هاهو تاريخ (أبطال) مايو 1969(جلادى) يوليو 1971

Quote: السياسي المخضرم الدكتور عبد الحميد صالح بتاريخ 7-11-1428 هـ القسم: شخصيات ومواقف/ اعداد : الفوال يكشف أسرار تاريخية لأول مرة ل (اخبار اليوم ) المفاجأة التى فجرها القائد العام الخواض في جوبا القصةالحقيقية الكاملة لرواية اعتقال وزير الدفاع فى جوبا (ان كان هناك اعتقال في جوبا فانا الذى اعتقلتهم) (احضروا القائد العام ووزير الدفاع لجوبا من اجل القرقوش المسوس) اعداد الفوال القصة المثيرة ومتابعة للحوار فى الحلقة الاولى سألنا الدكتور عبد الحميد صالح عن قصة اعتقاله كوزير الدفاع فى جوبا : فرد قائلا انه ليس اعتقال فان كان اعتقال فانا الذى اعتقلتهم؟ ماهى تفاصيل القصة اذن؟ انها قصة طويلة (قالها بالانجليزية) ومن حق الناس أن تعرفها القصةهى انى كنت وزير دفاع بالانابة ووزيرا للصحة فى نفس الوقت .. فى وزارة المرحوم السيد محمد احمد المحجوب وكان من العادة أن اذهب فى الصباح فى تمام السادسة صباحاً الى وزارة الدفاع .. وفى تلك الايام كنا مع الجنوب فى حالة صعبة جدا .. حيث كان الجنوبيون على مشارف ملكال . وكنت اطلع على البرقيات التى تأتى من القيادة الجنوبية . فى تلك الايام كانت لدينا طائرة فوكرز تحمل المؤن والاسلحة الى الجنوب . ضربها المتمردون فبعثنا بها الى هولندا للصيانة وكنت منتظر اعرف ايه اللى حصل عليها ومتابعها من خلال البرقيات التى ترد من القيادة الجنوبية وبينما انا أقرأ البرقيات الواردة فى ذلك الصباح استوقفتنى برقية غريبة جدا تقول: يحضر فورا القائد العام او وزير الدفاع او نقوم بالخطوة الثانية.. من الذى ارسل هذه البرقية بالتحديد من القادة؟ فى الحقيقة حتى هذه اللحظة لا اعرف من أرسلها شخصيا لان القائد فى الجنوب كان فى الخرطوم للعلاج ...انزعجت جدا من هذه البرقية .. وقال لى القائد العام المرحوم الخواض انا ساذهب الى الجنوب لاستطلاع الامر فقلت له . لا .. انا ساذهب معك أيضاً فامرت بتجهيز الطائرة الخاصة لوزير الدفاع واخذت معى كل هيئة الاركان حوالى 11 ضابطاً من كل التخصصات- الاسلحة والتموين والامدادات وغيرها واخذنا معنا الخواض القائد العام وذهبنا الى جوبا لمعالجة الامر تصرف عفوىأيضاًً ووصلنا الى جوبا . وفى مطار جوبا هناك تقاليد خاصة عسكرية لاستقبال وزير الدفاع من طابور تحية عسكريه وغيرها , فلاخطت أن ذلك لم يحدث ولم يُعد له ( وما ارويه لك الان بعد مضى 30 عاما اقسم بالله العظيم هو ما حدث فعلا دون اى تحوير ولك أن تتحقق من ذلك) حينما نزلت من الطائرة كانت عينى على طائرة واقفة بعيدا عن المدرج وبدلا من الاتجاه الى البوابة الرئيسية للخروج وجدت نفسى اتجه الى الطائرة الواقفة فى الاتجاه الاخر .. ووجد الخواض الطيار بجوار الطائرة الجاثمة والذى قال له : لقد اصلحنا الطائرة المعطوبة وهى جاهزة للعمل وقد وصلنا اول امس من هولندا كان بجوارى الخواض وبعض الضباط فقلت للخواض نرجع الى البوابة الرئيسية جيب لينا عربة لنواصل سيرنا الى القيادة مباشرة وفعلا جاءت عربة بجوار الطائرة ومنها اتجهنا خارج المطار مباشرة من باب اخر .. هذه الخطوة جاءت هكذا عفوا ولم تكن مقصودة *مفاجأة الخواض* اتجهنا فى طريقنا الى مبنى القيادة الجنوبية بجوبا انا والقائد العام الخواض ومعنا سليمان ابراهيم الذى كان قائدا بالانابة للمنطقه والذى غادر قبل وصولنا للخرطوم للعلاج ...هنا حدث شئ... حيث لاحظ الخواض بنظرته العسكرية أن هناك حركة غير عادية ,, وانا راكب فى الامام بجوار السائق التفت الى وقال : (سيادتك هناك تمرد ) رددت عليه وفى ذهنى تمرد المتمردين فى الجنوب ما التمرد اصلو قاعد ما الجنوبيين ...فقاطعنى قائلاً ليس الجنوبين بل قواتنا.. رددت مندهشا قواتنا ..!!! قال لى نعم قواتنا وفى تلك اللحظة امرت سائق العربة بالتوقف وخاطبت الخواض ياخواض .. انت ما عندك استخبارات ولا كشافة تجيب وزير الدفاع وتجئ فى وسط البحر وتجى تقول عندنا تمرد فى قواتنا ...فرد قائلا لازم نرجع قلت له: لا لن نرجع وليحدث ما يحدث واستمرت العربة التى تقلنا فى اتجاه القيادة .. وفى مدخل القيادة وجدنا عسكرى بسلاحه حينما شاهدنا صاح قف عندك ثم صاح الوزير فين ؟؟ الوزير عبد الحميد معاكم .. فاخرجت راسي من باب العربة مخاطبا اياه ايوه معاهم ففوجئت به يقول لى ديل عاملين ليهم مؤامرة ضدك .... * من هذا الشخص ؟؟ * لايمكن التصريح باسمه لاننى خائف عليه وهذا الشخص حينما كنت وزيرا للصحة .. ذهب بخطاب منى للقومسيون الطبى وشغلوه هناك فى الجيش ... هذا هو الشخص الذى قابلته فى مدخل القيادة فى جوبا ونبهنى الى وجود مؤامرة ضدى) وهذا الشخص لم ينس ما قدمته له من خدمة فاراد بذلك ان ينبهنى لما يحاك فى القيادة وتابع هذا الشخص حديثه قائلا .. فقط عربية الوزير تمر من هنا وباقى العربات تتجه الى هناك فى تلك اللحظات حينما اقتربت عربتنا بجواره سألته من انت .. فقال له سأحدثك بذلك فيما بعد وستعرفنى لاحقا ودخلنا مبنى القيادة العامة فى جوبا *مواقف مثيرة داخل القيادة* حينما دخلنا القيادة :شاهدت عددا مهولا من الجنود والضباط على غير العادة فنزلت من العربة وفوجئت بما لايصدق من حفاوة وهتاف: الدكتور عبد الحميد ...يحيا عبد الحميد وتدافعوا لرفعى الى الاعناق فطلبت منهم الا يفعلوا ذلك وقلت ضاحكا خوفا من ان يرفعونى الى الاكتاف ثم يتركوننى اهوى الى الارض) صعدت فى المبنى لارتاح من عناء الرحلة واداء الصلاة ثم غفوت قليلا من الارهاق .. وصحوت على نقرات فى الباب وجاء من يفيدنى ان الضباط الان فى غرفة الاجتماعات .. وكانوا حوالى ثمانين ضابطا فى تلك الغرفة الصغيرة نظرت الى محدثي فاذا به نفس الجندى الذى قابلنى فى البوابة وحذرنى من وجود مؤامرة ضدى .. فسألته بعد أن عرفت منه انه الشخص الذى سعيت أن يعمل مع القومسيون وقال لي كنت فى البوابة فى الحراسة .. فقلت له ماذا هناك .. فقال لي دخلناهم ليك كلهم فى غرفة .. مش هم طالبين وزير الدفاع وارسلوا ليك برقية .. تعال شوفهم عاوزين شنو *اللحظات الحاسمة* ذهبت اليهم فى غرفة الاجتماع .. بادردتهم بالسلام السلام عليكم .. فلم يرد احد .. فقلت لهم طيب بلاش ...انتو ارسلتم برقية للقيادة وفى دي ما ممكن تقولوا لا .. قلتم اما القائد العام او وزير الدفاع يحضر حالا وهاهو القائد العام وجيت انا وزير الدفاع ...مالكم .. وفى شنو .. وانا جاى اعرف الخطوة الثانية شنو هى .. لنفترض اننا لم نحضر فما هى الخطوة الثانية اللى ذكرتوها فى البرقية دى ...عاوز اعرفها.. سار صمت رهيب فى الغرفة .. ولم يتحدث احد غير همهمة غير مفهومة من احدهم لم افهم منها شيئا (وكانت اللهجة مصرية) فسألته من انت فقال لي احمد عبد الحليم .. انا قائد المدرعات فقلت له وايه اللى جابك هنا. فقال عندى امتحان (كنت هذا الامتحان قد الغيته وانا وزير للدفاع بلانابة) وجاء صوت احد الضباط مخاطبا جمع الضباط غاضبا .. ماتردوا ..فى نبرة تحد واضح فسألته من انت فقال لى : انا مقبل ( وهنا قال لى الدكتور عبد الحميد لو وجدت هذا الشخص واسمه مقبل ابلغه تحياتى وقل له الدكتور لازال يذكرك) وتابع مقبل حديثه للضباط ما تردوا . اهو جاكم .. خايفين من شنو .. ارجل منكم جاء وما خايف التفت الى مقبل وقلت له كتر خيرك يامقبل .. نسمع منهم ...فى شنو؟؟.... الجنوب راح قام احدهم وقال : نحن سعادتك ناديناك علشان القرقوش اللى بيدونا ليه مسوس . اقسم بالله العظيم كان هذا ردهم وقال الثانى البولوبيف احمر عاوزنه ابيض ثالثا البلح مسوس يغيروه لينا قلت له بس دا يااخى مش عيب عليكم تجيبوا الحكومة هنا علشان تقولوا الكلام دا فاتجهت الى المسؤول عن التموين وقلت له القرقوش دا ما تجيبوه ليهم المسوس والبولوبيف تجيبوا ليهم الابيض والبلح دا تبدلوه ليهم فقاطعنى الضابط سيادتك السجائر ده غيروه لينا قلت لهم ثانى فى شنو .. قالوا لى خلاص مافى حاجة . قلت ساخرا دى مطالبكم!! وخرجت من هذا الاجتماع ومن لحظتها عرفت أن الجنوب راح بعد هذا الاجتماع ظللت فى جوبا لاكثر من اسبوع وكان حامد على شاش مدير المديرية فى تلك الفترة ولكنه لم يحضر هذا الاجتماع (وانتهز هذه الفرصة لكى احييه) .. وعلق على هذا للقاء قائلا لى والله ماشفت ارجل منك الجماعة ديل جايبنك لامر مبيت وانا فى جوبا فى الحال اصدرت قرارا بأن يتولى الباقر احمد القيادة فى جوبا وارسلت له طائرة فى ملكال حيث كان يعمل وحضر بعد ساعتين فقط .. وقلت له يا الباقر انا اصدرت قرارا بتسليمكم القيادة فى جوبا من الان . انت مسؤول عنها وفى نفس الوقت رقيتك عملتك لواء *سألت لماذا اخترت الباقر بالذات؟** *أولا كانت القيادة فى جوبا تحتاج الى قائد بمواصفات خاصة يمكلها الباقر خاصة بعد الاحداث الاخيرة ثانيا: ثم أن شخصية الباقر وهيبته وانضباطه يمكن أن يواجه أي احداث يمكن أن تتداعى مع الموقف فى الجنوب *ابادة كتيبة كاملة* ظللت فى جوبا لمدة اثنى عشر يوما اتابع الاحداث وتداعياتها وفى اثناء وجودى فى جوبا جاءت الاخبار بأن كتيبة فى ياى قد ابيدت كاملة لانه مافى قائد عندهم لان القادة كلهم جاءوا الى جوبا فجمعت الضباط مرة اخرى .. وقلت لهم كان يمكن أن ارفدكم كلكم وآتى بضباط اخرين مكانكم للدفاع عن البلد ولكننى لا اريد شوشرة في القوات المسلحة فى هذا الظرف الصعب فى الجنوب وأقسمت امامهم بالطلاق أن وجدت ضابطاً فى جوبا بعد ساعتين لاضربه بالرصاص (لان كل الضباط الذين كانوا فى جوبا هم من قادة الوحدات فى المناطق الاخرى جاءوا من اجل هذه البرقية التى ذكرتها) وفعلا بعد ساعتين كل هذا العدد الضخم من الضباط انفض الى وحداتهم فى المناطق الاخرى فى الجنوب .. ومن ضمن الضباط الذين التقيت بهم كان بابكر النور .. سألته انت ايه اللى جابك هنا .. انت مش مفروض تكون فى كينيا .. اجاب نعم سعادتك جيت اشوف لى بطاريات قلت له انت مهلتك ساعة مش ساعتين تغادر جوبا لاننى قاصدك وهكذا غادرت جوبا بعد انتهاء المهمة وعودة الامور الى الحالة الطبيعية غادرت مطار جوبا فى طريقنا للخرطوم *رأي محمد احمد المحجوب!* حينما نزلنا من الطائرة فى مطار الخرطوم وجدت كل الحكومة فى استقبالنا فى المطار واخذنا العربات الى جلسة مجلس الوزراء لاقدم لهم التقرير عن الرحلة والاحداث التى صاحبتنا .. وفى جلسة مجلس الوزراء رويت القصة كاملة كما رويتها لكم الان بتفاصيلها وكان رئيس الوزراءانذاك المرحوم محمد احمد المحجوب وكان رأي محمد احمد المحجوب رئيس الوزراء قال لي لوكنت فى مكانك لكنت جمعتهم وفتحت فيهم النيران وقلت له معلقا افتح النار فى الجيش كله *قلت له معنى ذلك انك لم تعتقل فى جوبا؟* *قال فى زول يجيب معاه فى طيارته 11ضابط يكون معتقل فى جوبا والطريف فيما بعد كلفونى أن ابحث لهم عن عمل ... معنى ذلك انكم رفدتوهم من الجيش؟ لذلك اقول ليك الاحزاب للاسف الشديد هى السبب وديمقراطيتها لاكثر من اللازم هى اللى جابت لينا المصائب ضمن هؤلاء الضباط كان فاروق حمدنا الله وبابكر النور ولا اتذكر الاخرين