|
( الى قريتي في الهند) ... ركوب المقشاشة بواسطة الساحرات
|
يجب علينا أن نترحم على أرواح عظماء التربية والتعليم الأوائل في السودان لما قدموه وابتدعوه من أساليب تربوية مشوقة تجذب التلاميذ جذبا نحو العملية التعليمية. تذكرت صباح اليوم قصة الساحرات (نسيت تفاصيلها) ولكني ما زلت أذكر رسم تلك الساحرة والتي تضع على رأسها قبعة شبيهة بالكسكسيكة التي كانت تضعها حبوباتنا لتقيهن من حر الشمس. وكانت الساحرة ، إذا أرادت السفر، فما عليها إلا ركوب المكنسة (المقشاشة) وتقول: (الى قريتي في الهند) فتجد نفسها هناك... طبعا هذه القصص ، التي درسناها في المدارس الأولية كانت تلهب خيالنا ، بل نكون ما بين مصدق ومكذب لإمكانية حدوث ذلك.
تطور الزمن، وما هي إلا أربعين عاما فقط، أو تزيد قليلا منذ مرحلة المدرسة الأولية، وتطور العلم وكانت الانترنت في متناول الجميع بعد أن كانت متاحة فقط لأجهزة المخابرات الخاصة بالدول الكبرى. وأصبح في امكان مامان يوميا أن يزور القرير ومنها الى تنقاسي ثم حزيمة فالبركل وأوسلي والى لتي بدنقلا ويسافر بعدها في لمح البصر الى بربر ومنها الى أمريكا والخليج حسب مكان كل منتدى من المنتديات التي اشارك فيها. وتخيلت نفسي وكأنني أركب (المقشاشة) مثل تلك الساحرة ذات الأظافر الطويلة والأنف الذي يشبه بوز الابريق وأقول : (الى قريتي في الشمالية).
|
|
|
|
|
|