|
|
 ملف الحكومة اللبنانية الجديدة !
|
وكان أمس وصول الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز إلى بيروت، على متن طائرة خاصة آتيا من جدة، حيث كان في استقباله على أرض المطار السفير السعودي في بيروت علي عوض العسيري وأركان السفارة وقد أضفى متابعون للملف السعودي على الزيارة طابعا سياسيا، ذلك أن الأمير تركي هو أحد أبرز المستشارين في وزارة الخارجية ومقرب جداً من والده الملك عبد الله وأشار هؤلاء إلى أن الزيارة «تكتسب على الأرجح طابعا سياسيا ودبلوماسيا على الرغم من أن البعض يحاول إضفاء طابع خاص عليها».
وفي دمشق قالت مصادر سورية واسعة الاطلاع لنا إن قمة الملك عبد الله والرئيس بشار الأسد، على هامش افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في جدة، «لم تكن مقتصرة على الملف اللبناني بل تطرقت إلى مجمل الأوضاع العربية والإقليمية مشيرة إلى أنه في ما يخص لبنان، فقد اتفق الجانبان على «أن يدير اللبنانيون بلادهم بأنفسهم وقالت المصادر السورية إن الجلسة التي استمرت ساعتين بين الرئيس بشار الأسد والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز ومستشاره الأمير عبد العزيز جرت في جو إيجابي وودي وضمن أطر التنسيق الثنائي بين البلدين، وكانت ناجحة بكل المقاييس وقد يتمخض عنها ولادة حكومة
ورأت المصادر أن العلاقة السورية ـ السعودية بدأت تأخذ إطارا أعمق وأشمل يشمل ملفات المنطقة عموما وليس ملفا بحد ذاته ولم يغب الملف اللبناني عن الاجتماع الذي عقد أمس الأول في نيويورك بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، بحضور السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى، علما أن المعلومات الرسمية عن اللقاء أشارت إلى أنه تناول العلاقات الثنائية بين سوريا والولايات المتحدة وعملية السلام في الشرق الأوسط
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن المعلم سيزور يوم الثلاثاء المقبل العاصمة الفرنسية لإجراء محادثات مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير حول الوضع في الشرق الأوسط إلى ذلك، حدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في نيويورك، الثوابت الإجماعية اللبنانية وفي طليعتها رفض لبنان أي شكل من أشكال توطين اللاجئين الفلسطينيين وقال سليمان «إننا نتطلع إلى قيام حكومة وحدة وطنية في أقرب الآجال، تسمح بإعادة إطلاق عجلة الحكم ومباشرة ورشة الإصلاحات ومع عودة رئيس الجمهورية فجر اليوم إلى بيروت، ينتظر أن يواكب
الاستشارات النيابية التي يجريها رئيس الحكومة المكلف، بمشاورات موازية لإعطاء قوة دفع لعملية ولادة الحكومة ومحاولة الاستفادة من الجو العربي وخاصة بين الرياض ودمشق، في ضوء زيارة الرئيس الأسد إلى جدة وفيما أدلت كتل المعارضة بدلوها، توجه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط إلى المختارة، نائيا بنفسه عن التصريحات السياسية، في انتظار ما سيبرز من ديناميات جديدة على صعيد العلاقات السورية ـ السعودية وفي عين التينة، بدا رئيس المجلس النيابي نبيه بري، حذرا على جاري عادته في الآونة الأخيرة، ولو أنه استعاد شيئا من لغته التفاؤلية السابقة، وقال أمام زواره لن نقول فول تصبح الامور واضحةوفسر المقربون منه موقفه بأن فك صيامه مرهون بلحظة ولادة الحكومة الوفاقية الجديدة بدوره، توّج رئيس الحكومة المكلف الاستشارات النيابية في يومها الثاني، أمس، بابتسامة مقتضبة، رافضا الرد على أسئلة الصحافيين، بعدما كان قد التقى طيلة ساعات بعد الظهر، عددا من الكتل والنواب من فريق الأكثرية وأبرزهم كتلتا القوات اللبنانية والكتائب اللتان اتفقتا مع الحريري على عقد لقاء ثان، ولم تغادر خطابهما لغة الحرص على حكومة وفاقية، ولو أن لهجة الكتائب كانت أكثر حدة، بما في ذلك المذكرة التي سلمتها للحريري وتضمنت في طياتها عناوين وتعبيرات تذكر بالأدبيات الكتائبية في زمن الحرب الأهلية.
على صعيد المواقف، أكد نائب الأمين العام لـحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن أي فريق مهما علا شأنه «لا يستطيع أن يحكم البلد وحده ودعا إلى الحوار البناء «لإنجاز حكومة وحدة وطنية مهما تطلبت من تضحيات ولقاءات وصبر ووقت، على قاعدة أن إنجازها هو الهدف ولا يوجد هدف آخر
أضاف قاسم «ننصح باعتماد الصيغة التي تم الاتفاق عليها 15ـ10ـ5 مع كل مترتباتها، لأنها الصيغة التي تطلبت وقتا وجرأة وتنازلات متبادلة وحققت إجماعا وطنيا، فهذا يساعد على أن نبدأ من هنا لإنجاز وطني كبير بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وليعلم الجميع أنه عندما تتشكل الحكومة بالتوافق وكيفما كان توزيع الأدوار فيها وكيفما كان توزيع الحقائب سيكون الجميع رابحا، لأن الناس ستنسى التنازلات والتطمين والمعادلات المختلفة وسيبقى أمامها حكومة الوحدة الوطنية، وهذه الحكومة تستطيع أن تنطلق إلى الاستقرار السياسي والأمني والعمل الاجتماعي وخدمة الناس ومعالجة القضايا المختلفة
ورأى رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه، أن وزارة الدولة التي أعطيت لنا (في التشكيلة السابقة) «لا ترضينا والمنصب مردود مع الشكر، وليس الرفض متعلقا بالشخص، موقف النائب وليد جنبلاط، بعد لقاء كتلة اللقاء الديموقراطي بالحريري، إذ اكتفى بالتعليق: أترك ملف الحكومة للشيخ سعد الحريري، وهو حريص على المصلحة الوطنية والوحدة الوطنية لكنّ جنبلاط أفاض في الحديث عن ملفات أخرى، إذ أكد أنّ لقاء الملك السعودي عبد الله والرئيس بشار الأسد يعيد الوصال والاتصال بين سوريا والسعودية مشدداً على أنه مهم للمحافظة على اتفاق الطائف، ومؤكداً أنه سينعكس إيجاباً على الوضع الداخلي اللبناني.
|
|
 
|
|
|
|
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست