|
خواطر وذكريات من جامعة الخرطوم – أيام الدراسة (1986 – 1991)
|
الحلقة (2) يطيب لي في بداية هذه الخواطر أن أهنئ السادة القراء عبر الأثير بمناسبة عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم وعلى بلادنا بالخير واليمن والبركات والسلام والاستقرار، آمين.
وفي المعايدة قبل الخواطر تحية خاصة لأخوتنا واخواتنا ابناء وبنات الدفعة وكل الدفعات، والزملاء بالمنبر ونطلب منهم المساهمة في إحياء الذاكرة ومنهم محمد نور كبر وعبد الكريم الامين وأحمد الأمين ونادر أبو كدوك ، حاتم الفاضل وغيرهم، والعتبى للمهندسين من جامعة الخرطوم إن هبشتهم هذه الذكريات. مع خاص تحياتي فضل الله
الأنجم الزهر للحديث عن الذكريات لابد من ذكر أساتذة أثروا حياتنا العلمية والأكاديمية في الجامعة، كل منهم بقدر حسب تخصصه، وقد سعدنا لمرافقتهم لنا واستفدنا مما كنزوا ومن عصارة جهدهم وحصيلة صبرهم فكانوا نعم الرفد والمعين والأساتذة والآباء. لقد كانوا أساتذة صادقين يتفانون في توصيل رسالتهم،يجلون العلم ويجلهم طلابهم، نذكر في مقدمتهم بروفسور محمد هاشم عوض، أستاذ الاقتصاد المعروف فهو علم من جيل العلماء، وشقيقه الآخر بروفسور محمد صفي الدين عوض كان مكتبة زاخرة بالكنوز، فعندما تنظر إليه ترى فيه شيخا وقورا وعندما يتحدث لا تجد نفسك إلا منصتا بشغف، دقيق في معلوماته، يعاملك بلطف بالغ فيفرض عليك أن تتعامل بمثله وكأنه يريد أن يشذب طبعا في طلبته، فهو كان بروفسور عالم مربي أجيال ومبدع ذو أخلاق، وهو أحد واضعي كتاب الرياضيات في السودان أيام بخت الرضا، رحمه الله رحمة واسعة. بروفسور على أحمد سليمان صاحب كتاب الضرائب في السودان لم تطل إقامتنا معه نسبة لمغادرته إلى إحدى جامعات الخليج تقريبا، فخلفه في تدريس مادة الـPublic Finance، فتى معتزا بنفسه، قادم لتوه من مدرسة كليرمونت، هو الدكتور إسماعيل أبو، كان شابا فارع الطول جميل المحيى، بليغ في لغة العم سام، سلس في توصيل المادة وصارم في التعامل يزلزل ثقة بنفسك ويجعلك تتوجس في تحقيق المستوى المطلوب. فقد سأله يوما أحد الطلاب أثناء الامتحان النهائي في القاعة الكبرى المسماة Exam Hall يستوضح مسألة، فكانت إجابته هي النص الوارد أدناه: The exam is written in a plain English language. أي أن الامتحان كتب بلغة إنجليزية بليغة وواضحة، والمعنى واضح من إجابة الدكتور، فما كان من زميلنا إلا أن حمد الله على الذي هو فيه، ولم يزيد.
|
|
|
|
|
|