ذلك؟ تلك قصة طويلة سنعرفها لاحقا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متابعة بوست سابق - هذا ما كتبه دان بروان في روايته الجديدة عن السودان !!! (Re: emadblake)
|
(3- 2)
بدأ لانغدون يرتشف الشاي وهو يعيد التأمل في اللوحة في الوقت الذي كان فيه المعلم قد أنهى مكالمة عبر الهاتف الثابت (الجوال لم يكن مستخدما بعد)، ثم عاد للترحيب بضيفه، وقال: - يؤسفني انك هنا في هذا اليوم المزعج.. فهم لانغدون ما يعني المعلم، فالإشارات في الشارع تدل على شيء ما.. يعرف لانغدون الكثير عن السودان.. والطريقة التي تجرى بها الانقلابات العسكرية، لهذا لم يكن يستبعد أن ما يجري في الشارع يتعلق بشيء من هذا القبيل.. وانتظر أن يسمع ما سيقوله المعلم.. - ثمة أمر غير عادي يحدث، قال لانغدون. كان المعلم يهز رأسه بعد أن خلع العمامة ووضعها على الطاولة الخشبية أمامه، ورد: - منذ أيام وثمة توتر عام في البلد، الجيش قدم مذكرة للحكومة ورئيس الحكومة غير قادر على معالجة الوضع. - تعني انقلاب عسكري إذن ! - أتوقع ذلك.. لا شيء يفسر ما يجري غير الانقلابات.. - عفوا.. هل لديك علاقة بما يجري؟ لم يندهش المعلم للسؤال، وإلا فكيف وصل لانغدون هنا... رد: - ليس بالضرورة انه لي علاقة.. على الأقل أن رجالي قادرون على القيام بمهام تعتبر بسيطة، قياسا لقدراتهم، كمثل أن يعرفوا كلمة السر التي يستطيعون بها عبور الشوارع.. - تعني أن الأمر يتعلق بقدرات رجالك في التخابر.. - هذا بالضبط.. لكن أن تراني في الحكومة القادمة فهذا مستحيل.. كان الحوار يدور بين الطرفين دون أن يفهم لانغدون إلى اللحظة لماذا جاء إلى بيت المعلم، وما هي هوية الرجل بالضبط، وقد حاول أن يخمن هذا الشيء.. لكن إلى الآن ليس أمامه فكرة محددة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متابعة بوست سابق - هذا ما كتبه دان بروان في روايته الجديدة عن السودان !!! (Re: emadblake)
|
(4-2)
يعرف لانغدون انه مهذب جدا.. لكن تهذيبه يمكن أن يفرغ عند نقطة محددة. ولذا كان عليه أن يقف من على الكرسي ويسأل المعلم قاطعا عليه حديثه حول تاريخ المؤسسة العسكرية في السودان وكيف أنها جسم تم زرعه لتهديد أمن البلد بدلا من الحفاظ عليه، لكنه لم يحدد من زرع هذا الجسم وكيف ومتى؟ كان معظم كلام المعلم غامضا ومجتزأ كما لاحظ لانغدون: - إلى الآن لا أفهم لماذا أنا هنا؟ هل لي أن أفهم من أنت بالضبط وماذا تريد مني؟ ابتسم المعلم وهو يهدئ لانغدون مشيرا له بالجلوس مجددا، سأله: - لأي سبب أنت في السودان.. اعتقد انك المرة الأولى التي تأتي فيها هنا؟ جلس لانغدون، دون أن يفكر ارتشف جرعة كبيرة من الشاي الذي كان قد برد، رد: - نعم هي المرة الأولى.. لكن لماذا تسألني، لا اعتقد..... قاطعه المعلم ضاحكا: - سيد لانغدون لا تغضب.. نحن أخوة إن لم نكن أصدقاء.. عندما تعرفني جيدا سوف تضحك على نفسك كثيرا.. كانت العبارة الأخيرة بقدر استفزازها للبروفيسور إلا أنها أشعرته بشيء من الطمأنينة على الرغم من تفكيره بأنه ربما كان حديث الرجل مزيفا، هذا هو الاحتمال الأكثر مصداقية.. فرجل بهذا النفوذ كما يبدو من هيئة رجاله وبيته الفخم وقدرة رجاله على التغلغل في الشوارع وسط دبابات الجيش.. كل ذلك يفسر صورة الرجل.. لكن لا يجيب على من يكون هو!! كرر المعلم السؤال: - لم تخبرني لأي سبب أنت في السودان؟ رد لانغدون هذه المرة مبتسما، فقد فكر في الذي يجري معه كشيفرة عليه تفكيكها... إذا كان قد قضى معظم حياته في تفكيك ألغاز العالم والشيفرات السرية التي خلفها البشر في الفنون والديانات وتاريخ الجماعات السرية وغموضها، فهاهي الفرصة قد جاءته على طبق من ذهب بشيفرة جديدة في بلد يأتيه لأول مرة.. فكر أن المعلم ومن الوهلة الأولي يصلح موضوعا لكتابه القادم.. لكن عليه أن يتأكد أولا أن الرجل متسامح فعلا كما هو الآن.. فكثيرون يظهرون بمظهر الكرم والنبل ويضحكون ولكنهم في النهاية مجرمون.. رد لانغدون بعد أن انهي تفكيره المتذبذب حول هوية المعلم: - اعتقد أن رجلا بمثل نفوذك يعرف لماذا أنا في السودان؟ ضحك المعلم بصوت مسموع تجلجل في فراغ الصالة الكبيرة، قبل أن يقول: - نعم أعرف... أنك جئت لإلقاء محاضرة غدا... عن الشيفرات السرية في الحضارات المسيحية السودانية. - إذن لماذا تسألني؟ عدل المعلم جلسته، سأل لانغدون: - ما رأيك في كأس من العرق السوداني.. هل جربته من قبل؟ شعر لانغدون في أنه بحاجة فعلا إلى النبيذ، لكنه ليس السوداني.. فالوقت ليس للمغامرة الآن.. أجاب بتحريك رأسه دون أن يتكلم أنه موافق، وتكلم: - أرغب في بيرة فقط... ضغط المعلم على جرس بجواره، لتدخل آنسة سمراء حسناء، طويلة بقامة ممشوقة.. ترتدي شورت أزرق ضيق يلتصق بجسمها، خفيف، يكاد يكشف ردفيها تماما وهي تنحني.. وهي تستمع للمعلم يحدثها بهمس.. في حين ارتدت في الجزء الأعلى حمالة صدر زرقاء أيضا كانت بائنة وراء قميص شفاف هو الآخر. وكانت خصلات شعرها الطويل تكاد تلامس أسفل ظهرها. رفعت رأسها وتحركت تجاه باب صغير في ركن من الصالة وقبل أن تفتحه نظرت إلى لانغدون الذي كان يراقبها وابتسمت ابتسامة ساحرة، قبل أن تدير المقبض وتختفي وراء الباب. عاد لانغدون لتكرار سؤاله: - إذن لماذا تسألني؟ رد المعلم: - وأنت تحتسي البيرة سأشرح لك كل شيءْ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متابعة بوست سابق - هذا ما كتبه دان بروان في روايته الجديدة عن السودان !!! (Re: emadblake)
|
(5 - 2)
عادت الآنسة بالنبيذ السوداني والبيرة، وبطريقة تدعو للإثارة صبت البيرة في كوب صغير يده على شكل ثعبان، وقدمتها للبروفيسور لانغدون، فيما صب المعلم النبيذ بنفسه، وهو يشير للآنسة أن تنهي صب البيرة لكي تنفذ أمرا ما. حدثها بهمس مرة أخرى وهي تركع أمامه فيما كانت مؤخرتها تواجه لانغدون ونهداها يتدليان في وضع جعل لانغدون يشعر بالخجل المقرون بالاستفزاز تجاه هذه السمراء. غادرت الآنسة الصالة الكبيرة لعدة دقائق، فيما حدث المعلم لانغدون: - لكي أختصر لك الأمر أيها البروفيسور العالم، ثمة أمر مطلوب منك وآمل أن تتفهمه وتقوم بتنفيذه.. ليس لدى لانغدون أدنى تصور عن المطلوب، ولم يستعجل السؤال، فقد بدا له أن هذه الليلة سوف تكون معبأة بالكثير من الغموض والألغاز والشيفرات الحية التي تتطلب التعامل معها ومحاولة تفكيكها بترو..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متابعة بوست سابق - هذا ما كتبه دان بروان في روايته الجديدة عن السودان !!! (Re: emadblake)
|
(6-2)
قبل أن يسرد المعلم المطلوب من لانغدون، كانت الآنسة قد عادت وهي تحمل صندوقا صغيرا مصنوعا من الخشب على ما يبدو ومزخرف بطريقة دقيقة، وضعته على الطاولة وانصرفت على الفور. كان لانغدون يتابع ما يجري بدهشة، تضاف لدهشته عن الكون وأسراره، والغموض الذي يحيط بالعالم "ثمة غموض في كل شيء.. في كل مكان.. هذا السر اللانهائي الذي يتداعى والذي واجبنا نحوه كبشر أن نحاول حله.. لكن يبدو ذلك مستحيلا، فكلما اقترب الإنسان من اللانهائيات ابتعد أكثر وأصبح العالم أكثر تعقيدا.. يبدو أن ليفي شتراوس كان على حق عندما ذهب إلى أن المجتمعات التي يقال أنها بسيطة هي أكثر تعقيدا مما نتصور". قطع المعلم تأمل لانغدون الذي كان واضحا أنه يفكر في أمر ما، قال له: - افتح هذا الصندوق. لم يتردد لانغدون، فقد أخذ الصندوق وقلبه بسرعة وفي أحد جوانبه كان ثمة قفل يحتاج إلى مفتاح على ما يبدو، وما أن رفع بصره قليلا عن الصندوق حتى وجد يد المعلم أمامه يقدم له مفتاحا خشبيا صغيرا أخرجه من جيبه وهو يقول للبروفيسور: - تفضل.. أدار لانغدون المفتاح في القفل فانفتح، ورفع الغطاء منتظرا بلهف أن يرى ما بالداخل، ولكن لسوء حظه لم يكن هناك شيئا.. فقد كان الصندوق فارغا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: متابعة بوست سابق - هذا ما كتبه دان بروان في روايته الجديدة عن السودان !!! (Re: emadblake)
|
(7-2)
تبادل المعلم والبروفيسور النظرات، في حين ابتسم الأول ابتسامة صغيرة ممزوجة بمكر كما قدر لانغدون، الذي نفذ صبره من المعلم، فقد نهض من جديد وقال بشكل قاطع: - أيها المعلم المحترم.. لا أشك أنك يمكن أن تكون ذكيا.. لكن لا تضيع وقتي من فضلك.. علي أن أذهب للنوم لان محاضرة تنتظرني في الصباح. أشار المعلم بهدوء للرجل أن يجلس، وقال له: - لا تكن أحمقا.. قبل الفجر ستغادرني وستنام كما شئت، ولا تضع وقتك بالتفكير في المحاضرة لأنها لن تنعقد. - بسبب.. - نعم أنت تعرف الآن السبب.. - إذن قل لي ما المطلوب مني لقد آثرتني. - ألا تعتقد أن الإثارة ضرورية لكي نفهم أشياء كثيرة.. ألا ترى أن العالم يقوم على فعل الإثارة؟!. - لا أعتقد أنني أفهمك بشكل جيد... - ستفهم لا تستعجل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفصل الثالث من رواية (دان براون يكتب روايته الجديدة عن السودان) (Re: emadblake)
|
(2-3)
خرج الضباط الثلاثة من الغرفة فيما بقي الرجل في الغرفة وحيدا يحاول توقع ما سيحدث في الساعات القادمة "كل شيء يسير على ما يرام، لا أعتقد أن ثمة خطأ ما.. المشكلة الوحيدة تتعلق بالمعلم إن تحرك بأي شكل كان.. لكن لا اعتقد انه سيفعل شيئا.. الشيخ نفسه أكد ذلك.. في اجتماعه عصر اليوم بالمجموعة السرية المكونة من أربعة أشخاص كان الشيخ قد طمأنهم: - لا نتوقع من المعلم خطوة تضرنا.. هو يؤيد ويبارك ما نقوم به.. أنهى الشيخ الاجتماع وانفض الرجال الأربعة كل لمهمته، وهم على ثقة بأن الشيخ إذا كان متأكدا فلا مجال للشك.. "لكن المعلم مريب.. فقد كان السبب في الإطاحة بالنميري.. بعد أن سانده لسنوات طويلة.. وهاهو الآن ينقلب على رئيس الوزراء ويقسم بأن الليبرالية لا تجدي مع الشعب السوداني.. كيف للشيخ أن يطمئن له" اقنع الرجل نفسه وهو يجلس على الكرسي الوحيد بالغرفة، بألا يقلق باله بأمور خارج نطاق سيطرته والأهم أنها خارج مسؤوليته، "إذا ما فشلنا فالشيخ هو المسؤول"، قال لنفسه.. قبل أن يستعد يتابع عبر اللاسلكي مجددا الأوضاع في الخارج.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفصل الثالث من رواية (دان براون يكتب روايته الجديدة عن السودان) (Re: emadblake)
|
(3-3)
رن جرس الهاتف الثابت في الغرفة، رفع الرجل السماعة المعلقة على الحائط متوقعا اتصالا من العميد أو أحد الأخوان الثلاثة الآخرين المشرفين على العملية، لكنه فوجئ بمحدثه على الطرف الآخر.. لم يكن الصوت غريبا عنه.. يعتقد أنه سمعه من قبل.. "لكن من هذا الذي يحدثني في هذه اللحظات.. ومن يعرف رقم الهاتف هنا.. ربما كان شخص يتصل عن طريق الخطأ".. فكر أن يغلق الخط.. وبالفعل أغلق السماعة.. "فالساعات القليلة المتبقية لا تسمح بأي خطأ.. أيضا لا تسمح بمغامرة من أي نوع.. من جديد رن الهاتف، تردد أن يرفع السماعة... وأخيرا قرر أن يرد فربما كان ثمة أمر ما"... لا اعتقد أن متصلا بالخطأ يمكن أن يدير نفس الرقم مرتين.. ولا أعتقد أن حاسة سمعي سيئة لهذه الدرجة أن أتخيل صوتا سمعته من قبل ولم يحدث هذا الشيء".." - آلو... من معي.. قال المتحدث دون أن يعرف بنفسه: - أنتم الآن في الطريق الصحيح ولكن إذا تعرض لانغدون لأي مكروه فسوف يتغير المسار... - من يتحدث معي فضلا!! أغلق المتحدث الخط دون أن يوضح هويته.. لكن الرجل وبعد قليل من التفكير تذكر أن هذا الصوت يشبه إلى حد بعيد صوت أحد مساعدي المعلم.. بل هو صوته تماما.. ذلك الشاب الذي سبق له أن رآه مرة واحدة..نعم رآه عصر اليوم يخرج من بيت الشيخ بعد أن دخلوا عليه.. وقد شرح لهم الشيخ أن الشاب كان يحمل رسالة المعلم التي تبارك خطواتهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفصل الثالث من رواية (دان براون يكتب روايته الجديدة عن السودان) (Re: emadblake)
|
(5-3)
بقي الرجل مجمدا في مكانه وهو يمسك بسماعة الهاتف في انتظار سماع ما سيفيد به المشرف الذي على ما يبدو أنه وقع في خطأ ما "لكن ليس هذا ذنبه.. فأنا الذي أخطأت.. أنا أيضا لم أخطى.. أنا كنت أنفذ التعليمات.. منذ البداية كان أمر هذا الجاسوس ملتبسا.. فالشيخ قال لنا": - هذا الجاسوس الأمريكي سيصل مساء اليوم إلى الخرطوم.. ولدينا معلومات بأنه سيلتقي المعلم.. هو بروفيسور معروف في علم الشيفرات وله أبحاث مميزة.. أنا لم أقرأ له شيئا.. لكن المعلم تحدث عنه بشغف.. وقال أن وجوده ضروري في هذا اليوم لحماية الانقلاب. - هل يقدر شخص واحد على حماية الانقلاب، فقط لأنه أمريكي؟!،، قال أحد الرجال الثلاثة. رد الشيخ: - على أية حال ليس بإمكاننا أن نفهم جيدا ما الذي يعنيه المعلم.. علينا فقط إطاعة المعلم، لأننا إن عصيناه ربما اختل الوضع.. كل شيء محتمل.. هذا الرجل قادر على تغيير كل اللعبة في الدقائق الأخيرة.. وبدلا من أن نكون نحن من سيحكم في الصباح، ربما كان آخرون غيرنا يتحكمون في البلد.. الفوران الذي عاشه الجيش في الشهور الأخيرة كله بترتيب المعلم لا أشك في ذلك.. علينا أن نكون حذرين خصوصا فيما يتعلق بالمعلم.. لاحقا ربما يكون بإمكاننا أن نتخلص منه.. لأنه لا يؤمن.. اتقاء شره واجب.. دائما لديه البدائل الجاهزة هذا الرجل.. كونوا على حذر.. ".. لكن ما الذي حدث بعدها.. لا أفهم.. الشيخ بنفسه زارنا هنا بعد العشاء.. ووجه تعليماته": - بخصوص الجاسوس.. فقد تغير الأمر.. سيزور المعلم وفور خروجه يجب القبض عليه.. "ليس بإمكاني أن أناقش الشيخ.. فهو معلمي أيضا.. تبادلنا النظرات نحن الأربعة وفهم أننا مستغربين لما صدر عنه من تعليمات عصرا(لا تمسوا الجاسوس بسوء) ينقضها الآن.. ما الذي جرى.. حتما أنه تلقى تعليمات جديدة من المعلم نفسه.. يأمر فيها بالقبض على الأمريكي فور خروجه من منزله.. فالمعلم يعرف ما يفعله.."
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفصل الثالث من رواية (دان براون يكتب روايته الجديدة عن السودان) (Re: emadblake)
|
(6-3)
كان ذهن الرجل في الغرفة الصغيرة يتداعى على عجل، في حين أخبره المشرف قاطعا عليه التداعي قائلا: - لقد قبضنا عليه فعلا.. ولكن! - ولكن ماذا؟ من فضلك قل كل شيء مرة واحدة.. لا توتر ذهني ! - حسنا سيدي.. ما حدث أن أمرا صدر منك، أخذناه بحذافيره.. خرج الرجل من البيت.. وكنا نتوقع أنه سيخرج بصحبة أحد مساعدي المعلم ولكن المفاجأة أنه كان وحده.. كان يقود سيارة المرسيدس بنفسه.. وكان يحفظ كلمة السر التي تتيح له المرور.. لو مر بأي مجموعة أخرى كان سيمر عاديا لأن كلمة السر معه.. - من فضلك لا تتمادى في التفاصيل، أترك ذلك جانبا.. قل لي باختصار ما الذي حدث. - عذرا سيدي.. لأن ما حدث لا يمكن لك أن تتصوره،، قال المشرف ذلك وشعر بعدها أنه أساء لمسؤوله، كأنما يشكك في قدراته على التخيل والتكتيك.. لكن المسؤول في الغرفة آثر الصبر، "الرجل في حالة اضطراب ويمكن أن يقول أي شيء.. لا وقت الآن للمحاسبة في أمور تافهة.. يجب التركيز على الهدف.. إذا أغضبنا المعلم.. فالشيخ سوف يغضب.. الأهم أن كل ما نقوم به مهدد بالنسف إذا وقع الخطأ ولو في أمر يبدو تافها.. هؤلاء الأمريكيون فرد واحد منهم قادر على تخريب كل شيء"..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفصل الثالث من رواية (دان براون يكتب روايته الجديدة عن السودان) (Re: emadblake)
|
(7-3)
كان لانغدون قد أوقف السيارة بجوار المشرف على مراقبة بيت المعلم، أو حراسته.. هو نفسه غير متأكد من طبيعة مهمته بالضبط.. وخرج البروفيسور من السيارة.. مرددا كلمة السر "نازيك.. نازيك".. لكن كلمة السر لن تنجيه، بحسب التعليمات التي عند المشرف.. " يجب القبض عليه بمجرد أن يخرج.. نريد أن نعرف بالضبط ما الذي دار بينه والمعلم"، ترددت العبارات في رأس المشرف، وعليه أن ينفذ.. "فلا معنى لأي كلمة سر الآن"، أيضا "لا مجال للتفكير لماذا تركه المعلم يخرج بمفرده في هذا الوقت؟!.. فالمعلم يعرف ما يجري بالخارج.. هل كان يريد أن يرمي به في فوهة المدفع.. ولكن لأي سبب.. وما هي قصة هذا الرجل بالضبط؟!"، أسئلة كثيرة دارت سريعا في ذهن المشرف، لكنه أبعدها سريعا عن دماغه، وصرخ في معاونيه: - لا يتحرك.. اقبضوا عليه.. ارتفعت الرشاشات في وجه لانغدون، وهو يضحك.. دون أن يتكلم.. في حين كان صوت محرك المرسيدس يعلو ضحكات البروفيسور المتصاعدة.. وفي الوقت الذي أسرع خمسة من الرجال للإمساك بلانغدون الذي لم يتحرك من مكانه، سمع صوت شيء ما يتحرك في الصندوق الخلفي للسيارة، لم يكن أحد يتوقع أن يكون هناك أحد ما مختبئ في الصندوق.. فقد ارتفع الصوت. كأنما هناك يد تضرب على الصندوق بقوة من الداخل أو شيء ما يتحرك.. الضربات كانت منتظمة.. وإذا كان ثمة شيء بالداخل فحتما لن يتحرك والسيارة واقفة.. أصدر المشرف تعليماته بفتح الصندوق الخلفي.. على الفور قام أحد المعاونين بإيقاف محرك السيارة ليسمع الصوت الخلفي يرتفع.. كان واضحا أن هناك شخص في الصندوق الخلفي.. كان المشرف متلهفا، في لهفة ممتزجة بالخوف لمعرفة من يختبئ بالداخل وبدأ يفهم السبب الذي جعل لانغدون يخرج بالسيارة كما لو أنه يقودها وحده.. "لكن كيف سيعين إنسان سجين في صندوق آخر طليق يتم القبض عليه... كيف سيكون بإمكانه فتح الصندوق والخروج منه.. لا يمكن فهم هذا الأمر".. شعر المشرف بالدوار، وهو يصرخ في المعاون الذي كان يتلكأ في فتح الصندوق بالمفتاح، في حين كان المفتاح لا يعمل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفصل الثالث من رواية (دان براون يكتب روايته الجديدة عن السودان) (Re: emadblake)
|
(4-4)
كانت السيارة ماركة المرسيدس التي أقلت لانغدون واقفة في مكانها ويقف بجوارها الشاب الذي جاء به إلى المعلم، لكن السائق غير موجود. أشار المعلم للبروفيسور أن يركب في الأمام، ولم يفهم لانغدون في البداية ما المقصود فهل يعني له أن يتولى قيادة السيارة!.. كانت الإشارة قد بدت واضحة من المعلم: - سيد لانغدون تفضل إلى مقعد القيادة. لم يعلق البروفيسور رغم إدراكه أنه ليست له أدنى خبرة بشوارع الخرطوم، "فهي ليست باريس ولا نيويورك ولا لندن أو ميونخ.. هذه المدن أعرفها جيدا رغم أنها أكثر تعقيدا في شوارعها من هنا.. لكن يبدو أن كل مكان له تعقيد من نوع خاص"، كان يفكر في اللغز الذي ما يزال هو جزء منه إلى اللحظة، دون أن يفهمه جيدا... وقال لنفسه "هل أنا مضطر للاستجابة لتعليمات هذا الرجل.. بإمكاني أن أقول لا.. فالأمور تبدو مضطربة في الخارج.. غير أنه لا ضمانات فأمثال هؤلاء ينقلبون فجأة بوجه آخر إذا ما حاولت عصيانهم.. وقبل كل ذلك أنا الذي جئت بنفسي وزججت بها في هذا الموقف.. تلك الورقة الملعونة التي رمى بها الشاب هي السبب.. وتلك الرحلة القديمة إلى أنقرة هي سبب آخر.. ياه كيف بإمكان الزمن المتباعد والأحداث المتفرقة أن تتجمع في لحظة غير متوقعة ومكان غير متوقع!!"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفصل الثالث من رواية (دان براون يكتب روايته الجديدة عن السودان) (Re: emadblake)
|
(6-4)
أوضح المعلم مزيدا من التفاصيل للبروفيسور: - الطريق موضح في الخارطة باللون الأحمر، والنقطة النهائية علامة حمراء.. عندما تصل إلى تلك النقطة ستفهم لماذا أنت هنا معي! وستكتشف أننا أصدقاء فعلا قبل أن نعرف بعضنا البعض. يمتلك لانغدون هذا الشعور بأن ثمة علاقة ما تربطه مع المعلم "هي أمر تشعر به لكنك غير قادر على تفسيره أو شرحه، وربما كانت هذه الطريقة من المشاعر البدائية هي التي يستعين بها كثير من البشر في معرفة الحقيقة.. بدقة؛ الاقتراب من الغموض الذي يحيط بهم ويغلف العالم.. إذا كان الإنسان متأكدا جدا بأن هناك نقطة سوف يصلها وتنكشف عندها الحجب ويزول الغموض فهي موجودة لكنه يحتاج إلى خارطة.. هذه الخارطة لابد من معلم لكي يقدمها له.. لكن عليه أن يميز بين الصادقين والمضللين، فكثير من المعلمين لا يمكن الثقة بهم أبدا". على لانغدون أن يتحرك الآن، كانت البوابة الرئيسية الكبيرة من البيت قد فتحت. وجلس البروفيسور على مقعد القيادة.. الخارطة على المقعد المجاور.. تأكد من الإنارة العليا بالسيارة كانت تعمل.. نظر إلى المعلم يبتسم له وهو يودعه.. قائلا: - خلال اليوم التالي سنلتقي.. اعتقد أن اليوم الثاني قد دخل فعلا..
| |
|
|
|
|
|
|
|