|
حكايات انقاذية (6) ..... الدرويش يحتطب!
|
خط الاستواء عبد الله لاشيخ حكايات انقاذية (6) الدرويش يحتطب! خرج درويش التنظيم من فيلا رفيق الدرب، بعد ان استحصد اسماء الرفاق الفاعلين في الدولة ، فلم يكن بعد ان عرف اسماء الممسكين بالمفاصل في حاجة الى متابعة ترقية أو علاوة.. فقد قرر ان "يحتطب"! ومرت الأيام.. من تخدير كارلوس وإدخاله في الحقيبة الدبلوماسية، الى محاولة اغتيال أحد الاشقاء في شمال الوادي.. الى المفاصلة، الى اندراج التنظيم في محادثات سلام نيفاشا.. دارت الايام، وأصبح المجاهد باثوابه الاميرية كلها في وادى ( شعير)!! ومع (الشعبي) يتحدث في المنابر عن انهم ارادوها شورى، وانهم ارادوا تأسيس قواعدها فى الولايات بان ينتخب اهل كل ولاية واليهم دون سيطرة من المركز.. الخ..بينما اصبح الدرويش رأس الحربة في الفرع الآخر!.. وفي يوم من ( ذات الايام) ، وبينما كان الدرويش جائلاً في شوارع الخرطوم (محتطباً) !.. شاهد رفيق دربه الذى كان قبل المفاصلة فى اثواب أمير يقف أمام إحدى المحال التجارية (أو امام فرن من الافران على ما يُعتقد)!.. رآه يفتح ضهرية عربة عادية جداً ويضع عليها اغراضاً.. قرص الدرويش فرملة.. فقد كان حينها رأس الحربة فى كل النظام .. قرص فرملة و.. ونادى من فوق القزاز على رفيق الدرب:ـ (يا شيخنا..؟ إنت وين يا زول.. إتخيلتك مشيت ايران أو افغانستان؟.. وسمعت إنك دخلوك السجن.. قالوا الزول البيدخل السجن في الزمن دا ما بيمرق بسهولة)!!.. إستأمن الدرويش عربة رفيقه عند صاحب المتجر واصطحب الرفيق معه إلى البيت.. وعاد البيت لكن ما (بيت الهنا)!.. في الطريق الى بيت الهنا كان الدرويش قد أجرى عدداً من المهاتفات، واصدر توجيهات وإملاءات أن تأتيه الرُزم و (الحلاوة) في البيت.. فتحسر رفيق الدرب على زمانه حين كان يتحصل على ( الرُزم) بعد طلوع السلالم!.. اصعد الدرويش رفيق دربه بـ (الأسانسير) الى الدور الثاني! وذهب الى قيلولة قصيرة طالباً من رفيق دربه أن يتصفح "الانترنت"!.. وجاء وقت الغداء.. وجاء الدرويش يطلب من رفيق الدرب إختيار الاطعمة التى يشتهيها فى الغداء، ويختار الفندق الذي سيأتي منه الغداء، ويختار الموسيقى المصاحبة للغداء!!.. تحفز الرفيق ، ليطرح على الدرويش سؤالاً قديماً، لكنه (بأدب المفاصلة) شاء ان يشذب السؤال ويعيد صياغته.. فقال:- يا شيخنا.. البلد دي حصل فيها شنو؟.. جاءه الرد على عجل بان نعم الارض إنبثقت على السودان بعد تمزيق فاتورة البترول، واستخراج الذهب ، و بعد توقيع نيفاشا، وابوجا، وجيبوتي والقاهرة.. وان المسيرة القاصدة تمضي على أبدع ما يكون.. ثم أخذ الدرويش رفيق الدرب الى جولة في نواحي البناية المكهربة بآخر ما ابتدعته النخبة الغربية من ادوات تطرية الحياة!.. و بينما هما فى ذلك الحال .. فجأة انفتح جدار البناية على النيل العظيم!.. انفتح الجدار بدون ارهاق النفس بالضغط على الريموت كنترول!.. دون ايائل، ودون دوسة زر، وانما بهمس الخطوات!!.. والدرويش بما تبقى من بساطته وريفيته كان يشرح ما حدث فى السودان دون ان يكلف رفيق دربه "ذل السؤال"!.. قال بأن البلد قد تم وضعها في المسار الصحيح.. وكان يشير بعصاه اللامعة الى النيل العظيم!.. ويضيف:ـ هناك خطط لمشاريع كثيرة (لا بد انك شاهدت مجسماتها في الـ ( desk top)!!.. عند انفتاح جدار البناية ظهر من بعيد ذلك الكوبري الذي كان في الماضي (فِفتي فِفتي) لرفيق الدرب!.. فاستدرك الدرويش ما يجري في خاطر و مخيلة رفيقه فقال:- لا بد انك تتذكر ذلك الكوبري الذى وقع لك فى العطاء.. لقد قمنا بترميمه وصيانته.. وكانت عمليات الترميم والصيانة مكلفة جداً، تجاوزت سقوف الميزانية الموضوعة!.. واضاف:- نحن نرغب في إلا تشغلنا جهودنا في البناء عن الإهتمام بالحاجات دي!.. نحن عندنا خطة لحماية مثل هذه القطع و تلك المحميات الأثرية..!!
|
|
|
|
|
|